الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم المسألة الثانية اعلم رحمك الله تعالى ان المتقرر عند اهل السنة والجماعة ان تفسير الشيء بلازمه ومقتضاه تفسير صحيح مع الايمان باصل معناه فتجد ان اهل السنة في بعض الصفات يفسرونها بمقتضياتها ولوازمها وشيء من معانيها فلا يعتبر تفسيرهم هذا تحريفا ولا تأويلا. لانهم يؤمنون باصل المعنى ومن فسر الشيء مع الايمان ومن فسر الشيء بمقتضاه او لازمه مع ايمانه باصل معناه فانه ليس بمحرف ولا بمؤول اذا علم هذا فليعلم ان اهل السنة يفسرون هذه الاحاطة المضافة الى الله عز وجل بعدة تفسيرات هي من باب التفسير بالمقتضي بالمقتضى واللازم فذكر اهل السنة ان احاطة الله عز وجل لها عدة المقتضيات ومعان الاول احاطة العلم فالله عز وجل قد وسع علمه كل شيء فلا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء فهو بكل شيء عليم فكل ذرات السماوات والارض الله عز وجل يعلمها العلم الكامل بكل تفاصيلها وما يتعلق بها فلا يعزب عن علمه شيء من مثقال ذرة فله العلم المحيط بكل شيء فلا يخرج شيء عن كونه معلوما له تبارك وتعالى. وقد دل على الاحاطة العلمية قول الله عز وجل وان الله قد احاط بكل شيء علما فهذا اول مقتض من مقتضيات احاطته بكل شيء. اي احاطته بكل شيء علما الثانية احاطة سعة احاطة سعة بمعنى ان كرسيه قد وسع السماوات والارض فالسماوات بافلاكها واجرامها الهائلة وما فيها وكذلك الارض وما عليها من الجبال العالية والانهار والبحار والانس والجن كل ذلك لا يساوي خردلة في كف الرحمن تبارك وتعالى فقد احاط الله عز وجل احاط بكل شيء احاطة سعة. فقد وسع كرسيه السماوات والارض وما ذكرناه في الدرس الماضي من عظم العرش والكرسي دليل على هذا النوع من الاحاطة الاحاطة الثالثة احاطة صفات احاطة صفات بمعنى ان الله عز وجل قد اتصف بصفات توجب احاطته بمقتضى هذه الصفة من خلقه فقد احاط بكل شيء قدرة فلا يعزب شيء عن كونه مقدورا لله عز وجل وقد احاط بكل شيء سلطانا وقهرا فقهره فوق كل قهر. وقد احاط قهره بكل احد وقد احاط بكل شيء علوا وقد احاط بكل شيء هيمنة واحاط بكل شيء ملكا وخلقا واحاط بكل شيء تدبيرا وتصريفا وغير ذلك من صفاته فصفاته الهائلة توجب احاطته بخلقه عز وجل الاحاطة الرابعة احاطة زمان ومكان فقد احاط بخلقه زمانا واحاط بخلقه مكانا فاما الاحاطة الزمانية فبرهانها قول الله عز وجل هو الاول والآخر هو الاول والاخر وهو الاول زمانا فليس قبله شيء وهو الاخر زمانا فليس بعده شيء. وهذه احاطة زمانية فليس ثمة مخلوق تقدم وجود الله عز وجل وليس ثمة مخلوق يكون بعد الله عز وجل واما الاحاطة المكانية فبرهانها قوله عز وجل في نفس اية سورة الحديد وهو الظاهر والباطن. فهو الظاهر الذي ليس فوقه شيء وهو الباطن الذي ليس دونه شيء عز وجل فهما احاطتان زمنية ومكانية فلا مفر للعبد من هذه الاحاطة ولا طريق له للخلاص منها الا بالفرار الى الله تبارك وتعالى. فلا منجى منه الا اليه. فاذا هذه المقتضيات الاربع كلها داخلة تحت تفسير معنى الاحاطة. المضاف الى الله عز وجل. فالله قد احاط بكل شيء علما وعظمة وقد احاط بكل شيء سعة. وقد احاط بكل شيء باعتبار صفاته وقد احاط بكل شيء زمانا ومكانا هذا هو معنى الاحاطة او شيء من مقتضيات الاحاطة المضافة الى الله عز وجل