باب بيان غلظ التحريم شهادة الزور. قال الله تعالى واجتنبوا قول الزور. وقال تعالى ولا لا تقص ما ليس لك به علم. وقال تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد قال تعالى ان ربك لبالمرصاد. وقال تعالى والذين لا يشهدون الزور وعن ابي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم باكبر الكبائر بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال الا وقول الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت متفق عليه. باب التحريم اللعن انسان بعينه دابة عن ابي زيد ثابت ابن الضحاك الانصاري رضي الله عنه وهو من اهل بيعة الرضوان قال قال رسول الله الله عليه وسلم من حلف على يمين بملة غير الاسلام كاذبا متعمدا. فهو كما قال ومن قتل نفسه بشيء عذب وبه يوم القيامة وليس على رجل نذر فيما لا يملكه ولعن المؤمن كقتله. متفق عليه. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ينبغي لصديق ان يكون لعانا. رواه مسلم. وعن ابي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة رواه مسلم وبالله التوفيق نسأل الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد هذه الايات الكلمات والحديث الشريف كلها تحذر من شهادة الزور فان شرها عظيم وعواقبها وخيمة يعني ترتب عليها ظلم الناس ويقرأ الحقول لغير اهلها وذلك بلاء كبير وشر عظيم الله اجب على عباده الانصاف وايصال الحق الى مستحقة وحرم عليهم الظلم في القول والعمل وشاهد الزور باقبح الظلم ومن اسباب شر كثير. ولهذا حرم الله ذلك قال سبحانه وتعالى فاجتنبوا الجنس من الاوثان واجتنبوا قول الزور فجعل قرين الشرك فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور. حنفاء لله غير المشركين به قال تعالى والذين لا يشهدون الزور فسرت الاية بمعنى لا يشهد شهادة الزور العلم انهم لا يحضرون الزور يعني محرم لا يحضرون المعاصي مجالس الشر واذا مروا بالله مروا كراما قال جل وعلا ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد فليحذر المؤمن ان يتلفظ بشهادة باطلة والله جل وعلا قد وكل به من يحفظها عليه وقال سبحانه ولا تقف ما لسنا به ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك على مسؤولا الله يقول جل وعلا ان ربك لبالمرصاد لا يغيب عنه شيء بل كل شيء محفوظ وكل شيء يطلع عليه ويعلمه ولا تخفى على الخاف جل وعلا العاقل يحذر مغبة ظلمه بشهادة الزور والله جل وعلا اوجب العدل بين المسلمين قال تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بقس شهداء لله ولو على انفسهم بالعدل قال جل وعلا قال سبحانه واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وفي الصحيحين من حديث من حديث ابي بكر الثقفي رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم قال الا انبئكم باكبر الكبائر كررها ثلاثا قلنا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله فبدأ به لان الشرك اعظم الذنوب واخطرها على الاطلاق قال ثم عقوق الوالدين ثم شهدت الزور الا وقلت لكثرة ما كرر يعني في قلبه وشفقت عليه منه مما كرر التحذير من شهادة السوء وسيادة الزور والعبادة الفاجرة كلها شر عظيم وافساد كبير فيجب الحذر من ذلك كذلك الاحاديث تحريم العين المؤمن بغير حق سب شر عظيم ولهذا قال صلى الله عليه وسلم سباب الموس الفسوق السباب فسوق مشابة واللعن المنكر قتله قال صلى الله عليه وسلم ان اللعاني لا يكن شهداء ولا شفعاء يوم القيامة ولا ينبغي لمن يتصدق ان يكون لعانا قال من دعا رجل كفر او قال يا عدو الله وليس كذلك الا حرام عليه قال صلى الله عليه وسلم المستبان ما قال افعل البادر ما لم يعتدي المظلوم فهذا اللسان شره عظيم فالواجب الحذر واجب امساكه وصيانته حتى لا تقول الا خيرا. كما قال عليه الصلاة والسلام من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت نسأل الله للجميع التوفيق ولا حول ولا قوة الا بالله