بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول الامام الحافظ عبدالغني المقدسي رحمه الله تعالى في كتابه عمدة الاحكام كتاب الزكاة عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل رضي الله الله عنه حين بعثه الى اليمن انك ستأتي قوما اهل كتاب فاذا جئتهم فادعهم الى ان يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فانهم اطاعوا لك بذلك. فاخبرهم ان الله قد عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة. فانهم اطاعوا لك بذلك فاخبرهم ان الله قد فرض عليك صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم. فانهم اطاعوا لك بذلك فاياك وكرائم اموالهم واتق دعوة المظلوم. فانه ليس بينها وبين الله حجاب الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فيقول الامام الحافظ عبد الغني المقدسي رحمه الله في كتابه عمدة الاحكام كتاب الزكاة قد ما ذكر رحمه الله كتاب الطهارة وكتاب الصلاة اتى بعد ذلك بكتاب الزكاة والزكاة هي الركن الثالث من اركان الاسلام الاول الشهادتان وثاني صلاة والثالثة الزكاة والرابع صوم رمضان والخامس حج بيت الله الحرام كتاب الزكاة اننا كتاب الزكاة هو هو المتعلق او يتحدث في في فيما يتعلق بالركن الثالث من اركان الاسلام وهو حق حق الله عز وجل حق لله حق للفقراء اوجبه الله عز وجل في اموال الاغنياء ومع كونه يفيد الفقراء وينفعهم فانه يكون سببا في نماء المال وذكائه وكثرته ونموه فيستفيد فيستفيد المتصدق عليه ويستفيد المتصدق بان يحصل اجرا ويطهر ما له ويزكيه وينميه لان ذلك سبب في زكائه ونماءه والذي فرضه الله عز وجل في اموال الاغنى شيء يسير وهو قليل من كثير الله تعالى اعطى الكثير وفرض اليسير اعطى الكثير وفرض اليسير فهذا اليسير الذي الذي يؤخذ من اموال الاغنياء لا يضر الاغنياء اخراجه وينفع الفقراء وصوله اليهم لانهم بذلك يستفيدون فيأكلون ويكتسون ويسدون رمقهم ويعيشون فرض الله عز وجل لهم من اموال الاغنياء وهي هذه الزكاة ثم ان الحافظ رحمه الله اورد حديث ابن عباس في قصة بعث بعث معاذ ابن جبل الى اليمن وهو حديث عظيم مشتمل على وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل لما بعثه الى اليمن وهو مشتمل على الدعوة الى التوحيد ثم الدعوة الى الصلاة صلاة ثم الى الزكاة ثم النهي عن اخذ كرائم الاموال عند اخذ الزكاة وان ذلك ظلم وهذا الحديث صدر به عبدالغني المقدسي رحمه الله كتاب الزكاة من كتابه عمدة الاحكام وصدر به البخاري ايضا كتاب الزكاة وصدر به كتاب التوحيد وكذلك ايضا النسائي صدر كتاب الزكاة بهذا الحديث وكذلك ابن ماجة صدر كتاب الزكاة بهذا الحديث وكذلك ايضا الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام صدر كتاب الزكاة بهذا الحديث. وكذلك المجد لابن تيمية في المنتقى وكذلك ابن عبد الهادي في ابن عبد الهادي في المحرر وكذلك البغوي في مصابيح السنة كل هؤلاء صدروا كتاب الزكاة من كتبهم في هذا الحديث وذلك لاشتماله على فرض الزكاة وبيان من تصرف له. وان اهميتها تأتي بعد الصلاة لانه ذكر ذكر التوحيد اولا ثم ذكر الصلاة ثانيا ثم ذكر الزكاة ثالثا فالحديث يدل على اهمية على اهمية الزكاة وانها تلي الصلاة وقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ اولا الرسول ارسل معاذ الى اليمن ليكون داعيا الى الله وقاضيا وحاكما بين الناس رضي الله عنه وارضاه وهذا يدلنا على بعث الدعاة وارسالهم للدعوة الى الله عز وجل لان الرسول صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن بعثه لهذه المهمة. فدل على بعث الدعاة الى الله سبحانه وتعالى وايضا في يدل هذا على قبول خبر واحد وانه تقوم الحجة به وسواء كان ذلك في العقائد والاحكام لان هذا الحديث المشتمل على وصية الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم الجبل فيه انه يعلم التوحيد ويعلم الاحكام والحجة تقوم بالواحد ولا يلزم ان يكون ذلك بحصول الجماعة. لان النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا الى اليمن وامره بدعوة الناس الى التوحيد اولا ثم الى الصلاة ثم الى الزكاة اذا هذا يدلنا على اعتبار حضر الواحد. وانه يجب الاعتماد عليه في العقائد. كما يجب الاعتقاد الاعتماد عليه في غير العقائد وانه لا فرق بين العقائد وغيرها في اه اه الاخذ بخبر واحد والعمل بخبر واحد ثمان الرسول عليه الصلاة والسلام قال انك تأتي قوم من اهل الكتاب وهذا يدلنا على ان الانسان اراد ان يذهب الى جهة للدعوة فانه يعرف الحالة التي يكون عليها اولئك يعرف ما هم عليه حتى يكون على استعداد للبيان والايضاح والجواب عما يورد عليه من شبه فاذا عرف الجهة التي سيذهب اليها وانها وانهم على على علم وعلى معرفة وانهم اه عندهم علم فانه اه يستعد لذلك ويتهيأ لاجابتهم على ما يريدونه من شبه وما يريدونه من اشكالات ولهذا قال عليه الصلاة والسلام انك تأتي قوما اهل الكتاب والقوم يطلق على الرجال والنساء ولهذا كل رسول يرسله الله الى قومه والقوم هم الرجال والنساء وقد يطلق على الرجال حين اذا قبل بالنساء كما في سورة الحجرات. يا ايها الذين لا يسخر قوما من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم نساء من نساء عسى ان يكون خيرا منهن فانه لما قبل القوم بالنساء فان المراد بهم الرجال والاصل هو ان القوم يطلق على الرجال والنساء انك تأتي قوما اهل الكتاب واهل الكتاب هم اليهود والنصارى الذين انزل عليهم التوراة والانجيل آآ هؤلاء هم اهل الكتاب وليس معنى ذلك ان الذين سيقدم عليهم كلهم من اهل الكتاب بل فيهم اهل الكتاب وفيهم غير اهل الكتاب ولكنه نص على اهل الكتاب من اجل ما يكون عندهم من علم وما يكون عندهم من شبه لذلك نص عليهم والا فان البلد الذي ارسل اليه وهو اليمن ليس مختصا او ليس فيه يعني آآ الذي هدى نصارى بل فيه يهود ونصارى وفيه غيرهم ولكن التنصيص عليهم بانه ليأخذ الاهبة وليعد العدة وليكون على بينة من القوم الذين سيقدم اليهم ليكون مستعدا لما يورد عليه من شبه ثمان الرسول عليه الصلاة والسلام رسم له الخطة التي يسير اليها في الدعوة الى الله عز وجل وانه يبدأ بالاهم فالاهم بالاهم فالمهم ولهذا قال فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله اول شيء يدعي اليه في التوحيد ولهذا الرسول عليه الصلاة والسلام لما بعثه الله كان يطوف بالقبائل ويقول يا ايها الناس قولوا لا اله الا الله تفلحوا فاول شيء يدعى اليه التوحيد لانه الاساس وغيره تابع له غير التوحيد تابع للتوحيد ولهذا الدعوة انما تكون الى التوحيد. اولا وقبل كل شيء. فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وبهذا يكون الدخول في الاسلام يكون الدخول بالاسلام بشهادتين الشهادة لله بالوحدانية والالوهية والشهادة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة وهاتان الشهادات الشهادتان متلازمتان لا تنفك احداهما عن الاخرى ولا تغني احداهما عن الاخرى فلا بد مع مع شهادات ان لا اله الا الله من شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا فان من شهد ان لا اله الا الله ولم يشهد ان محمدا رسول الله عليه الصلاة والسلام. فانه كافر من حين بعث الله رسوله عليه الصلاة والسلام الى ان يرث الله الارض ومن عليها يجب الايمان بالله والايمان برسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولا يكفي احدا يقول انه يشهد ان لا اله الا الله ويكتفي بذلك من لابد من الجمع بين الشهادتين. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به الا كان من اصحاب النار المقصود بالامة همة الدعوة لان اليهود والنصارى من امة محمد صلى الله عليه وسلم امة الدعوة واما امة الاجابة فهم الذين دخلوا في الدين والدعوة موجهة لكل احد من حين بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم الى قيام الساعة كل انس وجن فهو من امة محمد صلى الله عليه وسلم امة الدعوة وهو مأمور بالدخول في هذا الدين. ومن لم يدخل به ومن لم يكن من اهله فانه كافر وليس امامه الا النار اه ليس امامه الا دخول النار والخلود فيها الى غير نهاية وشهادة ان لا اله الا الله تعني ان تنفى جميع انواع العبادة عن كل من سوى الله وتثبت لله وحده لا شريك له فكلمة الاخلاص وهي لا اله الا الله تشتمل على ركنين نفي واثبات نفي عام في اولها واثبات خاص في اخرها والمعنى انها ومعناها انك تنفي العبادة عن كل من سوى الله وتثبتها لله وحده لا شريك له ففيه نفي عام واثبات خاص نفي عام عن كل ما سوى الله وافلات خاص وهو اثباتها لله وحده لا شريك له وما شئت ان محمدا رسول الله فتعني محبته محبة اعظم من محبة النفس والولد والوارد والناس اجمعين وان يصدق بكل خبر جاء به عليه الصلاة والسلام وانت امتثل الاوامر التي جاء بها رسول الله عليه الصلاة والسلام. وان تجتنب النواهي والا يعبد الله الا طبقا للشريعة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فهذا هو معنى شافية ان محمدا رسول الله اذا لابد من الشهادتين وهذا هو الركن الاول من اركان الاسلام الشهادة لله بالوحدانية والوذوذية ولنبيه محمد صلى الله بالرسالة ثم انه بعد ذلك قال فانهم اطاعوا لك بذلك يعني معناه استسلموا وانقادوا وشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فانه ينتقل الى الامر الذي يليه وهو اهم شيء يليه وهي الصلاة ولهذا اعظم اركان الاسلام بعد الشهادتين الصلاة لان الصلاة صلة الوثيقة بين العبد وبين ربه قوية لانه يكون على صلة بالله لانها تكون في اليوم والليلة خمس مرات الانسان على صلة مستمرة مع الله سبحانه وتعالى لانها تحصل في اليوم والليلة خمس مرات وشأنها عظيم في الاسلام وهي عمود الاسلام كما اخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي الحد الفاصل بين المؤمنين والكفار كما قال عليه الصلاة والسلام في العهد الذي بيننا وبينهم صلاة من تركها فقد كفر وهي اخر ما يفقد في هذه الحياة واول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة وقد فرضها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج وهو في السماء فرظ الله عليه الصلوات الخمس وهي من اخر ما اوصى به عليه الصلاة والسلام من اخر ما اوصى به عليه الصلاة والسلام وكل هذا يدلنا على اهميتها وعلى عظيم شأنها وان الانسان يحافظ عليها ويعنى غاية العناية بها لان وضعوك لذلك فاخبرهم ان الله فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة خمس صلوات في كل يوم وليلة ثم قال فانهم اطاعوا لك بذلك فاعلموا ان الله فرض عليهم صدقة باموالهم تؤخذ من اغنيائهم وترد على فقرائهم رضي الله عنه صدقة في اموالهم هذا يدلني على ان الزكاة على ان كلمة الصدقة تطلق على الزكاة المفروضة تطلق على الزكاة المفروظة كما في هذا الحديث وكما في قوله عز وجل انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها قوله خذ من اموالهم صدقة فان الصدقة تطلق على المفروظ وغير المفروظ على الزكاة المفروظة وعلى وعلى الصدقة المستحبة ولهذا ولهذا جاء اطلاق الصدقة عليها في هذا الحديث وكذلك في القرآن الكريم اطلق على الزكاة المحفوظة بانها صدقة وهذه صدقة التي اوجبها الله في اموال الاغنياء للفقراء شوف هذا من الاغنياء وتشرب للفقراء والغني هو الذي وجد ما عنده مال يزكى يعني من زكى ومن دفع الزكاة ومن صار عنده مال حلت فيه الزكاة فهو غني لانه اخرج الزكاة لانه اخرج الزكاة بسبب غناه. وبسبب ما اعطاه الله من المال وتعطى للفقراء والفقراء هم المحتاجون وجاء في هذا الحديث ذكر الفقراء دون المساكين وقد جاء في اية الصدقات قسمة الصدقات انما الصدقات للفقراء والمساكين فذكر الفقراء والمساكين وهنا ذكر الفقراء دون ذكر المساكين وهذان الاخوان وهما الفقير والمسكين او الفقراء والمساكين من الالفاظ التي اذا جمع بينها في الذكر وزع المعنى بينها ان ينفرد احدهما عن الاخر فانه يشمل معانيه كلها فعندما يجمع بين الفقير والمسكين يفسر الفقير بانه الذي لا يجد شيئا وليس عنده شيء ويفسر المسكين لانه الذي عنده شيء لا يكفيه وكل منهم مستحق للزكاة لان هذا ليس عنده شيء اصلا وهذا عنده شيء لا يكفيه لكن اذا جاء ذكر الفقراء ليس معه تلك المساكين كما في هذا الحديث فان فانه يشمل الفقير والمسكين. يشمل من ليس عنده شيء وبين من عنده شيء لا يكفيه كل ذلك يدخل تحت الفقير تحت الفقراء او تحت الفقير في هذا الحديث فهي من الالفاظ التي اذا جمع بينها في الذكر وزع المعنى بينها واذا انفرد احدها عن الاخر فانه يشمل الاثنين وهنا انفرد ذكر الفقراء او افرد ذكر الفقراء ولم يذكر معهم مساكين فيكون بذلك يشمل الاثنين الذي لا يجد شيئا اصلا وهو الفقير هو الذي يجد شيئا لا يكفيه وهو المسكين تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم وقد استدل بهذا الحديث بعض اهل العلم على ان زكاة المال تكون في بلد المال وبعضهم يقول ان الزكاة يجوز نقلها من بلد المال الى مكان اخر لكن لا شك ان الفقراء في البلد الذي فيه المال هم اولى من غيرهم اذا كانوا اشد حاجة اذا كانوا اشد حاجة وهم اولى من غيرهم لانهم هم الذين يشاهدون المال فهم حق الناس به واولى الناس به لكن يجوز نقل الزكاة من بلدي الى بلد اذا كانت حاجة اشد او كان هناك زيادة على ما يحتاجه الفقراء في بلد المال فانه لا بأس بنقل الزكاة الى بلد اخر ولكن الفقراء في البلد هم اولى من غيرهم وذلك لانهم يشاهدون المال ويعاينونه وهم اولى الناس بالاستفادة منه ثم ان الرسول صلى الله عليه وسلم لما ذكر يعني الزكاة في المرتبة الثالثة وانهم اذا استجابوا للانسان الداعي الى الله عز وجل فان عليه الا يأخذ نفائس الاموال الذي يأخذ الزكاة لا يجوز له ان يأخذ النفيس من اموال من اموال الناس وانما يأخذ الوسط لا يأخذ جيده ولا رديئة وانما يأخذ من اوساطه ولهذا الرسول عليه الصلاة والسلام لما قال ان اطاعوك يطاعوا لك بذلك فاياك وكرائم اموالهم. احذر ان تأخذ الكريم من اموالهم. والنفيس من اموالهم وكراهب الاموال هي النفيسة النفيس عند اهله يعني من الابل والبقر والغنم يعني ما كانت يعني آآ اكبر واشن واشمن واجمل واكثر ثمن فان هذا هو الذي يكون اه اهله اه يحرصون عليه وآآ اه يشق عليهم اخذه منهم لكن اذا دفعوا الكرائم برضى انفسهم وبطواعهم انفسهم لا بأس اخذ منهم اذا دفعوها بروى من انفسهم وبرغبة منهم فانه لا بأس يأخذها المصدق المصدق الذي يأخذ الزكاة لكن كونه يأخذ قهرا نفائس المال هذا هو الذي حذر منه الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله فاياك وكرائم اموالها ثمان احد الكرائم ظلم وهو من جملة الظلم ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من دعوة المظلوم قال واتق دعوة المظلوم لان الذي يأخذ الزكاة اذا الزم الناس بالنفيس من المال فانه يكون ظالما لهم وان له من يدعو عليه ودعاء ودعوة المظلوم مستجابة عند الله عز وجل وليس بينها وبين الله حجاب فانه يتقبلها ويجيب صاحبها تحذير من الظلم وفيه اه بيان ان للمظلوم ان يدعو على من ظلمه واما على الانسان ان يحذر من دعوة المظلوم وذلك بالابتعاد عن الظلم ان يبتعد عن الظلم ويحذر من الوقوع فيه فانه ليس بينها وبين الله حجاب اي انها مقبولة. ومستجابة من الله عز وجل ولهذا لما ذكر اه تحذير من اخذ كرائم الاموال وانه لو اخذها المصدق يكون ظالما والمظلوم له ان يدعو على من ظلمه ودعوة المظلوم مستجابة ليس بينها وبين الله حجاب ففي هذا التحذير من الظلم وبيان العواقب الوخيمة التي تترتب عليه ثمان الرسول عليه الصلاة والسلام ما ذكر الصيام والحج بوصيته لمعاذ مع ان صيام قرظ في السنة الثانية من الهجرة عصام رسول الله عليه الصلاة والسلام تسعة رمضانات كذلك الحج فرض يعني في السادس سنة سادسة او التاسعة ومعلوم ان بعث بئر معاد كان في اخر عهده صلى الله عليه وسلم انما لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة صيامه والحج لان لانه ذكر رأس العبادات البدنية والزكاة وكذلك العبادات المالية وهي الزكاة. العبادات البدنية وهي الصلاة. العبادات المالية وهي الزكاة ومن اقدم على ذلك وادى ما عليه في ذلك فانه من السهل عليه ان يؤدي الصيام ومن عليه ان يؤدي الحج لانه ذكر الشيء الذي اذا اتى به وانقاد له فانه من باب اولى ان ينقاد لما هو دونه ثم ايضا قال بعض اهل العلم ان المقام اذا كان المقام دعوة فانه يذكر يعني ما يمكن ذكره وهنا ذكر الدعوة الى التوحيد والى الصلاة والى الزكاة واما في حال بيان اركان الاسلام فانها تذكر كلها كما في حديث بني الاسلام على خمسة حتى لا اله الا الله وان محمد رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة حج البيت وصوم رمضان لكن لما كان مقام مقام دعوة فان يمكن ان يقتصر يعني على بعضنا يدعى اليه وذلك انما سكت عنه من اتى بهذا الذي آآ دعي اليه فانه من باب اولى ان يأتي بما هو دونه الذي هو اصل الصيام والحج من استجاب للصلاة والزكاة فهو يستجيب للصيام والحج و فاذا آآ الاقتصار على الصلاة والزكاة وعدم ذكر الصيام والحج لان من آآ اقدم على ما هو اهم وما هو اعظم؟ فمن باب اولى ان يقدم على ما هو دونه والحاصل ان هذا حديث عظيم وهو حديث جامع وهو يدل على ترتيب يعني هذه الاركان وان الانسان اذا دخل في الاسلام يدخل في الاسلام بشهادتين اول شيء يؤمر به الصلاة ثم بعد ذلك اول كان يؤمر به الزكاة لان الرسول صلى الله عليه وسلم بين في هذا الحديث الطريقة التي يسلكها معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه في اه ذهابه الى اليمن لدعوة الله عز وجل والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين