هذه الشذرة برعاية الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بعسير تذكرة السلام عليكم. بدأت الحديث عن فواتح السور التي بدأها الله تعالى بالحروف المقطعة. فذكرت لكم ان للعلماء فيها مذهبين منع الخوض فيها والثاني اجازه. وقد فرغت من الحديث عن المذهب الاول. وساحدثكم عن المذهب الثاني وهو مذهب الجمهور الذين بوجوب التكلم فيها وتلمس الفوائد التي تحتها والمعاني التي تتخرج عليها واقوالهم على كثرتها تعود الى خمسة اصول الاول ان هذه الحروف اسماء لاشياء. الثاني انها ابعاد كلمات او جمل. الثالث انها رموز معان او اعداد. الرابع انها جمل او كلمات من لغة سامية اخرى غير العربية. الخامس انها حروف هجاء على جيء بها لسبب ما وسأكتفي في هذه الشذرة بالحديث عن الاصلين الاول والثاني. الاصل الاول ان هذه الحروف اسماء اشياء. وقد اختلف اصحابه على اقوال فمنهم من قال هي اسماء لله تعالى. اوردها في فواتح السور اما للثناء على نفسه او للقسم بها. ومنهم من قال هي اسماء للقرآن كالفرقان والكتاب. ومنهم من قال هي اسماء اقول للسور التي افتتحت بها ومنهم من قال في تفسير قاف انه اسم الجبل المحيط بالارض او بالعالم او اسم لكل واحد من جبال سبعة محيطة بالاراضين السبع. ومنهم من قال في تفسير نون انه اسم من اسماء السمكة ومنهم من قال هو اسم الذي عليه الاراضون او اسم الحوت الذي التقم يونس عليه السلام او اسم الحوت الذي عاد سهم نمرود حين رماه الى ملطخا بدمه او اسم من اسماء المداد الذي يكتب به او اسم من اسماء الدواء التي يوضع فيها المداد او اسم من اسماء اللوح الذي يكتب عليه او اسم للوح الذي تكتب فيه الملائكة امر الله تعالى لها. هذا الاصل الاول اما الاصل الثاني فهو ان هذه الحروف ابعاظ مفردات او جمل ولاصحاب هذا الاصل ثلاثة اقوال القول الاول انها حروف اسم الله الاعظم. ولو احسن الناس تأليفها لعلموه. القول الثاني انها ابعاد اسماء لله تعالى وصفاته او اياته او اسماء ملائكته او اسماء نبيه محمد صلى الله عليه وسلم او اسماء الجنة والنار فقالوا صاد مأخوذة منه صدق الله او صادق الوعد او صانع المصنوعات او الصمد او صدق محمد او صد الكفار عن هذا الدين وقاف مأخوذة من قضي الامر ونون مأخوذة من الرحمن وحاء ميم من الرحمن وقالوا في طه الطاء مأخوذة من طوبى او الطهارة او الطيب او الطاهر والهاء مأخوذة كن من الهاوية او الهداية او الهادي. وقالوا في طاء سين الطاء من اللطيف والسين من السميع. وقالوا في الف لام ميم الالف من انا او احد او اول او اخر او ازلي او ابدي او احمد او ابو القاسم واللام من الله او جبريل او لي والميم من مني او محمد او منذر او مبشر وقال في الف لام راء مأخوذة من الرحمن. وقالوا في طاء سين ميم الطاء مأخوذة من قول الله. والسين من سناء الله او من قدوس والميم من ملك الله او من الملك. وقالوا في كاف هاء يا عين صاد الكاف مأخوذة من الكافي او الكبير او الكريم والهاء من الهادي والياء من الحكيم او من يجير او مجير او يمين او الكريم او الرحيم والعين مأخوذة من العزيز او العليم او العدل او العالم او العظيم والصاد مأخوذة من الصادق او الصمد. وقالوا في حاء ميم عين سين قاف حميم مأخوذة من الرحمن. والعين مأخوذة ثم من العدل والسين من سيكون؟ والقاف من قهار او من واقع. ففي هذا القول ذهبوا الى ان هذه الاحرف اخذت من والقول الثالث انها ابعاظ جمل. فقالوا في الف لام ميم هي مختزلة من انا الله او انا الله الملك او انا الله المنان او الم بكم ذلك الكتاب وقالوا في تفسير صاد هي مأخوذة من صاد بعملك القرآن اي عارضه به فاعمل باوامره وانتهي عن نواهيه اي كله كالصدى قالوا في تفسير طه هي مأخوذة من طأ الارض طأها لانه كان صلى الله عليه وسلم ليرفعوا احدى رجليه في صلاته ليريحها قليلا وقالوا في تفسير ياسين هي مأخوذة من يا سيد او يا انسان وقالوا في الف لام ر هي مختزلة من انا الله ارى او انا الرب لا رب غيري. وقالوا في الف لام ميم راء هي مختزلة من انا الله اعلم وارى او انا الله الملك الرحمن. وقالوا في الف لام ميم صاد هي مختزلة من انا الله اعلم وافصل او انا الله المصور. وقالوا في تفسير حاء ميم عين سين قاف ثم قضاء وعزيمة وعدل من الله سيكون واقعا قهرا. وجميع هذه الاقوال اجتهاد من قائليها رحمهم الله لا يستند الى دليل من الشرع ولا يأوي الى قاعدة لغوية مطردة او سنة للعرب في كلامها. تقبل الله صيامكم وقيامكم وغفر لي ولكم ولجميع المسلمين الاحياء منهم والميتين