قل هذه سبيلي. ادعو الى الله. على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين انا من المشركين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فمن الجدير بالذكر وبعد انتهاء الانتهاء من غزوة احد ان نفرد درسا للحكم والغايات من الفتن والمحن والابتلاءات فالمحن والفتن والابتلاءات لها مقاصد لها مقاصد ولابد ان يقف المرء المسلم العاقل مع هذه الفتن والابتلاءات لمعرفة المراد منها ولمعرفة الغايات منها فقد سبق التنويه على بعض الحكم والغايات من غزوة احد وكان منها ان الله سبحانه وتعالى يريد بالابتلاءات في بعض الاحيان ان يرفع درجات اقوام بل وان يتخذهم شهداء فما كان هؤلاء الذين نالوا هذه المراتب العلية من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين قتلوا يوم احد ما كانوا لينالوا هذه المراتب العلية بمثل هذا الذي قد حدس فلم يكن حمزة رضي الله عنه ليحظى بمنزلة سيد الشهداء بتوفيق من الله ثم الذي اصابه يوم احد وكما قال تعالى وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء وما كان انس بن النضر ليحظى بهذه المنزلة التي ذكر بها بين يدي مصرعه اذ قال الجنة يا سعد ابن معاذ اني اشم ريحا خلف جبل احد وكذلك لم تكن منزلة مصعب بن عمير لترتفع ويكون مع غيره من الشهداء حيا بل احياء عند ربهم يرزقون الا بمثل هذه الغزوة المباركة التي كان من بركتها ان الله سبحانه وتعالى اتخذ عددا من افاضل الصحابة شهداء وكذلك وكما قال تعالى وليمحق الكافرين وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين فكان ثم تمحيص فالابتلاء الذي كان يوم احد افرز المحب من المبغض من الذي يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ومن الذي يبغض النبي عليه الصلاة والسلام من ذا الذي يفدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ويؤثر مقتل نفسه عن او على ان يصاب النبي صلى الله عليه وسلم بادنى سوء او ادنى اذى او ادنى مكروه فافرزت هذه الغزوة اقواما يحبون الله ورسوله وما كان امر بعضهم ليظهر الا بمثل هذا البلاء الحسن الذي ابلوه يوم احد باستماتتهم في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم واحدهم يقتل بعد الاخر والثالث يقتل بعد الثاني والرابع يقتل بعد الثالث الى ان قتل سبعة والنبي يقول من يردهم عنا وله الجنة فما كان هؤلاء ليقتلوا ولترتفع درجتهم ولتظهر منزلتهم حتى قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ما انصفنا اخواننا الا بمثل هذا الذي قد صدر وما كان ايضا للصف المسلم ليتميز وليعلم الجميع ان الله سبحانه وتعالى يعلم ونحن لا نعلم فقد يكون الشخص بجوارك يريد الدنيا ويعمل عمل بر في ظاهره انه يريد الاخرة وانت تحكم عليه بحكم ولكن الله يعلم السرائر وقد سمعتم قول الصحابي رضي الله عنه والله ما كنت اظن ان فينا من يريد الدنيا نحن اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين خرجنا للجهاد حتى نزل قول الله تعالى منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة فيقف الشخص يعرف قدر نفسه ويعرف قدر علمه ويعرف شيئا عن ربه تبارك وتعالى فهو يعلم ونحن لا نعلم فنحن نبني الاحكام على ما ظهر من امر الناس ولكن رب العزة يعلم ما لا نعلم احاط بكل شيء علما ولذا قد قيل عن الاخرة خافضة رافعة ترفع اقواما وتخفضوا اخرين بل ويزداد علم الشخص بالشخص بربه تبارك وتعالى لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والدم يسيل على وجهه كيف يفلح قوم شجوا نبيهم صلى الله عليه وسلم فينزل قول الله سبحانه ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون فحتى وان اذانا قوم وان زلمونا فالله اعلم بنا وبهم وليس لك من الامر شيء وان كنت سيد ولد ادم يقول الله لسيد ولد ادم في موقف هو فيه مزلوم وما قال الا انه قال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ما قال الا ذلك كيف يفلح قوم شجوا نبيهم فيقول تعالى ليس لك من الامر شيء امر هدايتهم والعلم بهم موكول الى الله سبحانه وتعالى ليس الى احد وهكذا تسير الامور الله يعلم ونحن لا نعلم واذا كان الرسول سيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام قال الله له وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة الذين هم جلساء لكم مرضوا على النفاق تدربوا عليه واتقنوه لا تعلمهم نحن نعلمهم اذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اتاه الله من بصيرة وفراسة وايمان وتقى لا يعلم عددا من اهل النفاق من اهل المدينة از قد تدربوا عليه واتقنوه قال تعالى مرضوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم فما بالنا بانفسنا اذا علينا ان نكل الامور الى الله سبحانه وتعالى ومن الحكم ومن الغايات المستفادة من هذا ايضا اظهار فضيلة عظيمة لاشخاص قد لا يكونوا معروفين قلوبهم تحب الله ورسوله ولا يعرفهم احد ويظهر الله شيئا من فضلهم وشيئا من امرهم للخلق كالذين استجابوا لله وللرسول كالذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح فجروحهم تنزف واخوانهم قتلوا ومع ذلك لما دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم استجابوا له من بعد ما اصابهم القرح فكم من شخص لا تظهر محبته لك الا عند ابتلائك تجده حنونا عليك شفيقا بك يسعى لراحتك ويسأل عنك ويتفقد احوالك لا لشيء الا لله فهذه المعادن الطيبة النبيلة لم يكن الشخص ليعرفها حق المعرفة الا بمثل هذه الابتلاءات التي تظهر المعادن الطيبة وتزهر كذلك من كان معدنه خبيث والعياذ بالله ان من فوائد الابتلاءات انها تستخرج ما عند الشخص من جميل المعاني التي لم يكن ليستحضرها في سائر اوقاتها فقد تدعو ربك يا رب انصرني ولكنك لا تستشعر هذا المعنى ولا تستشعر الاحساس بالحاجة الماسة الملحة اليه الا في وسط الغزوات وانت ترى الرؤوس تهشم والايدي تقطع والدماء تسيل فحينئذ كلمتك يا رب انصرنا يا رب سلم يا رب احفظ تخرج من قلب حي ينبض بالايمان ويعرف ربه ويتوق الى نصر الله سبحانه وتعالى فتتفتح لك معان لم تكن لتدركها وانت نائم على السرير او مجالس لاصحابك تداوة المضطر ليست كدعوة غير المضطر دعوة هذا ليست ابدا كدعوة زاك فتنفتح لك معان لم تكن لتعلمها ولعلي اردف بمثال من غير واقعة احد ان الشخص قد لا يدرك جميل معنى قوله تعالى او قول يونس عليه السلام لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين الا اذا وقع في ازمة شديدة يعرف حينئذ معنى الاقرار بالذنب والاعتراف به ويعرف معنى لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فكان من فوائد الابتلاءات التي مرت بيونس عليه السلام ان تفتح له هذا المعنى لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ولا تكاد تدرك شيئا من معنى اشف انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك الا اذا ابتليت بمرض ودرت على هذا الطبيب وذاك وكلهم فشلوا في علاجك فحينئذ يتفتح لك معنى اذا مرضت فهو يشفين فيكون المستفاد من الابتلاء بالمرض ان تتعرف عن قرب على اسم الله الشافي بعد ان يئست من الاطباء عموما وكذلك اسم الله الناصر او خير الناصرين خير الناصرين تتعلم هذا كله من الابتلاءات التي قد تمر بك فضلا عن ارتفاع الدرجات فازا نزرت الى حكمة من الابتلاء الذي مر بايوب عليه السلام اذ لبس به المرض ثمانية عشر عاما ترى انه في نهاية الامر ما كان ليحظى بمنزلة الصابرين الا بمثل هذا الابتلاء فيحظى بثلاث شهادات انا وجدناه صابرا نعم العبد انه اواب ولم تكن هذه المراتب العلية والشهادات الحسنة من رب العالمين لتتأتى له الا وبعد هذا الابتلاء فيا لها من شهادات تأتت له ولغيره من الانبياء وما كانت درجة يعقوب عليه السلام لترتفع ومقامه ليرتفع الا بحسن ظنه بربه سبحانه وتعالى وبصبره على البلاء وعدم انقطاع رجائه في الله سبحانه وتعالى ان الابتلاءات من مقاصدها انها تكسر الشخص وتزله لربه سبحانه وتعالى وتجعله يستكين لله فقد يكون الشخص متمردا زاهبا ابا زالما لا يلوي على احد ولا يستمع لنصيحة ولا تجدي معه الذكرى فيبتلى ابتلاء شديدا يفكر معه في الذين ظلمهم في الذين اكل اموالهم يفكر من الذين ظلمتهم هل اكلت مال احد هل ظلمت يتيما هل انتقصت جليلا ما الذي اصابني وما سببه فالمصيبة تجعله يستكين لله اذا اراد الله به الخير وقد قال تعالى ولقد اخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون هذا في الاشقياء والعياذ بالله فمن فوائد المصائب انها تمنعك من التعالي والغرور تحويجك الى الخالق سبحانه وقد تكون في ظاهر امرك مستغنيا عن الخلق ربنا قال كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى ولكن اذا جاءتك المصيبة ستبحث عن حل الله ستبحث اذا كانت مصيبة في البدن عن طبيب حازق تأتي اخوك هذا يرشدك وذاك يرشدك وستبحث اذا كانت مشكلة مع بعض اخوانك عن رجل صالح يصلح بينكما فالمصيبة تكسرك لله سبحانه وتعالى وتجعلك تراجع نفسك والا فالنعم المتواصلة على العبد تورث طغيانا كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى ولقد قال تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد اي طال عليهم الامد في النعيم بلا ابتلاءات فكان من جراء ذلك ان قست قلوبهم وكثير منهم فاسقون الابتلاءات تجعلك تشعر بمصائب الناس فقد يأتيك شخص يقول انا مريض محتاج قارض عنه ولكن اذا ابتليت بابتلاء بشيء من المرض ورأيت اموالك تستنزف من طبيب الى طبيب ومن صيدلي الى صيدلي قل يا ليتني عزرت هذا الشخص الذي جاءني ليتني ما رددته فتقوم باحثا عنه اين هو؟ اين ذهب ان من عظيم الفوائد التي استفادها المسلمون يوم احد ان كل هم اصابهم جعله الله في ميزان حسناتهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا هم ولا حزن ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه فالهموم والاحزان فيها رفعة للدرجات وخط للخطايا ولا يخفى عليكم حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا تسب الحمى انها تذهب بخطايا بني ادم كما يذهب الكير بخبث الحديد فمن فوائد المصائب عموما ان كل هم اصيب به الشخص في ميزان حسناته اذا لم يصدر منه تسخط على قدر الله ويزداد الاجر ويرتفع درجات العبد يرتفع العبد درجات ازا استكان لربه وتضرع فكم من عبادة يغفل عنها الشخص ولا ينشط لها الا اذا قدر عليه امر فقد تكون غافلا عن صلاة الليل ومجتزئا بالفرائض والنوافل الرواتب ولكن وبعد ان تبتلى بالامر ترى نفسك محتاجا الى دعاء الله في الثلث الاخير من الليل فتحبب اليك هذه العبادة وييسرها الله لك فتقول اين كنت انا عن هذه العبادة فاذا الابتلاء يفتح لك ابوابا عظيمة من ابواب العبادات من صلوات وصدقات ودعوات فكم من شخص كان مبتلى بديون اثقلته يسأل ما الدعاء الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يسدد عني ديني ما السبيل؟ ارشدوني الى الوارد حتى اقوله كي يسدد الله عني هذا الدين فهكذا تتفتح للعبد ابواب للعبادات لم تكن لتتفتح له الا بمثل هذا ان رسولنا صلى الله عليه وسلم قال في شأن غزوة احد رأيت رؤيا رأيت كأن بقرا تنحر رأيت كأن بقرا تنحر بقرة تنحر البقر في الحقيقة يذبح في الغالب او وان كان النحر جائزا لكن الاقرب الى الصواب في البقر الذبح ان الله يأمركم ان تزبحوا بقرة والابل تنحر وانتم تعرفون الفارق بين الذبح والنحر قال رأيت والله بقرا تنحر قالوا فما اولت ذلك يا رسول الله قال ما من اصيبوا من اصحابي يوم احد من اصيبوا من اصحابي يوم احد فاستفيد ايضا ان الرؤى رؤى الصالحين قد تتحقق وان الشخص لا يستطيع ان يدفع قدرا قدره الله سبحانه وتعالى عليه وقد رأى عمر رؤيا لكن ليست بمتعلقة بغزوة احد قال عمر رأيت كأن ديكا احمر نقرني ثلاث نقرات فجلس عمر يفكر في هذه الرؤية الرؤية التي اقلقته زمنا وبعد مدة نسيت الرؤيا فاذا به وفجأة يطعن ثلاث طعنات من ابي لؤلؤة المجوسي الاحمر انزاك فيذكر الرؤيا التي رآها وكان امر الله قدرا مقدورا فلن يستطيع الشخص دفع شيء قدره الله ويتفتح لك ايضا معنى الايمان بقضاء الله وقدره يتفتح لك معنى الايمان بقضاء الله وقدره فلا تقل لو اني فعلت كذا كان كذا بعد نفاذ الامر ولكن قل قدر الله وما شاء فعل الذي اصاب المسلمين يوم احد قال الله في شأنه وما اصابكم يوم التقى الجمعان فبازن الله فبازن الله وليعلم المؤمنين قال يعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله او ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ اقرب منهم للايمان يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم. والله اعلم بما يكتمون فاذا المصيبة تجعلنا نؤمن بالقدر حق الايمان اذا وقعت ومن ثم نبحس عن العلاج بدلا من ان نندب الحزوز والاقدار نبحس عن علاج الامر انتهى فملالاج فلتفكر في النافع المجدي لا تجلس تندب الحظوظ انما تجلس تفكر كيف اصلح ما قد فسدت ان ادم عليه السلام ابتلي واخفق في الابتلاء اذ اكل من الشجرة ولكن وماذا بعد؟ قدر الله عليه ان اهبط من الجنة لكن من من نافع بعد ان اهبط من الجنة فتلقى ادم من ربه كلمات ايقولها؟ فقالها فتاب عليه ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ايضا من فوائد الابتلاءات والحكم والغايات والتي ظهر بعضها في غزوة احد معرفة شؤم المعصية نعوذ بالله من المعاصي المعصية عياذا بالله لها شؤم والطاعة لها نور المعصية لها شؤم الا اذا اراد الله بالعبد خيرا ورزقه التوبة والانابة رزقه التوبة والانابة كما لا يخفى عليكم ان الذي اصاب المسلمين يوم احد من اسبابه شؤم المعصية ناصية الرماة الذين خالفوا امر النبي صلى الله عليه وسلم وانكبوا على الغنائم يأخذونها من الحكم والغايات من الفتن والابتلاءات وخاصة غزوة احد معرفة ان الشيطان يسعى وبكل ما استطاع لاضلال العباد فليكن الشخص منه على حذر فانه صرخ يوم احد ابليس صرخ يوم احد للوقيعة بين المسلمين اولهم واخرهم قائلا اي عباد الله اخراكم اي عباد الله اخراكم فاجتلذت الفئتان اولاهما مع اخريهما وكان من جراء ذلك ان قتل اليمان والد حذيفة بن اليمان لما سقط على الارض وحذيفة يقول لهم يا قومي ابي ابي يا قومي فما تلافاهم الا وقد قتلوا اباه فالتمس اجمل العزر لاخوانه فقد قتل ابوه في الغزوة بيد مسلمة وابوه مسلم فقال حذيفة غفر الله لكم غفر الله لكم علم ان الضربة لم تكن عن قصد ولكن شيء قدره الله سبحانه وتعالى فقال غفر الله لكم فاسروا هذه الكلمة الطيبة ان بقيت فيه بقية خير كما قال الراوي فلم تزل في حذيفة بقية خير حتى لحق بالله عز وجل من فوائد هذه الغزوة المباركة حسن الظن بالله يظهر عند المحسنين محسني الظن بالله وسوء الظن بالله يظهر عند الشريرين المفسدين فسمى قوم ظنوا بالله غير الحق ظن الجاهلية قالوا ليس لنا من الامر من شيء وسمى اخرون قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله فحسن الظن يظهر ويقوى بالله سبحانه وتعالى عند اهل الايمان وسوء الظن عند اهل النفاق يظهر فنسأل الله ان يستر علينا وان يستر عليكم فلنعلم جميعا ان الامور كلها تجري بمقادير من الله سبحانه وتعالى وايضا من المستفاد من الابتلاءات ان الشخص قد يبتلى قد تزل قدمه في مسألة من المسائل ويعصي ربه في مسألة امر من الامور ولكن هذا العصيان لا ينبغي ابدا ان يقنط من رحمة الله فقد يشمر الشخص عن ساعد الجد اذا عصى وزلت قدمه فيعود احسن ما كان واجمل ما كان قد بدلت سيئاته حسنات نعم قد نزنب قد تخطئ خطأ ما يليق بك وانت رجل صالح لا يليق بك وانت رجل صالح ان تفعل هذا الشيء وان كان يسيرا عند الكثيرين لكن لا يليق بك ان تصدر منك هذه الكلمة او هذا التصرف فتندم على كونك قلتها ندما شديدا وان كانت هذه الكلمة تحتاج الى كلمة استغفر الله لمحوها ولكن عظم شأن من عصيت او من فرطت في جنبه يحملك على ان تصلي صلوات وان تستهدي هدايات وان تسأل الله مسائلك كثيرة كي تمحى عنك هذه الزلة زلة القدم التي صدرت منك فتصلي فترتفع درجاتك وتستغفر وتنيب والقلب يتحرك وينبض بالتوبة الى الله والعين ينزرف منها الدمع لتقصيرك في جنب الله وفي حق الله سبحانه وتعالى الحكم والغايات من الفتن والابتلاءات كثيرة في كل باب فمن الابتلاءات او من فوائدها والغايات منها وكما سلف ان الامامة تنال بها الم تقرأوا واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس امام فالامامة جاءت بسبب وفائيه وصبره على الابتلاءات التي ابتلي بها صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم ان سليمان عليه السلام ابتلي ابتلي بابتلاء وسلك فيه مسلكا ليس هو المطلوب عرضت عليه الخيول كما قال بعض العلماء كتفقد للجنود الذين سيحاربون معه عرضت عليه الخيول الصافنات الجيات خيول ذات منظر بهيج تستعد للقتال تقف على ثلاثة ارجل سنت الرجل الرابعة استعدادا للانطلاق للجهاد فمن حسنها وجمالها شغل بها حتى غربت الشمس ولم يكن صلى العصر فقال معتزرا الى الله سبحانه اني احببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي لطفق مسحا بالسوق والاعناق ولقد فتنا سليمان ابتليناه بابتلاء والقينا على كرسيه جسدا ثم اناب فكان من جراء الفتنة التي ابتلي بها قال تعالى قال رب اغفر لي اغفر لي يا رب تقصيري قيل ان الجسد الملقى شيطان وقيل ان الجسد الملقى هو نصف الانسان الذي رزق به سليمان فالشخص مهما كان قدره ومهما كانت قوته لا يملك اسعاد نفسه لقد قال وهو قوي لاطوفن الليل على مائة امرأة تلد كل امرأة ولدا يجاهد في سبيل الله وهو يستطيع ان يطوف بازن الله على مائة امرأة في ليلة وطاف في الفعل ولم تلد واحدة الا واحدة ولدت نصف انسان قال قل قليل من المفسرين انه الابتلاء انه الجسد الذي القي على الكرسي وقال اخرون ان الذي القي على الكرسي شيطان الشاهد على اية حال كان فقد استغفر ربه عليه الصلاة والسلام قائلا رب اغفر لي اي ما صدر مني من تقصير ما صدر مني مما لا ينبغي ومع دعائه بالمغفرة وهذه فائدة عظيمة علينا ان ندركها الشخص منا قد يزنب فلما يذنب قد تكون همته ان يسأل الله المغفرة فقط يستحي ان يقول وهو مزنب يا رب ارزقني يا رب وفقني غاية امره ان يقول يا رب اغفر لي ما صدر مني من تقصيري لكن الانبياء ظنهم بالله حسن فسليمان قال رب اغفر لي وقال وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب فكانت المنحة بعد المحنة فسخرنا له الريح تجري بامره رخاء حيث اصاب والشياطين كل بناء وغواص واخرين مقرنين في الاصفاد من الفوائد والغايات والحكم ان الشخص لا يتشائم بمكان قدر الله عليه فيه امرا فان النبي عليه الصلاة والسلام وان حدس له يوم احد ما حدس واصابه ما اصابه الا انه قال احد جبل يحبنا ونحبه وايضا قد زلت اقدام اقوام يوم احد فلم ييأسوا من رحمة الله ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان هذه كبيرة التولي يوم الزحف كبيرة يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم الزين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار ومن يوليهم يومئذ دبره الا متحيزا. متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ولكن لا نيأس ابدا ايضا ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم فلا نيأس ابدا من رحمة الله وعلينا دائما ان نحسن الظن بالله سبحانه علينا اذا خوفنا مخوف فقد كثر المرجفون في هذه الايام وقبل هذه الايام اذا خوفنا مخوف قد خوف الرسول واصحابه وهم ابان غزوة حل بهم فيها ما حل واتى القائل يقول ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فعلينا ايها الاخوة الا نرهب احدا الا الله ولا نخشى احدا الا الله وماذا عساهم ان يملكوا لنا اعني اعداء الله انهم والله لا يملكون لنا الا ان ينفزوا فينا ما قدره الله لنا وما اراده الله بنا ولا يتجاوزون ذلك فعلينا ان نصلح احوالنا مع الله سبحانه وهو يتولى الصالحين يتولى الصالحين وقد قال تعالى ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون فلا يكن ابدا شيء الا بازن الله ولا ينصرف احد عن احد الا باذن الله ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم نسأل الله ان يجعلنا واياكم من المعتبرين ومن المنتفعين بالذكرى وان يرفع درجاتنا اجمعين في عليين وصلي اللهم على نبينا محمد وسلم والحمد لله رب العالمين