وانا عائشة رضي الله عنها قالت كان خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم القرآن. رواه مسلم في جملة حديث طويل وعنها رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. فقلت يا رسول الله كراهية الموت فكلنا نكره الموت. قال ليس كذلك ولكن المؤمن اذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته احب لقاء الله فاحب الله لقاءه. وان الكافر اذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه. رواه مسلم. وعن ام المؤمنين صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفا فاتيته ازوره ليلا. فحدثته ثم قلت لينقلب فقام معي ليقلبني. فمر رجلان من الانصار رضي الله عنهما. فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم اسرى فقال صلى الله عليه وسلم على رسلكما انها صفية بنت حيي فقال فسبحان الله يا رسول الله فقال ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم واني خشيت ان يقذف في في قلوبكما شرا او قال شيئا. متفق عليه. فبالله التوفيق وشكرا. الحمد لله. وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهدى. اما بعد هذه الاحاديث الثلاث في معاني ثلاثة متنوعة ان المنثورات والولا كما ذكر المؤلف جميع الاحكام المتعددة منها الحديث الاول عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن والله يقول جل وعلا وانك لعلى خلق عظيم كان خلقه صلى الله عليه وسلم العمل بما دل عليه القرآن والاجتهاد فيما دل عليه القرآن ودعا اليه من فعل الاوامر وترك النواهي والاكثار من ذكر الله واستغفاره والتوبة اليه. هذا هو خلقه صلى الله عليه وسلم لان القرآن يدعو الى هذا يدعو الى فعل ما امر الله والى ترك ما نهى الله والى كثرة الذكر والاستغفار والتوبة والاعتبار بالماظين فهكذا كان صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكر الله ومن الاستغفار ويأتي الاوامر ويدع النواهي ويأتمر بقصص الماظين الذي قال فيه جل وعلا نحن نقص عليك احسن القصص لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب هكذا ينبغي المؤمن ان يعتني بالقرآن ويعمل بمقتضاه ويكون خلقه القرآن كتاب انزلناه اليك مباركا ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب ويقول جل وعلا وهذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون المؤمن يجب ان يكون خلقه القرآن في هذه الاوامر وترك النواهي ولا العناية بما فيه من ذكر الله والتوبة اليه والاستغفار والاعتبار بقصص الماضيين والاتعاظ بما اصابهم والحديث الاخر يقول صلى الله عليه وسلم من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قالت عائشة يا رسول الله اهو الموت فكلنا يكره المؤمنين كل انسان يكرهه من طبيعته ما يحب الموت قال لا لا يا عائشة ليس هوى ولكن المؤمن اذا احتضر اذا حضره الاجل وبشر برحمة الله ورضوانه احب لقاء الله فاحب الله لقاءه والكاف لما تحتضر احضره الاجل بشر بغضب الله وسخطه فيكره لقاء الله ويكره الله لقاءه فهذا يوجب للمؤمن الاستعداد للاخرة وان يجتهد في طاعة الله ورسوله حتى اذا حضره الاجل بشره الملك برحمة الله ورضوانه وجنته في حب لقاء الله ويحب الله لقاءه هكذا المؤمن يحب لقاء الله ويحب الله لقاءه والكافر بذلك لانه عند الموت يبشر بغضب الله وسخطه فيكرهوا لقاء الله ويكره الله لقاءه هذه صفية رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان وزرته صبية في الليل فتحدثت عنده بعض الشيء ثم قامت فقام معها يقلبها الى باب المسجد تمر الرجلان من الانصار رضي الله عنهم فلما رأي النبي صلى الله عليه وسلم استعجل فقال على رسلكما على مهلكم انها صافية بكفري خشى الشيطان يقول مجرد انها اجنبية قال سبحان الله يا رسول الله يعني ما انت بمحل الشك قال ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الذنب واني خشيت ان يقع في قلوبهما شره او قال شيئا ففي هذا الانسان يبتعد عن مواقف التهم واذا قدر له موقف يخشى ان يتهم به يبين الامر حتى لا يتهم موقف مع زوجته او مع امه او مع اخته فخشى ان يظن مار اهو احد انه مع اجنبية او مع انه يتهم بشيء يبين ما يدفع التهمة ويبتعد عن اسباب التهمة فالحديث ينبهنا على ان المؤمن يبتعد عن اسباب التهمة واذا قدر شيء صرح بالامر الواضح حتى لا تقاعدتما وفيه من الفوائد انت معتكف يزار المعتكف يزار يزوقه اهله يزور بعض احبابه يتحدث من عنده بعضه لا بأس ولو انه معتكف يزار وفيه من الفوائد ان المزور اذا قام مع الزائر يؤانسه حتى يصل باب المسجد تلك المعتكف او باب المجلس حتى يخرج هذا من اكرام الزائر تمشي معه تقلبوه الى باب المجلس باب السوء من باب اكرامه مثل ما قام حتى وصلت باب المسجد يتحدث معه فالزاعل يكرم السلام عليه والتحفي عنه مصافحاته ومقابلته واذا قام معه مزور رأى المصلحة في ذلك انه يقوم معه ويمشي معه حتى يصل الى باب المجلس او باب السوء طيب من باب الاكرام والاحسان وفق الله الجميع. اكثروا