قال ايضا غلو اخر وهذا الغلو جاء في اثبات الصفات نظر قوم في صفات الله جل وعلا وقالوا القرآن فيه اثبات الصفات والسنة كذلك تجاوزوا الحد في اثباتها حتى جعلوا صفات الرحمن جل وعلا دالة على التجسيم فقالوا ان الله جل وعلا اسم وله وجه وجه الانسان وله عينان كعينين الانسان الى اخره فغلوا في الاثبات والاثبات مشروع فزادوا فيه حتى جعلوا الاثبات تجسيما. والاثبات الحق الذي جاء في الكتاب سنة على قاعدة ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. اثبات بلا تجسيم وتنزيه للمولى جل وعلا عن النقص بلا تعطيل قابلهم فرقة اخرى غلت في ذلك فجعلت تنزيه الله جل وعلا فرض وقالوا لا يصلح ان ننزهه الا بان ننفي عنه الصفات كما قاله الجهمية والمعتزلة. فغلوا في مقابلة ببدعة المجثمة وغلوهم فغلوا حتى قالوا انه لا صفة للرحمن جل وعلا الا صفة او الا ثلاث صفات الى اخر ما هنالك. فكان سبب غلوهم انهم ارادوا تطبيق القرآن. في انه ينزه الله جل وعلا عما يليق عما لا يليق بجلاله وعظمته فغلوا في اثبات ليس كمثله شيء فجعلوا ذلك دليلا على انه جل وعلا ليس له صفة تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا