من الفروق المهمة في هذا الامر الفرق بين الفتوى والقضاء الفتوى اسباب والقضاء باب اخر. الفرق بينهما ان القضاء يكون بين متخاصمين في الزام احدهما بالحق له او لصاحبه والذي يحكم بينهما هو القاضي الذي نصبه ولي الامر ليقضي بين الناس فيما اختلفوا فيه وتشاجئوا عليه اما المفتي فانه لا يلزم المفتي يخبر بالحكم دون الزام ويترك العمل بالفتوى او عدم العمل بالفتوى ما يكون من ورع المستفري وتقواه فلا يبحث المخفي عن حال المستفتي هل التزم؟ او لم يلتزم؟ اما القاضي فانه يلزم بتنفيذ الحكم بما قوضه اليه ولي الامر لهذا قال العلماء القاضي لا يصح له ان يفتي المسائل التي يقضي فيها يعني ان القاضي لا يصح ان يفتي في مسائل البيوت لا يصح ان يفتي في مسائل النكاح لا يصح ان يفتي في مسائل الشركات. لا يصح ان يفتي في مسائل القتل. لا يصح ان يفتي في مسائل الاعراض. لماذا؟ لان الناس اذا علموا فتوى في هذه المسائل فانهم يأولون امورهم عند الرفع اليه عند التنازع بما يوافق فتواه ولهذا نص ابن قدامة في المغني في كتاب القضاء على ان القاضي لا يبكي. لكن يفتي في امور العبادات فيما بين المرء وبين ربه جل وعلا نعم اما في المسائل التي يكون فيها خصومة فانه لا يفتي كما ان المطفي لا يفتي في المسائل التي فيها خصومة وانتم تسمعون المشايخ اذا عرضت مسألة فيها خصومة يقول واحد انا اختلفت انا واخي في كذا او اختلفت انا ووالدي في كذا او حصل بيننا وكذا فيقول هذه الخصوم مردها الى القضاء فيحيل ذلك الى الحاكم الشرعي او الى القاضي الشرعي اما اما المفتي فانما يتكلم في المسائل التي لا تتعدى المستفتي الى غيره ممن له عليه او معه خصومة فاذا تعدت فان المسألة هنا حينئذ لا تكون باب افتاء بل تكون بابا طه