بفرق آآ الثالث الفرق ما بين ترك الفتوى والسكوت عن الحق لا شك ان الصحابة لم يسكتوا عن حق تعين وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم تركوا الفتوى طلبا للسلام والفرق بينهما ان ترك الفتوى عند عدم التعين تعين الابداع فيها ان هذا يقتضيه الورع وهذا هدي السلف الصالح. اما اذا تعينت عليه بحيث انه عنده علم. واذا لم يتكلم في المسألة لم يفتي فانه يؤول المستخفي الى الجهل او الى الاخذ بالهوى او بالرأي او نحو ذلك او يسأل من لا علم عنده فحين اذ يلزمه ان يفتي لانه تعينت عليه ذلك اما السكوت عن الحق فان هذا مرتبط سعة الوقت ومرتبط بالامكان والمصالح التي يراها والمفاسد وفي الجملة فان كتمان العلم وتأخير البيان عن وقت الحاجة هذا سكوت عن الحق في وقته وهذا يختلف عن الفتوى فليس لاحد ان يسكت عن بيان الحق باللسان في الاسلوب الشرعي الذي امر الله جل وعلا به في كتابه وسنه نبينا صلى الله عليه وسلم في نحو قوله ما بال اقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل وان كان مئة شرط كما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة في قصة عتق بريرة المعروفة