السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وارحب بالاخوة والاخوات مستمعينا والمستمعات والمشاهدين والمشاهدات في هذا اللقاء المتجدد مع حق القرآن على امة القرآن وهذا هو اللقاء الثاني عشر من هذه السلسلة المباركة اه تقدم الكلام في الاشارة الى انه لا سبيل الى السعادة الحقيقية والهداية المقطوع بها الا في اتباع كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وان كل محاولة للوصول الى السعادة من غير كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهي الى ظلال والى طريق مسدود مهما كانت الظنون ومهما كانت الوعود ومهما كانت اه الامور ولهذا قال الله عز وجل من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا فاي ضلال اعظم ممن يزعم ان الهداية تحصل بالوحي ثم يحيل الى اراء البشر الضعفاء العاجزين الفقراء المحاويج لقد عظمت نعمة الله عز وجل علينا بهذا القرآن هو السبيل الوحيد الهداية والى تحقيق السعادة الحقيقية في الدنيا وفي الاخرة بين الله سبحانه وتعالى ان سبيل التيسير للحسنى هو العمل بما دلت عليه ايات القرآن الكريم. يقول الله عز وجل فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وقوله تعالى هنا فاما من اعطى اي قام بفعل المأمور واتقى بان انتهى عن المحظور وصدق بالحسنى اي صدق بما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فمن جمع بين هذه الخصال الثلاث النتيجة ما هي فسنيسره لليسرى ويسهل عليه امره بمقابل من ترك فعل الواجبات ولم يرى نفسه مفتقرا الى مولاه وكذب بما اوجب الله عليه تصديقه والايمان به فسيسر في الحالة العسرة الذميمة ايها الاخوة والاخوات من حقوق القرآن علينا الايمان بالكتاب كله وهذا هو مسلك الراسخين الذين امتدحهم الله سبحانه وتعالى بقوله والذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه. ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب وقد حذر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم من مسالك اهل الاهواء اهل الزيغ الزائغين الذين في قلوبهم زيغ كما ذكر الله سبحانه وتعالى الاية فقال واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك كما كما عاب سبحانه وتعالى الذين يجعلون القرآن عظيم في قوله كما انزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن يضين يقول ابن عباس اي جزؤوه اجزاء فامنوا ببعضه وكفروا ببعض والتعظية هي التفريق اي لا يفرق القرآن فيؤخذ ببعضه ويترك وقد عاب الله عز وجل على اهل الكتاب في مسلكهم هذا المسلك المشين وقال سبحانه وتعالى افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون فالواجب الحذر من مسالك اهل الاهواء الذين ينتقون من ادلة ادلة والاحكام والفتاوى ما يوافق اهواءهم ويتركون ما خالفها فهذا في الحقيقة متبع لهواه لا للدليل لا للدليل من كتابي والسنة يقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى لا تكن ممن يتبع الحق اذا وافق هواه ويخالفه اذا خالف هواه فاذا انت لا تثاب على ما وفقته من الحق وتعاقب على ما تركته من لانك انما اتبعت هواك في الموضعين. يقول ابن القيم رحمه الله تعالى وانت تجد جميع هذه الطوائف تنزل القرآن على مذاهبها وبدعها وارائها القرآن عند الجهمية جهمي وعند المعتزلة معتزلي وعند القدرية قدري وعند الرافضة رافضي وكذلك هو عند جميع اهل الباطل وما كانوا اولياءه اولياؤه الا المتقون. اسأل الله عز وجل ان يجعلنا من اوليائه المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الى هنا تنتهي هذه الحلقة على امل اللقاء بكم في الحلقة المقبلة الى ذلك الحين استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته