هذه الشذرة برعاية الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بعسير تذكرة السلام عليكم فرغت من الحديث عن فواتح سور الثناء والنداء والدعاء والامر والخبر والشرط والاستفهام وسابدأ الحديث عن فواتح سور القسم وهي خمس عشرة سورة. اقسم الله تعالى على وحدانيته في فاتحة الصافات. وعلى رسالة رسوله في فاتحة النجم من الضحى وعلى البعث في فواتح الذاريات والطور والمرسلات والنازعات والبروج والطارق والفجر والشمس وعلى بعض احوال الانسان في فواتح الليل والتين والعاديات والعصر في فاتحة الصافات اقسم الله تعالى بقوله والصافات ثم جاء جواب القسم وهو المعنى المقسم عليه في قوله سبحانه ان الهكم لواحد. وللعلماء في تفسير الصافات اقوال هي الملائكة الصافات عبودية لله تعالى في السماء. الملائكة الصافات اجنحتها في الهواء استعدادا امر الله لها الطير لقوله تعالى او لم يروا الى الطير فوقهم صافات؟ جماعات المؤمنين اذا قاموا صفوفا في الصلاة او والجهاد العلماء الصافون اقدامهم في العبادات والحق ان من تأمل المعنى المقسم عليه وهو وحدانية الله تعالى ان من تمام المناسبة والاحكام ان نقول ان الصافات في هذه الاية هي جميع مخلوقات الله الموحدة له جل وعلا الله يقسم على وحدانيته بصفوف من يوحده من خلقه تعظيما لها وتكريما من الملائكة والناس والجن والحيوان والنبات وغيرها مما نعلم وما لا نعلم. ولذلك جاءت الصفة الصافات دون تحديد موصوف معين. لتستغرق كذلك كله ولا شك ان قسم الله تعالى بالصافات فيه تنويه باهمية الجماعة والاعتصام ووحدة الكلمة والنية والغاية واقسم الله تعالى في فاتحة سورة النجم بقوله سبحانه والنجم اذا هوى على صدق رسالة رسوله صلى الله عليه وسلم ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى وللعلماء في تفسير النجم اقوال هي النجم هو القرآن الكريم لانه تنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم منجما. اي مفرقا على نحو ثلاثة وعشرين عاما. ومعنى اذا هوى اذا نزل به جبريل الامين من السماء النجم هو الرسول صلى الله عليه وسلم ومعنى اذا هوى اذا نزل من السماء ليلة المعراج. النجم هو النبات الذي لا ساق له. ومعنى اذا هوى اذا سقط على الارض. النجم هو نجم السماء ثم تلف هؤلاء على اقوال فقيل المراد به جميع نجوم السماء حين تغرب. وقيل المراد به جميع نجوم السماء تتساقط يوم القيامة وقيل المراد به شهب السماء حين ترجم بها الشياطين. وقيل المراد به نجم بعينه من النجوم المعظمة عند العرب في جاهليتهم. فقيل الثريا وقيل الزهرة وقيل الشعراء. والحق ان من تأمل المعنى عليه وهو هداية الرسول صلى الله عليه وسلم ورشده وصدقه وجد ان من تمام المناسبة والاحكام ان نقول ان النجم هنا هو اسم جنس لجميع نجوم السماء. فكما انكم تهتدون بالنجوم في السماء. اهتدوا بمحمد في الارض. فان معه القرآن المنزل عليه من الله. وكما ان النجوم التي تهدي فيها شهب حارقة لكل شيطان رجيم. فان التفت هذا الرسول الذي يهدي بما معه من القرآن فيها القاصمة لكل جبار عنيد ضال متكبر واقسم الله تعالى في فاتحة سورة الضحى بقوله سبحانه والضحى والليل اذا سجى على تأييده لرسوله صلى الله عليه وسلم ومحبته له ما ودعك ربك وما قلى وللعلماء في تفسير الضحى قولان الاول انه وقت الضحى الذي في صدر النهار حين ترتفع الشمس. الثاني انه النهار كله بدليل مقابلته بالليل كله في قوله سبحانه والليل اذا سجى والحق ان من تأمل المعنى المقسم عليه وهو تأييد الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ومحبته له وجد ان من تمام المناسبة والاحكام ان نقول ان الضحى هنا هو النهار كله. فالله تعالى يقسم بالنهار كله وبالليل كله على انه ما ترك رسوله ولا ابغضه وفي هذا القسم دلالة على اتصال تأييد الله تعالى لنبيه في كل ثانية من ليل او نهار وهذا ابلغ في الرد على المشركين حين قالوا عند تأخر نزول الوحي من الله على رسوله تركه ربه وقلاه حاشا الله وحاشاه تقبل الله صيامكم وقيامكم وغفر لي ولكم ولجميع المسلمين الاحياء منهم والميتين