هم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون. رواه الامام مسلم رحمه الله تبارك وتعالى. والله اسأل ان يرزقنا واياكم الفردوس وان يجعلنا من اهل الفردوس ولكن ايها الاخوة هذه الدنيا دار عمل عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من امن بالله وبرسوله واقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله ان يدخله الجنة جاهد في سبيل الله او جلس في ارضه. التي ولد فيها وفي رواية للبخاري هاجر او جلس في ارضه التي ولد فيها فقالوا يا رسول الله افلا نبشر الناس قال ان في الجنة مائة درجة اعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والارض فاذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فانه اعلى الجنة واوسط الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر انهار الجنة. اربع صفات عظيمة لهذه الجنة تأمل اوسط الجنة واعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن وفي حديثنا ان النبي صلى الله عليه اشار بيده هكذا وقال كالقبة ومنه تفجر الانهار لان انهار الجنة تفجر من تحت العرش هذا الحديث رواه البخاري وعن قتادة ابن دعامة السدوسي قال حدثنا انس بن مالك رضي الله عنه ان الربيع بنت البراء وهي عمته وهي ام حارثة ابن سواقة اتت النبي صلى الله عليه واله وسلم فقالت يا نبي الله الا تحدثني عن حارثة وكان قتل يوم بدر اصابه سهم غرب فان كان في الجنة صبرت هي التي تقول وان كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء يعني يتضرع الى الله حتى الله ينقذه هذه امرأة صالحة والله. فقال صلى الله عليه وسلم يا ام حارثة انها جنان في الجنة. وان ابنك اصاب الفردوس الاعلى. رواه البخاري وعن ثابت عن انس رضي الله عنه قال لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه يعني يغشى عليه فقالت فاطمة رضي الله تعالى عنها واكرب اباه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ليس على ابيك كرب بعد اليوم. فلما مات قالت يا ابتاه اجاب ربا دعاه يا ابتاه من جنة الفردوس مأواه يا ابتاه الى جبريل ننعاه فدل على ان الفردوس منازل للنبيين وعلى رأسهم سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه ويا فوز من كان مع محمد صلوات الله وسلامه عليه. الحديث رواه البخاري وعن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين كما ما بين الارض والسماء الفردوس اعلاها درجة. ومنها تفجر انهار الجنة الاربعة. ومن فوقها يكون العرش فاذا سألتم الله فسلوه الفردوس رواه الترمذي وعن عبد الله ابن مغفل رضي الله تعالى عنه قال انه رضي الله تعالى عنه انه سمع ابنا له يقول اللهم اني اسألك الفردوس وكذا وكذا طبعا ما بعد الفردوس شيء. فقوله بعد الفردوس كذا وكذا لا يصلح. ولذا قال عبد الله ابن مغفل فقال يا بني سل الله الجنة. يكفيك انك تقول اللهم اسألك الجنة. يكفيك انك تقول اللهم اني اسألك الفردوس فقال يا اي بني سليمان الجنة وتعوذ بالله من النار فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في هذه الامة قوم تدون في الدعاء والطهور. رواه الامام احمد. فليس بعد آآ الفردوس غاية. اذا سألت الله بوجهه لا تسأل الا الفردوس اذا سألتم لا تسألوا بوجه الله الا الجنة. وفي رواية الا الفردوس وهذا يدلنا على ان الله جل وعلا عظيم ووجهه دائم فلا يناسب ان نسأل بالدائم والعظيم الا ما هو دائم بدوام الله الذي دومها وجميل بجمال الله الذي جملها وهو الفردوس جعلني الله واياكم من اهل الفردوس وعن عبد الله ابن قيس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال جنان الفردوس اربع ثنتان من ذهب حليتهما وانيتهما وما فيهما وسنتان من فضة انيتهما وحليتهما وما فيهما اليس بين القوم وبين ان ينظروا الى ربهم عز وجل الا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن وهذه الانهار تشخب من جنة عدن ثم تصدع بعد ذلك انهارا. رواه الامام احمد بسند لا بأس به وكل واحد يتمنى ان يكون من اهل الفردوس لكن الجنان لا تنال بالاماني وانما تنال بالايمان والاعمال الصالحة والدعاء. لذلك النبي صلى الله عليه واله وسلم. اشار الى الدعاء بقوله اذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس. علق قلبك بالشيء العالي ليش تصير همتك دنية؟ الله جل وعلا لا ينقصه شيء. اسأل من فضلك يعطيك سبحانه وتعالى قال الحسن ابن محمد ابن الحنفية قال تعصي الاله وانت تظهر تظهر حبه عار عليك اذا فعلت شنيع لو كان حبك لو كان حبك صادقا لاطأته ان المحب لمن احب مطيع. ما ظر ما كانت الفردوس ما كان في العيش من بؤس تراه يمشي حزينا خائفا شعثا الى المساجد يسعى بين اطماري وعن المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه قال سأل موسى ربه عن المغيرة ابن شعبة رضي الله تعالى عنه مرفوعا قال سأل موسى ربه قال اي ربي ما ادنى اهل الجنة منزلة قال الله جل وعلا هو رجل يجيء بعدما ادخل اهل الجنة الجنة. هذا اخر واحد يخرج من النار ويدخل الجنة. اخر واحد فيقال له ادخل الجنة فيقول اي ربي كيف؟ وقد نزل الناس منازلهم واخذوا اخذاتهم تصور انه خلاص امتلأت الجنة فيقول الله جل وعلا اترضى ان يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول رضيت ربي فيقول لك كذلك لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله. فيقول الرجل في الخامسة اي ربي رضيت يقول الله جل وعلا له هذا لك وعشرة امثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول رضيت ربي هنا وقف موسى. فقال اي ربي تعجب اذا كان هذا ادنى اهل الجنة. فقالا اي ربي فما اعلى اهل الجنة فاعلاهم منزلة ماذا اعددت اي ربي فاعلاهم منزلة. فقال يا الله جل وعلا يا موسى اولئك الذين اردت غرست كرامتهم بيدي او بيدي لا اله الا الله شيء عجيب اولئك اردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين قط. ولم تسمع اذن ولم يخطر على قلب بشر قال المغيرة ومصداقه في كتاب الله عز وجل فلا تعلم نفس ما اخفي له فان كان الانسان قد اعد وقدم لداره فانه ينال. الا ترى ان الرجل الغريب اذا صار غريبا وفي بنيته العودة الى وطنه. والله مهما مكث سيرجع. المهم العزم الاكيد والنية الصادقة هو العمل الجاد فمن كانت نيته متعلقة بالفردوس فانه ينال رضا الله جل وعلا ويدخل في دار كرامته ويدخل في رحمة الله سبحانه وتعالى لان تعلق القلب بهذه الامور الشرعية يعني في حد ذاته سببا من اسباب اسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم الفردوس وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين والحمد لله رب رب العالمين