ليست بمفترقة ومتآلفة ليست بمختلفة والله اعلم الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اه شيخنا الله يحفظك ويبارك فيك ويرفع قدرك. سائل يسأل ويقول اه بحثت مسألة العزر بالجهل فوجدت اه من الناس من يقول اه ليس هناك عذر بالجهل وله ادلة قوية ووجيهة في وجهة نظري انا. ومن الناس من يقول عذر بالجهل وايضا وجدت ان الادلة قوية ووجيهة بالنسبة لوجهة نظري انا. فهلا يا شيخ اوضحت لي الامر وجزاكم الله خير وبارك الله فيكم الحمد لله رب العالمين. لقد صدقت يا اخي هناك ادلة تدل على ان الجهل عذر وهناك ادلة تدل على ان الجهل ليس بعذر ولكن لا ينبغي لك ان تظن ان الادلة صارت متعارضة. لان المتقرظ عند العلماء ان الجمع بين الادلة واجب ما امكن اعمال الدليلين اولى من اهمال احدهما ما امكن. فواجبنا عند وجود عند وجود هذا النوع من الادلة ان نجمع بينهما بقاعدة من قواعد الجمع وقواعد الجمع اللي هي فيها رسالة قرابة تسع قواعد او عشر قواعد اذا تدرب عليها الطالب فانه تكون عنده الملكة في حي في حل اي شيء من من التعارض الظاهر بين الادلة. فنحمل الادلة الدالة على ان الجهل عذر على حال ونحمل الادلة الدالة على ان الجهل ليس بعذر على حال اخرى. فحينئذ نجمع بين كلام العلم وبين استدلالاتهم ونعمل بها كلها متآلفة. وبيان ذلك قاعدة لا بد ان نحفظها جميعا وانا اولا هذه القاعدة تحل هذا الاشكال حلا لا مزيد عليه. تقول هذه القاعدة كل جهل معجوز عن رفعه فعذر وكل جهل ليس بمعجوز عن رفعه فليس بعذر فكل جهل يدعيه الانسان ففوت بسببه مأمورا او ارتكب بسببه محظورا. فاننا لا اقبلوا دعواه للجهل مطلقا ولا نرد دعواه مطلقا بل ننظر الى القرائن المصاحبة لهذه الدعوة. فان كانت القرائن تدل على صدق هذه الدعوة وانه فعلا جاهل وان القرائن تعينه على على صدق على صدق دعواه. فحين اذ نجعل جهل هذا الرجل عذرا فلا نؤثمه لا بتفويت مأمور ولا نؤثمه بفعل محظور واما اذا ادعى الانسان الجهل ففوت بسبب جهله مأمورا او ارتكب محظورا ثم لما نظرنا الى القرائن المصاحبة لدعوى الجهل وجدناها تكذب هذه الدعوة وانه وان كان جاهلا حقيقة لكنه كان قادرا على ان يرفع الجهل عن نفسه. فالقرائن تساعده وتعينه على رفع الجهل لكن هو نفسه فتر او كسل او تقاعس او لم يرد او لم يهتم اصلا بالتعلم ولا رفع الجاهل فحين اذ نقول اذا كان الجهل من نوع الجهل المعجوز عنه فنحمل عليه الادلة الدالة على ان الجهل عذر. واذا كان الجهل من نوع الجهل الذي يقدر الانسان على رفعه ولكن هو لم يرفعه اختيارا فنحمل عليها الادلة الدالة على ان الجهل ليس بعذر فاذا كل جهل معجوز عنه فعذر وعليه بعض الادلة وكل جهل ليس بمعجوز عن فليس بعذر. وعليها نحمل الادلة الاخرى. فهل يبقى بين الادلة بعد ذلك شيء من التنافر او الاختلاف او التضارب الجواب لا وازيد الامر ايضاحا بان اقول. لقد امر الله عز وجل المكلفين برفع الجهل. اليس كذلك؟ فقال فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. هذا امر بالتعلم. اليس كذلك؟ والامر بالتعلم انتبه. والامر بالتعلم يتضمن الامر برفع الجهل لان الامر بالشيء نهي عن ظده فاذا امرت بالعلم فانت منهي ضمن العلم ان تبقى جاهلا. اذا رفع الجهل حكم شرعي هادي انتبهوا معي رفع الجهل حكم شرعي. انت مأمور بالصلاة فاذا الصلاة حكم شرعي امرت به. انت مأمور بالزكاة. اذا الزكاة حكم شرعي انت امور به متى تسقط عنك الصلاة؟ اذا كنت عاجزا. متى تسقط عنك الطهارة؟ اذا كنت عاجزا. انا مأمور بالطهارة لكن اسقطك سارعوا عني لما عجزت انا مأمور بالقيام في الفريضة لكن الشارع اسقط عن اسقط القيام عني لما عجزت. انا مأموم بصيام شهر رمضان لكن الشارع اسقطه عني لما عجزت. انا مأمور بالحج لكن الشارع اسقطه عني لما عجزت اذا المأمورات تسقط بماذا؟ بالعجز انتبه لي. طيب رفع الجهل اليس مأمورا به؟ لم لا نقول فيه كما نقول في بقية الشرائع نعم نحن مأمورون برفع الجهل. لكننا في ظروف بيئية لا تمكننا من ان نرفع الجهل فنحن نريد في قرارة انفسنا ان نجد لمن؟ ان نجد وسيلة توصلنا بالعلماء. لكن فعلا ما وجدنا طريقا نتصل به لمن؟ يعني على احد يرفع الجهل عنا. فاذا الجهل هنا من نوع الجهل المعجوز عنه ولا لا؟ فاذا نحن لا نطالب بشريعة رفع الجهل ما دمنا عاجزين عنها اننا لا نطالب بشريعة الصوم ما دمنا عاجزين عنها ولا نطالب بشريعة القيام في الفريضة ما دمنا عاجزين عنها لان الله عز وجل يقول اتقوا الله ما استطعتم ويقول النبي صلى الله عليه وسلم واذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم والمشقة تجلب التيسير واذا ضاق الامر وقد اجمع العلماء على ان كل واجب في الشريعة فانه يسقط بالجهل. اليس كذلك؟ عفوا عفوا يسقط يسقط بالعجز فاذا لا يعدو رفع الجهر رفع الجهل لا يعدو ان يكون حكما شرعيا منوطا بالقدرة. فاذا كان الانسان قادرا فهو مطالب واذا فتر او تقاعس او كسل فجهله محاسب عليه لانه كان قادرا ولم يفعل. كالذي ان كان قادرا على القيام بالفريضة ولكنه لم يقم تكاسلا. كالذي كان قادرا على الحج لكنه لم يحج استثقالا. كالذي كان قادرا على اداء الزكاة ولكن لم يؤدي الزكاة بخلا وشحا. فهل تسقط عنه هذه الشرائع؟ الجواب ما ما تسقط. لانه في ذات امره في ذات كان قادرا. وانا اضرب لك ثلاثة امثلة او اربعة امثلة لعله يتضح لك الفرق بين هذا وهذا حتى تطمئن ايها السائل والسامع على ان الادلة متفقة ومتآلفة اذا جمعنا بينها على قاعدة اختلاف الاحوال. ما رأيكم في مسلم في كافر في دار حرب اسلم وانتم تعرفون ان دار الحل الحرب تخلو من عوام المسلمين فضلا عن علمائهم الذين يستطيعون التعليم. فدار الحرب ليس بها مسلمون غالبا فالمسلمون يهربون من دار الحرب يسافرون من دار الحرب لا يبقى في دار الحرب حتى اقليات اسلامية حتى الاقليات قد لا تبقى. هذا رجل كان كافرا في نفس هذه الدار. ثم اسلم. ولكنه لا يزال يشرب الخمر او يترك الصلاة جاهلا بفرضية الصلاة وجاهلا بحرمة شرب الخمر. الان لو جاءنا بعد زمان واخبرناه بان الصلاة فرض وان الخمر فهل نأثمه بشرب الخمر الذي مضى؟ او نأمره بقضاء الصلاة التي مضت؟ الجواب لا. نقول لماذا؟ نقول لانه جاهل. طيب وهل مما يقبل؟ الجواب انظر الى القرائن المصاحبة لدعوة. هل تصدق دعواه؟ الجواب نعم لانه في مكان لا يستطيع ان يتصل باحد من المسلمين ولا ان يراسل احدا من الدعاة حتى يكشف عنه ذلك الجهل. هذا مثال واضح في من نشأ في في في من في كافر اسلم في دار حرب. المثال الثاني رجل بدوي في بادية بعيدة عن العلم والعلماء ليس بينه وبين المدينة اي نوع اتصال ولا ارسال انترنت ولا فاكسات ولا اه جوالات ولا شيء ابدا. ووقع في بعض الامور التي تخالف الشريعة في ترك مأمور او فعل محظور ثم لما جاء الى البلاد واستشار العلماء بينوا له خطأه هل يطالب بقضاء المأمورات؟ هل يأثم بفعل المحظورات التي ذهبت؟ الجواب لا لم؟ لاننا لما رأينا دعواه للجهل والقرائن المصاحبة لها وجدناه فعلا صادقا فيها. مثال ثاني انسان يعيش في حاضرة الاسلام المسلمين وبين علمائهم وبين بلادهم بل ربما يكون امام المسجد الذي يصلي معه. عالم من علماء المسلمين او يصلي معه اصلا مأموما عالم من علماء المسلمين او جاره. احد العلماء ثم جاء وجامع في نهار رمضان. ثم ادعى ان انه كان جاهلا بحرمة الجماع في نهار رمضان. طيب هو يدعي دعوة نحن ننظر الى القرائن المصاحبة لهذه الدعوة. هل هو في واقع يمكن ان يجهل هذا الشيء ايه؟ اجيبوا يا اخوان. الجواب لا. اذا هو كاذب في هذه الدعوة. حتى وان كان صادقا في نفسه انه جاهل لكنه جهل لا يعذر في اذن. لماذا لا لماذا لا يسأل قبل ان يتقحم؟ لماذا يطلب العلم؟ هل الوسائل منقطعة؟ هل الطرق مسدودة الجواب لا انا اطلت عليكم معذرة بس فهمتم الان؟ طيب انسان فيه بلاد المسلمين في بلاد المسلمين في بلاد المسلمين. صار يذبح لغير الله عز وجل هل هل يقبل دعواه الجهل في هذا؟ الجواب لا. فاذا نحن لا نرد دعوى الجهل مطلقا ولا نقبلها مطلقا وانما ننظر الى تصنيفها اهي من الجهل المعجوز عن رفعه؟ ام انه من الجهل الذي لم يعجز عن ليس ابن معجوز عن رفعه؟ فان القرائن تدل على صدق هذه الدعوة فاننا نجعله من العذر الذي هو عفوا من الجهل الذي هو عذر. لان مثله يجهل مثله يجهل وعليها نحمل الادلة الدالة على ان الجهل عذر. واما اذا نظرنا الى القرائن المصاحبة لدعواه الجهل. فرأيناها تكذب هذه الدعوة وانه هو الذي فتر وكسل وتقاعس ولم يهتم بالعلم اصلا. فحين اذ ليس جهله من الجهل الذي يعذر فيه صاحبه وعليها نحمل الادلة الدالة على ان الجهل ليس بعذر. فاذا نظرنا لهذه المسألة من هذين القسمين واعطينا كل قسم حقه تبين ان الادلة متفقة