الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم في اخر البيت قال ووصف معيتي. هذه من صفات الله عز وجل التي نص عليها الناظم. فلله معية تليق بجلاله وعظمته وهي معية حقيقية لا يجوز الهجوم عليها لا بتحريف ولا بتأويل باطل. بل نقول في سائر في معيته كما نقوله في سائر صفاته الله عز وجل معية تليق بجلاله وعظمته. ليست كمعية المخلوق مع المخلوق. فهي وان اتفقت مع معية المخلوق في الاسم الا ان الاسماء الا ان الاتفاق في الاسماء لا يستلزم الاتفاق في الصفات وقد اجمع اهل السنة على ان معية الله عز وجل لا تقتضي اختلاطا ولا ممازجة ولا حلولا ولا اتفاق وجود وانما هي معية لائقة بجلال الله عز وجل وعظمته. والادلة على هذه الصفة كثيرة جدا. منها مثلا قول الله عز وجل وهو معكم اينما كنتم وقول الله عز وجل ان الله مع الصابرين. ان الله مع المتقين. ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. لا تحزن ان الله معنا انني معك ما اسمع وارى والادلة في هذا متواترة معلومة عند اهل السنة والجماعة. فاذا اثبات صفة المعية هذا متفق عليه بين اهل السنة والجماعة لكن يجب علينا ان ننزه معية الله عز وجل عن كل معنى باطل. ووصف ناقص لا يليق بالله عز وجل بان نظن ان معية الله تقتضي حلوله هذا معنى باطن او ان نظن ان معية الله تقتضي اختلاطا بالخلق. فهذا معنى باطل وانما يكفينا ان نقول لله معية تليق بجلاله وعظمته والله اعلم ثم بين لك الناظم فيما يأتي من الابيات ان هذه المعية قد قسمها اهل السنة والجماعة الى قسمين فقال احسن الله اليكم فمعية عمت ومقتضياتها علم وهيمنة ووصف احاطتي. ومعية هي للخصوص بحفظه ايضا وبالتأييد او بالنصرة لا تقتضي ابدا حلولا يا فتى لا تفهمن كفهم اهل البدعة لقد قسم اهل السنة والجماعة معية الله عز وجل الى قسمين. فقالوا لله معية خاصة ومعية عامة واظن الكلام واضح ان شاء الله اما المعية العامة فمعناها او من مقتضياتها الاحاطة الكاملة المطلقة والهيمنة الكاملة المطلقة والاطلاع الكامل المطلق فلا يخفى على معية الله عز وجل شيء في السماوات ولا في الارض فالله مع مع خلقه كلهم فهو مع الملائكة ومع الانس ومع الجن بالمعية العامة فلا يخرج احد عن مقتضى هذه المعية ابدا وهذه المعية لا تقتضي مغفرة ولا تقتضي رحمة ولا تقتضي جنة ولا تقتضي نصرة وانما هي معية علم واحاطة وهيمنة واما القسم الثاني فهي المعية الخاصة. وهي معية تقتضي الرحمة وتقتضي الكلاءة وتقتضي الرعاية وتقتضي الحفظ وتقتضي التأييد وتقتضي النصر فان قلت وكيف افرق في الادلة بينما كان من قبيل المعية العامة او المعية الخاصة؟ فنقول اعلم ان المعية اذا اطلقت ولم تخصص فردا ولا طائفة فانها معية عامة. كقول الله عز وجل الم تر ان الله يعلم ما في وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. ولا خمسة الا هو سادسهم. ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا فهذه معية لم تخص لا طائفة ولا فردا فاذا هي معية عامة. وقول الله عز وجل وهو معكم اينما كنتم فلم الصلاة فرضا ولا طائفة فاذا هي معية عامة. فكل معية اثبتتها الادلة ولم تقرنها او تقيدها بطائفة او فرد فانها من جملة العامة واما قول الله عز وجل انني معكما اسمع وارى فخص موسى وهارون بهذه المعية عليهما السلام. خص موسى وهارون عليهما السلام بهذه المعية فهي معية خاصة. وقول الله عز وجل لا تحزن ان الله معنا فخص النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر بهذه المعية فهي معية خاصة. وقول الله عز وجل ان الله مع المتقين فخص طائفة المتقين بهذه المعية فهي معية خاصة وقال الله عز وجل ان الله مع الصابرين فخص الصابرين بهذه المعية فهي معية خاصة. فاذا هذا فرقان واضح فاي معية يثبتها الله عز وجل لنفسه ولا تخص فردا ولا طائفة فهي معية عامة. واي معية يثبتها الله لنفسه في الادلة ويقرن ويقرنها بطائفة او فرد فانها من جملة المعية الخاصة. فان قلت اوليس قول اهل السنة والجماعة ان معية الله العامة معناها العلم هو من جملة التحريف والتأويل فلماذا اذا قال الاشاعرة ان يد الله معناها النعمة والقدرة؟ قلتم هذا تحريف. واذا قال اهل السنة ان معية الله معناها العلم والاحاطة قلتم هذا جائز وليس بتحريف. هل هذا من باب التحكم ام كيف الجواب؟ فنقول في جوابه اعلم ان تفسير الشيء لا يخلو من حالتين اما ان يفسر الشيء بلازمه مع اقرار اصله واما ان يفسر الشيء بلازمه مع انكار اصله وجحود اصله فان فتفسير الشيء بلازمه او بشيء من مقتضياته. مع الاقرار باصله هذا تفسير وبيان ولا يعتبر تحريفا ولا تعطيلا ولا يعتبر انكارا ولا جحودا. فاهل السنة لما قالوا بان معية الله العامة معناها العلم انما فسروا المعية بشيء من لوازمها ومقتضاها مع قولهم بان لله معية خاصة المعية خاصة وعامة تليق بجلاله وعظمته. فلم يحملهم تفسيرهم للمعية بشيء من مقتضياته الى انكار اصل المعية. فمن فسر الشيء بشيء من مقتضياته او لوازمه مع الاقرار باصله فهذا تفسير وبيان ولا بأس به ولا حرج واما من فسر الشيء بشيء من مقتضياته او لوازمه مع انه جحد اصله او عطله او انكره فانه حينئذ يعتبر محرفا فقول الاشاعرة ان يد الله معناها القدرة والنعمة. يقولون هم مع ذلك وليس لله يد. فاذا هم فسروا اليد بشيء من مقتضياتها او لوازمها مع انكار الاصل. فاذا اذا قيل لك ما التحريف؟ ما التحريف؟ فقل هو تفسير الشيء بشيء من لوازمه مع انكار اصله وبين قول اهل السنة وتحريفات اهل البدع كما بين السماء والارض. فاذا رأيت اهل السنة يفسرون شيئا من صفات الله عز وجل بشيء من مقتضيات هذه الصفة او بشيء من لوازمها فاياك ان تخلط بين تفسيرات اهل السنة وتفسيرات اهل البدع واياك ان يخدعنك اهل البدع بقولهم بان اهل السنة يحرفون لان فلانا السني قال كذا وكذا او فلانا السني نقل هذه الصفة الى شيء من مقتضياتها فلما لا تقرون الاشاعرة؟ لما قالوا بان عين الله معناها العلم. وان وان رجل الله معناها الطائفة من الناس وان الاستواء معناه الاستيلاء. فلماذا تنكرون علينا وتقرون انفسكم؟ فنقول باننا اذا فسرنا الشيء بلازمه او بشيء من مقتضياته فاننا لا ننكر اصله وانتم تفسرونه مع انكار اصله. ولعل الكلام واضح. فالمعية نثبتها لله عز وجل نقسمها الى هذين القسمين الى معية عامة والى معية خاصة. بقينا في سؤال هل المعية من صفات الله الذاتية او من صفات الله الفعلية الجواب اذا عرفت ان لله معيتين فنقول ان المعية العامة من صفات الله الذاتية التي لا تنفك عنه. واما الخاصة فانها من جملة صفات اللاغ الفعلية. فلا نقول بان صفة المعية من صفات الذات مطلقا. ولا نقول بانها من صفات الفعل مطلقا وانما نفصلها ونقول بان معية العامة هي من صفات الله الذاتية واما المعية الخاصة فهي من صفات الله الفعلية والله اعلم ثم نبهك الناظم على ما نبهتك عليه سابقا. بان هذه المعية لا يجوز ان ينقدح في قلبك شيء من معاني السوء والنقص في حق الله عز وجل فيها فاياك ان تفهم من معية الله لخلقه انها كمعية المخلوق مع المخلوق. فان معية المخلوق مع المخلوق تقتضي مماسة وتقتضي مقاربة عفوا وتقتضي مخالطة واما المعية التي نضيفها لله فانها لا تقتضي اي معن من معاني السوء ولا تستلزم اي لازم من صفات النقص لا تليق بالله تبارك وتعالى والله اعلم