قال الامام الشوكاني رحمه الله تعالى في كتابه شرح الصدور وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها انها قالت لما نزل برسول الله صلى الله عليه واله وسلم طفق يطرح خميصة على وجهه فاذا اغتم بها كشفها فقال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى فقد اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذروا ما صنعوا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فالمصنف رحمه الله ذكر جملة من الادلة من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الدالة على تحريم البناية على القبور وعلى تحريم اتخاذ المساجد قد جاء عن ابن القيم رحمه الله في كتابه اه زاد المعاد انه لا يجتمع في دين الاسلام مسجد وقبر والحكم للسابق منهما فان كان المسجد هو الاول وقد دفن الميت فيه فانه القبر ويخرج الميت ويدفن في المقابر وان كان القبر اولا ونناشد بني عليه فانه يهدم المسجد. والحكم للسابق منهما. وآآ هذا الحديث اورده المصنف عن عائشة رضي الله عنها انه لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم يعني الموت طفق يطرح خميصة له على وجهه يعني كان وجهه بخميصة فاذا اغتم كشفها فهو يغطي ويكشف فقال وهو لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد قالت عائشة يحذر ما صنعوا ان يحذر بكلامه هذا ما صنعوا. وهذا في اخر لحظاته صلى الله عليه وسلم. وسبق مر حديث جندب ابن عبد الله البجلي في صحيح مسلم وقد قاله النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بخمس ليال ولفظه من كان قبلكم كانوا يتخذون قبورا يؤدي الى المساجد الا فلا يتخذوا قبور مساجد فاني اناكم عن ذلك وقد قال في اوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت بخمس يقول نعم وفي الصحيحين مثله ايضا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وفيهما ايضا من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في مرضه الذي لم يقم منه لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ولولا ذلك لابرز قبره غير انه خشي ان ان يكون مسجدا. واخرج الامام احمد في مسنده باسناد جيد من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء والذين يتخذون القبور مساجد. واخرج احمد واهل السنن من حديث زيد ابن ثابت رضي الله عنه انه صلى الله عليه واله وسلم قال لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج وهذا الحديث في اسناده مقال ما يتعلق اتخاذ المساجد جاءت الاحاديث الكثيرة في وما يتعلق بزيارة القبور جاء الحديث يعني الصحيح بلفظ زوارات لعن الله زوارات القبور والحديث فيه زائرات. وبعض اهل العلم قال ان ذكر زوارات يعني يدل على ان النهي للمبالغة اذا كان فيه اذا كان فيه يعني تكرار الزيارة وتكثار الزيارة والمبالغة في الزيارة ولكن الذي يبدو ان اللفظ ليس للمبالغة وانما هو للنسبة اي المنسوبات للزيارة. او الذي يحصل منه زيارة وفعال احيانا تأتي للنسبة مثل ما يقال نجار وحداد يعني يعني منسوب وللنجارة وسواء يعني حصل منه ذلك بكثرة او قلة. فلا فلا يكون كل ما يأتي بصيغة فعال يكون المقصود في المبالغة بل المقصود به النسبة. ومن اوضح ذلك قول الله عز وجل وما ربك بظلام للعبيد. فان كلمة ظلام المقصود بها النسبة وليست المبالغة لان نفي المبالغة يعني يقتضي ان الاصل يعني غير منفي ولكن الظلم منفي عن الله مطلقا فهو ربك بظلام اي بمنسوب الى الظلم. وليس المقصود بذلك الكثرة المبالغة وان مقصوده النسبة. فاذا يكون زوارات هو من هذا القبيل يعني منسوبات للزيارة. او يحصل منهن الزيارة. بقي المتخذين السرج اسراجها وهذا جاء في هذا الحديث الذي فيه ضعيف لكن لا شك ان ذلك يعني محرم لانه قد جاء يعني في آآ ما يتعلق باتخاذ القبور مساجد النهي عن تجسيسها والنهي عن الكتابة عليها والجلوس والبناء عليها. ومعلوم ان اصراجها هو من من هذا القبيل يعني فيه تعظيم لها وفي فيه فتنة بها والزيادة بلاء بها فيكون ممنوعا منه. نعم وفي صحيح مسلم وغيره عن ابي الهياج الاسدي قال قال لي علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الا ادع تمثالا الا طمسته ولا قبرا مشرفا الا سويته وفي صحيح مسلم عن ثمامة ابن شخيب نحو ذلك. وفي هذا اعظم دلالة على ان تسوية حديث علي رضي الله عنه الذي بعثه النبي يعني عليه ليقوم به الا يدع تمثال لطمسه ولا قبره مشرفا الا سواه. يعني معناه يدل على منع البناء على القبور وعلى يعني عدم جواز رفعها وسواء كان ذلك الاشراف في نفس القبر نفسه بان يزاد في اه فيه وان يبنى على جوانبه ويعني ويكون يعني اه وخلاف ما هو معتاد فيه. وذلك على مقدار التراب الذي يخرج منه. فان التراب يعني اذا حفر القبر ودفن الميت وكان المكان الذي فيه وظع فيه الميت يبقى ما يقابله من التراب في خارج وكذلك ايضا ما يكون بسبب الفرق بين الارض الصلبة التي قد حفرت وبين ردمها مرة اخرى فانه يحصل في ذلك يعني آآ زيادة عن مقدار مكان الميت التراب الذي يكون على مقدار ما يخرج هذا لا بأس به ولكنه يعني ما يبنى ولا يكون يعني يبنى في جوانبه بنيان ويكون التراب في الوسط وانما يعني يدفن هذا ويسوى تراب ولكن لا يرفع ولا يؤتى بشيء من خارج بحيث يضاف اليه وكذلك البنيان يعني كونه يبنى عليه قبة او يبنى عليه بنيان كل ذلك لا يجوز والدفن في البنيان مطلقا غير جائز. وسواء كان ذلك مسجد او غير مسجد. وذلك ان ان آآ الرسول صلى الله عليه وسلم آآ دفن في حجرته وذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم فلا يجوز ان يقال عليه غيره فالدفن في البنيان من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم وقد قال عليه السلام لا تجعلوا بيوتهم قبورا ولا اتخذوا قبري اذا وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم وقول لاتخذوا بيوتكم قبورا يعني يحتمل معنيين وكل منهما يعني صحيح احدها ان يقال انه يعني لا لا يدفن فيها والامر الثاني انها لا تعامل معاملة المقابر بحيث انها لا تكون محلا للعبادة يعني يصلى فيها ولا يقرأ القرآن فيها بل يقرأ فيها ويصلى فيها لا تكون كالمقابر التي ليست محل للصلاة ومحلا لقراءة في القرآن يعني ان البيوت يكون لها نصيب من الصلاة اي النوافل واما بالنسبة للفرائض فالواجب اداؤها في المساجد فيما يتعلق بالرجال. نعم. وفي هذا اعظم دلالة على ان تسوية كل قبر من مشرك بحيث يرتفع زيادة على القدر المشروع واجبة متحتمة. فمن اشراف القبور ان يرفع سمكها او يجعل عليها او يجعل عليها القباب او المساجد. فان ذلك من المنهي عنه بلا شك ولا شبهة. ولهذا فان النبي صلى الله عليه واله وسلم بعث لهدمها امير المؤمنين عليا. ثمان امير المؤمنين بعث لهدمها ابا الاسدي في ايام خلافته. واخرج احمد ومسلم وابو داود والترمذي وصححه وصححه النسائي صححه والنسائي والنسائي. واخرج احمد ومسلم وابو داود والترمذي وصححه النسائي وابن حبان من حديث جابر رضي الله عنه انه قال نهى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان يجصص القبر وان يبنى عليه وان يوطأ وزاد هؤلاء المخرجون لهذا الحديث غير مسلم وان يكتب عليه. قال الحاكم النهي عن الكتابة على شرط مسلم وهي صحيحة غريبة. وهذا الحديث فيه يعني نهي عن البناء عليه وعن الوطأ عليه ايه وعن تجسيسه يعني بكونه يعني يجعل فيه الجص وكذلك مثله الاسمنت كونه يعني يشمت آآ كذلك كونه يكتب عليه كل ذلك جاء النهي فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. واما كونه يوضع عليه حجر علامة هذا لا بأس يا سلام قوله وان يكتب عليه يكتب عليه قال له يعني اسم صاحبه او يكتب عليه كتابات اخرى؟ لا يجوز ان يكتب عليه. ما في تفريق بين من يقول الاسم لا حرج. اما اذا كانت هناك اشعار او يبدو الكتابة يعني مطلقة يعني لان منهيا عنها مطلقة اللفظ عام يشمل كتابة اسمه هو كتابة اي شيء اخر وفي هذا التصريح بالنهي عن البناء على القبور وهو يصدق على من بنى على جوانب حفرة القبر كما كثير من الناس من رفع قبور الموتى ذراعا فما فوقه. يكون في بنيان على الحافة بدل يبنى على حافة القبر ويدفن من الذي في وسط البنيان هذا؟ يكون يعني كانه قام البناء من الجوانب. يعني ليس ترابيا الجوانب والتراب يعني جعل وسطها. كل ذلك جاء غير جائز لانه من البنيان. يعني داخل تحت البناء وهو يصدق على من بنى على جوانب حفرة القبر كما يفعله كثير من الناس من رفع قبور الموتى ذراعا فما فوقه لانه لا لا يمكن ان يجعل نفس القبر مسجدا. فذلك مما يدل على ان المراد بعض ما ما يقربه ما يتصل به يعني قضية اتخاذ القبر مسجد ليس المقصود بذلك ان القبر نفسه يكون مسجد لان القبر يعني لا يصلي عليه ولا وليس مكانا للجلوس عليه وانما يعني ما كان بقربه لان كونه يعني بقربه ومتصلا به هذا يصدق عليه اتخاذه مسجد ويصدق على من بنى قريبا من جوانب القبر ويصدق على من بنى قريبا من جوانب القبر قبة او مسجدا او مشهدا. ويصدق ايضا على من بنى بعيدا من جوانب القبر كذلك لانه ذكر البنيان على جوانبه وهذا على قدر القبر على قدر القبر يعني على حافة القبر يعني يبنى بنيان يعبأ تراب يعني وسط هذا البنيان. او انه يعني يكون اوسع. بحيث انه يعني يكون فيه مجال. داخل هذا البنيان الانسان يصلي وان او يكون يعني اوسع من ذلك بكثير بحيث يكون يعني مثلا قبة او بنيان كبير ويكون القبر في وسطه او في جانبه كل ذلك داخل تحت النهي اه عن البناء اه المحرم نعم. قال ايضا على من بنى بعيدا من جوانب القبر كذلك. كما في القباب والمساجد والمشاهد الكبيرة. على وجه يكون القبر في وسطها او في جانب منها فان هذا بناء على القبر لا يخفى ذلك على من له ادنى فهم كما يقال بنى على مدينة كذا او على قرية كذا سورا. وكما يقال بنى فلان في المكان الفلاني مسجدا. ما ان سمك البناء لم يباشر الا جوانب المدينة او القرية او المكان. ولا فرق بين ان تكون تلك الجوانب التي وقع وضع البناء عليها قريبة من الوسط كما في المدينة الصغيرة والقرية الصغيرة والمكان الضيق او بعيدة من الوسط كما في المدينة الكبيرة القرية الكبيرة والمكان الواسع. هذا مثال يوضح به ان البناء على القبور يعني سواء كان على جوانبها او كان يعني يعني بعد ذلك وان لم يعني يتسع يكون هناك سعة في داخل البنيان او يكون يعني واسعا جدا كل ذلك يدخل عليه بناء كما يقال يعني بنى فلان او بنى السلطان سورا على المدينة او على القرية فان ذلك يصدق فيما اذا كان السور يعني على حد البنيان فقط او كان فيه مسافة يعني خارج البنان كله يقال له يعني صورة للمدينة كله يقال انه سور المدينة وكذلك لو كان البناء يعني آآ حول القبر قليلا او كان في مسافة بعيدة يعني ايضا يقال ان هذا ايضا كله بنيان. ومن زعم ان في لغة العرب ما يمنع من هذا الاطلاق فهو جاهل لا يعرف لغة العرب ولا يفهم لسانها ولا يدري بما استعملته في كلامها. واذا تقرر لك هذا علمت ان رفع القبور ووضع القباب والمساجد والمشاهد عليها قد لعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاعله كما تقدم وتارة قال اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد فدعا عليهم بان يشتد غضب الله عليهم بما فعلوه من هذه المعصية وذلك ثابت في الصحيح. وتارة نهى عن ذلك وتارة بعث من يهدمه وتارة جعله من فعل اليهود والنصارى وتارة قال لا تتخذوا قبري وثنا وتارة قال لا تتخذوا قبري عيدا اي احد عشر حديثا وكلها تتعلق بالموضوع الذي نحن فيه وهو تحريم اتخاذ القبور مساجد وتحريم البناء عليها وعلى هذا فان الحكم آآ محكم وقد جاء في احاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله موسما يجتمعون فيه كما صار يفعله كثير من عباد القبور يجعلون لمن يعتقدونه من الاموات اوقاتا معلومة يجتمعون فيها عند قبورهم ينسكون لها المناسك ويعكفون عليها. هذي هذي انواع من الادلة. يعني الادلة تنوعت في التحرير فجاءت احيانا باللعن واحيانا بالمقاتلة واحيانا الله واحيانا بالنهي يعني وسواء كان النهي هي او بلفظ النهي كما في قوله فاني انهاكم عن ذلك. وتنوعت الادلة يعني اه في لذلك وصارت انواعا وكل ذلك يدل على تأكد او تأكيد حرمة آآ البناء هذه مساجد وان ذلك من الاحكام المحكمة التي هي غير منسوخة والتي لا تقبل النسخ بحال من الاحوال لان النبي صلى الله عليه وسلم قال اه بعض هذه الاحاديث في اخر حياته منها ما كان قبل وفاته بخمس كما في حديث جندب اه في صحيح مسلم ومنها ما كان وهو روحه تنزع كما جاء في حديث عائشة وابن عباس رضي الله تعالى عنهما واما وكذلك يعني اتخذوا النهي عن اتخاذ قبره عيدا وفسر ذلك بانه آآ يعني آآ اه يعني يكون يعني فيه موسم يعني بحيث يعني يكون فيه اجتماع وذلك في وقت معين واه يمكن ايضا ان قال وهو اوضح ان المقصود باتخاذه عيدا تكرار الزيارة تكرار الزيارة والترداد على القبر ويدل على ذلك الجملة التي بعدها لانه قال وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم. يعني معناها ان ان السلام عليه صلى الله عليه وسلم لا كونوا خاصا عند القبر بل يصلى ويسلم عليه في كل مكان والملائكة تبلغه ولهذا قال ولا تتخذوا قبري عيدا ثم ارشد الى ما مقام هذا الذي نهي عنه فقال وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم اي تبلغه بواسطة الملائكة الذين الصلاة ويبلغونه السلام عليه صلى الله عليه وسلم. وهذا من الامثلة ان الشريعة اذا سدت باب فتحت بابا اخر اذا سدت بابا فانها تفتح بابا اخر فلما سد هذا الباب الذي هو آآ يعني تكرار الترداد عليه بما يترتب على ذلك من المحاذير اتت بما يقوم مقام ذلك وذلك في قوله وصلوا علي فان صلاتكم اغني حيث كنتم ومثله الحديث الاخر الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم ان لله ملائكة سياحين يبلغوني عن امتي السلام ومثل اه ما جاء في هذا الحديث من ان الشريعة اذا اغلقت بابا فانها تفتح بابا مكانه يعني مثل هذا في الدلالة قول الله عز وجل ولا تتمنوا ما فضل الله ببعضكم على بعض آآ ثم قال بعد ذلك واسألوا الله من فضله فنهى عن آآ آآ تمني آآ يعني آآ ما فضل الله بعضهم على بعض وارشد الى الطريقة المثلى التي ينبغي ان تسلك وهي الانسان يسأل الله من فضله. نعم. يجعلون لمن يعتقدونه من الاموات اوقاتا معلومة يجتمعون فيها عند قبورهم ينسكون لها المناسك ويعكفون عليها كما يعرف ذلك كل احد من الناس من افعال هؤلاء المخذولين الذين تركوا عبادة الله الذي خلقهم ورزقهم ثم يميتهم ويحييهم وعبدوا عبدا من عباد الله قد صار تحت اطباق الثرى لا يقدر على ان يجلب فلنفسه نفعا ولا يدفع عنها ضراء. كما قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فيما امره الله ان يقول لا املك لنفسي نفع ولا ضرا فانظر كيف قال سيد البشر وصفوة الله من خلقه بامر ربه انه لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا وكذلك قال فيما صح عنه يا فاطمة بنت محمد لا اغني عنك من الله شيئا. فاذا كان هذا قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في نفسه وفي اخص قرابته به واحبهم اليه فما ظنك بسائر الاموات الذين لم يكونوا انبياء معصومين ولا رسل المرسلين بل غاية ما عند احدهم انه فرد من افراد هذه الامة المحمدية اذا كان هذا يعني من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو انه امر بان يقول لا املك لنفسي نفعا نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله قل لا املك نفسي ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثروا من الخير وما وما مسني السوء. وكذلك كونه قال لابنته من اخص الناس به يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا اغني عنك من الله شيئا. يعني ان الانسان لا يعول على قرابة ولا يعول على نسب وانما يعول على اه التقرب الى الله عز وجل بطاعته وبالاعمال الصالحة فان هذا هو المطلوب ولهذا ثبت في صحيح مسلم الحديث ومن ابطأ به عمله لم يسرع به نسبه به عمله رسول الله عز وجل ويعمل الاعمال الصالحة ولا يتكل على غيره ولا يعتمد على غيره. آآ بل آآ يجتهد في عبادة والله عز وجل يقول ان اكرمكم عند الله اتقاكم لم يشر به نسبه يعني من اخره عمله عن وصول الدرجات العالية لا يكون نسبه هو الذي يوصل اليها. ولهذا قال وسلم في حق ابنته فاطمة يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا اغني عنك من الله شيئا والمقصود انها تعمل والمقصود انها وتجتهد في طاعة الله وتشتغل في عبادة الله عز وجل لتحصل آآ رضا الله عز وجل وتحصل الدرجات العالية عند الله سبحانه وتعالى. والمصنف ذكر جملة من الادلة الدالة على التحريم اتخاذ القبور مساجد يعني تحريم البناء عليها وللشيخ الالباني رحمه الله رسالة اه اسمها تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد وقد ذكر جملة من الادلة يعني آآ آآ في ذلك وآآ قد احضرتها لنقرأ يعني هذه الاحاديث التي اوردها فيها في اثنائها احاديث سردها الاول الثاني الثالث الى الحادي عشر عندما قال الوجه الخامس ان العمل استمر من السلف على هذا الحكم ونحوه مما يستلزم وقال علتي السابقة وهي خشية الوقوع في الفتنة والضلال. لا هي احاديث ثم يأتي فلو ان العلة المشار اليها كانت منتفية لما استمر العمل على معلولها وهذا بين لا يخفى والحمد لله واليك بعض الامثلة على ما ذكرنا. هذا؟ في حديث؟ نفس الحديث هي حديث؟ حديث. حديث عائشة وابن عباس وجده وغيرهم. احدى عشر حديث. نعم. قال الشيخ الالباني رحمه الله تعالى في كتابه تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد. الفصل الاول احاديث النهي عن اتخاذ القبور مساجد. اولا عن عائشة رضي الله عنها انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في مرضه الذي لم يقم منه لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد قالت فلولا ذلك ابرز قبره غير انه خشي ان ان يتخذ مسجدا رواه البخاري ومسلم وابو عوانة واحمد والسراج في مسنده عن عروة عنها. واحمد والبغوي في شرح السنة عن سعيد بن المسيب وسنده صحيح على شرط الشيخين. ثانيا عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قاتل الله اليهود اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. رواه البخاري ومسلم وابو عوانة وابو داوود واحمد عن سعيد بن المسيب عنه ومسلم ايضا عن يزيد ابن الاصم عنه. ثالثا عن عائشة وابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لما حضرته الوفاة جعل يلقي على وجهه طرف خميصة له. فاذا اغتم كشفها عن وجهه وهو يقول لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد تقول عائشة رضي الله عنها يحذر مثل الذي صنعوا رواه البخاري ومسلم وابو عوانة والنسائي والدارمي واحمد قال الحافظ ابن حجر وكانه صلى الله عليه واله وسلم علم انه مرتحل من ذلك المرض فخاف ان يعظم قبره كما فعل من مضى فلعن اليهود والنصارى اشارة الى ذنب فلعن اليهود فلعن اليهود والنصارى اشارة الى ذم من من يفعل من يفعل فعلهم من يفعل فعلهم يعني من هذه الامة وفي الحديث الخامس التصريح بنهيهم بنهيهم عن ذلك فتنبه. رابعا عن عائشة رضي الله عنها انها قالت لما كان مرض النبي صلى الله عليه واله وسلم تذاكر بعض نسائه كنيسة بارض الحبشة يقال لها ماريا وقد كانت ام سلمه ام حبيبة رضي الله عنهما قد اتتا ارض الحبشة فذكرن من حسنها وتصاويرها قالت فرفع النبي صلى الله عليه واله وسلم رأسه فقال اولئك اذا كان فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ثم صوروا تلك الصور اولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة. رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ابي شيبة في المصنف. واحمد وابو عوانة في صحيحه والسياق له. وابن سعد في الطبقات والبيهقي وكذا السراج في مسنده والبغوي. قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري هذا الحديث يدل على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين وتصوير صورهم وتصوير صورهم فيها كما يفعله النصارى ولا ريب ان كل واحد منهما محرم على انفراد فتصوير فتصوير صور الادميين يحرم وبناء القبور على المساجد بانفراده يحرم كما دلت عليه نصوص اخر ذكر بعضها قال والتصاوير التي في الكنيسة التي ذكرتها ام حبيبة وام سلمة كانت على الحيطان ونحوها ولم يكن لها فتصوير الصور على مثال صور الانبياء والصالحين للتبرك بها والاستشفاع بها يحرم في دين الاسلام وهو من جنس عبادة الله عنك من يزعم محبة النبي صلى الله عليه وسلم اذا سمع مثل هذا الكلام وان النبي صلى الله عليه وسلم بشر كسائر البشر لا ينفع ولا يضر يقول هذا الاوثان وهو الذي اخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم ان اهله شرار الخلق عند الله يوم القيامة. وتصوير الصور للتأسي برؤية او للتنزه بذلك والتلهي محرم وهو من من الكبائر وفاعله من اشد الناس عذابا يوم القيامة فانه ظالم ممثل بافعال الله. ممثل بافعال الله التي لا يقدر على فعلها غيره. وانه تعالى ليس كمثله شيء لا ففي ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله سبحانه وتعالى ذكره في الكواكب الدراري. خامسا عن جند ابن عبد الله البجلي انه سمع النبي صلى الله عليه واله وسلم قبل ان يموت بخمس وهو يقول قد كان لي فيكم اخوة واصدقاء واني ابرأ الى الله ان يكون لي فيكم خليل وان الله عز وجل قد اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا. ولو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا الاوان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد. الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك رواه مسلم وابو عوانه والسياق له والطبراني في الكبير. ورواه ابن سعد مختصرا دون ذكر الاخوة واتخاذ الخليل. وله عنده شاهد من حديث ابي امامة وله شاهد ثان اخرجه الطبراني عن كعب ابن مالك بسند لا بأس به. كما قال ابن حجر الهيتمي في الزواجر وضعفه الحافظ نور الهيثمي في مجمع الزوائد. سادسا عن الحارث النجراني. قال سمعت النبي صلى الله عليه واله وسلم قبل ان يموت بخمس وهو يقول الاوان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد. الا فلا تتخذوا القبور مساجد اني انهاكم عن ذلك رواه ابن ابي شيبة واسناده صحيح على شرط مسلم. سابعا عن اسامة بن زيد ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال في مرضه الذي مات فيه ادخلوا علي اصحابي فدخلوا عليه وهو متقنع ببردة ببردة معافري. فكشف القناع فقال لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. رواه الطياريسي في مسنده واحمد والطبراني في الكبير وسنده حسن في الشواهد. وقال الشوكاني في نيل الاوتار وسنده جيد. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ورجاله موثقون. ثامنا عن ابي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه انه قال اخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه واله وسلم اخرجوا يهود اهل اهل الحجاز واهل نجران من جزيرة العرب واعلموا ان شرار الناس الذين اتخذوا وفي رواية يتخذون قبور انبيائهم مساجد. رواه احمد والطحاوي في مشكل الاثار سند صحيح وقال الهيثمي في المجمع رواه احمد باسانيد ورجال ورجال طريقين منها ثقات احد متصل اسنادهما ورواه ابو يعلى. ثمان الحديث ذكره الهيثمي في مكان اخر نحوه وقال رواه البزار ثقات. تاسعا عن زيد بن ثابت ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال لعن الله. وفي رواية قاتل الله اليهود اتخذوا قبور انبيائهم مساجد رواه احمد ورجاله ثقات غير عقبة بن عبد الرحمن وهو ابن ابي معمر وهو مجهول كما في التقريب لكن الحديث صحيح لشواهده المتقدمة. عاشرا عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري لعن الله قوما اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. رواه احمد وابن سعد والمفضل الجندي في فضائل المدينة. وابو نعيم في الحلية بسند صحيح وله شاهد مرسل رواه ابن ابي شيبة عن زيد ابن اسلم واسناده قوي واخر اخرجه مالك في الموطأ وعنه ابن سعد عن عطاء بن يسار مرفوعا وسنده صحيح وقد وصله البزار عنه عن ابي سعيد الخدري الحادي عشر عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول ان من شرار الناس من تدركه الساعة وهم احياء ومن يتخذ القبور مساجد ابن ابي شيبة في المصنف واحمد وابو نعيم في اخبار اصبهان باسناد حسن. واحمد بسند اخر حسن بما قبله. والحديث بمجموع الحديث بمجموعهما صحيح وقد عزاه شيخ الاسلام ابن تيمية في منهاج السنة والاقتضاء لابن حبان في صحيحه وقال اسناده جيد وقال الهيثمي للفرش العظيمة عليها ووضع الستور عليها ووضع البناء الفخم عليها ان الانسان الذي يأتي اليها وهي بهذه الصورة يعني يحصل في قلبه شيء من آآ آآ يعني آآ تعظيم يعني رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن وباقتصاره في عزوه على الطبراني وحده قصور ظاهر مع انه في المسند في ثلاثة مواطن منه كما اشرنا اليه والشطر الاول والاول من الحديث رواه البخاري في صحيحه. هذه احاديث آآ تبلغ وسلم ولا يقال انه يمكن ان يكون منسوخا لان لانه ليس هناك مجال للنصب لان النبي صلى الله عليه وسلم قال بعض هذه الاحاديث ومات ولم يعش بعد ذلك حتى يكون هناك مجال للنصف. ومع هذا يعني افتتن كثير من الناس بالبناء على القبور وجعل الموتى في المساجد فعظم الخطب واشتدت الفتنة يعني بذلك وآآ هؤلاء المفتونون القبور ودعاء اهلها والاستغاثة بها جماعة من اهل العلم قالوا انهم معذورون بالجهل حتى تقوم عليهم البينة انهم معذورون بالجهل حتى يقوم عليهم البينة واذا قامت عليهم البينة فانه يحكم بكفرهم لذلك. وقبل ان تقام البينة يقال ان هذا كفر وهذا العمل كفر لكن الحكم على من فعل ذلك بانه كافر وانه خرج من الاسلام وانه حلال الدم والمال وانه آآ من الكفار هذا يتوقف على اقامة البينة واقامة الحجة وقد ذهب الى هذا جماعة من اهل العلم منهم الاسلام ابن تيمية وكذلك ابن القيم وكذلك الشيخ محمد عبد الوهاب وجماعة من احفاده ويعني وتلاميذه وبناء على هذا فان آآ آآ الكفر يكون في حق من فعل ذلك من قامت عليه البينة ومن لم تقم عليه البينة فانه محكوم باسلامه ويرثه اقرباؤه ويعامل معاملة المسلمين واما بالنسبة للدار الاخرة فامره الى الله عز وجل ومن جملة ما يستدل به اه بعض اهل العلم في هذه المسألة قصة الرجل الاسرائيلي الذي اسرف على نفسه وقال اه لاولاده اذا انا مت فاحرقوني بالنار ثم وذروني في الهواء يعني في البر والبحر فاني خشيت ان قدر الله علي ان يعذبني عذابا لا يعذبه احد من العالمين فهو شك في قدرة الله عز وجل وانه اراد ان يفعل بهذا الفعل يعني آآ ظانا او فاهما انه لا يقدر ان الله لا يقدر على اعادته والله عز وجل كما جاء في الحديث امر البحر بان يخرج ما فيه البر بان يخرج ما فيه فاجتمعت كل ذرة من الذرات حتى وقعت في مكانها وعاد الانسان كما كان وهذه هي الطريقة التي يبعث الناس يوم القيامة فان كل ميت فانه يعاد جسمه الذي كان في الحياة الدنيا آآ اه اه يستخرج من التراب اه الذرات التي غابت فيه كما قال الله عز وجل قد علمنا ما تنقص ومنهم اي فنحن نعيد هذا الذي اخذته الارض منهم نعيده وذلك ليحصل الجزاء والثواب خطاب على الجسد الذي اساء واحسن فالجسد الذي اساء في الدنيا يعاقب على اساءته والجسد الذي الذي احسن في الدنيا يثاب على احسانه والنعيم للروح والجسد آآ والجسد هو الذي كان في الدنيا لا انه جسد ينشأ اول علاقة له في الدنيا وذلك ان ان العذاب على من حصلت منه الاساءة والنعيم يحصل لمن حصل منه الاحسان ومعلوم ان الاساءة والاحسان حصل من الروح والجسد فكل منهما يكون له نصيب من العذاب او النعيم لكن لا قال ان الانسان يخلق خلقا جديدا لا علاقة له بالدنيا ومن اوضح ما يدل على ذلك ما اخبر الله تعالى به في القرآن ان الله يختم على الافواه فتنطق الجلود والايدي والارجل تنطق بما حصل في الدنيا ولو كانت انها اجساد جديدة ان شئت من جديد ولا ولا علاقة لها بالدنيا ما كان هناك مجال لان تنطق وان تتكلم لانه لا علم لها بما حصل في الدنيا. الحاصل ان حديث الاسرائيلي هذا مما يستدل به آآ شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره على العذر بالجهل. نعم. فاذا كان هذا قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في نفسه وفي اخص قرابته به واحبهم اليه. فما ظنك بسائر الاموات الذين لم يكونوا انبياء معصومين؟ ولا مرسلين بل غاية ما عند احدهم انه فرد من افراد هذه الامة المحمدية وواحد من اهل هذه الملة الاسلامية فهو اعجزوا واعجزوا ان ان ينفع نفسه او يدفع عنها ضررا وكيف لا يعجز عن عن شيء قد عجز عنه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واخبر به امته كما اخبر الله عنه وامره بان يقول للناس بانه لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا وانه لا يغني عن اخص قرابته من الله شيئا؟ هذا اشارة الى الاية التي سبقها ان اقول لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله ولو كنت اعلم يستكثر من الخير وفي اخر سورة الاعراف وكذلك قوله لابنته فاطمة يا فاطمة محمد سليني من ماء ما شئت لا اغنيه عنك من الله شيئا وهي اخص الناس به رضي الله تعالى عنها وارضاها وكل ذلك دال على ان الانسان يجتهد في العبادة تنقص بجانب النبوة. ليس هذا تنقص هذا امتثال للقرآن. وتصديق بالقرآن. واخذ بما قاله الله عز وجل وقاله رسوله صلى الله عليه وسلم والانسان ليس امامه الا الاتباع ليس له ان يتجاوز فالقرآن واضح في ذلك الله عز وجل امره بان يقول لا املك لنفسي نفعا ولا ضررا الا ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب. تستكثر من الخير وامره الله عز وجل ان يقول اه انه اه لا يعلم الغيب. قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول لكم اني اني بشر فيا عجبا كيف يطمع من له ادنى نصيب من علم او اقل حظ من عرف ان ينفعه ان ينفعه من عرف ان ينفعه من عرفان او اقل حظ من عرفان ان او يضره فرد من افراد امة هذا النبي الذي يقول عن نفسه هذه المقالة. والحال انه فرد من التابعين له له مقتدين بشرعه فهل سمعت اذناك ارشدك الله بضلال عقل اكبر من هذا الضلال الذي وقع فيه عباد القبور؟ انا لله وانا اليه راجعون. وهذا كله يعني اذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم جاء في حقه ما جاء من نصوص عن الله وعنه صلى الله عليه وسلم فغيره من باب اولى. غيره من المخلوقين من باب اولى اذا كان هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سيد البشر عليه الصلاة والسلام قال الله عنه امره الله بان يقول هذه المقالة واخبر عن نفسه يعني بذلك امر اخص الناس به واقربهم اليه ان يشتغلوا بالعبادة وان ينقذوا انفسهم من النار وان لا يعولوا على شاب وعلى القرابة فاذا غيره من احادي الناس وافراد الناس الذي ابتلي كثير من الناس اه اه الافتتان بهم الاستغاثة بهم ودعائهم لا شك ان غيره من باب اولى. اذا كان هذا ما حصل في حقه صلى الله عليه وسلم ان اه من دونه اه يكون من باب اولى. نعم. وقد اوضحنا هذا ابلغ ايضاح في في رسالتنا التي سميناها الدر النضض في اخلاص كلمة التوحيد. وهي موجودة بايدي الناس. يعني هذا مؤلف اخر يعني يقول انه اوضح يعني هذا المعنى الذي آآ كتبه هنا فيما يتعلق اتخاذ القبور مساجد اوضحه في هذه الرسالة التي يهجر النظير في اخلاص كلمة التوحيد. فلا شك ولا ريب ان السبب الاعظم الذي نشأ منه وهذه الرسالة مطبوعة ضمن مجموعة الشوكاني باسم المجموعة السلفية الرسائل السلفية فانه فيها جملة من كتب والعقائد الشوكاني منها شرح الصدور ومنها هذا الكتاب الذي هو الدر النظيف ومنها يعني التحف في مذاهب السلف وعدة كتب. نعم. فلا شك ولا ريب ان السبب الاعظم الذي نشأ منه هذا الاعتقاد في الاموات هو ما زينه الشيطان للناس من رفع القبور ووضع الستور عليها وتجسيسها وتزيينها بابلغ زينة وتحسينها باكمل تحسين فان الجاهل اذا وقعت عينه على قبر من القبور قد بنيت عليه قبة فدخلها ونظر على القبر الستور الرائعة والسرج المتلألئة وقد سطعت حوله مجامر الطيب فلا شك ولا ريب انه يمتلئ قلبه تعظيما لذلك القبر يضيق ذهنه عن تصور مال هذا الميت من المنزلة. ويدخله من الروعة والمهابة ما يزرع في قلبه من العقائد الشيطانية التي هي من اعظم مكائد الشيطان للمسلمين. واشد وسائله الى الى ضلال العباد وما يزلزله عن الاسلام قليلا قليلا حتى يطلب من صاحب ذلك القبر ما لا يقدر عليه الا الله سبحانه. فيصير في عداد المشركين. وهذا وهذا وهذه هي النتيجة التي يعني اه تحصل من اه تعظيم القبور وتزيينها واه فرشها قبر وان له شأن وانه ما فعل هذا الفعل الا لان لان من ورائه نفع ومن ورائه بر يحصل في قلبه شيء من الالتفات الى هذا المخلوق وسؤاله ودعائه ورجائه الامور التي لا تطلب الا من الله وسؤاله الاشياء التي لا تسأل الا من الله عز وجل فيكون ذلك آآ سببا يعني موقعا في الشرك وموقعا في الكفر اذا استغاث بغير الله وسأله ما لا يسأل الا من الله ودعاه ورجاه وطلب منه رد وآآ يعني احضار المفقود او يعني آآ تحصيل زوجة او تحصيل ولد او شفاء مريظ او غير ذلك من الامور التي لا تظلم الا من الله عز وجل يؤدي في ذلك الى الى الى ما هو شرك وكفر. نعم. وقد يحصل له هذا الشرك باول رؤية لذلك القبر الذي صار على تلك الصفة وعند اول زورة له اذ لا بد ان يخطر بباله ان هذه العناية البالغة من الاحياء بمثل هذا الميت لا تكون الا لفائدة يرجونها منه اما دنيوية او اخروية فيستصغر نفسه بالنسبة الى من يراه من اشباه العلماء زائرا لذلك القبر. وعاكفا عليه ومتمسحا باركانه. وهذه هي المصيبة. هذه مصيبة في العوام من العلماء الذين يعني ما رزقوا الفهم في الدين بل آآ صاروا اشباه العوام يعني يفعلون هذه الامور التي يفعلها العوام. فيصيرون فتنة للناس. بحيث ان العامي اذا رأى العالم على هذا المنوال وعلى هذه الطريقة يقول هذا هو دين الاسلام. ولا سيما اذا قيل ان هذا يعني محبة الصالحين تقتضي هذا وان الذي لا يفعل ذلك انه لا يحب الصالحين يعني يكون ذلك زيادة في البلاء وزيادة في الفتنة والحاصل ان اه وجود اه اشباه العوام ممن ينتسب للعلم ولم يرزق الفقه الفقه ثقة الدين آآ يكون مشاركا العوام فيما هم فيه من الباطل بحيث يطوف بالقبور ويتمسح بها يعني يستغيثوا باهلها فيكون آآ آآ ظرره على نفسه وظرره على غيره. لانه يكون بذلك ظل واضل قد ظل بنفسه واظل غيره ممن يراه وهو منتسب للعلم فيقول بسبب فعله ان هذا هو دين الاسلام وان هذا هو الحق الذي يجب ان يكون عليه الناس. وهذه هي الفتنة العظيمة والمصيبة الكبيرة العوام بمن اه اه باشباه العلماء او في من ينتسب الى العلم ممن اه يعمل الاعمال التي يعملها العوام. نعم. وقد يجعل الشيطان طائفة من اخوانه من بني ادم يقفون على ذلك القبر ليخادعوا من يأتي اليه من الزائدين. يهولون عليهم الامر ويصنعون امورا من انفسهم وينسبونها الى الميت على وجه لا يفطن لها من كان من المغفلين. يعني انها كرامات. يعني يأتي باشياء ينسبونها الى الاموات وانها كرامات وانه حصل من كذا وحصل له كذا وانه جاء اه فلان او جاه واحد من الناس يعني وقد اصيب بكذا واه انه شفي ويأتي باشياء يعني قد يكون يعني بعضها كذب وبعضها قد يكون وقع فتنة من الله لبعض الناس فيحصل بسبب ذلك الافتتان بسبب هؤلاء السدنة الذين اه اه يأكلون اموال الناس بالباطل والذين يأكلون السحت ويهولون امر يعني الميت من اجل تحصيل شيء من الدنيا التي هم عاكبون على تلك القبور من اجل تحصيلها وقد يصنعون اكاذيب مشتملة على اشياء يسمونها كرامات لذلك الميت ويبثونها ويبثونها في الناس ويكررون ذكرها في مجالسهم وعند اجتماعهم بالناس. فتشيع وتستفيض ويتلقاها من يحسن الظن بالاموات ويقبل عقله ما يروى عنهم من الاكاذيب فيرويها كما سمعها ويتحدث بها في مجالسه فيقع الجهال في بلية من الاعتقاد الشركي وينذرون على ذلك الميت بكرائم اموالهم ويحبسون ويحبسون على قبره من املاك ما هو احبها الى قلوبهم لاعتقادهم انهم ينالون بجاه ذلك الميت خيرا عظيما واجرا كبيرا. ويعتقد ان ذلك قربة عظيمة وطاعة نافعة وحسنة متقبلة فيحصل بذلك مقصود اولئك الذين جعلهم الشيطان من اخوانه من بني ادم على ذلك القبر. يعني كل هذا من من اه افعال ومن اه تزيين ومن اكاذيب. السدنة الذين عاكفون على القبر يبتزون اموال الناس ويستلبون اموال الناس ويأخذون منهم هذا السحت وهذا اه هذا المال المحرم اه اه فتنبت اجسامهم بالسحت ويأكلون الحرام وذلك بما يهونون به على من يأتي الى هذا القبر من الاكاذيب ومن الاشياء التي يزعمون انها كرامات قد يكون منها ما قد حصل وقد يكون بعضها كذب وبهتان. فانهم انما فعلوا تلك الافاعيل وهولوا على الناس تلك التهاويل وكذبوا تلك الاكاذيب لينالوا جانبا من الحطام من اموال الطغام والاغتام. وبهذه الذريعة الملعونة والوسيلة الابليسية تكاثرت الاوقاف على القبور وبلغت مبلغا عظيما حتى بلغت غلات ما يوقف على المشهورين منهم ما لو جمعت لقامت لقامت بما يقتاته اهل قرية كبيرة من قرى المسلمين. يعني ان ان الناس يحدثون اموالهم على هؤلاء على هذه القبور وعلى يعني من يأتي الى هذه القبور ويعتبرون هذا من القربات التي يتقربون بها الى الله عز وجل ومع ذلك آآ يعني هذه الاموال طائلة والمبالغ الكبيرة يمكن تكفي لعدد كبير من المسلمين من الفقراء لو صرفت لهم آآ المصرف آآ الشرعي وتصدق بها عليهم لكفتهم ولا نفعتهم وكان للذي فعل ذلك وانفق ذلك في سبيل الله الاجر العظيم لكنه بفعله هذا انما فعله في امر محرم وبذل ماله في امر غير سائغ حيث ذبح لغير الله ونذر لغير الله وحبس لغير الله فهي من الاوقاف المحرمة التي لا يجوز الوفاء بها ولا يجوز تنفيذها لانها مخالفة للشرع وغير مطابقة له. ولو بيعت تلك الحبائس الباطلة لاغنى الله بها طائفة عظيمة من الفقراء يعني غلاتها اقول غلاتها يعني هي تكفي لعدد كبير من الناس ولو بيعت ايضا لبلغ لكانت قيمتها واعظم واشد يعني واكثر مما يحصل عن طريق الغلات عن طريق الايجار او عن طريق آآ حصول الثمار لو بيعت تلك الغلات لاغنى الله بها عددا كبيرا من المسلمين وكلها من في معصية الله وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انه قال لا نذر في معصية الله ولا يجوز التنفيذ لهذا النذر لانه نذر محرم هذي صفحة كم؟ اثنعشر نعم وهي ايضا من النذر الذي لا يبتغى به وجه الله. وقد قال صلى الله عليه واله وسلم النذر ما ابتغي به وجه الله النذر النذر المشروع ونذر المباح هو الذي يبتغى به وجه الله. واما اذا كان النذر لغير الله فانه يكون مثل الذبح لغير الله والاستغاثة لغير الله. كل ذلك مما حرمه الله عز وجل. بل كلها من النذور التي ان يستحقوا بها فاعلها غضب الله وسخطه. فاعلها. يستحق بها فاعلها غضب الله وسخطه لانها تفضي بصاحبها الى ما يفضي به اعتقاد الالهية في الاموات من تزلزل قدم الدين اذ لا يسمح باحب امواله والصقها بقلبه الا وقد زرع الشيطان في قلبه من محبة وتعظيم وتقديس وتقديس ذلك القبر وصاحبه. لان الاموال عزيزة عند اهلها. يعني فهم يعني لا يخرجونها الا يعني من اجل تعظيم. يعني هؤلاء المقبورين ان لهم شأن وانهم ينفعون ويضرون ويقربون الى الله عز وجل ويحصلوا بسببهم آآ المصالح الدنيوية والاخروية كل هذا من مكائد الشيطان ومن كيد الشيطان لبني ادم. اذ لا يسمح باحب امواله والصقها بقلبه الا وقد زرع الشيطان في قلبه من محبة وتعظيم وتقديس ذلك القبر وصاحبه والمغالاة في الاعتقاد فيه ما لا يعود به الى الاسلام سالما نعوذ بالله من الخذلان. ولا شك ان هؤلاء المغرورين المخدوعين والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ونفعنا الله