باب تحريم الرياء. قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين مخلصين له الدين حنفاء وقال تعالى لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى. كالذي ينفق ما له رئاء وقال تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى انا الشركاء عن الشرك من عمل عملا نشرك فيه معي غيري تركته وشركه. رواه مسلم. وعن رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فاتي به كيف عرفه نعمته فعرفها؟ قال فما عملت فيها؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت. قال كذبت ولا لكنك قاتلت لان يقال جريء فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في نار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فاوتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن. قال كذبت ولكنك تعلمت قال عالم او قرأت القرآن ليقاله وقارئه وقرأت القرآن ليقال هو قاريه فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار. ورجل وسع الله عليه واعطاه من اصناف المال فاوتي به فعرفه نعمه فعرفها. قال فما عملت فيها؟ قال ما تركت من ان تحب ان ينفق فيها الا انفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت لي قال هو جواد فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه قي في النار. رواه مسلم. وبالله التوفيق. الحمد لله. وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد ففي هذه الايات الكريمات والاحاديث حتى لا الاخلاص والصدق في العمل والحذر من عمل المنافقين المنافقون يراؤون الناس ولا يؤمن بالله ولا باليوم الاخر كما قال الله عنهم ان المنافقين يخادعون الله وخادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى. يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تطعوا الصدقة من ذن ولا ذا كالذي ينفق ما له دعاء الناس لان اعماله باطلة قال جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء قال جل وعلا فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا فالواجب على جميع المكلفين اخلاص في العمل صلاتهم وصومهم وصدقاتهم وسائر اعمالهم. يجب ان تكون لله وحده وان يخص الله بها جل وعلا دون كل ما سواه من صدقة حج صيام صلاة قراءة الى غير ذلك تعليم دعوة الى الله يكون القصد من ذلك وجه الله والدار الاخرة وان ينفع المؤمنين وينفع الناس كما امره الله اما الرياء فله حالان رياء اكبر واولياء المنافقين واهله في اسفل النار نعوذ بالله وعلى ما يحمل حال الثلاثة الذي المقاتل في سبيل الله والمتصدق والعالم القارئ هؤلاء تعلم لواء العالم يقال قارئ فلهذا امر وشحب على وجهه الى النار على انه ما تعلم لله ولا قرأ لله ولو اخطأها بمقتضى علمه وهكذا الذي قاتل في سبيل الله قت ليقال جريء يقال شجاع يقال فقد قيل وهكذا الاخر اعطاه الله اصناف المال وانفق ام فقد يقال سخي يقال جواد لا لله فلهذا امر به من النار نسأل الله العافية. لعدم اخلاصهم في اعمالهم وهم بين امرين اما ان تكون اعمالهم نفاقا كما علم المنافقين والمنافق في ترك الناس من النار. واما يكونوا عملوا هذه الاشياء كلها رياء وقد قال صلى الله عليه وسلم اخوف ما اخاف عليكم من الشرك الاصغر. فسئل عنه فقال الرياء والرياء يحبط الاعمال التي قرنها يحبط الجهاد ويحبط التعليم والقراءة والنفقة اذا صاحبها الرياء وعدم الاخلاص. فالواجب الحذر والحديث الصحيح من سمعت سمع الله به ومن رأى رأى الله به فليحذر المؤمن من قصد وجوه الناس بحمدهم وثنائهم فانهم لا ينفعونه ولا يظرونه وانما يجب ان يقصد وجه الله في الاعمال كلها. وان يخلص له العمل حتى تحصل له الثمرة وهو ثواب جزيل من الله عز وجل والمقصود من هذا كله ان يكون للمؤمن في جميع اعماله له عناية له عناية واقبال على الاخلاص والصدق وتحمل ما في ذلك لان الانسان قد يتعب قصد الاخلاص ولكن جاهد النفس امارة بالسوء والشيطان يدعو الى الرياء فلا بد من جهاد وصدق في ان تكون اعماله كلها لله من تعليم او جهاد او صدقة او غير ذلك يقصد بها وجه الله عز وجل لا رياء ولا سمعة. نسأل الله للجميع التوفيق