من نبتة القاعدة ونبتة داعش فلنبين الفروقات. اذ الاصل بين الناس التشابه. فهل لعاقل ان يقول لان داعش والقاعدة الذين يقتلون ويفجرون فان الناس كلهم كذلك لانهم من البشر ايقول هذا عاقل عنده عقل يفكر او خط يسطر هذا لا يقوله الا من لا خلاق له لا ريب ان الاصل في اهل الاسلام التشابه في امور كثيرة. فهذا التشابه لا يعطي الحق بوصف طائفة او جماعة بانها كالاخرى. فلا يجوز النظر الى الخوارج الذين خرجوا الى علي رضي الله عنه. بان انهم مثله من يقول هذا الكلام؟ لمجرد انهم اهل دين او لانهم يحبون الشيخين ابي بكر وعمر او انهم يصلون او لانهم يصومون او لانهم يزكون ايليق بعاقل يريد ان يقدر عقل نفسي فضلا عن دينه ان يقول ان الذين خرجوا على علي هو مثله في الديانة العبرة في الحديث عن طائفة وفرقة وجماعة معرفة ما تميزت بها او ما خالفت فيها الامة او شدت فيها عن الجماعة او اظهرت فيها من مخالفة الاجماع وشق عصا المسلمين. فالخوارج الاولون كانوا مخالفين لاهل الاسلام الا في السمع والطاعة. والتكفير بما ليس بمكفر واستحلال دماء المسلمين. وهذا امر معلوم لمن عرف التاريخ وعرف غور هذه الفرق. وهناك فرق اخرى بينها وبين اهل الاسلام تشابه وجوه كثيرة وليس الحديث عن اوجه التشابه وانما الحديث عن اوجه المخالفة. اذا تقرر هذا فاننا ينبغي علينا ان ننظر الى القاعدة وداعش نظرة من عدة جهات ننظر ما هي مصادرهم ما هو مرضاهم؟ ما هي شعاراتهم؟ ودعاياتهم؟ ما هي حقيقة ما هم عليه كيفية تعاملهم مع من تحتهم كيفية تعاملهم مع من خالفهم اثارهم علمهم اذا نظرنا الى هذه الامور نعرف البون الشاسع بين هذه النبتة الزائغة التي ربما تنسب نفسها الى ائمة الاسلام زورا وبهتانا. ثم نعرف كم الفرق عظيم كما بين المشرقين بين هؤلاء وهؤلاء ويصدق بعد البيان فيهم لمن له عينان او بصيرة يبصر به الحق ولا عليه الامر ان ما بين هذا وهذا كما قال الشاعر صرت مشرقا وصار مغربا شتان بين ومغرب ان دعوة الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله ليست متهمة بفكر الخوارج من قبل العلماء الراسخين في العلم. حتى ممن يخالفون هذه الدعوة. فالمنصفون من اهل الاسلام من اي فرقة ان كانت لا تقولوا عن هذه الدعوة المباركة انها دعوة خارجية. وانما قال هذا الكلام ولصقت دعوة بالخوارج شرذمة من الكفار الصليبيين والمستعمرين الذين يسمون نفسهم بالمستعمرين وهم من فكر الخوارج ومن فكر السبئية ومن كل فكر فيه او فيه جفاء. ولذلك ايها الاخوة ينبغي علينا ان نعلم براءة هذه الدعوة ولو من جهة القياس عقلي فان مجرد النظر الواقعي يدلنا على هذه البراءة ولله الحمد والمنة. هذه الدعوة السلفية النقية ايها الاخوة انتشرت في شرق العالم الاسلامي وفي غربها واصبح لها في قلوب الناس مكانة يريدون تنفير الناس منها نفرة عظيمة. كيف ذلك؟ لن يجدوا الا بتشويه صورة الاسلام وبتشويه سورة السنة الله اكبر ايها الاخوة نتأمل في واقع واحد عاشه الناس اليوم في القاعدة ايام ما كانت فيها افغانستان كان ابن لادن يوم ان كان حيا وسمعت هذا باذني من الملا عمر رئيس طالبان. وامير في امارة طالبان كان يقول اني قد قلت ان لا احد تدخل في الامور الخارجية للدول. ما مضى على هذا الكلام الا اسبوع وحصل حادثة احدى عشر سبتمبر. اذا اين لامير المؤمنين الذي هم كانوا يقولون انه امير المؤمنين. وهذا يدلنا على انه لا يرون السمع والطاعة وفي مقابلة رسمية معه ايضا وسمعت هذا بنفسي قيل له ان الملا عمر يأمرك والطاعة. قال نعم نحن نسمع ونطيع له اما خارج حدوده فنحن لنا رأينا. هذه طريقتهم ايها الاخوة لذلك نحن نقول ان هذه الطريقة تفجير بلاد المسلمين تدمير ديار المسلمين القتل الفوضوي القتل الفوضوي ايجاد القلاقل والفتن في بلاد الجزيرة العربية وما حولها خاصة باثارة وانهاك هذه الدول بالفتن الداخلية واستئساد الكفار والتربصات الخارجية. حتى اصبحوا يذيعون اذاعات بينة جلية ليس من ورائها الا زعزعة الامن وحينئذ يتيقن كل عاقل التلاعب العظيم الذي صار بهذه القاعدة وبهذا الفكر الداعشي كيف اصبحوا