آآ يعني رسائله ونحو ذلك بالبسملة وورد في الخبر الذي حسنه جماعة من العلماء منهم ابن الصلاح رحمه الله تعالى. كل امر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد آآ فهذا هو مجلسنا الاول في شرح منظومة ضوء المصباح في احكام النكاح وهذه المنظومة العلامة الفقيه عبد الله بن احمد ابن عبدالله ابن محمد ابن عبدالرحمن با سودان وهو من علماء القرن اه الثالث عشر الهجري وهذه المنظومة منظومة ضوء المصباح من المنظومات الفريدة في باب النكاح وقد حوت آآ كما ذكر الناظم نفسه في زيتونة الالقاح حوت على رؤوس مسائل باب النكاح وجمع المهمة من مقاصده ووسائله وسبب النظم هو ان الناظم آآ رأى اقدام كثير من المتولين العقود آآ اه وخصوصا عقود النكاح قد جهلوا حدوده واحكامه. فوضع رحمه الله تعالى هذه المنظومة للدلالة على ما يهم من الاحكام ولهذا يقول الناظم رحمه الله تعالى في شرحه لهذه المنظومة في زيتونة الالقاح قال والباعث على نظمها وتسطير رقم اقدام كثير من المتولين لعقود النكاح المتهدفين بجهلهم للوقوع في السفاح وتعرض كثير من غيرهم للاستيلاء بهذه البرية التي هي اعظم رزية فتعرضت لتلفيقها واجهدت طاقتي في تحقيقها توصلا الى صحة العقود واحكامها لمن اجتهد في حفظها وارسامها هذه المنظومة منظومة اه ضوء المصباح وضعها الناظم رحمه الله تعالى ابتداء وليست هي نظما لكتاب اخر. كما جرت بذلك العادة عند العلماء فعادت العلماء جرت في وضع المنظومات آآ انهم تارة يضعون المنظومات ابتداء وتارة يضعون المنظومات على كتاب معين او على مختصر معين. بل احيانا تكون هذه المنظومات على بعض الشروحات. فهذه المنظومة منظومة ضوء المصباح وضعها الناظم رحمه الله تعالى على آآ غير مثال سابق يعني من آآ كتاب او مختصر او متن من المتون. والا لا قال الناظم رحمه الله تعالى الى ذلك فيه نظمه كما جرت بذلك العادة. الناظم رحمه الله تعالى هنا بدأ نظمه كعادة العلماء بذكر البسملة اولا. فقال رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. بسم الله الرحمن الرحيم. يعني اؤلف لان قوله باسم هذه جار ومجرور ولابد للجار من التعلق بفعل او بما فيه رائحة الفعل كالمشتقات اه ولم يكن في جملة البسملة ذلك فاحتجنا الى تقدير محذوف وقدرناه فعلا لا اسما لان الاصل في العمل الافعال لا الاسماء. وقدرناه فعلا خاصا لا عاما. نحو ابتدأ ذلك لان كل مبسم يضمر في نفسه ما جعل البسملة مبدأ له وقدرناه مؤخرا لا مقدما اهتماما باسم الله تبارك وتعالى حتى لا يقدم غيره عليه وايضا لافادة الحصر والقصر. كما في قول ربنا سبحانه وتعالى اياك نعبد ومعناها نعبدك ولا نعبد غيرك تبارك وتعالى فهذا معنى بسم الله الرحمن الرحيم يعني ايه؟ بسم الله الرحمن الرحيم اؤلف بهذا التقدير وعرفنا لماذا قدرنا هذا التقدير. والاسم مشتق من السمو وهو العلو لان الاسم على على مسماه. لان الاسم على على مسمى. او هو مشتق من الوسم والوسم هو العلامة لان الاسم علامة على مسماه. والله هو المعبود محبة وتعظيما واجلالا والرحمن الرحيم يعني كثير الرحمة جدا المتصف بها سبحانه وتعالى. فالرحمن اسم دال على الصفة القائمة بزات الله عز وجل والرحيم اسم دال على تعلق تلك الصفة بالمرحوم على ذلك سنجد ان الرحمن صفة ذات والرحيم صفة فعل فالرحمن صفة ذات والرحيم صفة فعل بدليل ان الرحمن لم يجد متعديا في القرآن قط بخلاف الرحيل كما في قول ربنا سبحانه وتعالى وكان بالمؤمنين رحيما. فهذه هي المسألة الاولى التي تتعلق بالبسملة والناظم رحمه الله تعالى افتتح البسملة اه اقتداء بكتاب الله العزيز وكذلك السنة التي هي واردة عن الانبياء خصوصا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فربنا سبحانه وتعالى افتتح كتابه فقال بسم الله الرحمن الرحيم وكانت عادة الانبياء انهم يفتتحون رسائلهم ونحو ذلك بالبسملة كما جاء في آآ قول ربنا سبحانه وتعالى مخبرا عن ملكة سبأ انها قالت انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم الا تعلوا علي واتوني مسلمين. وكان النبي صلى الله عليه وسلم ايضا يفتتح فهو اقطع. يعني لا بركة فيه فهذا بالنسبة لاستحباب البدء بالبسملة. الناظم رحمه الله تعالى قال بعد ذلك وهذه المسألة الثانية في مفتتح المنظومة قال الناظم يقول الذي يستن في البدء بالحمد وازكى كصلاة والسلام بلا عد يقول الذي يستن في البدء بالحمد يقول هنا الناظم رحمه الله تعالى يعبر بالفعل المضارع اشارة الى ان الخطبة سابقة على التأليف كما هو الظاهر. الذي هذا فاعل يقول يعني الشخص يستنوا يعني يأتي بالسنة. في البدء يعني في حال البدء. والمقصود بذلك في ابتداء النظم او ابتداء والشروع فيه قال بالحمد يعني بالحمد لله تبارك وتعالى والناظم رحمه الله كما عرفنا انه افتتح كلامه بالبسملة افتتح نظمه هنا بالحمدلة جمعا بين الابتداء الحقيقي والابتداء الاضافي فاراد انه يجمع بين الابتدائين الحقيقي والاضافي فبدأ بالبسملة ثم بدأ نظمه كذلك بحمد الله تبارك وتعالى. طيب ما معنى الابتداء الحقيقي والابتداء الاضافي؟ الابتداء الحقيقي هو الذي لم يتقدم عليه شيء اصلا اما الابتداء الاضافي فهو الذي لم يتقدم عليه شيء من مقصود الكتاب حتى وان تقدم عليه شيء اخر فهنا الناظم رحمه الله تعالى اراد ان يجمع بين الابتدائين الابتدائي الحقيقي والابتداء الاضافي فبدأ بقوله بسم الله الرحمن الرحيم ثم شرع في النظم فقال يقول الذي يستن في البدء بالحمد وآآ كما عرفنا ان الناظم رحمه الله تعالى افتتح كلامه ببسم الله الرحمن الرحيم لما ورد من ادلة على ذلك الاقتداء القرآن الابتداء بالسنة الى اخره. وكذلك هنا آآ افتتح نظمه بالحمد مراعاة لما جاء في رواية اخرى كل امر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو اقطع او اجزم يعني لا بركة فيه واراد ان يراعي هذا الخبر على اختلاف رواياته فبدأ النظر بحمد الله تبارك وتعالى. طيب ما معنى الحمد الحمد لغة هو الثناء كما قاله الازهري. وهو نقيض الذنب والراغب يقول الحمد اخص من المدح لان المدح يقال فيما يكون من الانسان باختياره او من غير اختياره بمعنى ان الانسان يمكن ان يمدح شخصا وهو مكرها على ذلك فالمدح يكون من الانسان باختياره او من غير اختياره كما يقول الراغب رحمه الله. واما بالنسبة للحمد فالحمد لا يكون الا لما فيه اختيار كبذل المال ونحو ذلك. ولهذا يعرف البعض الحمد بقولهم هو الثناء بالجنة زميل الاختياري على جهة التعظيم هذا بالنسبة لتعريف الحمد في اللغة. اما بالنسبة لتعريفه في العرف فهو فعل ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعما على الحامد او غيره هذا هو تعريف الحمد عرفا فاعل ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعما على الحامد او غيره. آآ او هو كما آآ ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى اخبار عن محاسن المحمود مع حبه واجلاله وتعظيمه مع حبه واجلاله وتعظيمه فيمكن ان نعرف الحمد بالتعريف الاول ويمكن كذلك ان نعرفه بما عرفه به ابن القيم والمعنى في التعريفين متقارب وآآ ننوه هنا على مسألة وهو ان الحمد اخص من المدح واعم من الشكر كما ذهب اليه جماعة من العلماء. بمعنى ان المدح يكون من الانسان باختياره وكذلك بغير اختياره كما يقول الرغب او كما عبر به البعض يكون من الانسان باختياره ومما يكون فيه كذلك بالتسخير. بمعنى انه يمكن للانسان ان يمدح بطول قامته وصباحة وجهه كما انه يمدح ببذل ماله وسخائه وعلمه طيب المدح بيكون في ماذا؟ بيكون في الثاني دون الاول الحمد الحمد يكون في الثاني دون الاول. يكون بالجميل الاختياري. اما بالنسبة للمدح فيكون على الامرين يمدح على ما كان من من اختياره وعلى ما كان فيه بالتسخير وعدم الاختيار. اما بالنسبة للشكر وهذا يذكره العلماء من باب الاستطراد. الشكر لا يكون الا في مقابلة نعمة فكل شكر حمد وليس كل حمد شكرا وكل حمد مدح وليس كل مدح حمدا وابن القيم رحمه الله تعالى يذكر ان السنة قد جاءت بما هو اخص من الحمد وهو الثناء الذي هو تكرار المحامد. كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم لاهل قباء ما هذا الطهور الذي اثنى الله عليكم به هنا جاءت آآ النصوص الثناء والثناء اخص من الحمد لانه هو تكرار المحامد فاذا الشكر الشكر كما ذهب اليه جماعة من العلماء لا يكون الا في مقابلة نعمة وبالتالي يكون الشكر من هذه الجهة اخص من الحمد اخص من الحمد. وعند جماعة من العلماء يرون انه يعني الشكر اعم من الحمد من جهة اخرى. وهو ان الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح واما بالنسبة الحمد فانه يكون بالقلب واللسان وذهبوا الى هذا القول واستدلوا عليه بقول ربنا سبحانه وتعالى اعملوا آل داوود شكرا وقول النبي صلى الله عليه وسلم لما رآه بلال رضي الله تعالى عنه يقوم من الليل وقد تورمت قدماه آآ قال النبي صلى الله عليه وسلم افلا اكون عبدا شكورا؟ افلا اكون عبدا شكورا؟ فكان نتيجة آآ الشكر هو العمل بالجوارح. هو العمل بالجوارح فاذا هذا بالنسبة لعلاقة المدح بالحمد وعلاقة الحمد بالشكر. بعض العلماء يقسم الحمد بعدة تقسيمات. فيقول الحمد منه ما هو قولي والحمد القوي هو حمد اللسان وثناؤه على الحق بما اثنى به على نفسه على لسان انبيائه حمد اللسان وثناؤه على الحق بما اثنى به على نفسه على لسان انبيائه هذا يسمى بالحمد القوي. ومن الحمد الحمد الفعلي والحمد الفعلي هو الاتيان بالاعمال البدنية ابتغاء لوجه الله تبارك وتعالى ومن الحمد الحمد الحالي هو الذي يكون بحسب الروح والقلب. كالاتصاف بالكمالات العلمية و العملية ومن الحمد الحمد اللغوي والحمد اللغوي هو الوصف بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل باللسان وحده واما الحمد العرفي وهو القسم الخامس والاخير فهو الذي سبق وان عرفناه فعل يشعر بتعظيم المنعم بسبب كونه منعما او بما عرفه غيره كابن القيم رحمه الله تعالى هو اخبار عن محاسن المحمود ما به واجلاله وتعظيمه. يقول الناظم رحمه الله تعالى وازكى صلاته. والسلام بلا عد وازكى صلاة والسلام بلا عد. وازكى صلاة وازكى هنا الواو للعطف او للابتداء يعني اطهر وسميت الصدقة زكاة لانها طهارة كما قاله بعضهم وحجتهم في ذلك ما جاء في قول الله عز وجل خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها والصلاة في اللغة هي الدعاء ومنه قول ربنا سبحانه وتعالى وصل عليهم يعني ادعوا لهم واما الصلاة في الشرع فهي مشترك معنوي كما ذهب اليه ابن هشام رحمه الله تعالى. ومعناها العطف بفتح العين والا يختلف باختلاف العاطف والذي ذهب اليه الجمهور الى ان الصلاة هنا بمعنى الرحمة المقرونة بالتعظيم فيما لو اضيفت الى الله تبارك وتعالى فمعنى صلاة الله يعني رحمته سبحانه وتعالى المقرون بالتعظيم وابو العالية الرياحي يذكر ان معنى الصلاة من الله يعني الثناء على العبد في الملأ الاعلى وعند الجمهور كما عرفنا انها الرحمة المقرونة بالتعظيم اذا كانت من الله سبحانه وتعالى. طيب لو اضيفت الصلاة على ما قاله الى الملائكة. فحينئذ تكون الصلاة بمعنى الاستغفار. واذا اضيفت الى غير الملائكة فهي بمعنى التضرع والدعاء وعليه تكون الصلاة عند الجمهور من باب المشترك اشتراكا لفظيا قال والسلام الواو هنا ايضا للعطف او للابتداء والسلام معناه آآ معناها السلامة من الافات او معناها التحية والتكريم وقيل التأمين وهذا لم يرتضيه البعض آآ لانه يشعر بالخوف مع انه صلى الله عليه وسلم لا يخاف خوف عذاب لانه معصوم. بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم. وان كان يخاف خوف مهابة قال بلا عد يعني حال كون الصلاة والسلام بلا عد فلا يحشرن بعدد وهذا كناية عن كثرتهما حال كونهما كائنين قال على احمد قال على احمد واحمد افعل تفضيل من الحمد نقل من الفعل الى الاسم فلا ينصرف من اجل ذلك لعلتي وزن الفعل والعلمية فقال على احمد وفي تسميته باحمد اشارة الى انه صلى الله عليه وسلم اكثر الناس حامدية. كما ان في تسميته بمحمد اشارة الى لانه اكثرهم محمودين. فهو صلى الله عليه وسلم ابلغ الخلق حامدية ومحمودية وهنا الناظم رحمه الله تعالى اه ذكر اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم احمد بالتنوين. وذلك للضرورة. فقال على احمد بالتنوين للضرورة. يعني لضرورة الوزن كما قال ابن مالك في الخلاصة والاضطرار او تناسب صرف ذو المنع والمصروف قد لا ينصرف. وهنا من اجل ضرورة الوزن اتى به على هذا الوجه بالتنوين. واحمد من جملة اسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في التنزيل قال ربنا سبحانه وتعالى مخبرا عن عيسى عليه السلام انه قال ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد وجاء في الصحيحين عن جبير بن مطعم قال صلى الله عليه وسلم ان لي خمسة اسماء انا محمد وانا احمد الى اخر الحديث وهذا الاسم اسم احمد لم يتسمى به احد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يتسمى به احد في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يتسمى به احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في ما بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام بعد موته. وذلك اه يعني بتقدير الله سبحانه وتعالى لحماية هذا الاسم الذي بشر به الانبياء واول من اه سمي احمد في الاسلام هو احمد ابن عمر ابن تميم وهم مؤمنون بالله تبارك وتعالى ويشمل كذلك من جاء بعد ذلك من اهل الايمان ممن ساروا على الضرب ولهذا استحق الجميع الثناء من الله سبحانه وتعالى في قوله عز وجل والد الخليل ابن احمد آآ العروضي كما قاله ابو بكر بن ابي خيثمة وابو العباس المبرد. فيقول رحمه الله تعالى وازكى صلاة والسلام بلا اعدي على احمد. قال هذه الانام واله واصحابه والتابعين اولي المجد قال هادي الكلام هنا عن من؟ يعنيه عن احمد رسول الله صلى الله عليه وسلم على احمد هادي الانامي وهادي يعني مرشد فهو صلى الله عليه وسلم المرشد هو دال بلطف الموصل الى البغية فالهداية في حقه صلى الله عليه وسلم هي الارشاد والدلالة هي الارشاد والدلالة على الخير. ومن ذلك قول ربنا سبحانه وتعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم. ما معنى اسبات الهداية في هذه الاية لرسول الله صلى الله عليه وسلم معناها هداية الدلالة والارشاد. فهو اهدي فهو يرشد فهو يدل صلى الله عليه وسلم على الخير ويحذر صلى الله عليه وسلم من غيره من الشر ونحو ذلك. فاذا كونه صلى الله عليه وسلم هاديا يعني انه مرشد وليس المقصود بذلك انه موفق الهداية بمعنى التوفيق هذه لا تكون الا لله سبحانه وتعالى ولهذا سنجد ان الله تبارك وتعالى نفى هذا النوع من الهداية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله انك لا تهدي من احببت لا تهدي نفى عنه الهداية يعني انه لا يهدي هداية توفيق اما بالنسبة لهداية الارشاد والدلالة فهي التي اثبتها ربنا سبحانه وتعالى لرسوله الكريم عليه الصلاة والسلام فقال وان انك لا تهدي الى صراط مستقيم. فلا تنافي ولا تعارض بين الايتين لما بيناه. ولذلك هنجد ان الانبياء جميعا وان العلماء والائمة كلهم هداة ما معنى هدى؟ يعني انهم يرشدون الناس الى الخير ويحثون الناس على فعله. فهم في الناس يعني العلماء والائمة يقومون فيهم مقام الانبياء ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان العلماء هم ورثة الانبياء. وان الانبياء لم يورثوا درهما ولا وانما ورثوا العلم. فمن اخذه اخذ بحظ وافر فالعالم يقوم في الامة مقام الانبياء بمعنى انه يبلغ آآ شرع الله تبارك وتعالى يوصل الخير الى الناس يدعو الناس الى الخصال الحميدة التي كان ادعو اليها الانبياء. ولهذا وجب احترام وتبجيل وتعظيم العالم وحفظ مكانة العلماء. وعدم اه الانصياع لما يقوله اعداء الدين. من هدم هذه الرموز والطعن فيهم. لان في آآ اسقاط العلماء اسقاط لما يبلغونه للناس. آآ وهذا الذي يحرص عليه اعداء الدين كما هو معلوم فهنا الناظم رحمه الله تعالى يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بما وصفه به ربنا سبحانه وتعالى بانه هادي يعني هو المرشد هو الذي يدل على الخير. كما قال عز وجل وانك لتهدي الى صراط مستقيم. قال هادي الانامي والانام يعني الخلق كما فسر به ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قوله تعالى والارض ووضعها للانام وكذلك قاله مجاهد وقتادة وابن زيد. قال واله يعني وعلى اله وهم مؤمنون بني هاشم وبني المطلب. وقيل كل مؤمن تقي وقيل الان كل مؤمن ولو عاصية. وهذا هو الاليق بمقام الدعاء لان العاصي احوج الى الدعاء من غيره قال واصحابه وهو واصحاب جمع صاحب. والصاحب هو من التقى بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك. حتى ولو تخللت ردة على الاصح كما قال الامام ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى فكل من التقى برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مؤمن به بابي هو وامي عليه الصلاة والسلام ومات على هذا الايمان فانه يكون من جملة الصحابة الكرام لماذا قلنا التقى برسول الله ولم نقل كل من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لاننا لو قلنا كل من رأى رسول الله فهو ومن جملة الصحابي سيخرج بذلك من لم يره. وهو مؤمن به. وقد التقى به كابن ام مكتوم. فهو رجل اعمى التقى برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو اه من جملة المؤمنين ومع ذلك لو اه وضعنا هذا التعريف للصحابي سيخرج به ابن ام مكتوم وهذا ليس بصحيح. على ذلك نقول الصحب هو من التقى بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك ولو تخللت ردة على الاصح قال رحمه الله والتابعين والتابعين جمع تابع والمقصود هنا يعني الذين تبعوا الصحابة رضي الله تعالى عنهم في العمل الصالح وفي الاعتقاد وفي قول وفي العمل كما عرفنا فيشمل كل من التقى بالصحابة والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. وهذا الذي جعل الناظم رحمه الله تعالى يقول بعد ذلك اولي المجد قال واله واصحابه والتابعين اولي المجد. يعني اصحاب الشرف وهذا وصف لكل من تقدم آآ مصداقا لقوله سبحانه وتعالى في الاية التي ذكرناها انفا والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. فاي شرف بعد ما جاء في هذه الاية الكريمة من ثناء الله تبارك وتعالى على هؤلاء الصحب الكرام وعلى من سار على ضربهم وعلى هديهم يقول ربنا عز وجل فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا وهنا اثنى الله تبارك وتعالى على طريقة الصحابة في الاعتقاد اثنى ربنا سبحانه وتعالى على طريقة الصحابة في القول في طريقة الصحابة آآ في العمل تشمل هذه الايات ذلك كله ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث خير الناس قرني. ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فاستحقوا الثناء من رب العالمين سبحانه وتعالى والثناء من رسوله الامين عليه الصلاة والسلام. ثم قال رحمه الله تعالى بعد ذلك اه قال ايا مسفرا وجه التصدر والقصد وجاء بخفيات المسائل في العقد. نتكلم ان شاء الله عن ذلك في الدرس القادم. ونسأل الله عز وجل في الختام ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا. وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه. وعتادا الى يمن القدوم عليه انه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين