فقال عندي علم عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا فرح عمر بذلك والمسلمون فقال اني سمعت النبي يقول صلى الله عليه وسلم اذا سمعتم بهذا الوباء في ارض ثم قال اضرب لك مثلا لو هبط تواجا له شعبتان له جانبان جانب مخصب وجانب مجدب ما رأيت ابلك في الجانب المخصم اليس هذا من قدر الله واذا رأيتها جانب مجدب فليس هذا من قدر الله وعليك ان تراعيها في جانب مخصر مهوب الجانب المجدم وكلهم من قتل الله فبينما هم كذلك جاء عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه الزهري وهو من عائشة من العشرة همشوا لهم بالجنة ايضا باب كراهة الخروج من بلد وقع فيها الوباء فرارا منه وكراهة القدوم عليه. قال الله تعالى اينما اتكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة. وقال تعالى ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج الى الشام حتى اذا كان بسرغة لقيه امراء الاجناد. ابو عبيدة ابن الجراح واصحابه فاخبروه ان الوباء قد وقع بالشام. قال ابن باسم فقال لي عمر ادعوا لي المهاجرين الاولين فدعوتهم فاستشارهم واخبرهم ان الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا فقال بعضهم خرجت لامر ولا نرى ان ترجع عنه. وقال بعضهم معك بقية الناس واصحاب الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى ان تقدمهم على هذا الوباء فقال ارتفعوا عني ثم قال ادعوا لي فدعوتهم فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم فقال ارتفعوا عني ثم قال خذ علي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح. فدعوتهم فلم يختلف عليهم منهم رجلان. فقال نرى ان ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء. فنادى عمر رضي الله عنه في الناس اني مصبح على ظهر اصبحوا عليه. فقال ابو عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه افرارا من قدر الله؟ فقال عمر رضي الله عنه لو غيرك قال يا ابا عبيدة وكان عمر يكره خلافه. نعم نفر من قدر الله لا قدر الله. ارأيت لو كان لك ابل فهبطت واديا له عدوتان. احداهما خصبة. والاخرى جدبة. اليس ان دعيت الحسبة رأيتها بقدر الله؟ وان الجذبة راعيتها بقدر الله. قال فجاء عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وكان متغيبا في بعض حاجته فقال قال ان عندي من هذا علما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا سمعتم به بارض فلا تقدموا عليه واذا وقع بارض وانتم بها فلا تخرجوا فرارا منه. فحمد الله تعالى عمر رضي الله عنه وانصرف متفق عليه. وعن اسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا سمعتم الطاعون فلا تدخلوها واذا وقع بارض وانتم فيها فلا تخرجوا منها. متفق عليه. بالله التوفيق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى به. اما بعد فهذا للحديثان قصة عمر عمر رضي الله عنه لما توجه الى الشام لحرب الروم وكانت الجيوش في الشام جيوش المسلمين في الشام مع قائدهما ابي عبيدة من الجراح ويزيد ابن ابي سفيان وجماعة فلما وصل عمر رضي الله عنه لما حلق في اطراف الشام بلغه ان الطاعون قد وقع في الشام يعني الوباء الخبيث فتوقف واستشار الناس في ذلك هل يرجع او ما يرجع دعا بالمهاجرين رضي الله عنهم فانقسموا منهم من قال ارجعوا ومنهم من قال لا ترجع ثم دعا الانصار الذين معه فاختلفوا كاختلاف المهاجرين منهم من قال رجعه ومنهم من قال لا لا ترجع ثم دعا بقية الصحابة الذين اسلموا عمل فتح في اخره فاستشارهم فاجمع رأيهم على الرجوع والا يقدم الناس على هذا الوباء يعني الا يخرج من الجيش اللي معه على هذا الوباء فعزم على الرحيل وندع في الناس انه مصبح على ظهره يعني انه متوجه صباحا الى المدينة راجع للمدينة فجاءه ابو عبيدة ابن الجراح فاهمين الجوج في الشام وهو من العشرة المشهور لهم بالجنة رضي الله عنه فقال يا امير المؤمنين لا فرارا من قدر الله فقال عمر رضي الله له وغيرك قال لها يا ابا عبيدة كان اسهل ثم قال عمر رضي الله عنه نعم نشر من قدر الله الى قدر الله نفر من قدر الله الذي هو الوباء الا قدر الله الذي هو السلامة. هو طريق السلامة يعني الطاعون فلا تقدموا عليه وان وقع وانتم بالبلد فلا تخرجوا فرارا منه هذا هو فصل النساء هذا هو الفصل اذا وقع الطاعون وانت في البلد فلا تخرج منه اما اذا خرج الانسان لحاجة اخرى ليس لقصد الفرار فلا بأس واما اذا وقع وانت خارج البلد فلا تقدم عليه اذا وقع في الشام او في مصر او في اي مكان فلا تقدم عليه ولكن متى وانت بالبلد فاصبر على قدر الله او الاجل مضروبة ما يتقدم عن اجله ولا يتأخر. كما قال الله تعالى اينما تكون الذكر الموت ولو كنا في بروج مشيدة لكن الاسلام مأمور بالبعد عن اسباب الهلاك قال تعالى ولا اطلقوا بايديكم الى التهنئة فالانسان يأخذ بالاسباب وما كتب الله ماضي ونافذ لا حيلة فيه لكنه مرور بالاسباب التي شرعها الله وهذا الوباء سنة سبع وعشرين سنة سبع عشرة من الهجرة وقيل سنة ثمان من الهجرة مات في ابو عبيدة الرئيس الامير للجيش رضي الله مات فيه ومن كان في البلد وتوفي بها هذا الطاعون. هو شاهد للمؤمن هذا الوباء شهادة المؤمن ومات فيه ايضا معاذ بن جبل وجماعة من المسلمين في الشام بهذا الوباء رضي الله عنهم ورحمهم وفق الله الجميع