يقول تجد الامام الامام احمد اذا ذكر اصول السنة قال هي التمسك بما ما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكتب كتب التفسير المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور بانفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد الهي لا تعذبوا لسانا يخبر عنك. ولا يدا تكتب حديث رسولك صلى الله عليه وسلم. ولا قدما تمشي الى خدمتك. ولا عينا تنظر الى علوم تدل عليك. اما بعد مرة اخرى. فقد تبرهن معنا من خلال المحاضرتين السابقتين ان مذهبا لاهل الحديث. وان هذا المذهب باسم اهل الحديث كان معروفا في زمن الصحابة والتابعين. واوردنا ما يدلل على ذلك على وجه فيه قطع ويقين من غير ظن ولا تخميم. وهؤلاء هم غرس الله كما ثبت عند البخاري في التاريخ الكبير واحمد وابن ماجة من من حديث ابي عنبة الانصاري قال قال صلى الله عليه وسلم لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته حتى قيام الساعة وهؤلاء هم الاصل وكان هذا المذهب وقت التقاء العقيدة والفقه والحديث وعلوم الدين. ثم طرأت ظروف واشياء ميزت العلوم وظهرت اصطلاحات بسبب بسببها وقع الناس في اشكالات. واصبحت الاصطلاحات الحادثة حاكمة على النصوص السابقة. وهذه علة عليلة. وخطأ منهجي كبير وسنة الله تعالى قاضية بان يتميز اهل الحق عن غيرهم. فهم وسط بين جفو وغلو بين جفاء وغلو. ولذا بقي اهل الحديث شامة وتميزوا عما عرف في العصور المتأخرة بالفقهاء ممن اخذوا فقههم بالتقليد وتميزوا ايضا عن اهل الظاهر وهذه السمات التي خص بها اهل الحديث شاركوا اهل الظاهر في اشياء وشاركوا اهل الفقه في اشياء وبقي الحق بجملته واصوله وقواعده محصورة ولذا ساذكر في هذه المحاضرة السمات بل ساذكر اهم السمات بين اهل الحديث من جهة او سمات اهل الحديث التي ميزتهم عن اهل الظاهر وعن الفقه وان وافقوا طرفا من الطرفين في بعض منها. سمعت اهل الحديث السيما الاولى رفض التقليد. رفض التقليد. وافقوا فيها اهل الظاهر وخالفوا فيها الفقهاء اعني الفقهاء المتأخرين. فاهل الحديث لا يقلدون شخصا بعينه. مع الاحترام والتقدير والتبجيل لجميع العلماء والتبرأ ممن يتنقصهم. وممن يحط من قدره فالتقليد عند اهل الحديث ليس بعلم بل المتتبع لنقلات اهل الحديث يجد اتفاقات حول موضوع التقليد يمكن ان تلخص بالنقاط الاتية على وجه فيه عجلة والا فموضوع التقليد يحتاج الى اكثر من محاضرة. فاهل الحديث مجمعون على ان التقليد ليس بعلم وعلى ان التقليد ليس من الوحي وان جاز فانما يجوز للضرورة كالميتة ميتة لا تحل الا للضرورة فالتقليد لا يحل الا للضرورة. وما وقع من تقليد من قبل العلماء كقول مثلا الشافعي قلدت عطاء وما شابه فهذه في المضايق وليست هي الاصل. والامر الثاني ان اهل الحديث مجمعون على ان المقلد ليس بعالم المقلد الذي يحفظ الاقوال ويحكيها هذا ليس عنده قريحة وليست عنده ملكة. والعلم ملكة. وهذا ليس بعالم واجمع اهل الحديث على ان من استبانت له سنة صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز له ان يدعها لقول احد كائن من كان واجمع اهل الحديث ايضا على ان اتباع غير المعصوم لابد له من دليل كان تقليدا فلا يتبع الا المعصوم. واما غير المعصوم فلا يتبع الا بدليل ولذا الفقهاء اقوالهم يحتج لها ولا يحتج بها فهي تحتاج للدليل وهي ليست بدليل. والذي يذكره بعض الطلبة لما يتناظرون ويتكلمون ويتباحثون في بعض المسائل فيقولون الدليل على مسألة كذا وكذا قول فلان اهل العلم وان كان من ائمة الهدى فهذا ليس بصحيح. لما الدليل قال ابن تيمية قال ابن القيم قال فلان قال فلان هذا ليس بصحيح. فاقوال البشر كلهم فاقوال البشر كلهم لها اي هي تحتاج للدليل وهي ليست بدليل. ثم اجمع اهل الحديث على ان التقليد في دين الله عز وجل حرام لمن عنده علم من الكتاب والسنة. ويستطيع من خلال هذا العلم ان يميز بين الحق والباطل. واما العامي فالواجب يجب عليه ان يسأل اعلم من يظن ممن يثق بدينه وبعلمه واجمع اهل الحديث على انه لا فرق في التقليد بين الحي والميت فسواء كان المقلد بفتح اللام حيا او ميتا فالتقليد مرفوض. ثم اجمع اهل الحديث على ان التعصب لمذهب من المذاهب دون سواه. والاخذ به والاقتصار عليه وانزاله منزلة النصوص الشرعية هذه عصبية ممقوتة وليست بمقبولة. فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم عند خلاف وقع بين المهاجرين والانصار. كل يقول يا المهاجرين واخر يقول يا للانصار فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لهم اجاهلية وانا بين ظهرانيكم؟ فجعل النبي صلى الله وسلم الاقتصار والانتصار لفئة دون غيرها لان هذه الفئة تمتاز انها تنتمي لفلان فهذه من الجاهلية. واخيرا قد اجمع اهل الحديث على ان الائمة الفقهاء اصحاب المذاهب قد منعوا اتباعهم من تقليدهم فهم ائمة مرضيون من اهل الحديث. ولا يجوز البتة ان نخرجهم من اهل الحديث ولما نتكلم عن مذهب اهل الحديث فلا يلزم التطابق والاجتماع من قبل المنسوبين لاهل هذا المذهب في جميع المسائل ولكن يجمعهم سمات واصول عامة. وذكرت لكم مقولات الائمة الاربعة وقد نظمها صالح الفلاني بنظم حسن فقال لا فض فوه رحمه الله قال قال الامام ابو حنيفة الامام لا ينبغي لمن له اسلام الاخذ بالاقوال حتى تعرض على الكتاب والحديث المرتضى ومالك امام دار الهجرة قال وقد اشار نحو الحجرة كل كلام منه ذو قبول ذو قبول ومنه مردود سوى الرسول والشافعي قال ان رأيتم قولي مخالفا لما رويتموه من الحديث فاضربوا الجدار بقول المخالف الاخبارا الاخبار واحمد قال لهم لا تكتبوا ما قلته بل اصل ذلك بل اصل ذلك فاطلبوا فاسمع مقالات الهداة الاربعة واعمل بها فان فيها منفعة لقمعها لكل ذي تعصب منصفون يكتفون بالنبي. فهؤلاء هم الائمة الاربعة رحمهم الله تعالى كلهم قال مقولة ذكرت لكم ذلك في الدرس الماضي فاذا السمة التي تجمع اهل الحديث على اختلاف اعصارهم وامصارهم انهم يرفضون التقليد. يرفضون التقليد ولا يقبلون القول الا بالدليل وهذه هي السمة الثانية. السمة الثانية من سمات اهل الحديث انهم يعظمون الوحي. وانهم لا يقبلون الا بالدليل. ولذا لما ذكر الامام ابن كثير في تفسيره عند قول الله عز وجل يوم ادعو كل اناس بامامهم نقل عن بعض السلف انه قال هذا اكبر شهادة لاهل الحديث لان النبي صلى الله عليه وسلم هو امامه اكبر شهادة للحديث في كتاب الله عز وجل. قول الله تعالى يوم ندعو كل اناس بامامهم. فاهل الحديث ليس لهم امام الا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فنحمد الله عز وجل حمدا كثيرا طيبا مباركا كان في ملء السماوات والارض وما بينهما وملء ما شاء سبحانه من بعد ان جعلنا من اهل الحديث الحريصين على التمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقلنا ان القرآن اذا كان محتملا بوجوه فلا يحتج به الا بالسنة القاضية على سائر الوجوه. واذا كان الحديث حمالا لوجوه ففهم السلف يكون قاضيا على سائر الوجوه في تفصيل موجود عند العلماء. ولا يخفى ان هذا الاصل ركن ركين واصل اصيل. وله صلة بالشهادتين. فالمسلم لما يدخل الاسلام فيقول اشهد ان لا اله الا الله ومعنى ذلك لا معبود بحق الا الله فقوله واشهد ان محمدا رسول الله معنى ذلك انه لا متبوعة بحق الا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن اتخذ هوى او عقلا او رأيا او ذوقا او سياسة او او عشيرة او اتخذ شيخا او اماما او مذهبا يطيعه في كل ما يأمر به ويعتبر قوله قولا لا يراجع ولا يحتج له ولا يحتج له فهذا مخدوش في قوله واشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. هنالك مقولة جميلة ابن القيم رحمه الله في كتابه البديع مدرس سالكين يقول من بلغه حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فان اراد ان يحيد عنه فليستحضر ان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يخاطبك به. فان اردت ان تحيد فاعد لهذه الحيدة جوابا. اذا بلغك حديث صحيح صريح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فينبغي في الاستسلام ده. ولذا من كلمات شيخ الاسلام السمان وكلامه جميل في مجموع الفتاوى الجزء الثالث مئة وستة واربعين يقول ان احق الناس بان تكون هي الفرقة الناجية اهل الحديث والسنة الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له الا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهم اعلم الناس اقواله واحواله. وهم اعظم الناس تمييزا بين الصحيح والسقيم. وائمتهم فقهاء في السنة واهل معرفة بمعانيها واتباعا لها تصديقا وعملا وحبا وموالاة لمن والاها. ومعاداة لمن عاداها. الذين يردون المقالات المجملة الى ما جاء به من الكتاب والحكمة. فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من اصول دينهم وجمل كلامهم ان لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هل يجعلون ما بعث به الرسول صلى الله عليه وسلم من الكتاب والحكمة هو الاصل الذي اعتقدونه ويعملون به اذا هذا هو الاصل الثاني وانا اتعجل حتى الم بالسمات في هذه المحاضرة فلم تبقى لنا الا محاضرة واحدة وهذه السمة يمتاز بها اهل الحديث الفقهاء ايضا فالفقهاء كثير من كتب الفقه يعتنون بكلام اصحاب المتون ويذكرون التنكيتات والتدقيقات ولا يدللون ولا يذكرون الادلة السمة الثالثة التي يمتاز بها اهل الحديث عن اهل الظاهر الاخذ باقوال الصحابة والتابعين. الاخذ باقوال الصحابة والتابعين. لست بصدد وتفصيل ان قول الصحابي حجة فقد فصل واصل الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه البديع اعلام الموقعين وذكر ستة واربعين دليلا على حجية قول الصحابي. والعجيب ان اهل الظاهر وبما فيهم امامهم ابن حزم لا يرى حجية قول الصحابي فهذه سمة يمتاز بها اهل الحديث عن اهل الظاهر فاذا لم نجد نصا من كتاب او سنة ووجدنا قولا لصحابي فان نفوسنا وصدورنا تنشرح له ونجعله حكما ودليلا اقوال الصحابة في المعتقد اقوى منها في الفقه. اقوال الصحابة مجتمعين اقوى منها في اقوال الصحابة المفترقين. اقوال الصحابة التي ذاعت وداعت ليست كاقوال الصحابة التي ما شاعت ولا ذاعت. الصحابة ان اختلفوا فالخلاف غالي. كلما على الخلاف كان غاليا. فالصحابة رضي الله تعالى عنهم والتابعون هم الاوائل وهو المزكون وهم قرون الخير والنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما اخرج مسلم في صحيحه وان امتكم هذه جعل عافيتها في اولها وسيصيب اخرها بلاء وامور تنكرونها فشعار اهل الحديث وهجيرهم شعارهم وهجيرهم وديدنهم قولهم قال فلان من الصحابة قال فلان من التابعين ولشيخ الاسلام رحمه الله تعالى المجلد العاشر صفحة سلاس مئة واثنين وستين كلام بديع غاية في هذا الباب. يقول العلم المشروع والنسك المشروع. تأملوا اهل الحديث يطلبون الحديث ليكون دينا. فالحديث منهج في تعبدهم وفي نسكهم. بل اصبحت السنة شعارا تقاديهم. فالامام احمد كتب السنة كتب كتاب السنة الطبراني كتب كتاب السنة. طبري صريح السنة. المزني السنة ولم نذكر في هذه الكتب الا ايش الى المعتقد والمعتقد قائم الكتاب والسنة واقوال الصحابة واقوال التابعين بالجملة المعتقد لا يؤخذ من الناس كما يقول شيخ الاسلام المعتقد لا يؤخذ مني ولا ممن هو فوقي ولا هو من من دوني انما يؤخذ المعتقد من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما قال به الصحابة رضوان الله تعالى عليهم. يقول شيخ الاسلام العلم المشروع والنسك المشروع مأخوذ من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. واما من جاء بعدهم فلا ينبغي ان يجعل اصلا وان كان صاحبه معذورا بل مأجورا لاجتهاد او تقليد ثم يقول فمن بنى الكلام في العلم الاصول والفروع على الكتاب والسنة والاثار مأثورة عن السابقين فقد اصاب طريق النبوة. وكذلك من بنى الارادة والعبادة والعمل والسماع المتعلقة باصول الاعمال وفروعها من الاحوال القلبية والاعمال البدنية على الايمان والسنة والهدي الذي كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فقد اصاب طريق النبوة. وهذه طريقة ائمة الهدى والصحابة والتابعين وكتب الحديث والاثار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وعلى ذلك يعتمد في اصوله وفروعه حتى قال في رسالته الى الخليفة المتوكل قال الامام احمد لا احب الكلام في شيء من ذلك الا ما كان في كتاب الله او في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم او الصحابة او التابعين فاما غير ذلك فالكلام فيه غير ومحمود اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي. ورضيت لكم الاسلام دينا. ومن باب اتمام النعمة علينا ان الله قال اليوم اكملت لكم دينكم ولم نقل اكملت لكم الدين حتى تكتمل هذه النعمة ولما سمع عمر هذه الاية بكى وقال ما بعد الكمال الا النقران. ما بعد الكمال الا النقصان فالكمال اهل الحديث يعتقدون ان الدين كامل. وان في النصوص الشرعية الكفاية والغنية ولا يقول ما يقول اصحاب الرأي الحوادث لا تنتهي والنصوص منتهية. محصورة معلومة. فكيف بالمنتهي يسع غير المنتهي كانهم يظنون ان كل نص يقابل نازلة ولا يعلمون ان النصوص يؤخذ منها قواعد وان القاعدة الواحدة تنبني عليها الوف المسائل فلم يجمدوا جمود اهل الظاهر ولم يتوسعوا توسع اهل الرأي وسيظهر لنا هذا جليا ان شاء الله تعالى في المحاضرة القادمة فالصحابة رضي فالصحابة رضي الله تعالى عنهم فهموا الدين وهم ادرى منا بمراد النبي صلى الله عليه وسلم. وبما يحب الله رب العالمين. لابن رجب كلمة عجيبة تفيدنا في التقاء مذهب اهل الحديث مع اهل الفقه يقول رحمه الله تعالى في كتابه جميع الرسل كان دينه الاسلام ان الله تعالى حفظ هذه الشريعة بما جعل لها من الحملة اهل الرواية واهل الدراية. حملة الشريعة قسمان الرواية وهم محدثون وهل الدراية اهل الفقه واهل الرواية واهل الدراية كانا مجتمعين في الجيل الاول والثاني وذكرنا ان القول بالرأي والفتوى بالنوازل كانت معروفة عند اهل الحجاز كانت معروفة عند اهل الكوفة لكن اهل الكوفة ورثوا واهل العراق ورثوا نوازل جديدة غريبة. خلاف اهل المدينة. فحصل التوسع هناك في اهل العراق ولم يحصل التوسع في اهل المدينة لعدم حاجتهم لذلك. ثم اصبح ذلك منهجا لهم. ولا سيما بعد اختلاط المعتزلة باهل رأي فجل المعتزلة مذهبهم الفروعي الفقهي حنفي يقول فكان الطالب للعلم والايمان يتلقى ذلك ممن يدركه من شيوخ العلم والايمان اي الطالب القرآن والحديث ممن يعلم ذلك ويتعلم الفقه في الدين من شرائع الاسلام الظاهرة وحقائق الايمان الباطنة ممن يعلم ذلك. يقول وكان الاغلب على القرون الفاضلة جمع ذلك كله فان الصحابة تلقوا عن النبي صلى الله عليه وسلم جميع ذلك. وتلقاه عنهم التابعون وتلقى عن التابعين تابعوهم فكان الدين حين ذاك مجتمعا. فقه وتوحيد وحديث يقول ولم يكن قد ظهر الفرق بين مسمى الفقهاء ومسمى الحديث واهل الحديث ولا بين علماء الاصول وعلماء الفروع. ولا بين الصوفي والفقير والزاهي. وانما انتشرت هذه الفروق بعد القرون الثلاثة وانما كان السلف يسمون اهل العلم والزهد القراء. ويقولون قرأ فلان اي تنسك ثم يبين ان اهل الرواية كان يجتمع عندهم الفاظ النبي صلى الله عليه وسلم ويقفون عندها وكان الواحد منهم كما ذكرنا في الاولى يسأل عن مسائل فقهية فلا يجيب بكلمة. الا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيسكت. وهنا مسألة مهمة هل يوجد لاهل الحديث من الصحابة والتابعين اصول يعني اصول الفقه والقواعد الفقهية كانت موجودة عند الصحابة ام غير موجودة؟ هل كانوا يفتون في دين الله بقواعد كلية وضوابط منهجية ام يتركون الحبل على الغارب لا يشك عاقل ان الصحابة والتابعين رضوان الله تعالى عليهم كانت عندهم اصول اخرج البخاري مثلا في كتاب الفتن بسنده الى ابي بكرة نفيع بن الحارث قال لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمل وفي رواية عند الترمذي قال لقد عصمني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمل. قال لما هلك كسرى تولوا ابنته من بعده سمعته صلى الله عليه وسلم يقول لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة زاد الاسماعيلي في مستخرجه فقال قال ابو بكرة فعلمت ان اهل الجبل لن يفلحوا النبي قال لن نفلح قوم ولوا امرهم امرأة العلماء يقولون هل العبرة بخصوص السبب ام بعموم اللفظ؟ بعموم اللفظ. والمحدثون يقولون في الحديث هل العبرة بسبب الورود ام بعموم الحديث؟ بعموم الحديث. طب هذه القاعدة كان يعرفها ابو بكرة؟ قطعا كان يعرفها. لان لم يعرفها بالفاظها الا هو يعرفها بحقيقتها ولا كيف هو انزل حديث لم يفلح قوم ولوا امرهم امرأة على ان الله قد عصمه ولم يبايع اهل الجمل. والظاهر ان مذهبه في النزاع كان كمذهب الزبير وكان يرى ان المطلوب من علي ان يسلم قتلة عثمان لورثة الدم ولكن هو علم ان عائشة قد ولت ولت امر هؤلاء الرجال فلن يفلحوا. فعصمه الله تعالى بان يشارك في هذه الفتنة فهو يعلم بالتطبيق العملي من خلال هذا الموقف ان العبرة بعموم اللفظ وليست العبرة بخصوص السبب او بخصوص او بسبب الورود. ولذا الذي يقرأ كلام الاصوليين يقولون كان عند السلف تخصيص العام والتقييد المطلق نسخة كانوا يعرفون النسخ وكانوا يعرفون التقييد وكانوا يعرفون التخصيص. وحتى وضح الامر بمثال بلموس. لو ان اناسا عاشوا في بلاد حارة ولا ينزل المطر. فقال قائل هؤلاء القوم لا يوجد عندهم معاطف يردون بها البرد فهل كلامه هذا الصحيح ام ليس بصحيح الكلام ليس بصحيح بماذا؟ نقول انتظروا حتى ينزل المطر فاذا نزل المطر ولم يبرز هؤلاء القوم معاطفهم قولوا ليس عندهم معاطف. اما والبلاد حارة والمطر غير نازل. نقول فلان وفلانة وهؤلاء ليس عندهم معاطف هذا ليس بصحيح. الاعرابي الذي يعيش في الصحراء الذي استقام لسانه سليقة بالعربية. هل يجوز لنا ان نقول هو لا يعرف النحو قواعد النحو؟ وليس بحاجة الثمرة من قواعد النحو ان يضبط اللسان الصحابة هل يقال لهم انهم لا يعرفون احكام التجويد واحكام المولود؟ هم ليسوا بحاجة اليها. هم اخذوا ذلك تلقي وصبر اهل العلم قراءاتهم فضبطوا قراءتهم بالقواعد المتأخرة. ولذا لا يجوز لنا ان نقول ان اهل ليس عندهم غفول وانطلقوا من غير وصول بل علماء الاصول لما وقع الاصطلاح صبروا احوال الصحابة وارادوا ان يضبطوا منهجهم فاخطأوا في التأصيل احيانا وكثر خطأهم في التنزيل اذ استخدموا التقعيد ونسبوا الوحي فكم من مسألة الفقيه يتكلم فيها بطريحته وبرده لهذه الفروع على اصول ويكون قد جاء فيها نهر الله وورد فيها قال قال رسول الله او قال فلان من الصحابة ومتى جاء نهر الله بطل نهر معقل. فلا حاجة لنا للقرائح المتأخرة. اذا جاء النص عن الصحابة والتابعين. من الكلمات الجميلة التي فيها التفريق بين اهل السنة واهل اهل الحديث واهل الظاهر كلمة للامام ابن رجب في رسالته المشهورة بيان فضل علم السلف على الخلف يقول محذرا يقول وليكن الانسان على حذر مما حدث بعد الصحابة والتابعين. فانه حدث بعدهم حوادث كثيرة وحدث من انتسب الى متابعة السنة والحديث من الظاهرية ونحوهم. وهو اشد مخالفة لها لشذوذه عن الائمة وانفراده عنهم بفهم يفهمه او باخذ او باخذ ما لم ياخذ به احد من الائمة قبله قول احذر ظهر قوم اخذوا بالظواهر فكانوا ابعد من الاحاديث عن الفقهاء الجامدين وهذا يأتينا بيانه لاحقا ان شاء الله تعالى السمة الرابعة التي تميز اهل الحديث عن غيرهم وهم بهذه السمة يمتاز عن الفقهاء كراهيتهم للرأي والقياس كراهيتهم للرأي والقياس وهم في هذه السمة وسط بين الفقهاء وبين اهل الظهر. فاهل الظاهر يرفضون الرأي بالكلية. واهل الحديث في المستجدات يذكرون الرأي ولا يلزمون به احدا الصحابة افتوا برأيهم فيما لم يجدوا فيه نصا عن نبيهم. صلى الله عليه وسلم. فرفض الرأي بالكلية ليس بصواب. القيام الحاق النظير بالنظير والشبيه بشبيه. مما ورد في رسالة عمر الى ابي موسى الاشعري ولكن القياس يعمل فيه بحذر وقدر ولذا مسألة القياس اشغلت احمد الامام احمد فلما التقى الامام احمد بالامام الشافعي قال له القياس احمد يقول للشافعي القياس فقال الامام الشافعي رحمهما الله قال عند الضرورة. قال عند الضرورة. فكان اهل الحديث وسطا. ما له قياس هذا الرأي بالكلية ولا اعمل الرأي والقياس مقابل الامر فالعقل نتاجه وقريحة وقريحة اهله وقريحة الفقهاء في المسألة التي لم يرد فيها تذكر ولا يكون فيها الزام. الفقهاء يلزمون. ولا سيما المتعصبة وكما يقول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى يقول الشرع قاض والعقل شاهد. ويجوز للقاضي ان يطرد الشاهد متى شاء ويقول في كلمة بليغة عميقة يقول الشرع ولى العقل ثم عزله. الشرع لا اللي في المجنون لا يكلف الا العاقل لكن عزله اذا جاء النص العقل معزول. وكما يقول الشاعر عقل العاقل وعلم العليم اختلف من ذا الذي قد احرز الشرف فالعقل قال انا احرصت غايته والعلم قال انا الرحمن باتصفا فايقن العقل ان العلم فقبل العقل رأس العلم وانصرف. فقبل العقل رأس العلم وانصرف. فالعلم قاض على العقل فاهل الحديث يكرهون التشقيقات والتفريعات والمسائل التي لم تقع بعد والمسائل التي تحمر وتصفر فيها الوجوه والتي تلقى للامتحان للاحراج التي يمتحن فيها الناس. لان اهل الحديث مذهبهم ان يعبدوا الله عز وجل ليست ليس مذهبهم التصورات والتخيلات مذهب اقرب للفلسفة والامور التصورية المحضة. ولذا ورد عن زيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وغير واحد من الصحابة انهم كانوا يسألون عن مسائل ما وقعت فكانوا يجيبون ويقولون دعوها حتى تقع لكرههم للرأي والقياس المسائل التصورية والتشقيقات والاحتمالات العقلية والممكنة هذه ليس بحاجة لها. انظر مثلا في حواشي اه الشافعية بعض الشافعية على تحفة المحتاج يذكرون احتمالات واشياء لا يمكن ان تقع حتى وجدت في بعض حواشي تحفة المحتاج يقولون لو ان رجلا لو ان ذكر الرجل قسم اقسام بقسم وزنا بقسم وما ادري ايش القسم. كيف نحده؟ وايش هذا؟ كله كلها تصورات وخيالات ولا يمكن ان تقع لا يمكن ان تقع لا يمكن ان تقع ابدا فمذهب اهل الرأي مذهب اهل الحديث انهم يقرأون الخوض في الرأي ويطلبون العلم ليكون عملا ليكون منهجا لهم في الحياة يتعبدون الله عز وجل به. وانصح بقراءة باب من ابواب كتاب جامع بين العلم وفضله. لابن عبدالبر عقد بابا اورد تحته اثارا كثيرة جميلة. ولا يتسع الوقت للتفصيل. قال باب ما جاء في ذم القول في دين الله بالرأي والظن والقياس من غير اصل. اذا وجد له اصل ونلحق النظير بالنظير فلا حرج. وبهذا يمتازون عن الظاهرية. قال باب ما جاء. في ذم القول في دين الله بالرأي والظن والقياس على غير اصل. وعيب الاكثار من المسائل دون اعتبار هذا هذه هي الميزة الرابعة او السمة الرابعة من سمات اهل الحديث بقيت سمة خامسة اخيرة لاهل الحديث وهي كراهية افراد فقه الفروع بالتدوين. وتأليف السنن والمسانيد واحاديث الاحكام. سمعت اهل الحديث يجمعون الفاظ النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يجمعوا المسائل بالتأليف. فيذكرون تحتها ما وقع وما لم يقع ويذكرون تحتها الكلام المجرد عن الدليل فاهل الحديث بتاريخهم الطويل سلكوا سبيلا مضطردا وخالفوا فيه الفقهاء فلم يعتنوا بتدوين الفقه من غير ذكر الادلة لانهم كانوا يرون ان العلم كله في الاثار. وقفت على خبر جميل في ترجمة محدث اسمه معاوية بن صالح. لما التقى محمد بن وضاح القرطبي وهو يطلب العلم وذكرت لكم في المحاضرة الماضية ان ابن وضاح وبقي ابن مخلد لما رجعوا من المشرق الى المغرب الى الاندلس حولوا الاندلس الى الى دار سنة. دار الاندرويد اصبحت دار سنة بعمل هذين الامامين. محمد بن وضاح القرطبي وبقي بن مخلد جمعوا الاحاديث والاثار فصبغوا الاندلس بعد جمعهم لهذه الاثار حولوها من دار تشتغل بالفروع واقوال البشر فجعلوها دار سنة. ففي مرحلة قدوم محمد بن وضاح الى المشرق التقى بالامام الجهوي الكبير ابي زكريا اه يحيى ابن معين. فاستغرب ابن معين كيف ان اهل الاندلس لم يجمعوا احاديث معاوية بن صالح فاجابه ابن وضاح بان بلده يومئذ لم تكن بلد علم والاندلس كان فيها فقهاء المالكية وقد انشغلوا بتدوين فقه ما لك ومع هذا فان محمد بن وضاح ايش يقول؟ يقول ما كانوا اهل علم. فاعملوا روايات معاوية بن صالح فاذا ما هو العلم عند محمد بن وضاح القرطبي جمع السنن والاثار هو العلم. اما حفظ قول البشر ليس علما انا احفظ اقوال فلان وقال فلان واقوال فلان اليس العلم ان تحفظ قال الله قال رسول الله قال الصحابة قال التابعون. وبهذه الميزة يختص اهل الحديث عن اهل الظاهر وعلى الفقهاء هم اهل تتبع الاثار يتطلبون حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويتطلبون اقوال الصحابة واقوال التابعين. لذا البخاري ومسلم في صحيحيهما والترمذي في جامعه هذه الكتب جوامع البخاري جامع مسلم صحيح البخاري جامع صحيح مسلم جامع. سنن الترمذي جامع. بخلاف سنن ابي داوود وبخلاف سنن ابن ماجة. وبخلاف سنن النسائي. والجواب تحتوي الدين كله. فيها توحيد فيها كتب كتاب في التفسير. كتاب فيه شرط الساعة. كتاب في الاذكار. غير السنن. هذه الجوامع شملت الدين كله فالذي يقرأ الصحيحين وكتب السنن فهم الدين كله طوعا بعد ان يقرأ كتاب الله عز وجل. طبعا القراءة التي اريد القراءة مع الفهم وتتابع العلماء مدار خلاف العلماء المعتبر على زيادات الفاظ في المسائل الفقهية اعتنى بها ابو داوود واعتنى بها قبله ما لك واعتنى بها بعده درى قطني علي ابن عمر ولما وجد عبد الملك ابن ايمن الاندلسي سنن ابي داود قد حوت اقوال اصول اقوال الائمة الا الاقوال التي ليس عليها ادلة نقلية الف ابن ايمن مستخرجا على سنن ابي داوود يعني اتى بالاحاديث والزيادات التي عليها. وانا كفيل بطالب العلم ادمن في النظر في كتب السنن وان اراد ان يكون فقيها فينبغي ان يعتني بموطأ مالك وبسنن ابي داوود وبسنن الدار قطمي عبارة عن زيادات يحتاج بها الفقهاء فتحرير هذه الزيادات يظهر الصواب الراجح من المرجوح لطالب العلم وهنالك مجال كبير في ان تجمع هذه الزيادات وان تتخذ هذه الكتب اصولا وان يعرض الفقه نقلي دون النوازل التي تحتاج الى القرائح. وهذا للاسف مع وجود الثورة الحديثة في التكنولوجيا والجمع الا ان الهمم كليلة ولذا كلما اتسع الانسان في تطلب الخبر ضاق عليه استعمال الري كلما توسع في جمع الاخبار ضاق عليه استخدام الرأي. ولذا بعض من صنف في فقه الخلاف للفقهاء ما ذكر مذهب احمد بل بعضهم تبجح وقال احمد ليس بشرعي. والذي جعله يقول هذا ان احمد رحمه الله استغنى الاثار عن المولدات وقرائح الاخطار كان اثريا خالصا ولن ندون احمد كتابا في الفقه. وكل مسائله التي اجاب فيها من غير اثر كان مجيبا على سؤاله. ما هو بادر كان مجيبا على سؤال وجل اسئلته في من يصغرها يعلم علم اليقين انه يعزوها الى من قبله من الائمة المعتبرين وجدت مقولة للكنوي وهو المتأخرين علماء الهند يقول ان اكثر المسائل الفرعية والاصلية التي اختلف العلماء فيها فمذهب المحدثين اقوى من مذاهب غيرهم. ثم قال حشرنا الله في زمرتهم واماتنا على حبهم وسريرتهم. هذه اخواني سمات عامة ليست لاهل الحديث وانما هي سمات عامة لاهل الحديث فيما امتازوا به عن اهل الظاهر وعن الفقهاء ما ينبغي ان يخرج الانسان عن عن اهل الحديث وذكرت في المحاضرة الاولى ان اهل الحديث اهل السنة السلفية هي اصطلاحات متعددة لحقيقة واحدة. فاذا خالف رجل في مسألة فلا ينبغي ان نخرجه عن كونه من اهل الحديث الا بواحدة من ثلاثة الاول ان تخالف اصوله اصول اهل الحديث كان يرى مثلا التعصب او التمذهب او لا يرى حجية اقوال الصحابة الثاني ان تكثر اخطاؤه كثرة شديدة فاحشة تنبئ عن فساد اصوله ثالثا ان نشارك اهل البدع في المسائل التي اصبحت علامة لهم. ان يشارك اهل البدع في المسائل التي اصبحت علامة النوم ومما ينبغي ان يذكر ان اهل الحديث على اختلاف اعصارهم وابصارهم متشابهون دون غيرهم ثابتون على اقوالهم ولكن لا يلزم من تشابههم انهم متطابقون تماما في كل فتاويهم ومسائلهم ولذا لما ذكرت لكم نماذج واخترتها من المغني والمجموع والمحلى لما يذكر مذهب اهل الحديث وجدنا انه غالبا ما يقع ذكر لاهل الحديث قلنا يكون من باب عطف العام على الخاص يذكر اهل الحديث ويذكر مذهب احمد. ويذكر مذهب مالك ويذكر مذهب الشافعي يذكر مذهب الاوزاعي. يذكر مذهب اسحاق بن راهوين هؤلاء كلهم اهل حديث فهد الحديث يجمعهم سمات عامة ولا يلزم ان يقع التطابط في كل فتوى بينهم. اسمعوا لهذا النقد العجيب لشيخ الاسلام في مجموع الفتاوى المجلد الرابع والثلاثين صفحة مائة وثلاثة عشر. يقول بصدد كلامه عن مذهب احمد وهو يتكلم عن الامام احمد ومذهب الامام احمد يقول موافقة احمد للشافعي واسحاق اسحاق بن راوي اكثر من موافقته لغيرهما وانا ذكرت لكم ان الامام ابن حجر فتح الباري صبر مذهب الامام البخاري والامام البخاري كغيره من اخوانه كمسلم واصحاب السنن من اهل الحديث انظر في ترجمة البخاري وترجمة مسلم واصحاب السنن. في كتب طبقات الفقهاء. تجد الشافعية جعلوا قاري ومسلما وابا داوود من الشافعية والحنابلة جعلوه من الحنابلة. والحنفية جعلوه من حنفية والمالكية جعلوه من المالكية للتعصب الذي عنده. فهم لو استطاعوا ان يجعلوا عمر وابو بكر وعثمان وعلي الصحابة من مذهبهم لفعلوا. من شدة تعصبه لكن لما صبر الحافظ ابن حجر مذهب البخاري قال مذهب البخاري مأخوذ بالموافقة لا بالتقليد فجل مذهب الامام البخاري مأخوذ من مذهب الشافعي ومذهب ابي عبيد القاسم ابن سلام بالموافقة والادلة. وليست وليس بالتقليد. يقول شيخ الاسلام موافقة احمد للشافعي واسحاق ابن راوي اكثر من موافقته لغيرهما. واصوله اصولهما اشبه منها باصول غيرهما. وكان يثني عليهما ويعظمهما ويرجع اصول مذهبهما على من ليست اصول مذاهبه كاصول مذاهبهم ومذهبه مذهب احمد الذي يشبه مذهب اسحاق وشافي. يقول ومذهبه ان اصول فقهاء الحديث اصح من اصول غيرهم. والشافعي واسحاق هما عنده من اجل فقهاء الحديث في عصرهما. اذا الشافعي من اهل الحديث واسحاق من اهل الحديث واحمد من اهل الحديث. لكن هل هم متماثلون ام هل هم متشابهون في كل ما يقولون الجواب لا. لكن الذي يدرس الفقه فيما يسمى اليوم فقه المقارن. يجد غالبا عند الخلاف يقول الشافعي واحمد في شق وابو حنيفة ومالك في شق فهل الحديث تجمعه بسمات وبينهم خلاف في بعض المسائل والخلاف يكون بين الجيل الذي قبله. مضغوط بقواعد منهجية مطردة وبهذا يمتازون عن اهل الظاهر. من سمات اهل الحديث كما يقول ابو المظفر سمعاني انهم مؤتلفون. متفقون وانهم اهل ثبات واستقرار على الحق لا يعرفون التحول ولا التنقل. استدل لكائي عن عمر بن عبدالعزيز قال كانوا يكرهون اختم بمقولة ابي المظفر السمعاني التي فيها بيان ان اهل الحديث بينهما ائتلاف واتفاق بخلاف غيرهم. يقول ومما يدل على ان اهل الحديث هم اهل الحق انك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من اولهم الى اخرهم قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بين ديارهم وسكون كل واحد منهم قطرا من الاقطار وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد يجرون فيه على على لا يحيدون عنها. ولا يميلون فيها. قولهم في ذلك واحد. وفعلهم واحد. لا بينهم اختلافا ولا تفرقا في شيء ما وان قل، بل لو جمعت جميع ما جرى على السنتهم نقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء من قلب واحد وجرى على لسان واحد وهل على الحق دليل ابين من هذا؟ ثم يقول اما اذا نظرت الى اهل الاهواء والبدع رأيتهم متفرقين مختلفين وشيعا احزابا. لا تكاد تجد اثنين منهم على طريقة واحدة في الاعتقاد. يبدع بعضهم بعضا بل يترقون الى التكفير. يكفر الابن اباه. والرجل اخاه والجار جاره. تراهم ابدا. في تنازع وتباغض واختلاف تنقضي اعمارهم ولما تتفق كلماتهم تحسبهم جميعا وقلوبهم ستة ذلك بانهم قوم لا يعقلون. او ما سمعت ان المعتزلة مع اجتماعهم في هذا اللقب يكفر البغداديون منهم البصريين والبصريون منهم البغداديين ويكفر اصحاب ابي علي ابنه ابا هاشم واصحاب ابي هاشم يكفرون اباه ابا علي وكذلك سائر رؤوسهم وارباب المقالات منهم. اذا تدبرت اقوالهم رأيتهم متفرقين يكفر بعضهم بعضا ويتبرأ بعضهم من بعض. وكذلك الخوارج والروافض فيما بينهم. وسائر المبتدعة بمثابتهم. ثم يقول وكان سبب في اتفاق اهل الحديث انهم اخذوا الدين الكتاب والسنة وطريقة النقل. فاورثتهم الاتفاق والائتلاف واهل البدعة اخذوا الدين من المعقولات والاراء فاورثهم الافتراق والاختلاف. معتقد اهل السنة واحد. والخلاف فيما استجد يقول ابن القاسم وعمر ابن عبد العزيز ما احب لو ان لي كذا وكذا من حمر النعم وان الصحابة لم يختلفوا. كان اختلاف الصحابة يعجب بعض التابعين. وليس اعجاب التابعين باختلاف الصحابة لانهم لا يحبون الافتراق. وانما لان الصحابة سنوا لهم الخلافة في هذه المسائل. فلو ان الصحابة ما اختلفوا واختلف من بعدهم لكان من بعدهم قد هلك ولد ائمة التابعين كانوا يعجبهم ان اختلافا ما وقع بين الصحابة. لماذا؟ لان الاصل اجتماع وليس فاهل الحديث متماثلون متفقون غير مختلفين. الا في مسائل اختلف فيها اسلافه والخلاف العالي غار. والله الموفق ولنا بقيت لنا كلمة نتكلمها ان شاء الله. نركز فيها على بين اهل الحديث واهل الظاهر والله الموفق. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين