بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فان الوجه الخامس الذي ذكره الشيخ رحمه الله من وجوه الرد على اصول المبطلين الملاحدة. اه قوله ان الرسول اذا اخبرنا بشيء من صفات الله وجب علينا التصديق به وان لم نعلم ثبوته بعقولنا. هذا المعنى ايها الكرام جدير ان نتوقف عنده وان نتمناه وان نفرق بين الايمان وبين القبول العقلي. فانه لا بد من الايمان بمعنى ان يقبل الانسان خبر الله وخبر رسوله سواء ادركه بعقله او لم يدركه. فان مقتضى الايمان ما يدل على والتسليم والانقياد وهذا هو حال المؤمنين. انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم هم ان يقولوا سمعنا واطعنا. فلا يجوز ان يجعل الانسان العقل شرطا لقبول خبر الله ورسوله. لانه انفع على ذلك فقد كان متبعا لعقله لا لنبيه. وليس فيما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ما يخالف لكن قد تكل العقول وتعجز عن درك باب ما اخبر به الرسول من امور مغيبة فلا يكون القبول العقلي شرطا في الاتباع. لقد امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يعلن اعلانا على في عالمي للبشر جميعا فيقول يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا الذي له السماوات والارض لا اله الا هو يحيي ويميت. فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن كاهي وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون. هذا هو الايمان. الايمان ان يقبل خبر الله وخبر رسوله دون بشرط او قيد ثم يتمناه بعقله وينظر فيه فان ادركه واحاط به علما فنور على نور كقول ابراهيم عليه السلام ولكن ليطمئن قلبي. وان لم يدركه بعقله اكتفى بالايمان. وهذا اما مع طلب ادراك الحكمة ان تيسر له ذلك. لكن بعض الناس كما اسلفت يقول لا تخاطبني بقال الله قال رسوله خاطبني بالعقل. لا يجوز لك يا طالب العلم ان تبتلع الطعم. وتوافقه على دعواه. لا. انما نخاطب الناس بكلام الله تعالى. بل ان الله امر نبيه صلى الله عليه وسلم ان يعظ الناس بكلامه. فقال سبحانه اوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ ارأيتم؟ انظر هذا التحقيق باسم الاشارة واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ. فاذا قال لك المبطل لا تقل لي قال الله قل بلى. اقول هناك قال الله لان كلام الله يتضمن من الحجج العقلية والوجدانية النقلية ما يحصل به القناعة الا ترون ايها الكرام اننا اذا سمعنا كلام الله عز وجل وجدنا السرواحا وطمأنينة حين يا امنا امامنا في الصلاة ويتلو علينا الايات البينات نزداد ايمانا ويقينا؟ الم يصف الم يصف تعالى الم يصف الله تعالى عباده المؤمنين بقوله واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا فلابد لنا ان نجعل اعظم اسلحتنا هو كلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم والا ننخلع منهما بدعوى ان الملحد لا يقر بهما اصلا. بلى يجب ان ان نتسلح بهما وان نحتج بهما ففيهما من الحجج والادلة ووسائل الاقناع ما لا يوجد في كلام الناس. ولا والله ما تمكن هؤلاء المتكلمون من اقناع احد بكلامهم المنزوع البركة. وانما يقع الاقتناع بكلام رب العالمين. فاذا سمع سمعه انسان علم انه من عند الله فامن به وصدق. فهذا المعنى معنى عول عليه الشيخ رحمه الله في هذا الوجه واخذ به. وحذر من اولئك الذين يقولون لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسل الله. الله اعلم حيث يجعل رسالته. حينما اوتي او حينما اتى جبير ابن مطعم رضي الله عنه وكان ذاك مشركا يفاوض النبي صلى الله عليه سلم في اسرى بدر وكانوا سبعين قد ربطهم النبي صلى الله عليه وسلم في سواري المسجد. قال فسمعت رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرب بسورة الطور. حتى اذا بلغ قول الله تعالى ام خلقوا من ام هم الخالقون كاد قلبي ان يطير. وذلك اول ما دخل الايمان في قلبي. ارأيتم جملتان جملتان فقط تنسفان اصول الملحدين. القائلين بالطبيعة والقائلين بالصدفة. ام خلقوا من غير شيء الخالقون ام خلقوا من غير شيء رد على القائلين بالصدفة الذين يزعمون ان هذا الكون وجد صدفة وهذا كما يفوز به كثير من الملاحدة الان. وما هو الا كبر في نفوسهم ما هم ببالغين. يطرحون الحق الذي جاءت به الانبياء ويلجأون الى هذه المخارج وهذه المقالات التي لا تقوم على اه اثارة من علم فيقولون وجد صدفة سبحان الله. ما الذي يلجئكم الى هذه الفرضية؟ ام خلقوا من غير شيء؟ هل يمكن ان العدم ينشئ وجودا. العدم لا ينشئ وجودا. ام هو الخالقون؟ هل ممكن ان يخلق الشيء نفسه؟ هذا رد على ان بالطبيعة وهي مذهب فلسفي موجود لا زال الى يومنا هذا يدرس في المدارس الفلسفية المختلفة وهو نسبة الاشياء الى الطبيعة. فيقولون ان الطبيعة هي التي اوجدت الاشياء. سبحان الله. ما الطبيعة؟ اليست الطبيعة هي اتوا الاشياء وصفاتها وخصائصها فكيف الشيء يوجد نفسه بنفسه؟ فلهذا نقول ان القرآن من الادلة العقلية في ذاته فلا نتخلى عنه لقول قائل لا تخاطبون بالادلة القرآنية خاطبونا بالعقل نقول كلا بل نخاطبكم ونعظكم في القرآن. فقد قال الله لنبيه وجاهدهم به جهادا كبيرا. الى الضمير في قوله به ان القرآن وجاهدهم به جهادا كبيرا. فاياك يا طالب العلم ان تتخلى عن اعظم لا حمل سلحك الله تعالى به وهو النص. فانه اذا جاء نهر الله بطل نهر معقل. ثم انتقل بعد ذلك الى الى الوجه السادس فقال قال رحمه الله تعالى الوجه السادس ان يقال هذه الوصية مخالفة لما بعث الله به رسلا وانزل كتبه. فانه بعث رسله مذكرين للعباد ما ما فطروا عليه. من الاقرار بوحدانية الله ووجوب شكر نعمه. وافتراض الحب الكامل والتعظيم التام لله المتفضل بالنعم الظاهرة والباطنة. ومذكرين له قم بالامر بما ازكي بما فطرت بما فطرت العقول على استحسانه. ومذكرينا ومذكرين ومذكرين لهم بالامر بما فطرت العقول على استحسانه. كالصدق والبر والاحسان والاخلاق الجميلة. وبالنهي عما فطرت العقول العقول على على استقباحه من الكذب والظلم والعدوان وجميع الاخلاق الرذيلة فكيف يؤمر الناس ان يمحو من قلوبهم هذه الامور وهل هذه الا نهي؟ وهل هذا الا نهي عن جميع مواد السعادة والفلاح؟ والصلاح وامر بكل كريم وفحشاء وسوء وشر وفساد. وفي هذا من تقويض دعائم الخير والصلاح. والاستبدال بها اصول الشر والفساد والفوضى في العلوم والعقائد والاخلاق ما لا منتهى لشره وظربه. نعم عاد الشيخ رحمه الله اه ليزيف مقالة هؤلاء الملحدين ويبطل اصلهم الاول. وهو الدعوة الى محكمة في الفطر من العلوم والاعتقادات الصحيحة. وما هي الفطرة ايها الاخوان؟ الفطرة هي ما ركز في النفس من غير سبق تعليم فالله سبحانه وتعالى قد فطر عباده على الايمان به. فلو خلي الانسان وما فطر عليه لعلم ان له ربا خالقا مالكا مدبرا عليما حكيما قويا عزيزا استنبط ذلك بما فطره عليه من النظر في ملكوت السماوات والارض الا ان تجتاله الشياطين. ففي الحديث القدسي خلقت عبادي حنفاء كلهم فشلتهم الشياطين. فلو خلي انسان وفطرته لاقر بوجود الله تعالى وبان الرب سبحانه متصف بصفات الكمال من حيث الجملة قد لا يدرك ما لا تدركه العقول فلا يستطيع مجرد الفطرة ان يثبت ان لله وجها وعينيه ويديه كما اخبر في كتابه. ولا ان يثبت له الصفات الفعلية كالنزول والاستواء. لكن نثبت له الصفات التي تدرك بالفطرة. فهذه الفطرة التي يدعو الملاحدة الى طمسها فيه ان ان يترك العبادة مهملين سدى بلا رسالة وتعريف لهم. ما يصلحهم حالا ومآلا. فارسل الرسل وانزل الكتب حكمة منه ورحمة لالا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. فيقول فيقول ما جاءنا من بشير ولا نذير وتغييبها واخفائها سيترتب عليها ايضا طمس واخفاء ما جبلت عليه النفوس وفطرت الاقيه من القيم الفاضلة والاخلاق الكريمة. فان الفطر السوية مجبولة على البر والاحسان والرحمة وبغض العدوان والكذب ونحو ذلك. من ناتج هذه الدعوة البائرة ان مساحات هذه المعاني ويقضى على ما في النفس من اه معرفة الخير والشر. والغريب في في حال هؤلاء الملاحدة ان بعضهم يعتنق ما يسمى بالمذهب الاخلاقي كما يقولون. المذهب الاخلاقي يقال لهم يا سبحان الله اي تناقض هذا؟ انتم الان تدعون الى محو ما في الفطرة. والاخلاق التي تتحدثون عنها او تنتحلونها انما هي امر مركوز في الفطر. من اين لكم ان الصدق نحمده وان الكذب مذمة. من اين لكم ان الامانة فضيلة؟ وان الخيانة رذيلة. من اين لكم ذلك؟ اليس شيئا قد جبلت عليه النفوس فكما ان النفوس جبلت على التمييز بين هذه الاضجاد وترجيح الطيب انهاء وتزييف السيء منها كذلك النفوس. جبلت على معرفة الخالق سبحانه. ومن عجيب ما جرى ايها الكرام وقد تحدثنا في بداية هذه الدروس عما آآ وقع آآ من الثورة الشيوعية التي كانت ابان القرن الرابع آآ العشر الهجري الماضي. آآ ان الاتحاد السوفيتي قام في ربما الستينيات باطلاق اول رحلة فضائية للدوران حول الارض. وندب لذلك فتى شابا الشيوعية الشيوعية والالحاد يقال له جرجرين وانطلقت في مركبته الفضائية في جولة حول الارض وقام بالخروج من هذه الكبسولة الفضائية والسباحة في هذا الفضاء الواسع بخولته ولباسه الفضائي. ليعود ادراجه بعد ذلك الى الارض ويتلقاه الصحفيون. فقالوا له صف لنا شعورك حينما خرجت الى هذا الفضاء الفسيح. قال حينما خرجت الى هذا الفضاء الفسيح ورأيت الارض كالكرة الخضراء تسبح في هذا الكون داخلني روعة شديدة فطفقت ابحث عن الله. هكذا انطقه الله الذي انطق كل شيء. قالها بمحض الفطرة. اذ ان هذه الفطرة استيقظت من جراء في هذه الهزة من هذه الصدمة الكونية الانسانية الوجدانية العميقة. فقالها صادقا معبرا قال فطفقت ابحث عن الله. هكذا قال انطقه الله وذلك ان الايمان بالله امر مركوز في الفطر. مع انه رضع لبان الشيوعية صدت مدارسها لكنه آآ اجرى الله على لسانه هذا الامر. وهذا يقع عند كثير من المتظاهرين انكار وجود الله. الم تروا ان فرعون الذي كان يقول ما علمت لكم من اله غيري حينما ادركه الغرق. ماذا قال؟ قال لامنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل. فالفطرة تستيقظ الفطرة تطمس لكنها لا تموت وفي هذا لفتة ايضا مهمة للدعاة وطلبة العلم ان عليهم ان يستفيدوا من سلاح الفطرة. فاذا خاطبوا الناس عليهم ان يزيلوا هذا الركام عن فطرهم. يجلو عنها الغبار كي يصلوا الى العصب الحساس فانك اذا خاطبت انسانا وباشرت نفسه وذكرته بحقيقة عبوديته لله اه وخلق الله له فانك تصل مباشرة الى العصب الحساس الذي يستجيب لك به. فانتبه يرعاك الله والى هذا المرحب المهم وهو مخاطبة الفطرة. فان مخاطبة الفطرة مخاطبة للاصل الانساني. الذي ركزه الله في النفوس اذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى. شهدنا اان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. او تقول انما اشرك اباؤنا من قبل ذرية من بعدهم ا فتهلكنا بما فعل المبطلون؟ التعويل على الفطرة امر مهم وعلينا ان ان نستنبط الفطرة من النفوس حتى نتمكن من الوصول الى طرق الاقناع. فخلاصة هذا الوجه ان مؤدى قوي الفلاسفة سيكون له من الاثار الوخيمة ما يقضي على الاخلاق ويحصل ما عنه فساد عريض كما قال الشيخ لا منتهى لشره وضرره. ثم انتقل الى الوجه السابع. قال رحمه الله تعالى الوجه السابع ان يقال هذه الوصية محو العلوم الصحيحة والمعارف النافعة والايمان الصحيح والاستبداد عن ذلك بانواع الجهالات والضلالات والغيب. ورفظ الايمان بالكلية كيف ان الانسان في الاصل خلق ظلوما جهولا. ليس فيه هدى ولا علم صحيح ولا برهان ويقين في المطالب العالية المقصودة. الا من جهة الطرق التي بعث الله بها رسله وانزل بها كتبه. ولهذا كانت النبوة والرسالة يضطر اليها المكلفون اعظم من من ضرورتهم الى الطعام الشراب وما به قوام حياتهم المادية فالعلم والهدى الاجمالي والتفصيلي هو هدى الله. فلا يليق برحمته وحكمته جميع الهدى والعلوم النافعة الموجودة في الارض والمعارف النافعة والايمان الصحيح وتوابع ذلك من اثار النبوة والرسالة لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. فمن تمسك بوصية الملحد الضال فقد امر بمحو ما جاءت به الكتب وارسلت وارسلت به الرسل. وان يستبدل بذلك وساوس النفوس ووحي ووحي الشيطان فهذه الوصية الباطلة مقصودها الاعظم جحد ما جاءت به الرسل واهلها احق الناس بالدخول تحت قوله تعالى الذين كذبوا بالكتاب وبما ارسلنا به رسلنا فسوف يعلمون اذ الاغلال في اعناقهم والسلاسل يسحبون. نعم آآ الوصية التي رأي اليها هي وصية ارسطو اه بمحو العلوم اه السابقة والمقررات المتقدمة واه الدخول في شك يورث اه التخلي عن كل ما مضى ولا ريب ان هذه اه من توابعها اه انكار ما جاءت به الرسل وفي هذا اعظم الخسارة وذلك وان كان هناك فطرة سوية لكن الفطرة لوحدها والعقل لوحده لا يستقل باثبات الشرائع والمعارف فلا بد من ارسال الرسل. ولهذا جعل الله تعالى الحجة الرسالية هي التي عليها المعول. فقال الله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة ثم بعد الرسول وقال سبحانه وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. ولا سبيل للناس لمعرفة محبوبات الله ومكروها حاتم ومراضيه ومساخطه وما يصلح معاشهم ومعادهم الا بان يبعث الله تعالى فيهم من انفسهم من يبصرهم لذلك فلذلك ارسل الله الرسل وانزل الكتب. فمقتضى هذه الوصية الباطلة اعني وصية هؤلاء الفلاسفة القضاء على الرسالات الالهية وابطال ما جاءت به الرسل والاستغناء عنها. والله تعالى قد امتن على المؤمنين ببعثة نبيه صلى الله عليه وسلم. فقال الله تعالى لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين فامر امتن الله تعالى به علينا كيف يسوغ ان نتنصل منه وان نتخلى عنه. تأملوا يا كرام قول الله عز وجل واعلموا واعلموا ان فيكم رسول الله لو نطيعكم في كثير من الامر لعنتم ولكن الله حب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم. فاذا خلاصة هذا الوجه ان اتباع هذه الوصية الباطلة يعني قص من الرسالات الالهية. قطع حجة الله تعالى على العباد. فلقد كان الناس فلقد ان بعضهم يحتج ويقول ما جاءنا من بشير ولا نذير. فقال الله تعالى فقد جاءكم بشير ونبي الثامن قال رحمه الله تعالى الوجه الثامن ان يقال هذا الكلام باطل شرعا وعقلا. اما الشرع فجميع الكتب نزلتي من السماء وجميع الرسل وجميع الرسل جاءت بتقرير ما وضع الله في فطر الخلق من الاعتراف بوحدانية الله. بوحدانية نية الله وكماله المتنوع وصدقه وصدق رسله وتقرير الحق والحقائق النافعة في القلوب اعتقادا وتخلقا وتصديقا ودعوة اليها وهداية لها من جميع الوجوه. ومن المعلوم ان هذه الوصية الباطلة منافية لذلك غاية المنافاة. مادة للجهالات البسيطة والمركبة وانواع الضلالات وداعية الى الشقاء في الدنيا والاخرة. ودلالة الشرائع على هذا الامر اعظم واوظح من من ان تفصل بل هذه روح الشرائع السماوية والشرائع النبوية. واما العقل فان اهل العقول الصحيحة متفقون على ان افضل المغانم والمكاسب ما كسبته القلوب وحصلته من العلوم الصحيحة. والمعارف النافعة والايمان الصادق والاخلاق العالية. التي من اتصف بها صار صار من من عليه الخلق من علية الخلق من علية الخلق واكملهم وارفعهم درجة ومقاما. فمن اوصى بترك ذلك ومحوه من قلوبي والحث على الشك والتشكيك فقد جاء لاهل العقول بما لا يعرفونه بل ينكرونه اشد الانكار ويرونه من فظائع المنكرات هذا بعد الاخلاق الفاضلة الرذيلة الساخرة فماذا بعد الرشد الى قبل ذلك؟ فماذا بعد الحق الا الضلال؟ يبدو انه اه حصل عندكم سقط؟ انا عندي فماذا بعد الحق الا الضلال؟ وماذا بعد العقائد الصحيحة الا العقائد الباطلة؟ وماذا بعد الاخلاق الفاضلة الا الاخلاق الرذيلة السافلة. هذا ليس عندكم؟ اي ما ممكن. اي لا هذا ظروري. ابشر. اه. وما اذا اعيد عليكم لتعلقوه فماذا بعد الحق الا الضلال؟ وماذا بعد العقائد الصحيحة الا العقائد الباطلة ثم وماذا بعد الاخلاق نعم. ومرة بعض الاخلاق الفاضلة الا الاخلاق الرذيلة السافلة. وماذا بعد الرشد الا الغي والفساد؟ نعم اذا هذا الوجه الثاني آآ يبين الشيخ فيه ان هذه المقولة باطلة شرعا وعقلا. اما الشرع فقد وتظافرت الشرائع والرسالات السماوية باكملها على تقرير ما يوافق فطرة السليمة من الايمان بالله تعالى والاخلاق الفاضلة الى غير ذلك. واما الشرع فان واما العقل فان العقل الصحيح فليس كل عقل يكون مصيبا. وانما المراد العقل الصريح فان العقل الصريح هو الذي سلم من الشبهات والشهوات. العقل الذي هذه صفته اه واصحابه الذين اتصفوا به متفق على ان اعظم المغانم والمكاسب هو ما اكتسبته العقول من هذه العلوم الصحيحة والمعارف النافعة وانه ليس صوابا ان يكون الانسان آآ خليا عريا من هذه المعارف كما يطالب به دعاة الشك والتشكيك ويدعون الانسان ان لا يكون منتميا من كتبهم كتاب رزقه اللا منتمي اللا منتمي هكذا يعني يريدون الا يكون للانسان اي اه صفة ينتمي اليها وينتسب اليها وان يكون مشتثا كما وصف الله اشتثت من فوق الارض ما لها من قرار. اما اهل الايمان فان اصولهم راسخة وعروقهم آآ ماضية في اسلاك افهم من المؤمنين الى ابيهم ادم عليه السلام. فهذا الوجه يتعلق في ابطال هذه الدعوة شرعا وعقل وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين