الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا هو المجلس الاول من شرح متن الورقات في فن اصول الفقه للعلامة الامام عبدالملك بن عبدالله بن يوسف بن محمد الجويني النيسابوري. الذي يكنى بابي المعالي ويلقب بامام الحرمين وامام الحرمين الجهيني رحمه الله تعالى له العديد من المؤلفات في مختلف العلوم فمن هذه المؤلفات كتاب البرهان في اصول الفقه وكتاب التلخيص ايضا في نفس الفن في اصول الفقه وله كتابنا هذا كتاب الورقات ايضا في فن اصول الفقه. وله كتاب نهاية المطلب في دراسة المذهب وله غير ذلك من المصنفات المهمة التي لا يستغني عنها طالب العلم فضلا عن العالم ومن اراد الرسوخ في العلم. امام الحرمين الجويني رحمه الله تعالى وضع لنا هذا الكتاب كتاب الورقات في علم اصول الفقه من اجل ان يكون تذكرة للمنتهي وهذا وتبصرة للمبتدئ فخير ما يبدأ به طالب العلم هذا الفن هو كتاب الورقات هو خير ما يبدأ به طالب العلم في هذا الفن وآآ المصنف رحمه الله تعالى بدأ كلامه بالحمد لله تبارك وتعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم. وان كان الظن بالمصنف انه بسملة قبل ذلك فكأن المصنف رحمه الله تعالى بسملة قبل ذلك ولم يكتبه فبدأ بالمسلبة لفظا ثم حمد الله تبارك وتعالى فبدأ رحمه الله تعالى قوله الحمدلله رب العالمين وصدر كتابه بعد البسملة بالحمد اقتداء بالكتاب والسنة. ذلك لان الله تبارك وتعالى ذكر الحمد بعد البسملة في الفاتحة وغيرها. قال الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وقال الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب وقال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارض وقال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله فاطر السماوات والارض الى اخر ذلك من الايات التي بدأ فيها ربنا سبحانه وتعالى بالبسملة ثم حمد نفسه عز وجل بعد ذلك وايضا جاء في السنة ان النبي صلى الله عليه وسلم حث على البسملة والحمد في الابتداء فقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي حسنه ابن الصلاح رحمه الله تعالى قال كل امر ذبال يعني ذي شأن مهم لا يبدأ فيه ببسم الله فهو ابتر. يعني قليل البركة وجاء في رواية قال فهو اجزم يعني ايضا قليل البركة وجاء في رواية اخرى من حديث ابي هريرة قال كل امر ذبال لا يبتدى فيه بالحمد لله على الخبرية فهو اقطع والمعنى واحد يعني هو اقطع او هو اجزم او هو ابتر المعنى في ذلك واحد ولهذا جرت عادة السلف وكذلك الخلف بتصدير الحمد في اوائل التصانيف واختلفوا في اللام الداخلة على الحمد. لقوله الحمد لله. هذه اللام الداخلة على الحمد اختلفوا فيها فذهب الاكثرون الى انها للاستغراق. يعني ايه للاستغراق؟ يعني للعموم والشمول. ذلك لان الحمد له تعالى حقيقة على جميع افعاله. فهو الذي يحمد على جميع افعاله. لان افعاله وتعالى كلها خير. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليك وليس معنى ذلك اننا نقول ان الله عز وجل خالق الخير ولم يخلق الشر كما ذهب اليه اهل البدع. وانما قل الله خالق كل شيء. سبحانه وتعالى وليس في افعاله عز وجل شر بمعنى ان الشر الذي يراه الانسان مثلا انما هو شر نسبي. يعني بالنسبة اليه هو شر لكن في حقيقة الامر هو خير فتقدير الله تبارك وتعالى كله خير. فالله عز وجل لا يخلق ولا يقدر الا الخير. وان رآه الانسان بقصور نظره انه شر الا ان الله تبارك وتعالى يجعل في عاقبته خيرا في العاجل او في الاجل. لكن الانسان لا يطلع على ذلك لقصوره. لقصور علمه ذهب الاكثرون الى ان اللام الداخلة على الحمد انما هي للاستغراق لان الحمد له تعالى حقيقة على جميع افعاله ويجوز كذلك ان تكون هذه اللام للعهد وهو حمده تعالى نفسه. حين خلق الخلق او حمد الملائكة او الانبياء عليهم جميعا الصلاة والسلام ومعنى ان تكون اللام للعهد يعني اللام المعهودة يعني الحمد المعهود مثال ذلك من اجل تقريب المسألة ما جاء في قول الله عز وجل انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم. قال كما ارسلنا الى فرعون رسولا. فعصى فرعون الرسول. هنا الالف واللام في قوله فعصى فرعون طول قالوا الالف واللام هنا للعهد. يعني الرسول الذي ارسله الله تبارك وتعالى الى فرعون فقال كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول يعني الذي عهدتموه وهو موسى عليه السلام الذي ارسله الله تبارك وتعالى الى فرعون. وان كان لا يخفى علينا ان معصية الرسول الواحد كما جميع الرسل يعني من كفر بنبي واحد من انبياء الله فكانما كفر بجميع الرسل ذلك لان الجميع هي الاسلام هي التوحيد. فمن كفر بنبي واحد فكأنما كفر بجميع الرسل. فالحاصل هنا في مسألتنا انه يجوز ان تكون الالف واللام في قوله الحمد انما هي للعهد طيب ما هو المعهود؟ قالوا حمد الله تبارك وتعالى لنفسه حين خلق الخلق او حمد الملائكة لله تبارك وتعالى. فالله عز وجل حمد نفسه والملائكة كذلك حمدت ربها تبارك وتعالى كما قال الله عز وجل وترى الملائكة وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فالملائكة تثني على ربها تبارك وتعالى تمدح ربها عز وجل بما هو اهله او ان يكون المقصود هو حمد الانبياء لله عز وجل. لكن على كل حال سواء قلنا ان الحمد هنا للاستغراق او هو للعهد. فعلى قولين ما معنى الحمد فعلى القولين سواء قلنا انها للعهد او انها للاستغراق. ما معنى الحمد؟ الحمد هو الثناء باللسان على المحمود مطلقا سواء كان على نعمة او غيرها. الثناء باللسان على المحمود مطلقا. سواء كان على نعمة او غيرها. فاذا اثنى الانسان بلسانه على شيء سواء كان لنعمة ازداها اليه او لغير ذلك فهذا هو الحمد فهذا هو الحمد. فعلى ذلك الحمد اعم من الشكر. ذلك لان الشكر لا يكون الا مقابلا للنعمة فقط فيمكن مثلا ان تسمع بان رجلا شجاعا ابلى بلاء حسنا في موقف ما وهذا الرجل لم يسدي اليك معروفا ولم يسدي اليك نعمة وانما فقط سمعت انت بهذا الموقف الذي فعله هذا الرجل الشجاع فتقول احمد الى فلان شجاعته فهنا اثنيت بلسانك على المحمود في غير مقابل نعمة. يعني هو لم يسدي اليك نعمة ومع ذلك انت اثنيت عليه هذا يسمى حمدا قد يكون عندنا شخص ما اسدى الينا معروفا واحسن الينا فنقول نحمد اليك صنيعك يعني ايه معنى الحمد الثناء باللسان على المحمود سواء اسدى الينا نعمة او لم يسدي الينا نعمة. فعلى هذا الحمد اعم من الشكر ذلك لان الشكر لا يكون الا مقابلا للنعمة فقط فلا اشكر شخصا الا على نعمة ازداها الي الا على معروف اسداه الي فحينئذ اشكره واما الشكر فانه ايضا اعم من وجه اخر يبقى عندنا الان الحمد اعم من الشكر من هذا الوجه من انهي وجه؟ باعتبار ان الحمد يكون في مقابل نعمة وفي غير مقابل نعمة. اما شكر فهو اخص من ذلك لانه لا يكون الا مقابلا للنعمة فقط والشكر كذلك اعم من وجه اخر ما هو هذا الوجه؟ هو ان الشكر ثناء باللسان والقلب والجوارح والحمد يكون باللسان فقط. فعلى ذلك لو قلنا ما هي العلاقة بين الحمد والشكر نقول العلاقة بينهما العموم والخصوص الوجه. فكل منهما عام من وجه وخاص من اخر. وذلك بحسب المورد والمتعلق فمورد الحمد واحد الذي هو اللسان. يعني الة الحمد هي اللسان ومتعلق الحمد متعدد لان الحمد يكون على نعمة وعلى غيرها واما مورد الشكر فهو متعدد فهو اللسان والقلب والجوارح ومتعلقه واحد وهو النعم. يعني لا يكون الا مقابلا للنعمة وعلى هذا نفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يصلي بالليل حتى تتورم قدماه فيسأل عليه الصلاة والسلام عن ذلك. فيقول افلا اكون عبدا شكورا وهنا سنلاحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم استعمل جوارحه ولسانه وكذلك القلب في شكر المنعم سبحانه وتعالى فقام الليل حتى تتورم قدماه فلم يقل صلى الله عليه وسلم افلا اكون عبدا حامدا لانه هنا استعمل جوارحه عليه الصلاة والسلام فقام الليل حتى تورمت قدماه. يبقى هنا نلاحز ان الة الشكر اللسان والقلب والجوارح واما الحمد فهو باللسان وهنا يأتي ايضا سؤال اخر وهو لماذا اضيف الحمد لاسم الله دون سائر اسمائه تعالى. يعني لماذا لم يقل الحمد للرحمن؟ الحمد للرحيم. الحمد للملك وانما قال الحمد لله. لماذا اضيف الى الله دون سائر اسمائه تعالى قالوا لان هذا الاسم لم يطلق على احد سواه عز وجل. هذا الاسم اختص به رب العالمين دون غير بخلاف غير ذلك من الاسماء. فالمخلوقون يشاركون في غيره من الاسماء كالسميع والبصير والرحيم الى اخره لكن هذا الاسم اختص به سبحانه ولم يطلق على احد ابدا بل فعندنا اسماء مخصوصة اخرى زي اسم الرحمن اسم الرحمن هذا ايضا خاص بالله عز وجل. لا يجوز لاحد ان يتسمى به لكن هناك من ادعاه لنفسه رحمن اليمامة الذي ادعى النبوة ونسب هذا الاسم واضافه لنفسه. لكن اسم الله لم يوجد احد من المخلوقين نسب هذا الاسم لنفسه فضلا على ان يتصف فضلا على ان يدعي باتصافه بهذه الاوصاف وكذلك هناك وجه اخر وهو اننا لو قلنا الكريم او الرحيم فهنا اسبتنا لله عز وجل صفة واحدة. بخلاف ما لا قلنا يا الله فهذا الاسم جامع لجميع اسمائه وصفاته لانه يدل على الربوبية ويدل كذلك على الالوهية. ويدل على الاسماء والصفات فلهذا اضيف الحمد لهذا الاسم اسم الله فيقول الحمد لله رب العالمين ما معنى الرب؟ الرب يطلق ويراد به المالك لان رب الشيء مالكه كأن تقول مثلا رب الدار يعني مالكها ويطلق كذلك الرب على المصلح قل مثلا رب الاديم يعني اصلحه ويطلق على المربي ويطلق على المربي. فكل هذه معاني للرب وفي الجملة وهذه مسألة مهمة. في الجملة لا تطلق لفظة الرب من غير اضافة الا على الله عز وجل. يعني لو قلنا الرب او قلنا رب. هكذا من غير اضافة فهذا لا يطلق الا على رب العالمين عز وجل. بخلاف ما لو اضيف فلو اضيف فيمكن في هذه الحالة ان يطلق على غيره كما في قصة يوسف عليه السلام قال انه ربي احسن مثواي وكذلك في قولهم رب الناقة رب الدار وهكذا قال المصنف الحمد لله رب العالمين ما معنى العالمين؟ العالمين جمع عالم. والعالم بفتح اللام هو ما سوى الله تبارك وتعالى من سائر المخلوقات وقيل العالمين ما فيه حياة وقيل غير ذلك لكن الاشهر والاصح هو الاول. ثم قال بعد ذلك وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين المصنف رحمه الله تعالى بعدما اثنى على الله تعالى سأله الصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم. ذلك لان الصلاة من والله على ما ذهب اليه الجمهور هي الرحمة وقال ابو العالية هي الثناء عليه في الملأ الاعلى وهل هناك تنافي بين القولين؟ الجواب لا. لا تنافي بين القولين. فمن رحمات الله تبارك وتعالى بعبده انه يثني عليه ثناء حسنا في الملأ الاعلى طيب قد يقول قائل كيف نقول الصلاة من الله هي الرحمة؟ وقد قال الله عز وجل اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة فهل معنى ذلك انهم عليهم رحمات من ربهم ورحمة؟ نقول نعم ايضا لا اشكال في ذلك فجواب هذه الاية ان يقال انه سبحانه وتعالى يرحم عباده رحمات عامة ورحمات اخرى خاصة فقال فاولئك عليهم صلوات يعني رحمات من الله تبارك وتعالى عامة وعليهم كذلك رحمة يعني ولهم كذلك فوق هذه الرحمات رحمة اخرى خاصة بهم لصبرهم ولانهم ارجعوا امرهم الى الله تبارك وتعالى فاذا الصلاة من الله تبارك وتعالى هي الرحمة ومن الملائكة هي الاستغفار. يعني اذا صلت الملائكة على احد يعني استغفرت له. والصلاة من الادميين هي الدعاء والتضرع فقال وصلى الله على سيدنا محمد فلما اثنى على الله تبارك وتعالى سأله الصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم. طيب سؤال لماذا اعقب الصلاة بعد الحمد؟ يعني ماذا بعدما انتهى من الحمد؟ اعقبها الصلاة قالوا لكثرة اقتران اسمه عليه الصلاة والسلام مع اسمه تعالى كما قال الله عز وجل ورفعنا لك ذكرك. قال ابن عباس يعني لا اذكر الا وتذكر معي. لا يذكر رب العالمين سبحانه وتعالى الا ويذكر معه النبي صلى الله عليه وسلم. ولهذا في الاذان يقول المؤذن اشهد ان لا اله الا الله ثم ثم يقول اشهد ان محمدا رسول الله وفي التشهد كذلك ولهذا جرت السنة من السلف والخلف باتباع الصلاة بعد الحمد في التصانيف قال وصلى الله على سيدنا محمد وانما سمي محمدا لكثرة خصاله الحميدة ومحمد عليه الصلاة والسلام هو النبي هو السيد والنبي من النبوة الذي هو الارتفاع فهو عليه الصلاة والسلام مرتفع على سائر الخلق او من النبأ على قراءة الهمز النبيء وهو الاخبار للناس عن الله تبارك وتعالى. قال وصلى الله على سيدنا محمد واله. والال بمعنى الاهل وهذا هو اصل هذه الكلمة فالال اصلها اهل. لانها تصغر على اهيل. فالتصغير يرد الاشياء الى اصلها لان الهاء قلبت همزة لقرب مخرجهما ثم قلبت الهمزة الفا. لانفتاح ما قبلها فصار ال وفيه دليل على جواز اضافة الال الى مضمر. وهذا قال به جمهور العلماء وانكره جماعة اخرون كالكساء والنحاس والزبير وغيرهم وقالوا لا يجوز اضافته الا الى مظهر. فلا يقال الا ال محمد وهكذا فنرجع الى مسألتنا ونقول الان بمعنى الاهل واختلفوا في ال النبي صلى الله عليه وسلم على اقوال فذهب الشافعي واصحابه الى انهم بنو هاشم وبنو المطلب وقال الازهري وغيره من المحققين هم جميع الامة. وهو الذي اختاره النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم وقيل المراد بالال يعني اهله صلى الله عليه وسلم اهل بيته وعطرته قال وصحبه والصحابة جمع صاحب. والصحابي هو من التقى بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك حتى وان تخلل ذلك ردة على الاصح فكل من التقى بالنبي عليه الصلاة والسلام وهو مؤمن به ومات على الايمان فهذا هو الصحابي. طيب لو ان شخصا كان مؤمنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لكنه لم يلتقي برسول الله عليه الصلاة والسلام لظرف او لاخر كويس القرني وابي العالية فيقال لهؤلاء مخضرم هؤلاء يقال لهم المخضرمون يبقى الشخص اذا كان مؤمنا ولم يلتق بالنبي عليه الصلاة والسلام فهذا هو المخضرم طب التقى بالنبي وامن به هذا هو الصحابي طيب امن بعد النبي صلى الله عليه وسلم بعد عهد النبي بعد وفاته هذا لا يكون صحابيا. هذا لا يكون صحابيا لانه لم يلتقي بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو مؤمن بي. بعد بعض العلماء يعرف الصحابي بانه من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسلم ما رأيكم في هذا التعريف آآ الصواب ان نقول هذا التعريف صحيح لكن يأتي او يرد عليه بعض الاعتراضات. من هذه الاعتراضات ان بعض الصحابة كان لا يرى لا يرى باعتبار انه اعمى. وهو من جملة الصحابي بالاتفاق كابن ام مكتوم فابن ام مكتوم لم يكن بصيرا ومع ذلك هو من جملة الصحابة فلو قلنا هو من رأى النبي فقد يخرج البعض من كان اعمى كابن ام مكتوم من ذلك الامر طيب يأتي سؤال اخر هل يشترط في الصحابي ان تطول صحبته قال بذلك الاصوليون. هو الاصح عندهم لكن عند غيرهم لا يشترطون طول الصحبة عند المحدثين مثلا لا يشترطون طول الصحبة من اجل الحكم على الشخص بانه صحابي. يكفي فقط ان يلتقي بالنبي وهو مؤمن به. فيكون من جملة الصحابة ثم قال المصنف رحمه الله وبعد فهذه ورقات تشتمل على اصول الفقه فلما فرغ اولا من الثناء على الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم واله وصحبه. اشار الى ما هو بصدده؟ فقال وبعده يعني اقول بعد الحمد والصلاة ما تشتمل عليه هذه الورقات والورقات جمع قلة لانها جمع ورقة يسأل سائل ويقول لماذا حصر المصنف اصول الفقه في ورقات قليلة نقول حصر الاصول في ورقات قليلة كما ذكر في مقدمة الكتاب تسهيلا بهذا الفن وتذكرة للمنتهي عنه فهو يسهل على المبتدئ بهذه الورقات ويذكر كذلك المنتهي بتلك الورقات ثم قال بعد ذلك هو لفظ مؤلف من جزئين مفردين قال احدهما الاصول والاخر الفقه فبعدما بين رحمه الله تعالى ما هو بصدده شرع في بيان اسم هذا العلم. هذا العلم الذي الف فيه هذا الكتاب ما اسمه؟ قال هذا العلم مؤلف من جزئين مفردين. الاول وهو الاصول والاخر وهو الفقه. فهو لفظ مؤلف. يعني ايه لفظ مؤلف؟ يعني لفظ مركب فمعنى ذلك ان المؤلف والمركب بمعنى واحد هذا ما يفهم من كلام المصنف رحمه الله تعالى وبعض العلماء يفرق ما بين المركب والمؤلف. يقول لك المركب شيء والمؤلف شيء اخر. طب ايه الفرق بين الاثنين بيقول المضاف مؤلف زي مسلا عبد الله غلام زيد وما اشبه ذلك فما فيه اضافة هذا مؤلف. اما المركب فليس فيه اضافة زي مثلا تقول بعلبك خمسة عشر وما اشبه ذلك فاذا المؤلف على قول هؤلاء العلماء مغاير للمركب وقال هو لفظ مؤلف من جزئين مفردين من جزئين مفردين يشير بذلك الى ان التأليف قد يكون من جزئين مفردين كاسم هذا العلم اللي هو اصول الفقه باعتبار ان الاصول مفرد. والفقه كذلك مفرد. يعني مفرد يعني ايه؟ يعني ليست بمركب ده المقصود بالمفرد هنا مفرد يعني ليس بمركب على اصطلاح مناطقه وليس على اصطلاح النحويين فاصول مفرد والفقه كذلك لفظ مفرد وقد يكون من جملتين. يعني قد يكون التأليف قد يكون التأليف من جملتين. كان تقول ان قام زيد قمت فان مع الفعل والفاعل جملة. وقمت هذه جملة اخرى فهمنا الان؟ فالمصنف هنا يشير الى ان التأليف قد يكون من جزئين مفردين وقد يكون من جملتين. فقال وهو مؤلف من جزئين لكن انتبه ايها الطالب هو مؤلف من جزئين مفردين وليس من جملتين طيب عرفنا الان ان اصول الفقه مؤلف من جزئين مفردين معرفة المؤلف كما هو معلوم متوقفة على معرفة اجزائه ثم هي متوقفة على معرفة فائدة النسبة بين المضاف والمضاف اليه. ولهذا شرع رحمه الله تعالى في تعريفهما فقال رحمه الله تعالى الاصل ما ينبني عليه غيره فهنا يشير الى ان لكل طالب علم هنا المصنف رحمه الله اراد ان يشير الى ان لكل طالب علم ان يتصور ذلك العلم اولا عند اشتغاله به يبقى ما ينفعش تدخل في دراسة اصول الفقه الا ان تتصور هذا العلم اولا علشان تبقى انشط في دراسته وتعرف حده وتعرف موضوعه وتعرف كذلك ثمرته الى اخره فهنا المصنف رحمه الله تعالى على اختصار هذه الورقات في هذا العلم الا انه مع ذلك اراد ان يبين لطالب العلم ما يمكن به ان يتصور ذلك العلم اولا ولا يحصل التصور عند طالب العلم الا بالحد الحد كما عند المناطق يفيد التصور فشرع يبين حد الاصول والفقه لكن هنا سنلاحظ ان المصنف رحمه الله تعالى جمع الاصول قال اصول الفقه. لماذا جمع الاصول؟ جمع الاصول ليعم الكتاب والسنة. قال وذلك مؤلف من جزئين مفرد باين احدهما الايه؟ ها الاصول. فجمع الاصول ليعم الكتاب والسنة والاجماع والقياس غير ذلك من الادلة والاصول على ما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى لكن المصنف رحمه الله تعالى بدأ هنا بتعريف الاصل من حيث اللغة. قال الاصل ما ينبني عليه غيره. يعني الاصل في اللغة ما ينبني عليه غيره. وهذا احسن ما قيل في حده واما الاصل في اصطلاح العلماء في اصطلاح الاصوليين فهو الدليل. الاصل هو الدليل. وانما كان الدليل اصلا لان الاحكام تنبني عليه وتستنبط منه المجتهد لما يريد يعرف حكما من الاحكام ها على ماذا يعول؟ يعول على الادلة ينظر في الادلة من اجل ان يأخذ منها الاحكام الشرعية. فالدليل اصلا لان الاحكام تنبني على هذا الاصل قال بعد ذلك والفرع ما يبنى على غيره. لان المصنف لما ذكر اولا الاصل ذكر بعده الفرع. طب ما باتوب زكر الفرع هنا هنا نقول المصنف ذكر تعريف الفرع من باب اطراد من باب الاستطراد طيب ما معنى الاستطراد؟ الاستطراد ذكر الشيء في غير موضعه لمناسبة يعني هنا ليس محل الكلام هو الكلام عن الفرع لان لا محل لذكره هنا. هو بيعرف الان الاصول ويعرف الفقه. ما علاقتنا نحن بالفرع؟ هو رأى انه من المناسب ان على الفرع هنا وان لم يكن محلا لكلامنا لان الفرع مرتبط بالاصل باعتبار ان الاصل ما يبنى او ما ينبني عليه غيره فالفرع هو ما يبنى على على غيره هو يقابل الاصل وهذا هو وجه المناسبة هذا هو وجه المناسبة ان الفرع يقابل الاصلي ولهذا يقال للمذهب فرع الاصول. مذهب اللي هو الفروع الفقهية. يقال هو فرع الاصول. لانه منبني عليه ومرتب على قواعده ثم قال بعد ذلك والفقه معرفة الاحكام الشرعية التي طريقها الاجتهاد والفقه معرفة الاحكام الشرعية التي طريقها الاجتهاد. فقلنا نصنف لما فرغ من تعريف الاصول اخذ في تعريف الجزء الثاني. اللي هو الفقه والفقه في اللغة هو الفهم وفي الاصطلاح هو مخصوص بمعرفة الاحكام الشرعية كما عرفها المصنف رحمه الله تعالى طيب يسأل سائل ويقول الفقه في الاصطلاح مخصوص بمعرفة الاحكام الشرعية كما يقول والفقه معرفة الاحكام الشرعية يبقى بنفهم من كده ان المصنف رحمه الله تعالى عرف الفقه اصطلاحا ولم يعرفه لغة بخلاف الاصول عرفها لغة ولم يعرفها اصطلاحا. عرفها لغة فقال ما ينبني عليه غيره. لكن في الاصطلاح لم يذكر معنى الاصول في الاصطلاح واحنا ذكرنا ان معنى الاصول في الاصطلاح هو الدليل. هنا في الفقه فعل العكس. لم يذكر معنى الفقه لغة وانما ذكر ذلك اصطلاحا. فنحن نذكر ونقول الفقه في اللغة هو الفهم ومنه قوله تبارك وتعالى ما نفقه كثيرا ومنهم قوله سبحانه وتعالى حاكيا عن آآ قوم شعيب قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وقال الله عز وجل وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون يعني لا تفهمون تسبيحهم فالفقه في اللغة هو الفهم وفي الاصطلاح عرفها فقال عرفه فقال معرفة الاحكام الشرعية التي طريقها الاجتهاد. ايه معنى معرفة؟ معنى المعرفة يعني ادراك. ادراك الشيء على ما هو عليه في الواقع فالمعرفة والعلم على هذا بمعنى واحد وهنا سنلاحظ ان المصنف قيد الاحكام بالشرعية. قال معرفة الاحكام الشرعية من اجل ان تخرج الاحكام العقلية. الاحكام العقلية كالكل اكبر من الجزء او الواحد اكبر من النصف. هذه كلها احكام عقلية تدرك بالعقل اما الاحكام الشرعية لا تعرف الا بالنقي. زي مسلا تبييت النية شرط في صحة الصوم في صحة صوم رمضان او الصوم الواجب. تبييت النية شرط في صحة صوم رمضان هل هذا الحكم الشرعي عرفناه من العقل ولا من النقل؟ عرفناه من النقل لما نأتي ونقول لا زكاة في حلي مباح. هذا عرف بالنقل. النقل يعني الادلة النقلية من الكتاب والسنة لا زكاة في الابل السائمة هذا ايضا عرفناه بالنقل وليس بالعقل فالاحكام الشرعية هي التي يختص بها علم الفقه. بخلاف الاحكام العقلية. ولهذا قال الفقه معرفة الاحكام الشرعية ولهذا لا يقال للعارف بالاحكام العقلية انه فقيه زي واحد مسلا عارف بالفلسفة والمنطق ونحو ذلك من هذه العلوم العقلية. لا يقال له فقيه لان الفقه معرفة الاحكام الشرعية ثم قال بعد ذلك التي طريقها الاجتهاد معرفة الاحكام الشرعية التي طريقها الاجتهاد. اراد رحمه الله تعالى اخراج الاحكام الشرعية القطعية والاحكام الشرعية القطعية هي التي يعرفها العام والخاص. كل احد يعرفه زي مسلا الصلوات الخمس مفروضة هذا لا يجهله احد من الناس. الحج ركن من اركان الاسلام. الزنا محرم. السرقة محرمة كل هذه الاحكام احكام شرعية قطعية يشارك في معرفتها العام والخاص فلا تتوقف معرفة هذه الاحكام على الاجتهاد. ولهذا لا يقال للعارف بهذه الاحكام انه فقيه لانها احكام قطعية طيب اذا من هو الفقيه؟ الفقيه هو المجتهد هو العارف بمسائل النظر والاجتهاد التي ليس للعوام منها سوى التقليد الفقيه هو العارف بالمسائل الاجتهادية. المسائل النظر والاجتهاد التي تحتاج الى نظر تحتاج الى اجتهاد. التي للعوام منها سوى التقليد. يعني العامي في هذه المسائل هو مقلد. لانه لا الة له للنزر ولا الاجتهاد ما عندهوش الة الاجتهاد ولا عنده الة النظر فلهذا يقلد ولهذا يقلد طيب السؤال الان المصنف هنا بيقول معرفة الاحكام الشرعية. التي طريقها الاجتهاد يبقى الفقه هو ان يعرف الاحكام الشرعية. هل معنى ذلك انه يشترط في الفقيه ان يكون عارفا الاحكام الشرعية بحيث انه لا يشذ بحيث انه لا يكون جاهلا بفرع من الفروع لان هنا بيقول معرفة الاحكام. وهنا الالف واللام تفيد الاستغراق والعموم فهمنا؟ فهل يفهم من ذلك انه لابد ان يكون عارفا بجميع الاحكام؟ الجواب لا يشترط ذلك وهنا لا يحمل كلام المصنف على الحقيقة لانه لو حمل على الحقيقة لقيل لكل من عرف حكما واحدا انه فقيه وليس كذلك على تعريف الفقهاء وكذلك سيقال على الشخص حتى لو كان مجتهدا عالي الاجتهاد لا يمكن ان يقال له فقيه اذا لم يدرك فرعا من الفروع. وهذا ليس بصحيح. والا في هذه الحالة سيتعذر وجود فقيه واحد ولا يمكن ان يلم بالشريعة احد الا نبي. فعلى ذلك هذه الامة ليس فيها احد من المجتهدين وليس فيها احد من ان العلماء الذين يصح ان يطلق عليهم انهم فقهاء. وهذا ليس بصواب وكلام المصنف رحمه الله تعالى هنا ليس على ظاهره. وهذه الاحكام سنتكلم عنها بالتفصيل ان شاء الله تعالى في الدرس القادم. ونتوقف هنا ونكتفي بذلك. في الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه وعتادا الى يمن القدوم عليه. انه بكل جميل كفيل وهو حسبه ونعم الوكيل وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين