وذكر فيما مضى انه لو قسم على اهل بلدة ومدينة يعني ما يكون او ما ينذر لاصحاب القبور لكفاهم ثم قال هنا انه لا شك ان هؤلاء لو طلب منهم ان ينظروا قال الشوكاني رحمه الله تعالى ولا شك ان غالب هؤلاء المغرورين المخدوعين لو طلب منهم طالب ان ينذر بذلك الذي نذر به لقبر ميت على ما هو طاعة من الطاعات وقربة من القربات لم يفعل. ولا كاد فانظر الى اين بلغ تلاعب الشيطان بهؤلاء؟ وكيف رمى بهم في هوة بعيدة القعر؟ مظلمة ثواني فهذه مفسدة من مفاسد رفع القبور وتشييدها وزخرفتها وتجسيصها. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فالامام الشوكاني رحمه الله في مضى ذكر ان المفتونين في القبور ينذرون لها النذور الكثيرة الكبيرة شيئا يتعلق بالقربات التي هي طاعة لله عز وجل وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم ما حصل منهم النشاط ولا حصل منهم الاقبال والاقدام على ان ينذروا هذه النذور المشروعة ولا كادوا ان ينذروا وانما الشيطان كاد لهم ان تكون نذورهم في امر محرم وفي امر هو باطل وفي امر هو شرك بالله عز وجل وصرف حق الله الى غير الله وهذا من اعظم مكائد الشيطان انه آآ يزين لهم الباطل والنذر المحرم يزهدهم في النذر المشروع الذي هو قربة الى الله عز وجل هو الذي ينفعهم في الدنيا والاخرة يزهدهم فيه. فلا ان نزور المشروعة وانما ينشطون لهذه النذور المحرمة ويكسلون بالنذور المشروعة فيصفون اموالهم فيما هو مضرة ولا يصرفونها فيما هو منفعة. هذا شأنهم وهذه هي طريقتهم. اعد اعد الكلام. ولا شك ولا شك ان غالب هؤلاء المغرورين المخدوعين لو طلب منهم طالب ان ينذر بذلك الذي نذر به لقبر ميت على ما هو طاعة من الطاعات وقربة من القربات لم يفعل ولا كاد. يعني بدلا من هذا بدلا من النذر للقبر والميت ان ينظر في يعني للتصدق على فقراء ومساكين في البلد الفلاني او المكان الفلاني او بناء مساجد او ما الى ذلك من النذور ما فعلوا ولا كادوا ان يفعلوا لان الشيطان يزين لهم الباطل وآآ يعني آآ يكسلهم ان فعلي ما هو حق. نعم. فانظر الى اين بلغ تلاعب الشيطان بهؤلاء؟ وكيف رمى بهم في هوة بعيدة القعر مظلمة الجوانب. فهذه مفسدة من مفاسد رفع القبور وتشييدها. يعني هذه اثار يعني هذا الغلو في القبور وصرف حق الله لغير الله. نتيجة لتشييد القبور وبناء عليها واسراجها وتزيينها كل ما فيه تعظيم لها كان سببا في صرف حق الله عز وجل الى اصحاب هؤلاء القبور الذين لا يملكون لانفسهم نفعا ولا يعني ضرا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا وانما هم بحاجة الى من يدعو لهم. هم بحاجة الى من يدعو لهم. لانهم مرتهنون في قبورهم باعمالهم فهم بحاجة الى من يسأل الله عز وجل لهم ان يغفر لهم وان يتجاوز عنهم. ولهذا شرعت زيارة القبور من اجل الدعاء للاموات. فالاموات يدعى لهم ولا يدعون. يدعى لهم ولا يدعون. يطلب من الله لهم المغفرة والرحمة ولا يطلب منهم اشياء بل يطلب لهم ولا يطلب منهم. وانما الطلب يكون من الله. سبحانه وتعالى. نعم ومن المفاسد البالغة الى حد يرمي بصاحبه الى وراء حائط الاسلام. ويلقيه على ام رأسه من اعلى مكان من الدين ان كثيرا منهم يأتي باحسن ما يملكه من الانعام واجود ما يحوزه من المواشي فينحره عند ذلك القبر متقربا به اليه. راجيا ما يضمر حصوله له منه. فيهل به لغير الله ويتعبد به لوثن من الاوثان اذ انه لا فرق بين النحائر لاحجار منصوبة يسمونها وثنا وبين قبر ميت يسمونه قبرا. لا فرق بين يعني مخلوق ومخلوق. وسواء كان هذا جمادا او انسانا يعني آآ ميتا يعني حيا ثم مات ووظع وعمل على قبره بنا صار في ذلك البناء فتنة للناس حتى صرفوا حق الله اليه ونحروا النحائر له لا فرق بين من ينحر للاحجار ومن ينحر للاموات. الكل متساوى بانه صرف لحق الله عز وجل الى غيره. ولا فرق بين هذا وهذا. لا فرق بين هذا وهذا كله من باب واحد وكله من اه مما يسخط الله ومما اه يرضي الشيطان والواجب هو الحذر من ذلك يعني من البناء على القبور وكل ما يترتب على البناء على القبور من هذه المفاسد العظيمة التي هي شرك بالله سبحانه وتعالى. ومجرد الاختلاف في التسمية لا يغني عن الحق شيئا ولا يؤثر تحليلا ولا تحريما. فان من اطلق على الخمر غير اسمها وشربها كان حكمه حكم من شربها وهو يسميها باسمها. بلا خلاف بين المسلمين اجمعين. يعني انه لا فرق بين يعني ذبح للاحجار وبين الذبح للاموات. الكل طريقته واحدة لانه متساو بانه ليس لله عز وجل وانما هو للمخلوق. وانما هو المخلوق وكونه يقال للذي في القبر ولي او يقال ان هذا ابي قبر وليس لحجر ولا شجر لا يغير الحقيقة فانه لا فرق بين هذا وهذا لان الكل متفق بانه ليس لله عز وجل وانما هو لغيره سبحانه وتعالى والاسماء وتغير الاسماء لا يؤثر كونه يقال هذا لحجر وهذا لقبر او لهذا لولي لا فرق بين هذا وهذا لا فرق بين هذا وهذا كما ان الخمر لو سميت بغير اسمها وشربت ما خرجت عن كونها ما خرجت عن كونها خمرا نعم عفا الله عنك هو يقول انا اسمي واكبر يقول بسم الله والله اكبر انا ما قلت باسم الصليب او باسم عيسى او باسم كذا انا ذكرت اسم الله عليها. بس هو هو ذكر اسم الله عليه ولكنه فعله لغير الاسم ذكر اسم الله ولكنه قصد به غير الله وتقرب به الى غير الله. وقد سبق ان مر بنا في كلام الصنعاني قوله يعني لماذا يعني هذا؟ هل هل قصدكم يعني التقرب للشخص؟ او توسيخ المكان لا شك انه لا يريد توسيخ المكان وانما يريد تعظيم الشخص والتقرب اليه. ولا ان النحر نوع من انواع العبادة التي تعبد الله العباد بها كالهدايا والفدية والضحايا. فالمتقرب بها الى القبر والناحر لها عنده لم يكن له غرض بذلك الا تعظيمه وكرامته. واستجلاب الخير منه واستدفاع الشر به هذا هو المقصود هذا هو المقصود من النحر لصاحب القبر يعني يرجو نفعه ويعني تحصيل النفع ودفع الضر هذا هو المهم وهذا هو المقصود وهذا هو الذي فعله من اجله. ومعلوم ان هذا شرك بالله عز وجل لانه صرف حق الله الى غير الله سبحانه وتعالى فيما يتعلق النذور وكون آآ مفتونين بالقبور ينشطون للنذر للاموات ولا ينشطون للنذر بما هو قربة من القربات بناء المساجد التحبيس على الفقراء والمساكين ونفعهم وان المفتونون وان المفتونين بالقبور شأنهم النذر للاموات ودون النذر فيما هو قربة من القربات كان آآ آآ احد الشعراء المتأخرين وهو حافظ وابراهيم له ابيات يعني يبين بها يعني هذا الواقع المؤلم وهذا الامر الذي وقع فيه يعني بعض الناس ويبين يعني انهم آآ يعنون بنذر الاموات وان الاحياء لا يحصل لهم شيئا من نذورهم وانما النذر انما هو للاموات ولا ولا ينذرون للاحياء يعني بكونهم يعني الصدقات القربات وبناء المساجد وما الى ذلك فله ابيات في هذا جميلة يعني تبين واقع كثير من الناس المفتونين في القبور شف رقم تسعة هذا كتاب رددنا به رددنا به على بعض يعني اهل الاهواء والبدع وكان من جملة ما ذكره يعني اه الاشادة بالقبور وتعظيمها ويعني وصف قبة العيدروس في عدن بانها قبة مباركة وآآ فكنت نقلت يعني عن الشوكاني من هذا الكتاب وذكرت يعني بعض يعني كلام حافظ إبراهيم ونقرأ الان يعني ما يتعلق بهذا. قبل الابيات ولا من اول تسعة؟ نعم؟ اقرأ من اول الكلام؟ اقرأ الكلام اول الكلام الرد على الرفاع والبوط في كذبهما في كذبهما على اهل السنة ودعوتهما الى البدع والضلال اشاد في اوراقه بتعظيم القبور وبناء القباب عليها. فوصف العيدروس فقال الامام الرباني الحبيب العدني. بركة وحضرموت رحمه الله تعالى ونوه بمشهده وبناء قبته ووصفها بانها مباركة. والجواب ان البناء على القبور واتخاذها مساجد قد جاءت قد جاءت احاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في تحريمه والتحذير منه لانه من وسائل الشرك وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث ابي الهياج الاسدي قال قال لي علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الا ابعثكم فعلى ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الا تدع تمثالا الا طمسته ولا قبرا مشرفا الا سويته وفي لفظ ولا صورة الا طمستها. وفي الصحيحين من حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهم قال لما نزل برسول الله صلى الله عليه واله وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فاذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذروا ما صنعوا. وقولهما رضي الله عنهما في الحديث لما نزل الموت وقد اشتمل هذا الحديث على ثلاثة امور الامر الاول الدعاء على اليهود والنصارى باللعن الامر والثاني بيان سبب اللعن وهو اتخاذ قبور انبيائهم مساجد. والامر الثالث بيان الغرض من ذكر ذلك وهو تحذير هذه الامة من الوقوع فيما وقع فيه اليهود والنصارى فيستحقوا اللعنة. وثبت في صحيح مسلم من حديث جندب ابن عبد الله البجلي انه قال سمعت النبي صلى الله عليه واله وسلم قبل ان يموت بخمس وهو يقول اني ابرأ الى الله ان يكون لي منكم خليل فان الله قد اتخذني خليل كما اتخذ ابراهيم خليلا. ولو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. الا وان من كان قبلكم كانوا قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك. وفي الصحيحين عن ابي ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قاتل الله اليهود اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها وصف الذين يبنون المساجد على القبور بانهم شرار الخلق عند الله. وهذه الاحاديث الثابتة عن الله صلى الله عليه واله وسلم اشتملت على التحذير من اتخاذ القبور مساجد مطلقا. وبعضها يفيد حصول ذلك منه قبل ان يموت بخمس وبعضها يفيد حصول ذلك منه اه وبعضها يفيد حصول ذلك عند نزول الموت به. والتحذير من ذلك جاء على صيغ متعددة فجاء بصيغة الدعاء باللعنة على اليهود والنصارى وجاء بصيغة الدعاء بمقاتلة الله لليهود وجاء بوصف بوصف فاعل لذلك بانهم شرار الخلق عند الله وجاء بصيغة لا الناهية في قوله الا فلا تتخذوا القبور مساجد. وبصيغة لفظ النهي اني انهاكم عن ذلك وهذا من كمال نصحه لامته صلى الله عليه واله وسلم وحرصه على نجاتها وشفقته عليها صلى الله وسلم وبارك عليه وجزاه اوفى الجزاء واثابه اتم مثوبة. واتخاذ القبور مساجد يشمل بناء بناء المسجد على على القبر. كما قال صلى الله عليه واله وسلم في النصارى اولئك اذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور اولئك شرار الخلق عند الله. وهو في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ويشمل قصدها واستقبالها في الصلاة كما قال صلى الله عليه واله وسلم لا تجلسوا على القبور ولا اليها اخرجه مسلم من حديث ابي مرثد الغنوي رضي الله عنه ويشمل السجود على القبر من باب اولى اذ هو اخص من الصلاة وذكر الذهبي في سير اعلام النبلا في ترجمة عبد الله ابن لهيعة ان الدفن في البيوت من خصائص النبي صلى الله عليه واله وسلم واورد ابن كثير في البداية والنهاية ترجمة السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد القرشية الهاشمية في حوادث سنة ثمان للهجرة ونقل عن ابن خلكان انه قال ولاهل مصر فيها اعتقاد ثم قال ابن كثير والى الان قد بالغ العامة في اعتقادهم فيها وفي غيرها كثيرا جدا ولا سيما عوام مصر فانهم يطلقون فيها عبارات بشعة فيها قزفة تؤدي الى الكفر والشرك والفاظا كثيرة ينبغي ان يعرفوا انها لا تجوز الى ان قال والذي ينبغي ان يعتقد فيها ما يليق بمثلها من النساء الصالحات واصل عبادة الاصنام من المغالاة في القبور واصحابها. وقد امر النبي صلى الله عليه واله بتسوية القبور وطمسها والمغالاة في البشر حرام. وكانت وفاة ابن كثير رحمه الله سنة اربع وسبعين وسبع مئة وقد الف في هذه المسألة العلامة الشوكاني المتوفى سنة خمسين ومئتين والف رسالة سماها شرح الصدور بتحريم رفع القبور تجاوز الكلام من شرح الصدور. ثم قالوا على قاعدة ابن جرير وعلى قاعدة ابن جرير التي ذكرها ابن كثير عند تفسير قوله تعالى ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وهي ان خلاف واحدة او الاثنين لا يؤثر في الاجماع. كلام الشوكاني كما عرفنا يقول ان المسلمين اجمعين من لدن الصحابة الى وقتنا متفقون على ان البناء على القبور لا يجوز. ولم يخالف في ذلك الا شخص واحد اسمه يحيى بن يحيى. يحيى بن حمزة. من الزيدية ثم انه قال ان انه بالرجوع الى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تبين ان الحق هو مع مع العامة غير يحيى بن حمزة الذين يقولون بان ذلك لا يجوز وانه حرام. ثم انا ذكرت بعد ذلك يعني كلاما حول الاجماع. نعم. وعلى قاعدة ابن جرير التي ذكرها ابن كثير عند تفسيره قول عند تفسيره لقوله تعالى ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وهي ان خلاف واحد او الاثنين لا يؤثر في الاجماع. فان هذه المسألة من مسائل الاجماع وعلى قول الحافظ ابن حجر في الفتح انه لا يعتد بخلاف الزيدي فان المسألة ايضا من مسائل الاجماع. وهذا المعنى الذي ذكره الشوكاني رحمه الله من الافتتان بالقبور وتحبيس الاموال عليها وعمل النزول لها نظمه الشاعر المصري حافظ ابراهيم المتوفى سنة واحد وخمسين وثلاث مئة والف. فقال يصف واقع المؤلم سنة احدى سنة احدى وخمسين وثلاث مئة والف فقال يصف واقع المسلمين المؤلم احياء هنا لا يرزقون بدرهم وبالف الف ترزق الاموات. من لي بحظ النائمين بحفرة قامت على احجارها الصلوات يسأل الانام لها ويجري حولها بحر النذور وتقرأ الايات ويقال هذا القطب باب المصطفى ووسيلة تقضى بها الحاجات واذا هذا البيت الاول يقول احياؤنا لا يرزقون بدرهم وبالف الف ترزق والاموات. الاموات يعني اموال طائلة تصرف لهم وتنذر لهم. والاحياء والفقراء والمساكين ما يحصلون شيء واذا تأمل العاقل ما ورد عن النبي صلى الله عليه واله وسلم من الاحاديث الكثيرة في تحريم البناء على القبور واتخاذها مساجد واجماع اهل العلم على ذلك وما نقل عنهم في ذلك ولا سيما قول الحافظ ابن كثير رحمه الله واصل عبادة الاصنام من المغالاة في القبور واصحابها ثم نظر في كلام الكاتب عن العيدروس ووصفه بانه بركة بركة عدن وحظرموت وتنويه بمشهده وبناء قبته ووصفها بانها مباركة تبين له الفرق بين الحق والباطل والهدى والضلال ومن يدعو الى الجنة ومن يدعو الى النار. واني انصح الاستاذ الرفاعي والدكتور البوطي ان يتقوا الله في انفسهم وفي المسلمين. فلا يكونون لهم على الافتدان على الافتتان بالقبور بل يكون بل يكونون عونا لهم على الهداية الى الصراط المستقيم. وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من دعا الى هدى كان له من الاجر كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من شيئا ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من اتبعه لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا رواه مسلم خلاص نعود الى كلام الشوكاني. ولا شك ان النحر نوع من انواع العبادة التي تعبد الله العباد بها كالهدايا والفدية والضحايا فالمتقرب بها الى القبر والناحر لها عنده لم يكن له غرض بذلك الا تعظيمه وكرامته. واستجلاب الخير منه واستدفاع الشر به وهذه عبادة لا شك فيها. وكفاك من شر سماعه. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم انا لله وانا اليه راجعون. والنبي صلى الله عليه واله وسلم يقول لا عقر في الاسلام. قال عبد الرزاق كانوا يعقرون عند القبر يعني بقرا وشياها. رواه ابو داوود باسناد صحيح عن انس بن مالك رضي الله عنه. وبعدها هذا كله فاعلم ان ما سقناه من الادلة وما هو كالتوطئة لها وما هو كالخاتمة؟ وما هو كالخاتمة نختم بها يقضي ابلغ يقضي ابلغ قضاء وينادي ارفع نداء ويدل اوضح دلالة ويفيد اجلى مفاد انما رواه صاحب البحر عن الامام يحيى غلط من اغاليط العلماء. وخطأ من جنس ما يقع للمجتهدين. وهذا شأن البشر والمعصوم من عصمه الله. وكل عالم يؤخذ من قوله ويترك. مع كونه رحمه الله من اعظم الائمة انصافا واكثرهم تحريا للحق وارشادا وتأثيرا. ولكننا رأيناه قد خالف من عداه بما قال من جواز بناء القباب على القبور رددنا هذا الاختلاف الى ما اوجب الله الرد اليه وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم فوجدنا في ذلك كما قدمنا ذكره من الادلة الدالة ابلغ دلالة والمنادية باعلى صوت بالمنع من ذلك والنهي عنه. واللعن لفاعله الدعاء عليه واشتداد غضب الله عليه مع ما في ذلك من كونه ذريعة الى الشرك ووسيلة الى الخروج عن الملة كما اوضحناه فلو كان القائل بما قاله الامام يحيى بعض الائمة او اكثرهم لكان قولهم ردا عليهم. كما قدمناه في اول البحث فكيف والقائل به فرد من افرادهم؟ وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انه قال كل امر ليس عليه امرنا فهو رد ورفع القبور وبناء القباب والمساجد عليها ليس عليه امر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كما عرفناك عرفناك ذلك فهو رد على قائله اي مردود عليه. والذي شرع للناس هذه الشريعة هو الرب سبحانه بما انزله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه واله وسلم. فليس لعالم بلغ من العلم الى ارفع رتبة واعلى منزلة ان يكون بحيث يقتدى به فيما خالف الكتاب والسنة او احدهما. بل ما وقع منه من خطأ بعد توفية الاجتهاد حقه يستحق به اجرا. يعني ليس ليس لاحد ان يتبع احدا مهما بلغ من العلم من بلغ من علو المنزلة اذا كان القول الذي قاله مخالفا لما جاء عن نفي عن رسوله صلى الله عليه وسلم لان المعول عليه هو الدليل وليس المعول عليه يعني شخص معين. التعويل ليس على الاشخاص وانما هو على الدليل. ليس على الاشخاص لهذا فان من كان معه الدليل فهو الذي على الحق والصواب ومن لم يكن معه الدليل وكان من المجتهدين فانه معذور اذا حصل منه الخطأ وخطأه مغفور وهو مأجور مع ذلك اجرا واحدا لحصول الاجتهاد منه وبذله الوصول اليه وان لم يهتدي اليك وان لم يصل اليك لكنه مأجور على اجتهاده. والذي حصل الاصابة يؤجر اجرين اجرا على واجرا على اصابته. نعم. بل ما وقع منه من خطأ بعد توفية الاجتهاد حقه يستحق به اجرا. ولا يجوز غيره ان يتابعه عليه وقد اوضحنا هذا في اول البحث بما لا يأتي التكرار له بمزيد فائدة. واما ما استدل به الامام يحيى حيث قال لاستعمال المسلمين ذلك ولم ينكروه. فقول مردود لان علماء المسلمين ما زالوا في كل عصر يروون احاديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في لعن من فعل ذلك ويقررون شريعة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في تحريم ذلك في مدارسهم ومجالس حفاظهم يرويها الاخر عن الاول والصغير عن الكبير والم تعلم عن العالم من لدن ايام الصحابة الى هذه الغاية. واوردها المحدثون في كتبهم المشهورة من الامهات والمسندات والمصنفات. واوردها المفسرون في تفاسيرهم واهل الفقه في كتبهم الفقهية واهل الاخبار والسير في كتب الاخبار والسير. فكيف يقال ان المسلمين لم انكروا على من فعل ذلك وهم يروون ادلة النهي عنه واللعن لفاعله خلفا عن سلف في كل عصر. ومع هذا فلم يزل علماء الاسلام منكرين لذلك مبالغين في النهي عنه. وقد حكى ومنهم الصنعاني والشوكاني حيث الف وصنعاء لتطهير الاعتقاد الف الشوكاني هذا الكتاب الذي نشرح الصدور فان هذا من بيان الحق والرد من خالفه وقد حكى ابن القيم عن شيخه شيخ الاسلام تقي الدين رحمهما الله وهو الامام المحيط بمذهب سلف هذه الامة وخلفها انه قد صرح عامة الطوائف بالنهي عن بناء المساجد على القبور. ثم قال اصحاب احمد ومالك والشافعي بتحريم ذلك. وطائفة اطلقت الكراهة. لكن ينبغي ان يحمل على كراهة التحريم احسانا للظن بهم والا يظن بهم ان ما تواتر عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لعن فاعله والنهي عنه انتهى كوادره؟ لا تواتر لعنه تواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن فاعله والنهي عنه انتهى فانظر كيف حكى التصريح عن عامة الطوائف وذلك يدل على انه اجماع من اهل العلم على اختلاف طواف ثم بعد ذلك جعل اهل ثلاثة مذاهب مصرحين بالتحريم. وجعل طائفة مصرحة بالكراهة وحملها على التحريم فكيف يقال ان بناء القباب والمشاهد على القبور لم ينكره احد؟ ثم انظر كيف يصح استثناء اهل الفضل برفع القباب على قبورهم. وقد صح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم كما قدمنا انه قال اولئك قوم اذا مات فيهم العبد الصالح او الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا. هذا الكلام على استدلال يحيى بن حمزة. كون اهل الفضل انه يبنى على قبورهم. نعم. ثم انظر. ثم انظر كيف يصح استثناء واهل الفضل برفع القباب على قبورهم. لان هذا كلام يحيى بن حمزة. يعني يستثنون وانه يبنى على قبورهم. نعم وقد صح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم كما قدمنا انه قال اولئك قوم اذا مات فيهم العبد الصالح او الرجل صالح بنوا على قبره مسجدا ثم لعنهم بهذا السبب. فكيف يصوغ من مسلم ان يستثني اهل الفضل بفعل هذا المحرم الشديد على قبورهم مع ان اهل الكتاب الذين لعنهم الرسول صلى الله عليه واله وسلم وحذر الناس ما صنعوا لم يعمروا المساجد الا على قبور صلحائهم. ثم هذا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم سيد البشر وخير الخليقة وخاتم الرسل وصفوة الله من خلقه ينهى امته ان يجعلوا قبره مسجدا او وثنا او عيدا. وهو القدوة لامته ولاهل الفضل من القدوة به والتأسي بافعاله واقواله الحظ الاوفر. وهم احق الامة بذلك. واولاهم وكيف يكون فعل بعض الامة وسط؟ وكيف يكون فضله؟ وكيف فيكون فضل بعض الامة وصلاحه او وصلاحه مسوغا لفعل هذا المنكر على قبره وكيف وكيف؟ يكون وكيف يكون فضل بعض الامة صلاحه وصلاحه مسوغا لفعل هذا المنكر على قبره واصل الفضل ومرجعه الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. واصل الفضل ومرجعه هو رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. واي بفضل ينسب الى فضله ادنى نسبة او يكون له بجنبه اقل اعتبار. فان كان هذا محرما منهيا عنه ملعونا فاعله في قبر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فما ظنك بقدر غيره من امته؟ وكيف يستقيم ان يكون للفضل مدخل في تحليل للمحرمات وفعل المنكرات. اللهم غفر والحمد لله الذي هدانا للحق ووفقنا لاتباعه. وصلى الله على محمد عبد الله ورسوله وعلى اله اجمعين. وبهذا نكون انتهينا من كتاب الشوكاني رحمه الله شرح الصدور بتحرير لرفع القبور والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يتولاك في الدنيا والاخرة وان يجعلك مباركا اينما كنت. وان يجزيك عنا خير الجزاء ويمتعنا بعمرك على الطاعة بارك الله فيك. نسأل الله ان يوفق الجميع لما فيه الخير