هذا الحديث كما قلت رواه الامام البخاري في عشرة مواضع هذا اطول موضع في هذه العشرة روى البخاري رحمة الله عليه وهو حديس توبة وتوبتك كعب بن مالك رضي الله عنه في غزوة تبوك قال البخاري رحمة الله عليه حدثنا يحيى بن بكير. يحيى هذا هو ابن عبدالله بن بكير احد مشايخ البخاري المصريين حدثنا الليث هو ابن سعد الامام المصري المعروف عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب اللي هو محمد ابن مسلم ابن هشام الزهري عن عبدالرحمن ابن عبدالله ابن كعب ابن مالك ان عبدالله ابن كعب ابن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمي. بن كعب بن مالك رضي الله عنه عمي في اخر حياته. وكان عبدالله ابن كعب هو الذي يقول اذا اراد ان يتحرك قال سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك قال كعب لم اتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها الا في غزوة تبوك غير اني كنت تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب احدا تخلف عنها انما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليلة العقبة حين توافقنا على الاسلام وما احب ان لي بها مشهد بدر وان كانت بدر اذكر في الناس منها كان من خبري اني لم اكن قط اقوى ولا ايسر حين تخلفت عنه في تلك الغازات والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة ولم يكن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يريد غزوة الا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في حر شديد واستقبل سفر بعيدا ومفازا وعدوا كثيرا تجلى للمسلمين امرهم ليتأهبوا اهبة غزوهم فاخبرهم بوجهه الذي يريد والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. كثير لا يجمعهم كتاب حافظ يريد ديوان قال كعب فما رجل يريد ان يتغيب الا ظن ان سيخفى له ما لم ينزل فيه وحي الله وغزا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الغزوة حين طابت الثمار وتجهز رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والمسلمون معه فطفقت اغدو لكي اتجهز معهم سارجع ولم اقض شيئا. فاقول في نفسي انا قادر عليه فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد. فاصبح رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والمسلمون معه ولم اقض من جهازي شيئا وقلت اتجهز بعده بيوم او يومين. ثم الحقهم فغدوت بعد ان فصلوا لاتجهز فرجعت ولم اقض شيئا. ثم غدوت ثم رجعت ولم اقض شيئا فلم يزل بي حتى اسرعوا وتفارق الغزو وهممت ان ارحل فادركهم وليتني فعلت ذلك فلم يقدر لي ذلك فكنت اذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فطوفت فيهم احزنني اني لا ارى الا رجلا مغموصا عليه في النفاق او رجلا ممن عذر الله من الضعفاء ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حتى بلغ تبوك. فقال وهو جالس في القوم بتبوك ما فعل كعب فقال رجل من بني سلمة يا رسول الله حبسه برداه ونظره في عطفه فقال معاذ بن جبل بئس ما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه الا خيرا فسكت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال كعب بن ما لك فلما بلغني انه توجه قافلا حضر همي وطفقت اتذكر الكذب واقول بماذا اخرج من سخطه غدا؟ واستعنت على ذلك بكل ذي رأي من اهلي. فلما قيل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اظل قادما زاح عني الباطل وعرفت اني لن اخرج منه ابدا بشيء فيه كذب فاجمعت صدقه واصبح رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قادما وكان اذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فيركع فيه ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون اليه ويحلفون له وكانوا بضعة وثمانين رجلا وقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم. ووكل سرائرهم الله عز وجل. فجئته فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال تعالى فجئت امشي حتى جلست بين يديه فقال لي ما خلفك الم تكن قد ابتعت ظهرك فقلت بلى اني والله لو جلست عند غيرك من اهل الدنيا لرأيت ان ساخرج من سخطه بعذر ولقد اعطيت جدلا ولكني والله قد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ديوشكن الله ان يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه اني لارجو فيه عفو الله لا والله ما كان لي من عذر والله ما كنت قط اقوى ولا ايسر مني حين تخلفت عنك وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما هذا فقد صدق. فقم حتى يقضي الله فيك فقمت وصار رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا وقالوا لي والله ما علمناك كنت اذنبت ذنبا قبل هذا ولقد عجزت الا تكون اعتذرت الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بما اعتذر اليه المتخلفون قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى اردت ان ارجع فاكذب نفسي ثم قلت لهم هل لقي هذا معي احد؟ قالوا نعم رجلان قال مثل ما قلت فقيل لهما مثل ما قيل لك. فقلت من هما قالوا مرارة بن الربيع العمري وهلال بن امية الواقفين فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما اسوة فمضيت حين ذكروه ما لي ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا ايها الثلاثة من بين من تخلف عنه الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي حتى تنكرت في نفسي الارض فما هي التي اعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة. فاما صاحباي فاستكانا وقعد في بيوتهما يبكيان واما انا فكنت اشد القوم واجلدهم فكنت اخرج فاشهد الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه واله ما فكنت فاشهد الصلاة مع المسلمين واطوف في الاسواق ولا يكلمني احد واتي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. واسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة يقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام علي ام لا ثم اصلي قريبا منه ساشاركه النظر ويأتي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في مجلسي بعد الصلاة ما اقول في نفسي سامحوني من المواضع التي لا اتحملها لا سيما اذا تعلق النبي صلى الله عليه وسلم فيقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام علي ام لا ثم اصلي قريبا منه واسالقه النزر فاذا اقبلت على صلاتي اقبل الي. واذا اتفت نحوه اعرض عني حتى اذا طال علي ذلك من جفوة الناس مشيت حتى تسورت جدار حائط ابي قتادة وهو ابن عمي واحب الناس الي سلمت عليه فوالله مارد علي السلام فقلت يا ابا قتادة انشدك بالله هل تعلمني احب الله ورسوله فعدت له فنشدته فسكت فعدت له فنشدته فقال الله ورسوله اعلم ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار قال فبينما انا امشي بسوق المدينة اذا نبطي من انباط اهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل من يدل على كعب ابن مالك اتفق الناس يشيرون الي حتى اذا حتى اذا جاءني دفع الي كتابا من ملك غسان فاذا فيه اما بعد فانه قد بلغني ان صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة الحق بنا نواسي فقلت لما قرأتها وهذا ايضا من البلاء فتيممت بها التنورة فشجرته بها حتى اذا مضت اربعون ليلة من الخمسين اذا رسول اذا رسول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يأتيني وقال ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يأمرك ان تعتزل امرأتك فقلت اطلقها عن ماذا افعل؟ قال لا. بل اعتزلها ولا تقربها وارسل الى صاحبي مثل ذلك فقلت لامرأتي الحقي باهلك فتكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الامر قال كعب فجاءت امرأة هلال ابن امية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقالت يا رسول الله ان هلال بن امية شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره ان اخدمه قال لا ولكن لا يقربك قالت انه والله ما به حراك انه ما به حركة الى شيء والله ما زال يبكي ما زال يبكي منذ كان من امره ما كان الى يومه هذا فقال لي بعض اهلي لو استأذنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. في امرأته كما اذن لامرأتي كلال ابن امية ان تخدمه فقلت والله لا استأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريني ما يقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ازا استأذنته فيها وانا رجل شاذ فلبست بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن كلامنا فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة وانا على ظهر بيت من بيوتنا فبين انا جالس على الحال التي ذكر الله قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الارض بما رحبت سمعت صوتا وصارخ اوفى على جبل سلع باعلى صوته. يا كعب بن ما لك ابشر قال فخررت ساجدا وعرفت ان قد جاء فرج واذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب فذهب الناس يبشروننا وذهب قبل صاحبي مبشرون وركد رجل فرسا وركض الي رجل فرسا وسعى ساع من اسلم فاوفى على الجبل وكان الصوت اسرع من الفرح فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوته اياهما ببشراه. والله ما املك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فيتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئونني بالتوبة يقولون لتهنك توبة الله عليك قال كعب حتى دخلت المسجد فاذا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم جالس حوله الناس. فقام الي طلحة بن عبيدالله يهرول حتى صافحني وهناني والله ما قام الي رجل من المهاجرين غيره ولست انساها لطلحة ولا كعب فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو يبرق وجهه من السرور ابشر بخير ابشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك امك قال قلت امن عندك يا رسول الله ام من عند الله قال بل من عند الله وكان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه فلما جلست بين يديه قلت يا رسول الله ان من توبتي ان انخلع من مالي صدقة الى الله والى رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم امسك عليك بعض ما فهو خير لك قلت فاني امسك سهمي الذي بخيبر فقلت يا رسول الله ان الله انما نجاني بالصدق وان من توبتي الا احدث الا صدقا ما بقيت والله ما اعلم احدا من المسلمين ابلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم احسن مما ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم الى يومي هذا كذبا واني لارجو ان يحفظني الله فيما بقيت وانزل الله على رسوله صلى الله عليه واله وسلم لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الى قوله وكونوا مع الصادقين فوالله ما انعم الله علي من نعمة قط بعد ان هداني الله للاسلام اعظم في نفسي من صدقي لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم الا اكون كذبته فاهلك كما هلك الذين كذبوا فان الله عز وجل قال للذين كذبوا حين انزلوا الوحي شر ما قال لاحد وقال تبارك وتعالى سيحلفون بالله لكم اذا انقلبتم الى قوله فان الله لا يرضى عن القوم قال كعب وكنا تخلفنا ايها الثلاثة عن امر اولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وارجأ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم امرنا حتى قضى الله فيه فبذلك قال الله وعلى الثلاثة الذين خلفوا وليس الذي ذكر الله من اننا خلفنا عن الغزو انما هو تخليفه ايانا وارجاؤه امرنا عمن حلف له واعتذر اليه فقبل منه حديث رائع جدا جدا ويشتمل على اكثر من مائة فائدة هذا الحديث بقدر الامكان ان اقف على ما استطيع من فوائده وطبعا لو ان الانسان اكثر علما لابد انه سيستخرج من الحديث اكثر من ذلك