فمن صلى لله فصلاته لله ومن صلى للرياء فصلاته للرياء وهكذا من حج او صدق او جاهد او نحو ذلك للريا فله الرياء ومن قصد وجه الله والدار الاخرة فله نيته وله قصده باب الاخلاص واحضار النية في جميع الاعمال والاقوال والاحوال البارزة والخفية. قال الله تعالى وما الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيم وقال تعالى لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم. وقالت تعالى امير المؤمنين ابي حفص عمر ابن ابن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها. فهجرته الى ما هاجر اليه متفق عليه وعن ام المؤمنين وام عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو جيش الكعبة ابى فاذا كانوا ببيداء من الذي يخسف باولهم واخرهم. قالت قلت يا رسول الله كيف يفسق باولهم اخرهم وفيهم اسواقهم. ومن ليس منهم قال يوصف باولهم واخرهم. ثم يبعثون على نياتهم متفق عليه. هذا لفظ البخاري وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية واذا استنفرتم فانفروا. متفق عليه وبالله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد هذه الايات الكريمات اما الاحاديث النبوية كلها تتعلق بالاخلاص بالعمل وهذا الواجب على كل مكلف ان يخلص لله في اعماله الله يعبده وحده دون كل ما سواه وان يكون ذلك على طبق شريعة محمد عليه الصلاة والسلام. هكذا يجب على جميع المكلفين ان يعبدوا الله وحده ويخلص له العمل على مطابقة الشريعة التي بعث بها نبيها محمد عليه الصلاة والسلام فان العمل له شرطان التقرب الى الله والعمل الصالح له شرط ان احدهما الاخلاص لله وان تكون ذا النية لله والشرط الثاني موافقة الشريعة كما قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا يعني موافقا للشريعة ولا يشرك بعبادة ربه احدا ويقول جل وعلا وما امروا الا ان يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقول جل وعلا قل ان تخفوا ما في صدورها يعلمه الله. ولا يخفى على خالته جل وعلا ويقول سبحانه فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون فالواجب على الجميع المكلفين في اعمالهم واقوالهم الاخلاص لله والتقرب اليه في عباداته من صلاة وصوم وحج وصدقات وجهاد وغير ذلك يجب ان يكون العمل لله وحده يقصد به وجهه والقربة اليه وطلب ثوابه حتى يحصل الاجر والثواب من الله عز وجل وحتى تبرأ الذمة ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى النية لها شأن عظيم ومقام عظيم في اعمالك يا عبد الله الظاهرة والباطنة فالهجرة وصيام والصدقة والجهاد والحج وغير ذلك كله يحتاج الى النية لله وان تكون قصدت وجه ربك ترجو ثوابها وتخشى عقابه فالانسان يخرج من بيته قاصدا عملا صالح فله اجره اصل عملا سيئا فعليه وزره اذا فعله ولا حول الا بالله ويقول عليه الصلاة والسلام يغزو جيش من الكعبة يعني في اخر الزمان لهدمها فيخسف الله بهم الارض يعني عقوبة عاجلة قالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله كيف يخسف بهم وفيهم اسواقهم ومن ليس منهم الجيوش اذا جاءت يأتي فيها اسواق للبيع والشراء يأتي اناس ليسوا منهم انما جاءوا اما للشراء او للبيع او للاطلاع على الجيش ليسوا منهم قال عليه الصلاة يخسف بهم جميعا ثم يبعثون عليه يأتي الكل يبعث على نيته اللي منهم يبعث على نيته واللي معهم وليس له نيته نيتهم يبعث على نيته هكذا العقوبات اذا عمت اذا عمت عم الصالحة والطالعة ثم يبعث كل على نيته فالواجب على المكلف ان يحذر عقوبة الله وبأسه وان يجتهد في اخلاص العمل لله وموافقة الشريعة قبل ان يهجم عليه اجل او تحل عقوبة تعمه وتعم غيره كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس اذا رأوا منكر فلم يغيروه اوشك ان يعمهم الله بعقابه واللفظ الاخر ان الناس اذا رأوا الظالم فلم يخذوا على يديه او شف ان يعمهم الله بعقابه قد اهلك الله امما كثيرة من العقوبات العامة قوم نوح وقوم هود وقومه صالح وقوم شعيب وهو لوط وغيرهم امم كثيرة كلها اهلكت بالعقوبات العامة لما ضيعوا امر الله واستحلوا الشرك به وظلموا عباده عمتهم العقوبات نسأل الله العافية فالواجب على كل مكلف ان يحذر نقمة الله وان يبتعد عن اسباب غضبه وان يجتهد في اداء حقه يطلب ثوابه ويخشى عقابه وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة لاهرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية يعني بعد ما فتح الله مكة على النبي صلى الله عليه وسلم لم يقع هناك هجرة منها. كان المسلم يهاجر من مكة الى المدينة لان الرسول صلى الله عليه وسلم هاجر اليها فلما فتح الله مكة صارت بلد الاسلام ولا هجرة منها وهكذا كل بلد يهاجر منها لانها بلد شرك اذا اسلم اهلها صارت بلد الاسلام ولا هجرة منها ولكن الجهاد باقي جهاد ونية الجهاد في سبيل الله لاعداء الله والنية التي هي قصد وجه الله قصد اعلاء كلمة الله لابد من النية في الجهاد وغير الجهاد في الجهاد يقصد جهاده الا كلمة الله هذا هو الجهاد الشرعي وفي اعماله الاخرى من صلاة وغيرها يقصد وجه الله والتقرب اليه لا رياء ولا سمعة وبهذا يحصل لها الاجر العظيم والعاقبة الحميدة وفق الله الجميع