يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. تقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد صافي الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على خير البرية ومنجي البشرية خليل الرحمن وصفية محمد صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وازواجه الى يوم الدين اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. احييكم اعزائي المشاهدين والمشاهدات طلاب وطالبات اكاديمية زاد المستوى الرابع مرحبا بكم على مائدة من موائد القرآن وسورة من سور القرآن كنا قد اخذنا في اللقاء الماضي تفسير سورة قريش واليوم موعدنا مع سورة الماعون وهي سورة مكية ابتدأها الله عز وجل بقوله ارأيت الذي يكذب بالدين كذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون ابتداها الله عز وجل بقوله ارأيت الذي يكذب بالدين اي ارأيت يا محمد الذي يكذب بالحساب والجزاء وثواب الله وعقابه فلا يطيعه في امره ونهيه كذلك تعريفهم بهذا الذي يكذب الدين فذلك ذاته هو الذي يكذب بالدين هو الذي يدفع اليتيم عن حقه ويظلمه ويقهره وادعوا هو الدفع بعنف يقال منه دعت فلانا عن حقه فانا ادعه دعا ومنه قوله تعالى وهذا من تفسير القرآن بالقرآن يوم يدعون الى نار جهنم دعا ان يدفعون ويدعون بعنف اجارنا الله واياكم ثم قال تعالى ولا يحض على طعام المسكين فلا يطعمه ولا يأمر باطعامه فلا هو يحث نفسه ولا يحث غيره لانه يكذب بالجزاء ويبخل بالمال فهذا معناه وقد جيء في يكذب ويدع ويحض بصيغة المضارع لافادة التكرار اي انه يتكرر من هذا الشخص ويداوم عليه دائما يكذب ودائما يدع ودائما لا يحض على طعام المسكين ثم قال تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. مر بنا معنى الويل ومعانيه المختلفة والاظهر الاجمع انه كلمة وعيد وهي تتكرر في القرآن كثير اي فوعيد وهلاك وعذاب يوم القيامة للذين هم من اهل الصلاة وقد التزموا بها ثم هم عنها ساهون اما عن فعلها بالكلية كما قال ابن عباس رضي الله عنهما واما عن فعلها في الوقت المقدر لها شرعا قال عطاء بن دينار الحمدلله ان الله قال عن صلاتهم ساهون ولم يقل في صلاتهم ساهون لانه لو قال في لاصبحت اكثر الامة في صلاتها الا من رحم الله عز وجل والصلاة تحتاج الى مجاهدة في خشوعها وخضوعها. ليست بالامر السهل الهين ولكن والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. الذي يحاول يجاهد نفسه على الخشوع يسير في درجات كمال الصلاة ثم اذا لم يكن فيرقعها بالنوافل حتى تكتمل وفي صحيح مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى اذا كانت بين قرني شيطان قام فنقرها اربعا لا يذكر الله فيها الا قليلا اللهم عافنا يا رب واجرنا من النفاق واجرنا من هذه الصفة فالحديث خطير جدا في تأخير الصلاة عن وقتها اللهم انا نسألك المعافاة قال تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى اذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها اربعا لا يذكر الله فيها الا قليلا الذين هم يراؤون يراؤون الناس بصلاتهم يعني ان صلوا او يراؤون الناس بكل ما عملوه من اعمالهم البر ليثنوا عليهم. وهذا كما قال تعالى واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا وهنا فائدة وهي ارتباط الكسل عن الصلاة بالرياء قالها الله في سورة الماعون هنا فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساو ساهون الذين هم يراؤون الكسل عن الصلاة والسهو عنها مرتبط بالرياء وكذلك في هذه الاية قاموا الى الصلاة كسالى يراؤون الناس ايضا مرتبط بالرياء وهذه من المناسبات المناسبات المعاني بين سور القرآن الكريم ومن اراد يعني كتاب مرجع مثل هذا هو كتاب الامام البقاعي نظم الدرر في تناسب الايات والصور يقع تقريبا في ثلاث مجلدات او بعض الطبعات اكثر او اقل من ذلك. نظم الدرر في تناسب الايات والصور هو اشهر كتاب في تناسب ولاية الصور هناك كتب اقل منه ككتاب السيوطي المناسبات بين الصور وغيره وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قال الله تبارك وتعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه تركته والشركة اما قوله تعالى ويمنعون الماعون اي لا احسنوا عبادة ربهم ولا احسنوا الى خلقه. حتى ولا باعارة ما ينتفع به ويستعان به مع بقاء عينه ورجوعه اليهم والماعون طبعا مأخوذ من المعن وهو القليل وهو اسم لما يتبادله الناس اليوم بينهم من الدلو والفأس والقدر ولا يمنع كالملح والماء وغير ذلك اي شيء ينتفع به من الاواني والادوات يسمى ماعون من فوائد الايات ايها الاحبة الواجب على المرء وعلى المرأة ان يتلو هذه الصورة ويعرف ما فيها وان ينظر في نفسه هل هو ممن اتصف بهذه الصفات او لا وبالمناسبة ايها الاخوة ايها الاخوات كثير من الناس ينزل الايات على غيره ولا ينزلها على نفسه فاذا قرأ صفات الضالين او المغضوب عليهم رماها على اليهود والنصارى دون ان يتدبر في نفسه بينما الصواب ان ينظر في نفسه اي شيء فيه من هذه الصفات فيتجنبها لذلك قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في معنى غير المغضوب عليهم قال اليهود ومن نحى نحوهم الضالون النصارى ومن نحى نحوهم وقال وجمع عمر رضي الله عنه يوما الصحابة فقال يا اصحاب محمد نزلت هذه الاية في علماء بني اسرائيل ان الذين يكتمون ما انزلنا من الهدى والبينات من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. يا اصحاب محمد نزلت هذه الاية في علماء بني اسرائيل فقد مضى القوم ولم يعنى بها سواكم لذلك الواجب في النظر في صفات المنافقين ان ننظر في انفسنا ولا نحولها على فرقة او طائفة دون ان نفرغ منها. لذلك ايها الاخوة لابد ان ينظر الانسان في نفسه فيه اي شيء من هذه الصفات فيجاهد نفسه على التخلص منها والقرآن الكريم ليس المقصود منه ان يتلوه الانسان يتعبد الله بتلاوته فقط بل المقصود ان يتأدب به ايضا. ولذلك ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن. اي اخلاقه التي يتخلق بها يأخذها من القرآن ونستأنف باذن الله بعد هذا الفاصل هل كرم المرأة احد مثلما كرمها الاسلام؟ فالنساء شقائق الرجال وانما خصت المرأة ببعض الاحكام كاعفائها من الجمع والجماعات مراعاة لانوثتها. لا تحقيرا لها فللمرأة حقها في التعليم وقد خصص النبي صلى الله عليه وسلم درسا لتعليم النساء ولا يمنعها الحياء من طلب العلم. قالت عائشة رضي الله عنها نعم النساء نساء الانصار لم يكن يمنعهن الحياء ان يتفقهن في الدين والتعليم حق للمرأة على ابيها وزوجها عن علي ابن ابي طالب في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة قال علموهم وادبوهم وتعلم المرأة زوجها ان كانت اعلم منه قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي رافع حين علمته زوجته بعض الاحكام. يا ابا رافع انها لم تأمرك الا بخير. والتاريخ الاسلامي زاخر بالنساء العالمات المعلمات يا عائشة ام المؤمنين قال عطاء بن ابي رباح كانت عائشة افقه الناس واعلم الناس واحسن الناس رأيا في العامة ومنهن عمرة بنت عبدالرحمن الانصارية. وحفصة بنت سيرين البصرية وفاطمة بنت عباس البغدادية. فتعلمي واعملي وابشري. قال تعالى ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فاولئك يدعون يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا حياكم الله من جديد اما في قوله تعالى الذين هم عن صلاتهم ساهون فالسهو حقيقته عن امر سبق علمه وهو في الاية مستعار للاعراض والترك عن عمد على وجه التهكم مثل قوله تعالى وتنسون ما تشركون اي تعرضون عنهم ومثله استعارة الغفلة للاعراض في قوله تعالى بانهم كذبوا باياتنا وكانوا عنها غافلين اي معرضين وقوله تعالى والذين هم عن اياتنا غافلون. اي معرضون فاستعار الغفلة للتعبير عن الاعراض هذا باجمال وباختصار ما يتعلق يعني عن بعض الفوائد الاجمالية عن هذه الصورة ونعود الان واياكم مع بعض الفوائد المتناثرة والتفصيلات عن هذه الصورة اما الصورة كما ذكرنا لكم سبع ايات وهي مكية وقوله تعالى ارأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يكذب اما قوله تعالى ارأيت الذي يكذب بالدين معناه اي بالجزاء والحساب في الاخرة والمعنى ارأيت الذي يكذب بالدين امصيب هو ام مخطئ واختلف في من نزل فيه هذا تذكر ابو صالح عن ابن عباس قال نزلت في العاصي ابن وائل السهم وقاله الكلب مقاتل وقال الظحاك عنه نزلت في رجل من المنافقين وقال السدي نزلت في الوليد بن المغيرة وقيل في ابي جهل وقيل في عمرو ابن عائض والصحيح ان هؤلاء امثلة لمن نزلت فيهم والا الحقيقة ان معظم المفسرين يقولون انها نزلت في المنافقين عموما او في من يتصف بصفاتهم لذلك قال الله عز وجل بعد ذلك ذلك الذي يدع اليتيم يدع او يدفع. كما ذكرنا لكم الاية وهي من تفسير القرآن بالقرآن يدعون الى نار جهنم دعا وقال الضحاك عن ابن عباس فذلك الذي يدع اليتيم ان يدفعه عن حقه ويقهره ويظلمه والمعنى على كل حال متقارب ويقولون انما يحوز المال من يطعن بالسنان كان بعض الجاهلين يمنع الارث عن النساء والصبيان فكانوا يحتجون بهذا يقولون انما يحوز المال من يطعن بالسنان ويضرب بالحسام وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من ضم يتيما من المسلمين حتى يستغني فقد وجبت له الجنة ما اعظم هذا الحديث منضم يتيما من المسلمين حتى يستغني فقد وجبت له الجنة. وهو كقوله صلى الله عليه وسلم انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وقوله تعالى ولا يحض على طعام المسكين اي لا يأمر به من اجل بخله وتكذيبه بالجزاء وهو مثل قوله تعالى في سورة الحاقة وهذا من تفسير القرآن بالقرآن ولا يحض على طعام المسكين. وليس الذم عاما يتناول من تركه عجزا ولكنهم كانوا يبخلون ويعتذرون اليوم ويقولون انطعم من لو يشاء الله اطعمه فنزلت هذه الاية فيهم وتوجه الذم اليهم فيكون معنى الكلام لا يفعلونه ان قدروا ولا يحثون عليه ان عسروا اما قوله تعالى فويل للمصلين اي عذاب لهم وتقدم معنا قبل قليل الذين هم عن صلاتهم ساهون روي عن ابن عباس قال هو المصلي الذي ان صلى لم يرجو لها ثوابا وان تركها لم يخشى عليها عقابا. وعنه قال الذين يؤخرونها عن وقتها وكذا روى المغيرة عن ابراهيم قال ساهون باضاعتها باضاعة الوقت وعن ابي العالية قال لا يصلونها لمواقيتها ولا يتمون ركوعها وسجودها قال القرطبي ويدل على هذا قوله تعالى فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة. نسأل الله السلامة وعن ابن عباس ايضا قال هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها تهاونا بها المنافقون يتركون الصلاة سرا يصلونها علانية واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى ويدل على انها في المنافقين قوله تعالى الذين هم يراؤون وقال وهب عن مالك قال ابن عباس ولو قال في صلاتهم ساهون لكانت في المؤمنين وقال عطاء وذكرنا لكم ان عطاء هنا عطاء ابن دينار لان هناك عطاء بن ابي رباح وهناك عطاء خرساني لكن عطاء هنا المهمل قيل في بعض التفاسير انه عطاء ابن دينار قال الحمدلله الذي قال عن صلاتهم ولم يقل في صلاتهم قال الزمخشري في الكشاف فان قلت معنى عن انهم ساهون عنها سهو ترك لها وقلة التفات اليها وذلك فعل المنافقين او الفسقة من المسلمين ومعنى في ان السهو يعتريهم فيها بوسوسة الشيطان او حديث نفس وذلك لا يكاد يخلو منه مسلم معناه اذا كان السهو عنها فالمقصود بها المنافقين واذا كان السهو فيها فانه لا يخلو منه مسلم الا من جمله وكمله الله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يقع له السهو في صلاته فظلا عن غيره ومن ثم اثبت الفقهاء باب باب سجود السهو في كتبهم قال ابن العربي لان السلامة من السهو محال وقد سهى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته والصحابة اما قوله تعالى الذين هم يراؤون اي يري الناس انه يصلي طاعة وهو يصلي تقية كالفاسق يري انه يصلي عبادة وهو يصلي ليقال انه يصلي وحقيقة الرياء طلبوا ما في الدنيا بالعبادة واصله طلب المنزلة في قلوب الناس واولها تحسين السمت. وهو من اجزاء النبوة ويريد بذلك الجاه والثناء وثانيها الرياء بالثياب القصار والخشنة ليأخذ بذلك هيئة الزهد في الدنيا وثالثها الرياء بالقول. باظهار التسخط على اهل الدنيا واظهار الوعظ واظهار الوعظ والتأسف على ما يفوت من الخير والطاعة ورابعها الرياء باظهار الصلاة والصدقة او بتحسين الصلاة لاجل رؤية الناس وذلك يطول وهذه بعض الاشياء التي ذكرها ابن العربي في كتاب احكام القرآن وهو كما ذكرت لكم من افضل الكتب هو في احكام القرآن على المذهب المالكي وهناك احكام القرآن على المذهب الشافعي الهراسي الطبري وهناك احكام القرآن على المذهب الحنفي للجصاص وكل هذه الكتب مطبوعة وموجودة ولا يكون الرجل مرائيا باظهار العمل الصالح ان كان فريضة فمن حق الفرائض الاعلان بها وتشهيرها لقوله عليه السلام ولا غمة في فرائض الله لانها اعلام الاسلام وشعائر الدين ولان تاركها تاركها يستحق الذم والمقت فوجب اماطة التهمة بالاظهار وان كان تطوعا فحقه ان يخفي لانه لا يلام بتركه ولا تهمة فيه فان اظهره قاصدا للاقتداء به كان جميلا وانما الرياء ان يقصد بالاظهار ان تراه الاعين ستثني عليه بالصلاة وقوله تعالى ويمنعون الماعون فيه اقوال كثيرة ما المقصود بالمعون؟ ذكرت لكم خلاصته ولكن لا بأس في شيء من التفصيل للفائدة الاول ان المراد بالماعون انه زكاة اموالهم. اي يمنعون زكاة المال والقول الثاني ان الماعون المال بلسان قريش المال بلسان قريش والقول الثالث اسم جامع لمنافع البيت كالفأس والقدر والنار وما اشبه ذلك. وهذا القول قاله ابن مسعود وروي عن ابن عباس ايضا والقول الرابع ذكر الزجاج ابو عبيدة والمبرد ان المعونة في الجاهلية كل ما فيه منفعة حتى الفأس والقدر والدلو والقداحة وكل ما فيه منفعة من قليل وكثير ونستأنف بقية هذه الاقوال باذن الله بعد هذا الفاصل بشرى لنا زاد اكاديمية للعلم كالازهار في البستان ربما تحب احد الابناء او البنات اكثر من اخوتهما. اما لبره او ادبها او غير ذلك ولكن هل يجوز ان تفضل من تحب في العطية وتخصه بالهدايا دون الاخرين لنستمع الى هذه القصة التي جرت لصحابي جليل النعمان بن بشير يقول رضي الله عنه سألت امي ابي بعض الموهبة لي من ما له فوهبها لي فقالت لا ارضى حتى تشهد النبي صلى الله عليه وسلم فاخذ بيدي وانا غلام فاتى بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا بشير الك ولد سوى هذا؟ قال نعم. فقال اكل لهم وهبت لهم مثل هذا؟ قال لا. قال فلا تشهدني اذا فاني لا اشهد على جور ففي هذا الحديث تحذير من تفضيل احد الابناء على اخوته وانه من الجور والظلم ولم يفرق بين الذكر والانثى وذلك لما يؤدي اليه من الكراهية والنفور بينهم. ولا حرج في الميل القلبي لاحد الاولاد دون غيره لان ذلك امر ليس في مقدور العبد وانما الذي يحرم ان يفضل المحبوب على غيره بالعطايا دون سبب شرعي. فان حصل مثل هذا التفضيل وجب رد عطية او اعطاء الاخرين مثل اخيهم. ويجوز التفضيل بين الاولاد اذا كانت هناك اسباب وجيهة تدعو الى ذلك كأن يخص احد اولاده لمرض اصابه او فقر وحاجة المت به او لاشتغاله بطلب العلم. ونحوه من الفضائل وللوالد ان يمنع العطية عمن يستعين بها على معصية الله تعالى. ويعطيها لمن يستحقها. قال تعالى تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان اتقوا الله ان الله شديد العقاب حياكم الله من جديد وصلنا الى القول الخامس في في المراد بالماعون الخامس انه العارية اي الذي يعار الى الناس لينتفعوا به والقول السادس انه المعروف كله الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم وهذا قول محمد بن كعب القرظي والكلبي القول السابع انه الماء هو الكلأ والقول الثامن انه الماء وحده كما قال الفرا في كتابه معاني القرآن الذي ذكرته لكم سابقا قال هنا سمعت بعض العرب يقول ان الماعون الماء والقول التاسع انه منع الحق. قاله عبدالله بن عمر والعاشر انه المستغل من منافع الاموال والحادي عشر ان الماعون الطاعة والانقياد وقيل لعكرمة مولى ابن عباس من منع شيئا من المتاع كان له الويل هذا القول جميل لعكرمة مولى ابن عباس والمقصود به من يستحق الويل هل هو صاحب الصفة الواحدة من هذه الصفات المذمومة التي ذكرها الله ام الذين ذكر الله صفاتهم كلهم فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون. يعني من المستحق فقيل لعكرمة مولى ابن عباس من منع شيئا من المتاع كان له الويل؟ فقال لا الصفة الواحدة لا ولكن من جمع ثلاثهن فله الويل يقصد يعني ترك الصلاة والرياء والبخل بالماعون قال القرطبي كونها في المنافقين اشبه يعني هذه الصفات الثلاث وبهم اخلاق لانهم جمعوا الاوصاف الثلاثة ترك الصلاة والرياء والبخل بالمال. قال تعالى واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا قليلة وقال ولا ينفقون الا وهم كارهون. وهذه احوالهم ويبعد ان توجد من مسلم محقق ابدا وان وجد بعضها فيلحقه جزء من التوبيخ وذلك في منع الماعون اذا تعين كالصلاة اذا تركها والله اعلم انما يكون منعا قبيحا في المروءة في حال في غير حال الضرورة والله اعلم. لان المسلم كما ذكرنا المسلم العادي لا لا يبعد ان يلحقه اي صفة من صفات المنافقين ولكن عليه ان يعرفها ويتطهر منها ويتوب الى الله. عسى الله ان يتوب عنا وعنكم فنحن نقصر ومن ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط نقصر احيانا في الصلاة عن وقتها ونقصر احيانا ونسهو في ذات الصلاة ونقصر احيانا عن اطعام المساكين ونغفل عنهم بل نغفل ايضا عن الحظ على اطعامهم. وقد ينسى بعظنا ويغفل فلا يعطي الماعون وهو الشيء يعني السهل التافه الذي لا يكلف الانسان شيئا لذلك علينا ان ننتبه ايها الاخوة ايها الاخوات وايضا هنا فائدة في تسمية الصورة ذكرها الطاهر بن عاشور. يعني في تعدد اسمائهم قال عن ابن عطية هو صاحب المحرر الوجيز وهو كتاب مطبوع محقق في اكثر من جهة والان كما ذكرت لكم يحقق في الجامع الاسلامية في المدينة المنورة عنونها ابن عطية بصورة ارأيت الذي وقال الكواشي في التلخيص سورة الماعون يعني هذه من اسمائها وسورة والدين وصورة ورأيت وفي الاتقان وتسمى سورة الدين وفي حاشيتي الخفاجي وسعدي تسمى سورة التكذيب وكل هذه يعني كلمات موجودة في هذه السورة وقال البقاعي في نظم الدرر وهذا الكتاب الذي ذكرته لكم يتحدث عن التناسب بين الايات والصور سماها سورة اليتيم فهذه ست اسماء من اسمائها وعدت السابعة عشرة في عداد نزول السور بناء على انها مكية نزلت بعد سورة التكاثر وقبل سورة الكافرون قوله تعالى ارأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين قال الطاهر بن عاشور الاستفهام عمل في التعجيب من حال المكذبين بالجزاء وما اورثهم التكذيب من سوء الصنيع فالتعجيب من تكذيبهم بالدين وما عليه من دع اليتيم وعدم الحض على طعام المسكين واصل ظاهر الكلام ان يقال ارأيت الذي يكذب بالدين فيدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين والاشارة الى الذي يكذب بالدين باسم الاشارة لتمييزه اكمل تمييز حتى يتبصر السامع فيه وفي صفته او لتنزيله منزلة الظاهر الواضح بحيث يشار اليه وهذا يفيد تشويه انكار البعث بما ينشأ عن انكاره من المذام ومن مخالفة للحق ومنافيا لما تقتضيه الحكمة من التكليف وفي ذلك كناية عن تحذير المسلمين من الاقتراب من احدى هاتين الصفتين بانهما من صفات الذين لا يؤمنون بالجزاء وهذا ايذان بان الايمان بالبعث والجزاء هو الوازع الحق الذي يغرس في النفس جذور الاقبال على الاعمال الصالحة التي يصير ذلك لها خلقا اذا شبت عليه فزكت وانساقت الى الخير بدون كلفة والاحتياج الى امر ولا الى مخافة مما يقيم عليه العقوبات حتى اذا اختلى بنفسه وامن الرقباء جاء بالفحشاء والاعمال والنكراء اجارنا الله واياكم والرؤية بصرية قاله الطاهر بن عاشور يتعدى فعلها الى مفعول واحد فان المكذبين بالدين معروفون واعمالهم مشهورة. فنزلت شهرتهم بذلك منزلة الامر المبصر المشاهد والحظ كما ذكرنا لكم هو الحث وهو ان تطلب غيرك فعلا بتأكيد والطعام اسم للاطعام. اما قوله تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون فويل له على سهوه عن الصلاة وعلى الرياء وعلى منع الماعون يعني جميع هذه الصفات المشتركة حتى لا يخاف من وجدت فيه صفة واحدة بل يبادر ويتوب الى الله منها سواء كانت جميعا فيه او صفة واحدة وجيء في هذه الصفة بصيغة الجمع لان المراد بالذي يكذب بالدين جنس المكذبين. المراد به الجنس ولا النوع اي جنس المكذبين على اظهر الاقوال فان الويل للمصلي الساهي عن صلاته لا المصلي على الاطلاق وعدي بساهون بحرف عن لافادة انهم تجاوزوا اقامة صلاتهم وتركوها ولا علاقة لهذه الاية باحكام السهو في الصلاة الذين هم عن صلاتهم ساهون يجوز يعني ان يكون من معانيه الذين لا يؤدون الصلاة الا رياء فاذا خلوا تركوا الصلاة ويجوز ان يكون معناه الذين يصلون دون نية واخلاص. فهم في حالة الصلاة بمنزلة الساهي عما يفعل سيكون اطلاق ساهون تهكما كما قال يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا كما وردت عن المنافقين ويراءون يقصدون ان يرى الناس انهم على حال حسن وهم بخلافه ليتحدث الناس لهم بمحاسن ما هم بموصوفين بها والسهو حقيقته الذهول كما ذكرنا لكم عن امر سبق علمه وهنا مستعار للاعراظ كقوله وتنسون ما تشركون وليس المقصود الوعيد على السهو الحقيقي عن الصلاة. لان حكم النسيان مرفوع على هذه الامة اسأل الله عز وجل ان يجيرنا واياكم من صفات المنافقين جميعا وصفاتهم في هذه الصورة خصوصا من التكذيب بالدين يوم الجزاء ومن دع اليتيم ومن عدم اطعام المسكين او حض الحض على اطعام المسكين ومن السهو في الصلاة ومن السهو عن الصلاة اللهم اجعل اجتماعنا هذا مرحوما وتفرقنا من بعده معصوما ولا تجعل فينا ولا منا ولا بيننا شقيا ولا محروما. اللهم اجعل هذا الكلام حجة لنا واياكم لا علينا. اللهم اقمنا به على الدين الحق. يا حي يا قيوم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا راغبات في كل علم نافع متطلع لزيادة الايمان وتريد سهلا