الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم فانه قد دل على اثباتها كذلك الفطرة الفطرة التي لم تتلوث بشيء من عفن الفلسفة والمنطق ولم يخدشها شيء من قواعد اليونان المناقضة المعقول والمخالفة للمنقول فان الله عز وجل قد خلق في فطر الخلق انه في العلو ولو ان الفطرة تركت وحالها لنشأ الانسان وهو مؤمن ومقر اقرارا جازما بان ربه في العلو ولذلك لما دخل الامام الهمداني على الجويني وهو وهو وهو يقرر عقيدة الاشاعرة ويريد ان ينكر صفة العلو والاستواء فقال كان الله ولا عرش وهو على ما كان يريد ان ينكر صفة العلو والاستواء وقد رجع الامام الجويني في اخر حياته الى مذهب اهل السنة والجماعة ولله الحمد فقال له ابو عمر الهمداني دعنا من ذكر العرش والادلة. واخبرني يا امام عن تلك الضرورة التي نجدها في صدورنا فانه ما وقع قط في كربة فقال يا الله الا ووجد من قلبه ظرورة تطلب العلو فهذه الظرورة ما هي؟ فنزل الجبيني عن كرسيه يضرب رأسه فقال حيرني الهمداني فانه يستطيع ان يؤول الادلة ولكنه لا يستطيع ان ينكر الامر الذي فطره الله عز وجل عليه فاذا اثبات الفطرة لعلو الله عز وجل من العلوم الضرورية التي لا يمكن لاحد ان يجتثها من فطرته مهما حاول ومهما طمس هذه الفطرة بالعناد والاستكبار والاباء والتعالي فانه لا يستطيع ابدا ان ينكرها ولكن قد تكون هذه الفطرة تخفى اثارها في اوقات السعة والاختيار ولكن متى ما حلت عليك ضرورة وانقطعت في يديك اسباب الخلق وحل عليك كرب عظيم فانك لا تجد الا العلو تطلب منها شيئا فما الذي تطلبه في العلو؟ انما هو الله تبارك وتعالى ولذلك الفطرة في حال المضائق لا تتجه الى اسفل. ولا الى ايمن ولا الى امام ولا الى خلف ولا الى اشأم. وانما الى جهة العلو تطلب ربها الذي خلقها وفطرها واوجد هذا العلم الضروري فيها. واما في حال السعة والاختيار فقد فقد يتنكر الانسان لهذه الفطرة ولذلك اعظم من انكر ربوبية الله ووجوده هو فرعون ومع ذلك اعترف بعلو الله عز وجل من حيث يشعر او لا يشعر فان موسى لما جاءه وقال ادعوك الى ان تؤمن بالله. كذبه وكفر بدعوته ورسالته. ثم التفت الى وزيره ملعون هامان وقال يا هامان نريد ان نبحث عن هذا الله عن هذا الرب. فابني لي يا هامان صرحا لعلي اطلع الى اله موسى ويقول اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى فهذا دليل من من فطرة فرعون بان ربه الذي امر بالايمان به انما هو في العلو فانه لم يقل يا هامان خذ جنودا وابحث عن الله في مشارق الارض ومغاربها ولم يقل تحفر لي انفاقا وابارا في الارض حتى نبحث عن الله. وانما قال ابن لي صرحا وهو البناء المرتفع البرج العالي حتى ننظر اهو صادق فيما يدعيه او لا؟ فاقر بما تقر به فطرته من حيث لا يشعر ولذلك يقول له موسى لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر ولكنه العناد والاباء والاستكبار والتعالي والكبرياء على الله عز وجل. والا ففي حقيقة الامر كما قال الله عز وجل وجحدوا بها واستيقنت انفسهم ظلما ظلما وعلوا فلو ان الفطرة تركت فوالله انها لتنشأ وهي عارفة بان ربها الذي خلقها انما هو في السماء بل ذكر الامام ابن القيم ابن القيم رحمه الله اصنافا من الادلة حتى عن الحيوانات. انها مفطورة على ان ربها الذي خلقها في السماء وذكر على ذلك جملا من الاثار والادلة. كما روى الامام الحاكم في مستدركه وصححه. من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم خرج سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام يستسقي فرأى نملة كم مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها الى السماء؟ تقول اللهم انا خلق من خلقك ليس بنا غنا عن سقياك فاذا هذا امر متقرر في فطرة الخلق كلهم صغيرهم وكبيرهم ذكرهم وانثاهم. انسهم وانسهم وجنهم. كل ذلك متقرر في فطرة الخلق يقول النبي يقول الله تبارك وتعالى فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. وفي الصحيحين يقول النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة. هذه هي فطرة الاقرار بالعلو والوحدانية في الربوبية هذا كله من الفطرة ومن العلوم الظرورية القطعية التي يجدها الانسان حاضرة في فطرته فيما لو اضطر الى الله تبارك وتعالى