الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل احسن الله اليكم. جاء لفظ اليد والوجه والساق في القرآن الكريم. يقول نحن متفقون معكم اي مع يقصد اهل السنة والجماعة على ان معنى اليد مفهوم لغة فلا نفزع اللفظ فلا نفرغ اللفظ من معناه ولكن السؤال الذي يشكل عليهم يقول هل المعنى المفهوم لغة هو مراد الشارع؟ يقول ان قلتم نعم فقد وقعتم في التجسيم وان قلتم لا فقد اولتم. وهذا هو ومذهب الاشاعرة الذي تخالفونه فما فما قولكم حفظكم الله الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء ان الشبهة لا تثور الا اذا جمع الانسان بين مختلفين او فرق بين متماثلين فلا يزال فهم الانسان سليما للشيء الا اذا حصلت له هذه الطامة وهو انه جمع بين مختلفين كان الواجب والتفريق بينهما آآ او فرق بين متماثلين كان الواجب الجمع بينهما فاذا ثارت الشبهة في ذهنه لاحد فانه لا بد ان يقف وراء ثورانها احد هذين المسلكين اما ان ان تكون شبهته قد ثارت لانه فرق بين متماثلين او تكون الشبهة قد ثارت لانه جمع بين مختلفين كما في هذا السؤال فانه جمع بين مختلفين والجواب عنه في جمل من القواعد والاصول. القاعدة الاولى ان الالفاظ المجملة لا تقبل مطلقا ولا ولا اترد مطلقا وانما هي موقوفة على الاستفسار. حتى يتميز حقها فيقبل من باطلها فيرد. فان قلت واين اللفظة المجملة في سؤاله هنا اقول اللفظة المجملة هي قوله فان كان مراد فان قلتم ان مراد الله مراد الله واجمل في قوله مراد الله. وكأن مراد الله عز وجل في هذه النصوص انما هو مراد واحد. وهذا ليس بصحيح فلله في هذه النصوص اي في نصوص الصفات مرادان وليس مرادا واحدا فهو جمع بين المرادين في مراد واحد فجمع بين مختلفين فوقعت له هذه الشبهة الاثيمة فان قلت فصل لنا اكثر فاقول ان الله عز وجل لما انزل هذه الايات ايات الصفات كان يريد منها امرين يريد منها شيئا ان نفهمه وهو معناه ويريد منها شيئا اخر وهو كيفيتها. فالله عز وجل قال ويبقى وجه ربك وهو تريد في هذه الاية ان نفهم شيئا وان نتعبد لله عز وجل بتفويض شيء اخر اليه. فمراده في هذه الاية باعتبار معناها ان نفهم منها المعنى اللغوي الذي الذي نزلت لغة القرآن به. فالقرآن انزله الله بلسان عربي مبين. والله عز وجل فلم يخاطبنا في نصوص الصفات بهذا اللسان العربي وهو يريد منا ان نفهم معنى اخر وانما يريد منا ان نفهم نفس هذا المعنى فاذا مراد الله المعنوي هو ان نحمل هذه الايات على على معناها المتقرر في اللغة. لكن آآ مراده مراده باعتبار كيفيتها؟ هل هو عين مراده في المعنى؟ الجواب لا. لان الله فصل قضية الكيفية في قوله ليس كمثله شيء فاذا هذه الاية لها معنى ولها كيف؟ والله عز وجل له مراد في معناها وله مراد في كيفيتها ان كنتم تقولون بان مراد الله هو ما نفهمه فهذا هو التمثيل. وان كنتم تقولون بان مراد الله غير ذلك فهذا التأويل هذا خطأ لان مراد الله عز وجل ليس مرادا واحدا بل هو مرادان له مراد في معناها وله مراد في كيفيتها. فاما مراد في معناها فهو ان نفهمه على مقتضى قواعد اللغة العربية ولسان العرب ولغة العرب. فقوله عز وجل ويبقى وجه ربك يعني ما تحصل به المواجهة لكن كيفية هذا الوجه المضاف الى الله؟ ها؟ اقول ليس كمثل الله فيه شيء. فالله عز وجل اراد ان نفهم معنى الوجه على حسب اللغة واراد ان نفوظ كيفيته مع اعتقاد بانه ليس كمثله شيء في هذا الوجه باعتبار الكيفية فاذا من وحد مراد الله عز وجل في هذه النصوص الى مراد واحد حصلت عنده هذه الشبهة. لكن من قسم مراد الله في هذه النصوص الى مراد معنوي والى مراد كيف الى مراد معنى والى مراد كيف؟ حينئذ تتحرر له الامر. فنقول فنقول جوابا على سؤال سؤاله اذا فهم هذا الاصل نقول جوابا على سؤاله. اذا كنت تقصد بقول الله عز وجل هل تقولون ان مراد الله هو ما يفهم من هذه الصفات لغة نقول لا نقول نعم مطلقا فنقع في اشكاليته ولا نقول لا مطلقا فنقع في التفويض. وانما نقول ان كنت تقصد به المراد المعنوي فنقول نعم الله ما انزل هذه الاية باللغة العربية الا وهو يريد ان نفهم منها المعنى الذي تقرر في لسان العرب. فاذا مراد الله ان نفهم المعنى مراد الله في نصوص الصفات ان نفهم المعنى. طيب واما ان كنت تقصد بان مراده في كيفيتها ان نحملها على صفاتنا او المعهود من صفاتنا فنقول لا لا يمكن ابدا لان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولم يكن له كفوا احد. هل تعلم له فلا تضربوا لله الامثال. كل ما دار في ذهنك فالله عز وجل بخلاف ذلك فلا يعلم كيفية الله كيفية صفات الله على ما هي عليه في الواقع الا الله تبارك وتعالى. اذا نرجع الى ان ثوران الشبهة هو في توحيد المراد الى مراد واحد. فيقول الله عز وجل مراد في هذه النصوص وهو مراد واحد ونقول كذبت. الله انزل هذه النصوص وله مرادان. مراد اراد ان يطلعنا عليه ومراد اخفاه عنا. المراد الذي اراد ان يطلعنا عليه هو المعنى. والمراد الذي اراد والمراد الذي اراد ان يخفيه عنا هو كيف؟ ولذلك ننتقل من هذا الاصل الى الاصل الثاني وهو ان اهل السنة والجماعة ينظرون الى نصوص الصفات ها بنظرين ليس بنظر واحد ايه نظر باعتبار المعنى ونظر باعتبار الكيف. اما باعتبار المعنى فهي معلومة عندنا لسنا معاشر اهل السنة نفوظ المعنى ابدا. ومن نسب اهل السنة الى تفويظ المعنى فقد اخطأ ان كان جاهلا وقد كذب ان كان ملبسا واما باعتبار الكيف فنحن نفوظ علم كيفية الصفات على ما هي عليه الى الله عز وجل. فلا يعلم كيف وجه الله الا الله ولا يعلم وكيف نزول الله الا الله ولا يعلم كيف يد الله الا الله ولا يعلم كيف استواء الله الا الله. مع اننا اذا تكلمنا عن هذا الصفات باعتبار المراد اللغوي تكلمنا عنها فنقول الاستواء المقيد بعلى معناه الصعود والاستقرار والعلو والوجه ما تحصل به المواجهة والسمع ها معرفة الاصوات او ادراك الاصوات والبصر رؤية الاشياء هذه معانيها باعتبار اللغة والتي اراد الله عز وجل ان يكشفها لنا. فالله عز وجل خاطبنا باللسان العربي حتى نفهم المعنى العربي. لكن كيفية في الشيء كيفية هذه الصفات اراد الله ان يخفيه عنا. انتم معي ولا لا؟ فاذا اهل السنة والجماعة لا ينظرون الى الصفات بنظر واحد كما فعله المفوضة والممثلة. فالمفوضة لا ينظرون الا بنظر واحد. والممثلة ايضا من لا ينظرون الى الصفات الا بنظر واحد لكن اهل السنة لا بنظرين. نظر باعتبار المعنى فهو معلوم. ونظر باعتبار الكيف فهو مجهول لا يخفاكم تلك القصة التي ثبتت عن الامام مالك لما سأله رجل الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فهو يسأل عن ماذا؟ عن الكيفية فاجابه بالاجابة المشهورة الاستواء غير مجهول اي باعتبار اللغة ما نجهله لاننا عرب والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. فاذا عرفتم الاشكال في هذا هو انه اراد ان يلزم اهل السنة بمراد واحد ونقول لا هما مرادان مراد في المعنى اراد الله ان يكشفه ومراد في الكيف فلو فرق بين المراد تحرر له الاشكال لان كل مراد له مراد له له جوابه. كل مراد له جوابه. فلما بين المختلفين يا شيخ بندر جمع بين المختلفين حصلت له الشبهة والاشكالية. افهمتم هذا؟ والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد