شد عليها حرصا واشد لها طلبا. واعظم فيها الرغبة. قال فمما يتعوذون؟ قال يتعوذون من نار قال فيقول وهل رأوها؟ قال يقولون لا والله ما رأوها. فيقول كيف لو رأوها باب فضل حلق الذكر والندب الى ملازمتها والنهي عن مفارقتها لغير عذر قال الله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. ولا تعد عيناك عنهم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله تعالى ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون اهل الذكر فاذا وجدوا قوما يذكرون الله تعالى تنادوا هلموا الى حاجتكم فيحفونهم باجنحتهم الى السماء الدنيا. فيسألهم ربهم وهو اعلم. ما يقول عبادي؟ قال يقولون يسبحون ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك. فيقول هل رأوني؟ فيقولون لا والله ما رأوك. فيقول كيف فلو رأوني قال يقولون لو رأوك كانوا اشد لك عبادة واشد لك تمجيدا واكثر لك تسبيحا فيقول فماذا يسألون؟ قال يقولون يسألونك الجنة. قال يقول وهل رأوها؟ قال يقولون الا والله يا ربي ما رأوها قال يقول فكيف لو رأوها؟ قال يقولون لو انهم رأوا كانوا قال يقولون لو رأوها كانوا اشد منها فرارا واشد لها مخافة. قال فيقول فاشهدكم اني قد غفرت لهم قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم. انما جاء لحاجة قال الجلساء لا يشقى بهم جليسهم. متفق عليه. وفي رواية لمسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لله ملائكة سيارة فضلا يتبعون مجالس الذكر. فاذا مجلسا فيه ذكر قعدوا معه وحث بعضهم بعضا باجنحتهم حتى يملأوا ما بينه وبين السماء الدنيا فاذا تفرقوا عرجوا وصعدوا الى السماء فيسألهم الله عز وجل وهو اعلم من اين جئتم؟ فيقولون ما جئنا من عند عباد لك في الارض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك. قال وماذا يسألوني قالوا يسألونك جنتك. قال وهل رأوا جنتي؟ قالوا لا يا رب. قال فكيف لو رأوا جنتي؟ قالوا يستديرونك. قال ومما يستديروني؟ قالوا مالك يا رب؟ قال وهل رأونا؟ قالوا لا. قال فكيف لو قالوا ويستغفرونك فيقول قد غفرت لهم واعطيتهم ما سألوا. واجرتهم مما استجاروا. قال فيقولون ربي فيهم فلان عبد خطاء انما مر فدل سمعه. فيقول وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم. وعنوان ابي سعيد رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقع قوم يذكرون الله الا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله وفي من عنده رواه مسلم. اللهم صلي وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه. ومن اهتدى بهداه. اما بعد وفي هذه الاحاديث الثلاثة الحث على الذكر وعلى مجالس العلم وحلق الذكر في المساجد وغيرها. ينبغي للمؤمن ان يحرص على حلقات العلم حلقات الذكر. في المساجد وغيرها حتى يستفيد هذا الخير العظيم منها ان الله جل وعلا يعلك عن هؤلاء ويباهي بهم ملائكته فان هذا الحديث الصحيح تدل على عظم شأن الذاكرين وان حلقة العلم قال الله وقال رسوله فيها ذكر الله تحفه الملائكة فان الملائكة تجد السياحين في الارض يلتمسه مجالس الذكر فاذا وجدوها تنادوا هلموا الى حاجتكم فيحفون باهل المجلس من حولهم يسمعون الى عنان السماء يسمعون ما يقال يؤتى بهم الاذكار. فاذا انتهى صعدوا الى الله فيسأله وهو اعلم كيف تركتم عبادي وتركناهم كذا وكذا وكذا ويسألهم سبحانه وهو اعلم يسألهم عن احوالهم وهو اعلم بهم جل وعلا ماذا يسألون ماذا يرجون؟ ماذا يخافون؟ يسألهم عن ما انهم يحمدونك ويذكرونك ويمجدونك يسأله وهل رأوني وهو يعلم انهم لو رأوه ولا انا يا رب ما رأوك لو رأوك لكانوا اشد رغبة فيما عندك واشد شوقا اليك؟ قالت وما لا يطلبون يسألون الجنة. قالوا هل رأوها قالوا يا ربنا ما رأوها؟ قال كيف لو رأوها فتقول الملائكة لو كان لو رآها لكانوا لها اشد طلبا واشد بعضهم من رغبة ومما يسأل يستجير القلب من النار رأوها قالوا لا يا ربنا ما رأوها هو يعلم انه لما رأى رأسه لكن لاظهارها الامر يظهرها الامر بين الملائكة وبين اهل الارض قال كيف لو رأوها؟ قال لو رأوها لكانوا اشد منها رهبة واكثر فرضا منها فيقول جل وعلا اشهدكم اني قال غفرت لهم قد اعطيتهم ما طلبوا وامنتهم مما حذروا. هذا فضل الله جل وعلا وفي الاصل الاخرين لله ملائكة سياحين يلتمسون مجالس الذكر في اللفظ الاخر ما من قوم يذكرون الله اذا حافظتم الملائكة واشهدهم الرحمة وذكرهم الله بمن عنده وهذا من فضله جل وعلا ايظا وهكذا اذا جلس يدرسون القرآن ويتلون القرآن تحف الملائكة وتنزل عليهم السكينة وتؤمه رحمة الله جل وعلا ويذكرهم الله فيما عنده هذا فيه فضل عظيم حلق الذكر والجلوس لسماع القرآن والمذاكرة في القرآن والجلوس في المساجد وغيرها يذكر الله العبد يهلله يحمده ليس الاخر نعم الله عليهم وما اعطاهم من النعم وما انزل عنهم من النقم فيشكرونه ويحمدونه هذه فيها خير عظيم وفضل كبير فنسأل الله للجميع التوفيق