برنامج التفسير

الفرق بين العفو والمغفرة والرحمة ٢ | جزء ٢ حلقة ٢٤٥ من برنامج التفسير | الشيخ د. محمد حسان

محمد حسان

اذا العفو محو الذنب وترك العقوبة عليه اما المغفرة تصلح الستر والتغطية يقال عند العرب غفر الشيب بالخطاب اي ستره وغطاه وتقول العرب غفر المتاع في الوعاء اي ادخله فيه وستره وغطاه - 00:00:00ضَ

ومنه المغفر الذي يلمسه الفارس في ارض المعركة ويغطي ويستر به رأسه لاتقاء الرمي بالرماح وضربات السيوف والسهام وغفر الله له ذنبه غفرا وغفرانا ومغفرة اي ستره وغطاه ووقاه شر ذنبه. ومن اسمائه الحسنى الغفور - 00:00:35ضَ

وقد ورد اسم الغفور سبحانه وتعالى في احد عشر موضعا من القرآن الكريم بالتعريف والتنوين كما في قوله تعالى مثلا نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وورد في اثنتين وسبعين اية. في القرآن الكريم منونا - 00:01:06ضَ

كما في قوله تعالى واستغفروا الله ان الله غفور رحيم صحيح البخاري وغيره ان ابا بكر رضي الله عنه قال يا رسول الله علمني دعاء ادعو الله به في صلاتي - 00:01:28ضَ

وقال النبي عليه الصلاة والسلام لابي بكر قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا. ولا يغفر الذنوب الا انت. فاغفر لي مغفرة من عندك. وارحمني انك انت الغفور الرحيم الغفور جل وعلا - 00:01:45ضَ

والذي يغفر الذنوب ويستر العيوب مهما بلغت لكل من تاب ورجع اليه قال تعالى واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى وقال تعالى نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم - 00:02:04ضَ

وان عذابي هو العذاب الاليم. ومن جميل ما قاله امامنا ابن القيم وهو الغفور فلو اتي بقربها من غير شرك بل من العصيان لاقاه بالغفران ملء قربها سبحانه هو واسع الاحسان - 00:02:23ضَ

وقد اختلف اهل العلم والفضل ايهما ابلغ واوسع مدلولا ومعنى العفو المغفرة اختلف علماؤنا وسادتنا على قولين فمنهم من قال المغفرة ابلغ واوسع واشمل من العفو لانها ستر واسقاط للعقاب - 00:02:47ضَ

ونيل للثواب وصون للعبد من عذاب التخجيل والفضيحة على رؤوس الخلائق يوم القيامة وكذلك لو غفر الله للعبد صانه من فضيحة الدنيا ومن سادتنا من قال ان العفو ابلغ من المغفرة - 00:03:20ضَ

واوسع مدلولا لانه محو وطمس لاثار الذنوب بالكلية من ديوان الكرام الكاتبين. من الملائكة قالوا العفو ابلغ لانه محو وطمس لاثار الذنوب بالكلية من ديوان الكرام الكاتبين من الملائكة فلا يجد العبد - 00:03:44ضَ

في صحيفته ولا في ديوانه لذنوبه اثرا ولا يطالبه الله جل وعلا بها يوم القيامة بعد العفو عنه ولذا العفو ابلغ من المغفرة لان المغفرة ستر والعفو محو الذنب موجود في الصحيفة - 00:04:13ضَ

بالنسبة للمغفرة الذنب موجود لكن الله جل وعلا يستر العبد ويستر ذنوبه اما العفو هو محو وطمس للذنب من صحيفة العبد وكتابه وديوانه فلا يجد العبد بعد العفو اثرا للذنب - 00:04:38ضَ

ولا معصية اما المغفرة يقرأ العبد ذنوبه في صحيفته وديوانه وكتابه لكن الله جل وعلا يستره في الدنيا وبين يديه في الاخرة كما ساذكر الان اذا العفو وهذا ما ادين به انا لله جل وعلا - 00:05:04ضَ

واميل اليه العفو ابلغ من المغفرة لان المغفرة ستر وتغطية مع بقاء الذنب في الصحيفة يغفره الله عز وجل للعبد في الدنيا ويغفره له جل وعلا بين يديه يوم القيامة - 00:05:28ضَ

اما العفو فهو محو ماحون بالكلية وطمس للذنوب من الصحيفة والكتاب والديوان تدبروا هذا الحديث الرائع الذي اراه فصلا في المسألة في صحيح البخاري وغيره عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال - 00:05:45ضَ

يدنى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدنى المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع رب العزة عليه كنفه كن فهم في اللغة اي ستره ورحمته ويقرره الله خلي بالك بذنوبه. اه. يقرره بذنوبه. فيقول الله للعبد المؤمن - 00:06:14ضَ

لقد عملت ذنب كذا وكذا يوم كذا وكذا. اه يقرره بالذنوب الذنوب موجودة في الكتاب موجودة في الصحيفة يقول الله جل وعلا اتعرف ذنب كذا وكذا فيقول المؤمن ربي اعرف - 00:06:46ضَ

ربي اعرف فيقول الله جل وعلا فاني سترتها عليك في الدنيا واغفرها لك اليوم يبقى الذنب موجود يغفر في الدنيا مع بقاء الذنب في الصحيفة وان تفضل وتكرم الغفور جل جلاله - 00:07:06ضَ

غفره للعبد بين يديه يوم القيامة ثم قال عليه الصلاة والسلام فيعطى صحيفة حسناته واما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين. فالعفو عندي - 00:07:30ضَ

ابلغ من المغفرة فهو محو للذنوب من الصحف اما المغفرة فهي ستر للذنوب مع بقائها وقد تغفر للعبد في الدنيا وقد تغفر للعبد بين يدي الله جل وعلا في الاخرة - 00:07:53ضَ

اما الرحمة - 00:08:12ضَ