المائدة لو تأملنا نجد ان ذكر المائدة جاءت في قصة الحواريين مع عيسى عليه السلام اذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء مثل الاخلاص. سورة الاخلاص ما هي سورة الاخلاص قل هو الله احد هو الكل يدرك ان سورة الاخلاص هي قل هو الله احد لكن لو سألنا انسانا ما اين ذكر الاخلاص في السورة لا يجدها فهذه مناسبة جلية ظاهرة لا يمكن لاحد ان ينكرها لكن لو تأملنا لمناسبة اخرى ادق من الناحية من ناحية الربط بين مظامين السورة وبين الاسم نجد ان اسباب الفتح كلها مذكورة في الفاتحة الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذه هي المحاضرة الاخيرة فيما يتعلق بالمناسبات في القرآن الكريم وعنوان محاضرتنا اليوم تناسب الايات والمضامين لاسم السورة وهو النوع الثاني من انواع علوم القرآن في كتابنا التبيان قبل ان نبين التناسب بين مضامين السورة او بين السورة واسمها لا بد ان ننظر هل اسماء السور توقيفية او انها اجتهادية بمعنى هل هذه الاسماء ثبتت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اوجى ذكرها في القرآن او انها من اجتهاد الصحابة ومن بعدهم بالنسبة لاسماء السور الواردة في القرآن فهذه لا بأس ان نذكر له مثالا بسورة الفاتحة ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم فجمع من المفسرين يقول السبع المثاني اسم من اسماء سورة الفاتحة فعلى هذا يكون الاسم ثابتا بنص القرآن اما الاحاديث فهي كثيرة في اثبات اسماء بعض السور مثل قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اقرأوا الزهراوين الزهراوين وصف ثم ذكر الاسم فقال البقرة وال عمران ويقول صلى الله عليه وسلم اقرأوا البقرة فانها لا تستطيعها البطلة يعني السحرة وهذه الاسماء اسماء السور التوقيفية لا ريب ان الانسان يدرك ان هناك تناسبا بين الاسم وبين مضمون السورة والا فلماذا يخترع الشارع الحكيم هذا الاسم دون غيره من الاسماء لا سيما اذا علمنا ان اسماء السور ذات دلالات اشتقاقية وليست جامدة الا ما جاء من ذكر اسماء سور بعض الانبياء كسورة يوسف وهود ونحو ذلك مثل سورة نوح وسورة ابراهيم اذا الاسماء التي تكون توقيفية فهذه لابد ان ندرك ان الشارع الحكيم ما اختار هذا الاسم الا لحكمة وهذه الحكمة هي المناسبة بين الاسم وبين مضمون السورة او بين مضامين السورة واما الاسماء الاجتهادية التي اطلقها بعض العلماء على بعض السور فلا ريب ان اجتهادهم مبني على مضمون السورة مثل قول بعضهم عن البقرة السورة الجامعة مثل قول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن سورة التوبة وبراءة انها المشقشقة انها الفاضحة انها المزلزلة ومثل قول بعض اهل العلم عن سورة النحل بانها سورة النعم فالتناسب مثلا في سورة النحل بتسميتها النعم واضحة جلية لان المظمون والمحتوى في لهذه السورة دائرة حول النعم فسموها بسورة النعم فليس حديثنا الان عن تناسب الايات والمواظيع او المضامين السورة لاسم اجتهادي. لان الاسم الاجتهادي الجلي لا بد ان يكون والا فلماذا يسمي العالم وهذه السورة بهذا الاسم اصلا لو لم يكن هناك مناسبة ولكن حديثنا عن الاسماء التوقيفية عن الاسماء التوقيفية الاسماء التوقيفية منقسمة الى قسمين قسم منها اسماؤها مذكورة باللفظ في السورة مثل البقرة ال عمران النسا المائدة قال لها نعم الاعراف الانفال التوبة لا يوسف لا قبله يونس وهود وهكذا. اذا هناك اسماء اسماء هناك اسماء للسور جاء ذكر الاسم باللفظ في السورة نفسها هذا نوع النوع الثاني ان يكون الاسم مأخوذا بمظمون السورة مثل الفاتحة مثل التوبة التوبة بهذا اللفظ ما جاء الرجال قد تاب الله على النبي والمهاجرين فان تابوا واقاموا الصلاة فمن اين جاء هذا الاسم جاء هذا الاسم من مضمون السورة. من مضامين الاية فان مضامين من مضامين هذه السورة الاخلاص العلمي لله عز وجل كما ان سورة الكافرون وهذا اسم توقيفي وسورة الاخلاص لماذا نسمي الكافرين سورة الكافرين او الكافرون بسورة الاخلاص لان فيها الاخلاص العملي اذا التناسب يكون موجودا بين الاسم ومضامين السورة سواء كان توقيفيا لفظيا او توقيفيا مضمونا او معنى وحتى لا نطيل فلنضرب مثال على سورة الفاتحة لو سألنا سائل هذه السورة تسمى بالفاتحة من السهل ان نجيب ان نقول المناسبة ان الله عز وجل افتتح السورة القرآن بسورة الفاتحة تريد ان الله عز وجل يفتح عليك في علمك يفتح عليك في عبادتك يفتح عليك في استعانتك ودنياك. يفتح عليك فتكون بارا اذا هاديا مهديا منعما عليه في دعائك يفتح الله عليك بان تتجنب طرق الظلالة والبدعة تجد اصول مضامين الفتح في سورة الفاتحة ولو اننا قلنا ان من اسماء السورة الحمد وهذا ايضا اسم نصي فان اسباب الحمد من مضامين السورة لان اسباب الحمد اما علمي وهو مضمون الايات الثلاث الاول الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين واما عملي العبادة لله عز وجل واما متعلق بك واياك نستعين تطلب العون. واما ان الحمد تريد الوصول الى درجات حامدين فاهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم واما انك تريد ان تتجنب من خالفوا الحامدين فتقول غير المغضوب عليهم ولا الضالين الفاتحة من اسمائها الصلاة هذا الاسم الارتباط بينها بين اسم الصلاة وبين مضامين السورة جلية لان هذه السورة لو تركت اية منها في الصلاة ما صحت صلاتك عند جماهير الفقهاء رحمهم الله تعالى فهي الصلاة هذا كمثال لما نتأمل في سورة البقرة وقلنا مرارا وتكرارا ان مضامين السور لا تخرج عن القضايا الخمس او عن القضايا الثلاث بالاجمال القضايا الثلاث تعريف بالمعبود وهو الله عز وجل وعكس ذلك ضعف وعجز الالهة المزعومة والتعريف بالعبادة وبيان الشرك والتعريف بالعابدين وصفاتهم وبمن خالف العابدين وصفاتهم هذه مضامين السور ككل. ومن حيث التفصيل نجعلها خمسة اصناف خبر عن الله. خبر عن اولياء الله عز وجل خبر عن اعداء الله عز وجل امر او نهي هذه مضامين القرآن كله فلا فلا يمكن لاي طالب علم ان يقول ان هذه السورة خرجت عن هذه المضامين. ما يمكن ما من سورة من سور القرآن الا وهي مندرجة تحت احد هذه المضامين. اما بالمطابقة او بالتظمن او بدلالة الالتزام وهذا جلي فمثلا لو قال لنا قائل لماذا سميت سورة البقرة بسورة البقرة من السهل البديهي ان يقول الانسان سميت بسورة البقرة لان فيها ذكر قصة البقرة وقد ظن بعض الناس انه يكره تسمية السورة بالبقرة وانه لا بد ان يقال سورة البقرة او السورة التي يذكر فيها البقرة فرد على هؤلاء عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فقال كما في صحيح البخاري والذي نفس والذي نفسي بيده ما او قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه والذي انزلت عليه سورة البقرة ولم يقل السورة التي يذكر فيها البقرة انه لرجم منها هنا هذا في صحيح البخاري وبوب البخاري رحمه الله باب من؟ قال سورة البقرة وتبويبه المراد منه. آآ بيان ضعف من زعم انه لا يجوز ان يقال سورة البقرة او البقرة طيب الان لما نقول سورة البقرة قد يقول قائل ان المناسبة واظحة لان فيها ذكر البقرة. لكن هناك اسماء اخرى ذكرت في سورة البقرة مثل ادم عليه السلام قصة ادم عليه السلام قصة بني اسرائيل قصة وقصة وقصة وقصة كما ذكرنا في اشياء قصص كثيرة فلما تتأمل ان هذا الاسم جاءت هكذا فلا بد ان تنظر لماذا سميت بالزهراء لان الزهراء يعني الوضاءة والنور قلنا بالامس ان سورة البقرة اكثر احكام الاسلام فيها فهي مزهرة كامل الاسلام المناسبة جلية طيب والبقر والبقرة اصل كلمة البقرة مشتق من البقر وهو الشق وهذا فيه اشارة لطيفة الى ان سورة البقرة هي السورة التي من فتش فيها وبقرها ونظر في مضامين يجد احكام الاسلام لا يخرج عنه الا شيء يسير ونذر يسير وهذه واظحة وايضا فيه اشارة الى ان مضمون السورة ان من اسباب الغضب التعنت والتعنت من صفات اليهود ما هي؟ ما هي؟ ما هي فناسب ان تسمى السورة بسورة البقرة حتى نبقى على الهداية والاستقامة نترك طريق المغضوب عليهم ما هو طريق المغضوب عليهم التعنت والتشدد والغلو وعدم العلم بالعمل طيب سورة ال عمران فيها ذكر ال عمران وقضية السورة ككل بيان التوحيد ونبذ تعظيم الانبياء والاولياء تعظيما يوصلهم الى العبودية ولو كانوا من ال عمران فالقضية المناسبة جلية واضحة سورة النساء مظامين السورة فيها الحديث عن احكام النساء وفيها الاخبار النساء وما يتعلق بالبيوتات والاسر وو الى اخره فناسب ان تسمى هذه السورة بسورة النساء المائدة وبه نختم لاننا لو اردنا ان نذكر اسم كل سورة يصعب علينا وليس عندنا وقت الا القليل هذا طلبهم تعرفون المحاورة؟ فقال عيسى عليه السلام ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا انظر الى الكلمات عيدا هذا رقم اثنين مائدة تكون لنا عيدا صفة لاولنا واخرنا واية منك وهي الثالثة وارزقنا اذي الرابعة وانت خير الرازقين فلما يأتي المشرق ويقول ما المناسبة في تسمية هذه السورة بالمائدة؟ لان اية الكمال ذكرت في المائدة فناسب تسميتها بالمائدة من جهتين. الجهة الاولى لان فيها ذكر المائدة والجهة الثانية بالنسبة لنا نحن ان مائدتكم ان مائدتكم ودينكم كامل وهو يوم عيد لكم اذ اكمل لكم الدين وهو اية من ايات الله عز وجل عليكم لاولكم واخركم ورزق من الله ساقه اليكم فلا تلتفتوا الى موائد الشرق ولا الى موائد الغرب عليكم بمائدة القرآن ولهذا جاءت رواية في حديث صححه بعض اهل العلم قال القرآن مأدبة الله ها تعرفون المأدبة شنو يعني مأدبة السفرة التي توضع عليها الوليمة تأملوا الان المناسبة اليوم اكملت لكم دينكم اذا مائدة من السماء القرآن الكريم بالنسبة لنا هم طلبوا مائدة اسية لغذاء ابدانهم فابدلنا الله بمائدة معنوية فيه غذاء ارواحنا وصلاح ابداننا شوفوا كيف المناسبة العظيم ولهذا ينبغي علينا ايها الاخوة ان نتأمل ما من اسم في من اسماء السور توقيفي الا وبينه وبين مضامين السورة ارتباط وثيق هو عظيم واما بالنسبة ما ذكرته في آآ مناسبة اسماء السور لمقاصدها فهذا ايضا باب عظيم لو نظرنا الى الحواميم مثلا اشتركت الحواميم في الافتتاح وبينها من التشاكل حيث استفتحت بالكتاب او صفته مع تقارب المقادير في الطول والقصر وتشاكل الكلام في النظام والترتيب اذا نظرنا الى المفصل نجد ايضا ان اسماء السور لمقاصدها لاحظ الان اسماء السور القصيرة لمقاصدها مع انها قصيرة من انشأ ما يكون لذلك السور القصار والمفصل اكثر اسمائها توقيفية اكثر اسمائها توقيفية فاذا قال لك قائل في اي سورة ما المناسبة بين الاسم وبين المسمى؟ فانت لا يمكن ها ان تقول لا اعلم سهل لان ليس اذا كان توقيفي فتقول لان الاسم مذكور فيه انا اعطيناك الكوثر. ما اسم هذه السورة؟ الكوثر. لماذا؟ لان فيه ذكر الكوثر فان قال لك قائل فلماذا لم تسمى الصلاة؟ لم تسمى النحر لم تسمى الباتر. لانه بتر دابر الكافرين لان الكوثر معناه الخير العميم والخير العميم يشمل الصلاة والنحر بتر كافرين وو الى اخره هذه مناسبة دقيقة وعميقة مثلا لو قال لنا قائل سورة لم يكن الذين كفروا سميت بالبينة طيب لماذا لم تسمى باسم اخر تقول لان البينة مذكورة فيها بالنص ولان الحجة بها قامت على كل من انكر التوحيد سواء كان مشركا او كتابيا هذه مسائل دقيقة وعظيمة في المناسبات ولكن هذه اشارات وكما ذكرت لكم من اراد الزيادة فعليه بالكتاب العظيم كتاب العلامة البقاعي رحمه الله نظم الدرر في تناسب الايات والسور نكتفي بهذا القدر ونسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم الفهم عنه وعن نبيه وفقها كلامه وكلام نبيه وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح ثم في الختام اشكر دائرة الشؤون الاسلامية بدبي على استضافتهم لي وشكر الله لكم الحضور والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك هذا العلم اكثره في بطون كتب البلاغة واكثره في بطون كتب التفسير العربية ولانه دقيق قد لا يفهمه عامة الناس فلذلك لم يعرض هذا سبب. السبب الاخر انه علم خطير فكثير من اهل الضلال والبدع ربما يزعمون ما يسمى بالتفسير الاشاري ويزعمون ان ذلك من باب التناسب مع بعد ما بين قولهم والتناسب كما بين المشرق والمغرب ولذلك يعني اه جمع من اهل العلم لا يحبون بيان هذا لعامة الناس لكن اذا وجدنا في قلوب الناس عدم رغبة في قراءة هذا الكتاب العظيم والتدبر فيه فلابد من اظهار المعاني البلاغية والايات والبراهين الساطعة فيها حتى تتعلق القلوب بكتاب وكلام علام الغيوب سبحانه وتعالى لكن ما كتب هو يعني كاف للملتمس كاف للملتمس ومن اراد الزيادة فيجتهد في طلب العلم وما ذكرناه من التطبيقات العملية والظوابط المرعية لايجاد العلاقة وايجاد التناسب نعم اخر سؤال نعم ما دام انه جاءت اسماء السورة توقيف ما الحاجة انا نسميها باسماء غير ما وردت شرع شارك ما في بأس لان الشارع حينما ذكر الاسم ما قال لك لا تضع له اسم واضح لان هذه الاسماء اسماء ذات دلالات صحيحة ما دام ذات دلالات صحيحة ما تستطيع ان تقول لا ولذلك نجد ان ابن عباس يقول اما انها المشقشقة اما انها المزلزلة اما انها الفاضحة فلا يمكن ان نقول ليش ابن عباس يسميه وهي سورة براءة مثلا واضح نعم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك جزاكم الله خير