الحمد لله رب العالمين وبعد. اسأل الله عز وجل ان يعصمك من هذه الصفة القبيحة. التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اوصني فقال لا تغضب. فقال يا رسول الله اوصني فرددها مرارا. قال لا تغضب وذلك لان المتقرر في القواعد ان الغضب جماع كل شر. فالقتل غالبا لا يكون الا بسبب الغضب. والطلاق غالبا لا يكون الا بسبب الغضب الجنايات اكثرها انما يكون سببها الغضب. فان الشيطان يستولي على ابن ادم في حال غضبه استيلاء عظيما وان الانسان ينبغي له ان يستدفع غضبه بعدة امور. الامر الاول ان يحاول ان يقطع اسباب الغضب عنه وان ينبه من حوله الا يغمز بركان غضبه بشيء الذي يعلمون انك انه يغضبك. فان هذا من اعظم ما يجاهد به الانسان غضبه. فاي شيء تحس انه يثير بركان غضبك فحاول ان تبتعد عنه وحاول ان تقطعه. فاذا كنت اذا استمعت نوعا من الاخبار ثار غضبك فاقطع استماعها واذا كان مجالس اذا حضرتها ثار غضبك فلا تحضرها. واذا كان ثمة صاحب من اصحابك يثور غضبك ببعض كلامه او ببعض اطروحاته فحاول ان تقطعه وغير ذلك من الاسباب التي ترى انها تثير حفائض غضبك. والامر الثاني كثرة الاستعاذة بالله عز وجل الشيطان الرجيم حال الغضب فان هذا الغضب نار. تضطرب في قلب ابن ادم ينفخ فيها الشيطان فان هذا الغضب من الشيطان والعياذ بالله. ولذلك في الصحيحين من حديث سليمان بن رظي الله عنه قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه عليه وسلم واحدهما يسب صاحبه وقد انتفخت اوداجه اي من الغضب ومن شدة الغضب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني لاعلم كلمة لو قال هذا ذهب عنه ما يجد. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فقيل للرجل ذلك فقال اني لست بمجنون فكثرة الاستعاذة بالله عز وجل من الغضب حال وقوعه عليك هذا من اعظم ما يدفعه باذن الله عز وجل الامر الثالث اعلم ان الغضب نار وان الماء يطفئ هذه النار. فحاول ان تتوضأ او حاول ان تغتسل لابد وان يصيب جسدك شيء من الماء. ولذلك يروى في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا غضب احدكم فليتوضأ ومن ذلك لا بد وان تعلم ان الغضب عبارة عن احتقان عظيم للدم في العروق. فكلما تحرك الانسان عاد جريان الدم في على حالته الاولى. فاذا غضبت وانت قائم فاجلس. واذا غضبت وانت جالس فاضطجع. فتغيير حالة الجسد بعد ثوران الغضب مما يخففه باذن الله عز وجل. واعظم الاسباب في ذلك وفقك الله كثرة دعاء الله عز وجل ان يعصمك من هذه صفة القبيحة فاكثر من دعاء الله فان قلوب بني ادم بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. اسأل الله عز وجل ان يعصمك من الغضب وان يكفيك شر هذه الصفة القبيحة. وان يعاملنا واياك بكمال رحمته وعطفه وحنانه عز وجل والله اعلم