الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احسن الله اليك يا شيخ آآ يقول بعضهم انه يجوز التداوي اكرمك الله حليب الحمير اكرمكم الله يقول انه يعتبر من الظرورة اه فما قولكم في ذلك؟ بارك الله فيكم الحمد لله رب العالمين وبعد. لا بد ان نسبق الجواب بقاعدة مهمة في هذا الباب. فان مسائل او السامع يتفق معي فيها فان الجواب حينئذ سيكون يسيرا سهلا. ان شاء الله عز وجل. القاعدة تقول الاصل جواز التداوي الا بما حرمه الشرع. الاصل جواز التداوي الا فيما حرمه السمع. فاذا حل على الانسان شيء من الامراض او الادواء فان له ان يختار من الدواء ما يتناسب معه الا هذا الدواء الذي حرمه الشارع وثبت تحريمه بالدليل الشرعي الصحيح الصريح. فلا يجوز ان نجعل شفائنا او استشفائنا فيما حرمه الله عز وجل علينا وبرهان هذه القاعدة قول النبي صلى الله عليه وسلم الا تداووا الا تداووا عباد الله ولا تتداووا بحرام فقوله تداووا وهذا دليل على الاصل. قوله ولا ولا تتداووا بحرام هذا دليل على قولنا الا فيما خالف الشرع فجميع الادوية التي يزعم البعض ان هذا دواء. وهي مما حرمه الشرع فانها في حقيقتها داء وليست بدواء. ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث. ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستشفاء خمر وقال انها داء وليست بدواء. وكل ذلك دليل على ان ما حرمه الشرع كتابا وسنة فانه لا يجوز لنا ان به ولذلك لا يجوز لنا ان نتداوى بالنجاسات. فان النجاسات ليست مصدرا للدواء بل هي مصدر للداء. ولا يجوز لنا ان نتداوى عند الكهان فانه مصدر داء وليسوا بدواء. ولا ان نتداوى بالدواء الخبيث. فانه مصدر داء وليس بداء ولا ان نتداوى عند السحرة والعرافين والدجاجلة لانهم مصادر ادواء وليسوا بدواء. فكل ما حرمه الشرع فلا يجوز ان نتداوى به. وفي هذا رد على من جعل استماع الموسيقى نوع من نوعا من انواع التداوي بعض الاطباء النفسيين يزعمون انها تضفي على الروح انبساطا وعلى النفس انشراحا وعلى الصدر سعة فيجعلونها سببا من اسباب الشفاء وهذا خطأ فانها من جملة ما حرمه الله عز وجل. فاذا هذه قاعدة نافعة جدا في هذا الباب. وهي ان الاصل تواز التداوي بما اخرجه الله لنا من الادواء الحسية التجريبية او الادواء المعنوية الروحية كالرقية او غيرها الا فيما خالف الشرع. فالشيء الذي حرمه الله من الادواء الحسية او الادواء المعنوية الروحية لا يجوز ان نعتقد انه طريق للشفاء فإن قلت ونحن نرى ان اناسا يذهبون الى السحرة ويشفون فكيف تقول انه ليس طريقا للشفاء او انهم يتداولون يتداوون بالخمر ويشفون. فاقول ان المتقرر عند العلماء ان حصول المقاصد ليس بدليل يسوغ سلامة الوسائل فليس كل وسيلة حصلت مقصودها تكون هي في ذاتها مقبولة او صحيحة؟ شرعا فان سلامة المقاصد لا يسوغ الوقوع في المخالفات. وليس سلامة المقصد دليلا الا ان الوسيلة التي سلكتها صحيحة. كرجل يريد ان يتصدق ولا يجد مالا في سرق ليتصدق. فنقول اما مقصودك وهو صدقة فهو مقصود سليم صحيح لكن وسيلتك التي وصلت بها الى هذا المقصود وسيلة باطلة. فاذا كان السائل اتفقوا معي مع في هذه القاعدة فان الجواب عن التداوي لبن الاثام اي اي انثى الحمار سيكون سهلا. وهي ان الحمار من الاعيان التي ثبت الدليل بنجاستها ورجسيتها. ففي الصحيحين من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم اما امر ابا طلحة فنادى. الا ان الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الاهلية فانها رجس والرجس معناه النجس. وكل ما نجس لحمه نجس لبنه. فان القول في اللبن كالقول في اللحم. فما طاب لحمه طاب لبنه وما خبث لحمه خبث لبنه فما نقوله في اللحم نقوله في اللبن. فاذا كان لحم الاوتن لا يجوز في الشرع وقد حرمه النبي صلى الله عليه وسلم بل وامر باراقة القدور وتكسيرها. لكن قالوا او نغسلها يا رسول الله؟ قال او اغسلوها. وثبت النهي عنها ايضا في الصحيحين من حديث علي بن ابي طالب لحوم لحومه للاهلية وعن لحوم الحمر الاهلية وعن نكاح المتعة. فحيث ثبت النهي عن اكل لحمها شرعا فانه لا يجوز شرب لبنها لا في حال الاختيار ولا في حال الاضطرار. والله عز وجل لا يضطر مريضا الى نجاسة ليتداوى بها فالله لم يجعل شفاء هذه الامة فيما حرم عليها والنجاسات من جملة ما حرمه الله. وخلاصة هذه الفتية اذا فهم هذا الاصل ان التداوي بلبن الاوتن اي انثى الحمار محرم لانه نجس والله لم يجعل شفاء الامة في هذه النجاسات والله اعلم شيخنا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الله يحسن اليك. بعضهم لما اتى الى شرح حديث النبي عليه الصلاة والسلام يا معشر الشباب من استطاع منكم من بات فليتزوج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء. ذكر احد عليه ان قوله عليه الصلاة والسلام ومن لم يستطع فعله بالصوم اي من لم يستطع الباءة فنص على النبي فنص على هذه اللفظة ثم ذكر برهانه على ذلك بايراده لرواية الترمذي. انه نص عليه ان النبي صلى الله عليه وسلم نص عليها في هذا هذه الرواية فاتى احدهم عفا الله عنه وقال هذا ليس اه من بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم انه ينص عليها فلذلك هذه الرواية باطلة وغير صحيحة بناء على ذلك من غير ان ينظر الى رجال آآ الاسناد او ينظر الى الحديث او ينظر اليهم وانما اطلقها هكذا وقال ليس من بلاغة فما جوابكم احسن الله اليكم على هذا والحمد لله رب العالمين المتقرر عند العلماء ان النقد له اسسه وله اصوله وقواعده خاصة اذا كان يتعلق بشيء من الفاظ الوحيين. فلا يجوز للانسان ان يؤصل اصولا ينقذ بها شيئا من كلام الله عز وجل او شيئا من استدلالات العلما او شيئا من ما صح في السنة. الا وعلى ذلك الا وعلى ذلك التأصيل دليل من الشرف. ولو تتبعت نقد اهل العلم رحمهم الله تعالى لكثير من الاسانيد وكثير من المرويات. لم تجد احدا منهم ابدا لن لن تجد احدا منهم جعل مبدأ النقل توافق هذه اللفظة مع عقله او عدم توافقها. فمن جعل مبدأ قبول الوحيين هي موافقة عقله فهو من اهل البدع. لان هذا هو شأن اهل البدع. فما توافق مع عقولهم وافهامهم اخذوا به واعتمدوه وما لم يتوافق مع عقولهم وافهامهم ردوه واتهموه. وهذا ليس طريقا للنقد الصحيح الذي سار عليها اهل السنة والجماعة. فنقد الاسانيد ونقد المرويات له اصوله وله قواعده وله ضوابطه. وله صراطه المستقيم الذي قرره اهل السنة والجماعة في كتب مصطلح الحديث. ورواية الامام الترمذي في هذا الحديث وهي زيادته ومن لم يستطع الباءة هذا من عظيم فصاحة وبلاغة النبي صلى الله عليه وسلم. فان قلت وكيف هذا؟ فاقول لانك لو رجعت الى خلاف العلماء رحمهم الله تعالى في فهم قول النبي صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم الباءة فليتزوج لوجدت ان العلماء يفهمون الباءة على على قولين. وذلك لان لفظ الباءة في هذا الحديث من الالفاظ المجملة. التي تحتمل المعنيين للباءة في اللغة فلو فتحت اقرب مجمع من مجامع اللغة لوجدت ان العرب يطلقون الباءة على النكاح وعلى اسبابه يطلقون الباءة على النكاح الذي هو الجماع ويطلقونه على اسبابه ومؤنه وتكاليفه ونفقاته. فماذا يقصد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله من استطاع منكم الباءة هل يقصد حقيقة الجماع؟ كما هو معنى للباءة عند العرب او يقصد به في تكاليف النكاح ومؤنه. فاذا اللفظة مجملة. فاذا نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم لفظة اخرى توضح هذا الاجمال. افيكون ذلك في الفصاحة والبلاغة حتى يحمل الانسان الى ان يردها ويقول لا يمكن ان يصدر هذا الكلام من النبي عليه الصلاة والسلام. هذا دليل على قلة فهمه هو ولذلك فان من كمال البلاغة ان الانسان اذا اخرج لفظة مجملة في مكان ثم ذكر ما يبينها في مكان اخر فهذا من عظيم بصاحته وبلاغته. وكم في القرآن من الالفاظ المجملة التي تولى النبي صلى الله عليه وسلم بيانها؟ افيكون بيان لهذه الالفاظ من باب تحصيل الحاصل لا يستفاد منه معنى جديدا؟ الجواب لا. ولذلك في رواية الصحيحين صارت مجملة. وبسبب فباجمالها اختلف اهل العلم فيها على هذين القولين فمنهم من فسر الباءة بالجماع ومنهم من فسر الباءة بتكاليف النكاح ونفقاته من مهر وغير ذلك مما هو معلوم من نفقات النكاح. فسبب الخلاف هو الاجمال في لفظة الباءة. فاذا روى الامام الترمذي ما يبين هذا الاجمال وكان الاسناد صحيحا. فهل يعتبر ذلك قادحا في الحديث حتى يجعلنا نرده او نشكك في سلامة صحته للنبي صلى الله عليه وسلم. بحجة اننا فهمنا احد احد المعنيين. ولا نحتاج في فهمنا الى رواية تبين هذا الاجمال؟ الجواب لا. ولكنه التسلط على الفاظ الوحيين وقلة الادب. في كيفية التعامل مع الفاظ كتابا وسنة. ولذلك لما زاد الامام الترمذي قوله ومن لم يستطع الباءة عرفنا حينئذ ان المقصود بها باءة النفع يعني باءت المال. ويدل على ذلك ويرجحه قول النبي صلى الله عليه وسلم فعليه بالصوم. فلا يمكن ان يفسر الباءة بالقدرة على الجماع. لماذا؟ لان الغير القادر على الجماع لا يحتاج الى ان يصوم. اذ لا فتنة عليه حينئذ. فرواية الامام الترمذي انما هي رواية قد بينت الاجمال في رواية الصحيحين. واذا كان الكلام عاما في مكان وورد ما يخصصه في مكان اخر او كان مطلقا في كان وورد ما يقيده في مكان اخر او كان مجملا في مكان وورد ما يبينه في مكان اخر فهذا من كمال فصاحة المتكلم ومن كمال بلاغته ومن كمال نصحه وبيانه. فمن اخذ ذلك خادحا في بلاغة المتكلم فقد اوتي من جهله وقلة فهمه وضعف حصيلته العلمية في مسائل النقد وكيفية الطريق اليه والله اعلم. شيخنا احسن اليكم ان يكون عندنا بعض المشايخ بمجرد نزول المطر قليلا. واذا كانت السماء ملبدة بالغيوم واوسم بعض بعض عاصفة قادمة فيجمعون صلاة العصر مع الظهر او العشاء مع المغرب انا لا اجمع الا عندما يستحق الجمع مع وجود العذر مثل مثلا اليوم كانت تمطر بشدة فجأة وقت صلاة الظهر توقف المطر وزال السبب وطلعت الشمس فهل اجمع؟ رفضت الجمع فاعترضوا علي بحجة بحجة واهية وقالوا ممكن تمطر بعد العصر وهذه الحجة اه الجمع صار يستخدمها للاسف اه اه الكثير. فقل لهم اذا نزل الشتاء ووقت العصر فاعذركم معكم. صلوا في رحالكم. اما ان نجمع خوفا من نزول الشتاء المطر بالساعات القادمة فما رأي الشرع في ذلك بالقواعد الفقهية التي ارد عليهم بارك الله فيكم الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء في جواب هذا السؤال جمل من القواعد لعل السائل ومن يسمع كلامي يتفق معي فيها فاننا اذا اتفقنا على هذه القواعد فان فهم الجواب ان شاء الله سيكون سهلا. القاعدة الاولى ان الجمع رخصة عارضة لرفع الحرج فمتى ما حل الحرج على المكلفين جاءهم الله عز وجل بالفرج في تجويز جمع العشائين تقديما او تأخيرا وفي جمع الظهرين تقديما او تأخيرا سواء اكان اجتماع افراد او اجتماع آآ سواء كان جمع افراد او جمع جماعة يعني سواء كان الانسان في خاصة نفسه او كان في المسجد مع اخوانه المسلمين. فاذا لا بد وان نتفق على ان القاعدة التي لترد لها صور الجمع هي رفع الحرج. لان النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في المدينة بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر وفي رواية ولا مطر وفي رواية اخرى ولا مرض. فقيل لابن عباس ما اراد بذلك؟ قال اراد الا يحرج امته. ففهم ابن عباس رضي الله عنهما جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذا انه انه قد جعله فرجا رافعا للحرج عن الامة. ولذلك فمتى ما حل الحرج على المكلفين حل الفرج بتجويز الجمع. ولذلك لماذا اجاز النبي صلى الله عليه وسلم الجمع فيه للمسافر؟ لان حالة السفر حرج ومشقة ولماذا اجاز النبي صلى الله عليه وسلم الجمع بالنسبة للمريض كحملة وغيرها؟ الجواب لان المرض مظنة والمشقة ولذلك اجاز العلماء للانسان ان يجمع اذا خاف على نفسه او خاف على ماله او خاف على اهله وعرضه ولم يندفع خوفه الا بالجمع فانه يجوز له ان يجمع. بل اجاز بعض الفقهاء ان يجمع الانسان اذا وضع خبزه في التنور وخاف يحترق اذا ابرد كل صلاة في وقتها. وكل هذه الصور يجمعها هذا الاصل العظيم. وهي الحرج فمتى ما حل الحرج جاز للمكلفين الجمع اذا كان الحرج لا يرفع الا بالجمع وهذه رخصة من الله عز وجل والمتقرر في الحديث عند العلماء ان الله عز وجل يحب ان تؤتى رخصه كما يكره ان تؤتى معصيته. اذا هذا اول اصل لابد من الاتفاق عليه. فاذا كان السامع او السائل يتفق معي على ان الجمع رخصة عارضة فمتى ما حل سببها جازت؟ فحينئذ انتقل انا واياه للقاعدة الثانية. وهي ان تقدير هذا الحرج يرجع الى اهل العلم والاختصاص تقدير هذا الحرج يرجع الى اهل العلم والاختصاص. فليس الحرج فليس تقدير الحرج راجعا الى كل فرد من افراد الجماعة. هذا اقول حرج وهذا يقول ليس فيه حرج. والامام يقول فيه حرج والمأموم يقول ليس فيه حرج. ومن في اطراف الصف يقولون حرج ومن في اطراف الصف الاخر يقولون حرج لا هذا عبث. هذا لا ينبغي فتقدير الحرج ليس راجعا الى الافراد وانما تقديره راجع الى الامام في هذا الموقف. او راجع الى من بيده الامر في هذا الموقف. وهو امام المسجد. فاذا رأى امام المسجد ان هذه الحالة الحرجية توجب الجمع فلا ينبغي ان ينفرد الناس عنه. ولا ينبغي ان يتوزع المأمومون عنه. ولا ينبغي ان يختصموا فيما فلبقاء الفة قلوبهم واتفاق كلمتهم مع الجمع فانها احب الى الله عز وجل من افتراقهم وخصومتهم وخروجهم من وقلوبهم ملأى على بعض. فاذا اذا كنا في مكان وله امام او له ولي امر. فان تقدير الحرج الذي يوجب الذي يجيز الجمع ليس عائدا الى كل فرد من من افراد المجموعة. فان الناس لا يتفقون على هذا مطلقا. فمنهم المتساهل جدا ومنهم الموسوس جدا ومنهم المتوسط. فلو اننا رددناها الى تقدير الافراد لما استعملنا هذه الرخصة في في يوم من الايام وانما مردها الى الى الرئيس او الامام او ولي الامر او القائد في هذه المجموعة فاذا كنا نصلي جماعة واختلفنا هل هذه الحالة الحرجية توجب الحرج ولا لا؟ فان مرد اجتماع على ما يقرره امام المسجد لانه هو المسؤول عن الصلاة وهو المسؤول عن هذا الامر. حتى حتى تجتمع كلمتنا وتتفق آآ قلوبنا وحتى لا نختلف ولا نتوزع ولا نتفرق ولا نتشيع. كله شيع كل حزب بما لديهم فانها تقدير الحالة الحرجية مرده الى الامام. فاذا رأى الامام ان هذه الحالة توجب الحرج وجمع فلا ينبغي ان يختلف المأمومون عليه. حتى وان كان افرادهم او احادهم لا يرى انها حالة حرجية لموافقته وبقاؤه في جماعة المسلمين مع اخوانه احب من انفراده برأيه. احب لله عز وجل من انفراده برأيه. بل اقول في اقل الاحوال حتى لو وافقهم في الظاهر وجمع ثم اعاد في بيته حتى لا يجرأ الناس على على الاختلاف على الامام. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم انما جعل الامام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه. وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اصلى آآ الصلاة اذا صلى الفريضة لم يخالفه الصحابة لم يخالفه الصحابة. ولذلك هذا اصل عظيم لابد وهو من اصول التي تحقق ما مقصودا عظيما من مقاصد المسلمين وهو اتفاق القلوب ووحدة الصف وعدم ظهور اسباب او عدم ظهور اثار النزاع او الخصومة فيما بين المسلمين. وينبغي ان يتنازل عن رأيه من اجل الجماعة وان يتنازل عن ما يرجحه من اجل وحدة الصف. وان يجعل رأيه الراجح او اجتهاده مرجوحا في هذا التطبيق الحالي من باب تحقيق مصالح الدين في الاتفاق والائتلاف ونبذ اسباب الفرقة والاختلاف. اذا هذان مهمان لابد من فهمهما الاصل الاول ان الجمع رخصة عارضة لرفع الحرج ثم لما قررناها رجعنا الى من الذي يقرر الحرج؟ اخذنا فيها اصلا وهو ان تقدير الحرج للجماعة هو رئيسهم او مقدمهم او امام المسجد اذا كانت المسألة في المسجد. وهناك قاعدة ثالثة وهي ان المفاسد المتحققة لا ينبغي ان ترتكب من اجل مفاسد متوهمة. ولذلك اشترط العلماء في جواز الجمع بقاء السبب بعد سلامي الاولى وعند افتتاح عفوا بعد سلامي الاولى وعند افتتاح الثانية. فاذا زال السبب ونحن لا نزال في الصلاة الاولى ولم نفتتح الثانية فحينئذ قد زال العذر وما جاز لعذر فانه يبطل بزواله. وكوننا نقدر رجوع العذر مرة اخرى هذا مفسدة ولكن صلاة كل فرض في وقته مصلحة متحققة فلا ينبغي ان نقدم على المفاسد المتوخمة وهي تقديم الصلاة الثانية في غير تحسبا لوجود مفسدة تحسبا لوجود مفسدة قد تجد وقد توجد ولا وقد لا توجد. واذا وجدت هذه المفسدة وهي ذلك العذر الذي يوجب الحرج فقد جعل الله لنا فيها فرجا ومخرجا وهو ان نصلي في بيوتنا ولا داعي ان نأتي في نخوضه في تلك المستنقعات الى المسجد. كما قال صلى الله عليه وسلم الا صلوا في الرحال. كانوا مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم في الليلة الباردة اداة الريح او المطر الا صلوا في الرحال. فالذي ارى في هذه المسألة ثلاثة اشياء. الشيء الاول ان الجمع عارضة لرفع الحرج. الشيء الثاني ان الذي يقدر الحرج من عدمه هو المقدم في القوم. اما امام المسجد او رئيس البلد او غير ذلك من من انواع المناصب. الامر الثالث انه اذا انقطع العذر قبل افتتاح الثانية فلا اصل ان تبقى الثانية تصلى في وقتها وكوننا تقدروا رجوع السبب مرة اخرى هذا تقدير ظني. فلا ينبغي ان نرتكب مفسدة متحققة من اجل دفع مفسدة متوخمة. واظن الجواب قد اتضح والله اعلم شيخنا الله يحسن اليكم ويجزاكم خير ما رأيكم في من لا يثبت بعض صفات الله سبحانه وتعالى التي يثبتها لنفسه في واثبت له الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته والتي وردت تخصيصا على جهة المقابلة والجزاء. ثم يشوغ عدم اثبات في ذلك بعد ان ارد عليه بالادلة ابراهيم الى ذلك صوغ عدم اثباته لذلك. آآ بان السلف رحمهم الله اختلفوا في الهرولة زعما منه وبانهم اه ايضا حصل لهم خلاف في قوله سبحانه وتعالى يوم يكشف عن الساق فما ردكم على هذين التسويغين من هذا الرجل الله يحسن اليكم. الحمد لله رب العالمين وبعد. قبل ان نبدأ الجواب لا بد ان نؤصل اصلا مهما وهي ان كل من استعظمت نفسه اثبات ما اثبته الله عز وجل. فانما اوتي من باب انه لم يفهم مما اثبته الله لنفسه الا ما يفهمه مما يثبت في حق المخلوقين. وهذه يسميها العلماء قذارة التمثيل. فلو ان عقولنا سلمت من هذه القذارة لهان علينا ان نثبت ما اثبته الله عز وجل لنفسه على الوجه اللائق به. لكن بعض العقول لا تفهم مما يضيفه الله لنفسه الا ما تفهمه من المعنى او المحذور الذي يكون في حق صفات المخلوقين. فلما اقحم هذا الامر واستقر في عقله صار يستعظم اثبات شيء مما اثبته الله عز وجل لنفسه. ولذلك فلابد من تنقية النفوس وتصفية العقول وغسل الافغان من هذه القذارة. فكما اننا نثبت وجها لائقا بالله عز وجل لا يماثل وجوه المخلوقين. ويدا تليق بالله عز لا تماثل يد المخلوقين ونزولا لائقا بالله عز وجل لا يماثل نزول المخلوقين ولم نستعظم ذلك مع ان المخلوق يتصف بنا ولكننا لم تستحضر عقولنا شيئا من هذه المعاني الباطلة التي تخص المخلوقين لاننا نثبتها على لوجه اللائق بالله عز وجل فلا ندخل في هذا الباب متأولين بارائنا ولا متوغمين باهوائنا. فحينئذ سلم اهل السنة من هذا الرد او هذا التحريف او التعطيل او التأويل او او الالفاظ عن دلالاتها الصحيحة لماذا؟ لان عقول اهل السنة استقبلت هذه الالفاظ كتابا وسنة وهي سالمة من قذارة التنفيذ فلا يصفون الله عز وجل بما يصفون به عباده ابدا. بل يعرفون ان الله عز وجل لا يماثله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فاذا سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل ومن اتاني يمشي اتيته هرولة. اياك ان تستحي ان تستحضر في ذهنك هرولة المخلوق وما يلزم عليها. اياك ان ينقدح في ذهنك ذلك. لان الله عز وجل انما اضاف الهرولة له ولم يضفها الى المخلوق. فمن فهم من الهرولة المضافة الى الله عز وجل. عين ما يفهمه من الهرولة المضافة الى المخلوق. فحين اذ اوتي هي من تلك القذارة الابليسية الملعونة وهي قذارة التمثيل. ونسي قول الله عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ونسي قول الله عز وجل ولم يكن له كفوا احد. ونسي قول الله عز وجل فلا تضربوا لله الامثال. ونسي قول الله عز وجل هل تعلم له سم يا ونسي قول الله عز وجل فلا تجعلوا لله اندادا اي اشباه ونظراء وانتم تعلمون. فكما اننا نثبت وجها لائقا بالله عز وجل ليس كمثل الله شيء في وجهه ويدا لائقة بالله عز وجل فليس كمثل الله عز وجل شيء في يده. فكذلك ايضا الهرولة التي اضافها الله عز وجل له يجب علينا ان نثبتها كما اثبتنا الوجه واليدين والسمع والبصر والحياة والعلو والاستواء والنزول وغير ذلك من صفات الله عز وجل. فاذا نفخ الشيطان في عقولنا شيئا من معاني الهرولة التي تخص المخلوق فنستعيذ بالله عز وجل فمن هذا من هذه النفخة الابليسية ونرجع نذكر انفسنا بان الله ليس كمثله شيء في هرولته وهو السميع البصير. وليس كمثله شيء في ساقه وهو السميع البصير. وليس كمثله شيء في يده ووجهه وهو السميع البصير. وليس كمثله شيء في نزوله ورحمته ورضاه ومقته وكراهيته وهو السميع البصير. فلو ان عقولنا سلمت من هذه القذارة فوالله لن ينقدح هذا الامر في عقولنا ابدا لكن الشيطان قدر واستطاع ان يزرع هذه القذارة اي قذارة التمثيل في بعض العقول فصارت نفوسهم تستعظم اثبات مثل هذا لله عزة وجل. فاذا سمعوا قول الله عز وجل ويمكرون ويمكر الله لم يستحضروا الا مكر المخلوقين. فقالوا الله منزه عن المكر فنفوا ما اثبته الله عز وجل لنفسه بسبب وجود هذه القذارة. واذا سمعوا قول الله عز وجل فيسخرون منهم ساخر الله منهم لم الا السخرية المضافة الى المخلوق فينفون السخرية التي اضافها الله عز وجل لنفسه. واذا سمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم فيكسب رب العزة عن ساقه لم ينقطع في اذهانهم الا ساق التي تخص المخلوق. فحينئذ يحرفون صفة الساق ولو ان عقولهم سلمت من هذه القذارة فوالله الذي لا اله الا هو لامنوا بما اخبرنا الله عز وجل به عن نفسه ولعلموا انه من الغيب ولم يدخلوا في اثبات بشيء من الغيبيات بعقولهم المجردة في الاستقلالية ولم يجعلوا مقياس قبول النص او عدم قبوله عائدا الى ما يتوافق مع من عدم موافقته لها. هذا هو المسلك الصحيح الذي ينبغي لنا ان نقر به وان ندين لله عز وجل به. وهي ان جميع ما اضافه الله لنفسه مما لا يقوم بذاته فانما هو اضافة صفة الى موصوف على الوجه اللائق بالله عز وجل ليس كمثله شيء في هذه الصفة ولذلك قرر اهل السنة ان الواجب في نصوص الصفات اثباتها وقطع مماثلتها للمخلوقين وقطع الطمع في التعرف على كيفيتها وبناء على ذلك فقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل اتيته هرولة هذه مما اثبتها واجمع اهل السنة على اثباته على الوجه اللائق به عز وجل وحكى ذلك الاجماع عنهم. ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى. وان كان من ينتسب الى اهل السنة من المتأخرين قد وقعوا بشيء من تأويلها الا ان الحق احق ان يتبع. وهي ان اهل السنة مجمعون اجماع قديما على اثبات صفة الهرولة لله عز وجل. ويحملونها على الهرولة اللائقة به تبارك وتعالى. لا ندخل في هذا الباب متأولين بارائهم ولا متوهمين باهوائنا وجميع اللوازم الباطلة على صفة الهرولة انما سببها وجود قذارة التمثيل بين الهرولة المضافة الى الله عز وجل والهرولة المضافة الى المخلوقين. فالواجب علينا ان نغسل قلوبنا وعقولنا من هذه القذارة حتى لا تقف حجر عثرة في اثبات ما اثبته الله لنفسه او نفي ما نفاه الله عن نفسه والله اعلم