باب تحريم السب المسلم بغير حق. قال الله تعالى والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر متفق عليه. وعن ابي ذر رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يرمي رجل رجلا بالفسق او بالكفر الا ارتدت عليه ان لم يكن صاحبه كذلك. رواه البخاري. وعن هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المتسابان ما قالا فعلى البادية من حتى يعتدي المظلوم. رواه مسلم. وعنه رضي الله عنه قال اتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب. قال اضربوه. قال ابو هريرة فمنا الضارب بيده والضارب بنعله والضارب بثوبه فلما انصرف قال بعض القوم اخزاك الله. قال لا تكونوا هذا لا تعينوا عليه الشيطان رواه البخاري وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قذف ملوكه بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة الا ان يكون كما قال. متفق عليه وبالله التوفيق والسادة وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاحاديث الخمسة كلها تدل على تحريم السب لاخيك المسلم والدعاء عليه الا بحق الواجب على المسلم مع اخيه المحبة والتواصي بالحق والتعاون على البر والتقوى وحفظ اللسان عما لا ينبغي حفظ الجوارح عما لا ينبغي المسلم اخ مسلم الواجب عليه يحفظ لسانه من الاذى ويده ايضا وغيرها من الاذى مع اخيه والمؤمن المنكر بني اشد بعضه بعضا ويقول صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد تداعى له بالسهر والحمى فالواجب على المسلمين بينهم التراحم والتعاطف والحذر من الايذاء يقول الله جل وعلا والذين المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتمل البهتان يعني بغير جريمة ظلما وعدوانا هذا اللي فعل الاذى من قول او فعل قد احتمل اوسانا عظيمة الواجب على الله مع اخيك حفظ اللسان وحفظ الجوارح عن الاذى ويقول صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر سبابه لمشابته شتمة الله يجعل الله قاتلك الله اهلك الله ما اشبه ذلك كل هذا من الفسوق من العصيان الظاهر وقتاله كفر يعني من الكفر معروف الشريعة فوق كفر النعمة كفر الاصغر يعني بدل ما يحبه في الله ويثني عليه يقاتله هذا من اقصاء الجاهلية ومن اعمال الجاهلية ويسمى كفرا كما قال صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم بعضهم لقاء بعض اثنتان في الناس اطعمه النسب والنياحة على الميت وقوله صلى الله عليه وسلم كفرا بكم تبرأ من انسابكم او تبرأ من ابائكم ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث ابي ذر وغيره من دعا رجلا بكفر او قال يا عدو الله اليس كذلك؟ الا رجعت عليه اذا قال يحيى عدو الله ويا فاسق ويا خبيث ويا ملعون ويا زنديق وليس كذلك رجع كلامهم عليه صاروا اولى به فالواجب الحذر من شر اللسان ما يأجر من قول الا لديه رقيب عتيد. حديث معاذ رضي الله عنه لما سأل عن اعمال الجنة قال في اخره كف عليك هذا واشار الى لسانه قلت يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به قال صلى الله عليه وسلم ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم والحديث الصحيح الرسول صلى الله عليه وسلم ان العبد ليتكلم بكلمة من سخط الله ما يلقي لها بالا نذل باهل النار ابعد ما بين المشرق والمغرب ان شاء الله اللفظ الاخر يهوي بها من نار سبعين خريفا فورطعة اللسان واخطاره كثيرة وفي الحديث الرابع ان رجل قد اوتي به النبي صلى الله عليه وسلم يشرب الخمر فامر تأديبهم من المظالم بثوبه والمضارب بنعله وقال رجل اخشاك الله قال لا تنعم عليه الشيطان هذه هنا لا يدعى على العاصي اخداك الله ولعنك الله لا هداك الله اصلحك الله اعاذك الله من شر نفسك اتق الله يا عبد الله خاطب بما ينفعه حتى يكون ذلك من اسباب رجوعها الحق من اسباب هدايته الاخر يقول صلى الله عليه وسلم المستبان ما قال هذا البادي ما لم يعتد للمظلوم اذا سب الانسان انسان فالاثم على الاول الا اذا اعتدى المسبوب والمظلوم صار عليه اثم واعتداءه اما القصاص فلا بأس فاذا قال له اخشاك الله او قاتلك الله وقال له مثله الاجماع الاول او لعنك الله قال مثل الاول قصاص فان زاد الثاني هذا اثم زيادة فلو قال اخشاك الله فقال الثاني بل ان تخزاك الله ولعنك اليس بزيادة هذه اما اذا قال مثل ما قال سواء هذا قصاص لا حرج على الثاني تقدم قوله صلى الله عليه وسلم ان اللعان اليكم شهداء ولا شفعاء يوم القيامة لسبب الطعام والفاحش والبدي المؤمن طيب اللسان طيب الاعمال حافظ لسانه حافظ لجوارحه هكذا مؤمن ايمانه يمنعه من طلاق اللسان من التعدي والحديث الخامس يقول صلى الله عليه وسلم من بالزنا يقام عليه حد يوم القيامة الا يكون كما قال احتج به العلماء على هذا السيد لا يقام عليه حد اذا قتل وانه يقام عليه الحج يوم القيامة ان كان كاذبا لقوله صلى الله عليه وسلم يقام عليه الحج يوم القيامة يعني يفضح على رؤوس الاشهاد نسأل الله العافية فينبغي بل واجب الحذر من طمع الى اللقاء والتعدي عليهم وان حقهم لا يضيع اذا فات في الدنيا لم يفوت في الاخرة ولهذا قال الصحيح صلى الله عليه وسلم عليك اخوانكم خونكم اخوانكم خوالكم يعني خدامكم جعلهم الله تحت ايديكم فمن كان اخوه تحت يده بل تلبسه مما يلبس ويطعمهم ما يطأم ولا تكلفهم ما يغلبهم فان كلفتموهم فاعينوهم فالمسلم يكون طيب الخلق من خادمه سواء كان مملوك او غير مملوك قل طيب الخلق طيب الكلام لا يتكبر ولا يظلم وفق الله الجميع