وقد تدلى له من السماء قطف عنب كرأس الانسان. قط في عينك هيئة رأس الانسان بهزا الحجم وهو يأخذ منه بفمه ويأكل ووالله ما كان في مكة برمتها من فاكهة ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه واله وسلم. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلق وكن من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد فان اصدقاء الحديث كلام الله تعالى واحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. فلم تزل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ايها الاخوة هاديا لكل حاج على الطريق. وكذلك هي هاديا لكل شاذ مبتدأ ايضا على الطريق غير مغرق. سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتاج الى المرء مزيد مراجعة بل يجعل له منها وردا كلما اتى على اخرها رد الى اولها كالحال للمرتحل فانه في كل يوم يأخذ المرء منها عبرة ويعرف فيها معلومة سبقت ما كانت قد سبقت له وهذا موضع من مواضع السيرة اغتنمه اليوم كفرصة احتملها. حتى اذكره اليكم احداث متوالية ثلاث هن جميعهن مرتبط بعضهن ببعض. حدث فيه نصر وحدثان لا نصر ظاهر فيهما. لكن مع ذلك فان عقيدة المؤمن انه لا يغلب. لان الله عز وجل دل على ان الخسارة حسنى. قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين؟ الا احدى الحسنيين لكن ربما ظهر بمقادير الناس وبمقاييسهم يظهر له انها خسارة. مكسب واحد وخسارتان وعجيب ايها الاخوة كيف تعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع هذا الحدث الذي تشابك وتشابه وصب عليه مرة واحدة بحيث اخبر بالهزيمتين صلى الله عليه واله وسلم نوبة واحدة. حتى استشعر بعض اهل السير ان الحادثين هما كشيء واحد. فذكرهما البعض في نسق واحد باسمين. باسمين اثنين. اما النصر ايها الاخوة فهي سرية عبدالله بن انيس التي لم تكن الا من عبدالله بن انيس. رضي الله عنه وانتصر فيها فقتل خالد الزهلي. واما الهزيمتين فهي سرية الرجيع وسرية بئر معونة. وفي هذه اللحظات ازين عليها واشير الى بعض فوائدها. في هذا الوقت الدقيق القليل جدا الذي لا يستطيع المرء ان يحبك في مبنا محكما. ولا ان يوصل فيه ايضا معنى مغرقا. الا ان الله عز وجل للمنكسرين يجبرهم وللمخلصين يجوز بهم نسأل الله عز وجل على ان يخرجها بيضاء مخلصة نقية. وان يجعلها قليلة المباني كثيرة وان يجعلني ممن اسهب واطيب واطال من غير املال. وان يجعلها بحق صنعة من طب لمن حب انه القادر على الجليل والجلل. حقبة من السيرة وكيف تصرف رسول الله. صلى الله عليه واله وسلم حينما بلغه صلى الله عليه واله وسلم ان خالد الزهلي يجمع له جموعا. والرجل كان كبيرا في قومه وما حوله ودولة الاسلام لم تزل ناشئة. والناس ينظرون اليها يتغيظون. وكان ذلك فيما بعد غزات احد بل قيل فيما بعد غزاة الاحزاب ايضا. وهذا مما يغيظ المشركين غيظا. لانهم في جميعها قد اندحروا. سواء كان في غزات بدر او فيما اردف غزوة احد من حمراء الاسد. حين بين لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم لا يهزمون ولا يغلبون. فخرج اليهم يوم حمراء الاسد بقوم كلهم جراحات. جروحهم غائرة اواخر الناس كان الجرح فيهن غائر فكيف بالرجال واصحاب الخطوط الحمراء وحومة الوداع؟ خرج اليهم بقوم يلعبون جراحهم ليعلمهم الا خطأ في الشريعة. وانما كان الخطأ من تصرف بعض الرجال. وهو على الناس وارد. فكانوا يهزمون والدولة تمضي في سبيلها. يعلو نجمها ويبصغ قمرها وتنشر شمسها ضوءها على العالمين حين تهددها الاكاسرة والقياسرة ولولا الكبر ولولا الكبر لقالوا ذلك بل قالوه في مجالسهم المغلقة قالوه في مجالسهم المغلقة قبل ان يعلنوا بذلك حين ركبتهم دهم ابي عبيدة. رضي الله عنه وعمرو بن العاص وابي سليمان خالد بن الوليد. حينها لكن قبل ذلك اخذهم الكبر عن الاعتراف به. فكانوا يثيرون الفتن ويمولون ويدفعون تأمل جيدا فانه تاريخ كلما جاء على اخره بدأ باوله ليعاد ليصدق في لتصدق فينا موعظة الله عز وجل قل سيروا في الارض فانظروا. انظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلكم انظروا اليهم لتعلموا تاريخكم وما سيحدث لكم. فالنظر في التاريخ عمر ثاني. فعلم النبي صلى الله عليه وسلم ان الرجل قد تجمعت له الجموع ولاجل ان يلقى رسول الله الرجل بعدد قليل فلم يستطع الان. فكانت خطة رسول صلى الله عليه وسلم ان يغتال. فارسل اليه سرية مكتوب في كتب السير سرية. لكن بطلها واحد ولعلني في الشهر الفائت ايضا ذكرت لكم سرية. ومعركة كان بطلها واحد وهي غزوة وكان بطلها سلمة بن الاكوع رضي الله عنه فقط. لتعلم الرجل الامة لتعلم الرجل الكافي. لتعلم تنشئة الرجال الذين يسدون المسدات. المسدات لا يتركون منها شيئا ولا يتخاذلون تأمل جيدا ارسل النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن انيس ذو المخسارة ترجمته هكذا ذو المقصرة. وستعلم لما سمي بهذا. فقال يا عبدالله بن انيس قد بلغني ان قابض زهري يجمع لنا جموعا. فازهب اليه وقال يا رسول الله انا لا اعرفه. قال ازهب اليه واقتله. فقال يا رسول الله انا لا اعرفه فقال اذهب فانك اذا رأيته هبته. فتعجب عبدالله بن انيس وبدا زلك عليه. وقال يا رسول طول الله اني لا اهاب الرجال. والله ما هبت احدا قط قبل. فقال ان اية الله ان تهابه. لانه فعلا لم يهب احد لم يهب احدا قط. فكانت الاية الكاشفة ان يجد في نفسه هيبة الرجل وليس زلك فحسب بل قال له صلى الله عليه وسلم ستشعر بقشعريرة؟ يقف شعر بدنك عندها ستعلم ان هذا هو خالد الزهري فانطلق عبدالله بن انيس وانطلق وحده. انه انس بالله عز وجل ايها الاخوة. وانا حين اقرأ عن رسل رسول الله الى الافاق اتعجب حين يرسل عبدالله بن حزافة فقط الى كسرى. رجل لا دين له ولا يعني انا لا استطيع ان افقهه. لا استطيع ان لا استطيع ان اترجم لغته. بيني وبينه من يترجم وينقل رجل غضبته قريبة ودولة عظمى. ويذهب اليها رجل واحد ان العقيدة في قلوب رجالها من ذرة اقوى والف مهمة. عقيدة انس بالله وتوحيد خالص. كما سيأتي لك الان في غزات الرجيع وبئر معونة ما الطراز الذي جاز هذه الغزاة؟ وكيف كان رسول الله بموقفه ازاءها؟ زهب عبدالله بن انيس رضي الله عنه بمفرده يحرص على طاعة الله عز وجل وبها يأنس. حتى اذا انطلق ودخل الى الرجل نظر فلما نظر في وجه خالد اقشعر بدنه واحس بهيبته فقال هي اية الله التي اخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خالد قال فانطلقت امشي اليه حتى اذا انضممت اليه. وكلمته قال من اين الرجل؟ قلت من خزاعة. ونسبه نسب نفسه الى قبيلته فيها المؤمن وفيها الفاجر والكافر. فقال من خزاعة فضمه اليه وكلمه وقربه قال حان وقت العصر فقلت ازا ما التحمت معه الان وقتلته ربما فاتاني العصر. ربما فاتاني العصر تأملوا ايها الاخوة وايضا حين يرجع المرء ادراجه الى غزوة زات الرقاع. حينما نظر المشركون الى المسلمين وهم يصلون تفارضوا قتلهم ففاتهم ذلك فتنادموا. فقال بعض المشركين لبعض انه ستأتي عليهم الان صلاة احب اليهم من اولادهم وزراريهم واموالهم. هل الصلاة احب الينا من ازواجنا واموالنا في جيوبنا. لتعلم اننا نحكي مجد السالفين. ولما نبلغ عملهم لزا لن نبلغ محامي فانما هي معادلة. من كان كما كان ابوه فلم يظلم امه صحح نسبه ودون زلك فقد اثار الشك حوله. تأمل قال تفوتني العصر ولا اريد ان اترك الرجل ترخص رضي الله عنه لنفسه والقوم فقهاء قال فكنت امشي معه اوميؤوا ايماء. يعني يومئذ برأسي دون ان يشعر به ينظر يحسبه انه ينظر الى الارض والرجل يصلي. فينصب رأسه عند القيام ويحني رأسه شيئا عند الركوع ويحميها اكثر عند السجود وانتهى. فلما صلى العصر قال اتيت الى خيمته وحادثته فاعجبه حديثي ومن بذل لله عز وجل وفقه. ومن اخلص لله عز وجل بلغ الله عز وجل عنه. تأمل جيدا نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم الاخلاص. وان يسهله لنا حتى يكون سجية من غير كلفة. فلما صلى العصر وكلمه واعجبه حديثه مع ان حوله العرب وكان عبدالله بن انيس قد قال يا رسول الله اتاذن لي ان اقول شيئا يعني ان ازكرك بشيء من التهجم ليس السب وانما اذكرك مسلا باسمك مجردا او بانني لا اريد دينك وانني مكره عليه او انني اريد قتالك ونحو هذا فازن له رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قوسين يحسن المرء ان يستدل لهذا على ان يكتب سب رسول الله او ان يسكت عليه؟ الجواب لا. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في وهو يدفع ويبين احكام من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وقد يقول قائل ان رسول الله قد البعض فعفا عنه. فقال هذا امر لرسول الله القضاء فيه. اما من بعده فليس له ان يعفو عمن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فتأمل هذا جيدا لا حجة فيه. لكنه اراد ان يكلمه فرص له الكلام رصا وصفه صفا واصطفى وكلماتها وكان في مقال وزا من توفيق الله عز وجل ان محمدا قد ظهر قد ظهر على قومه صار له اليوم ملاذ وانه قد صارت له شوكة. واننا نريد قتالا. فقال خالد الذهني بتكبره وعن جهيته تلك هي الصفة الملازمة لهؤلاء وهو عطب قريب وهو عطب قريب وهزيمة معجلة. قال له خالد الزهلي ان محمدا لم يعالج قبل مثله. لم يعالج احدا بقوته وهيئته. وبشدتي وسطوتي فانا رجل ومن خلفي رجال وان محمدا لا يصادرني فمثل السيل انا الاتي. تأملوا فدخل معه عبدالله بن انيس رضي الله عنه وقف على باب خيمته وانصرف الناس وكانوا يضيفون الضيفان فقال يا خزاعي فاجابه فقال اجلس عندي فلما جلس جعل له بعض الطعام فلما اخذه عبدالله بن انيس رضي الله عنه قال فلما احسست بهجأة القوم قمت اليه فاحتجزت رأسه. قال فلما قطعتها اخذتها بيدي وانطلقت فلما احسست ان الناس في اثري وان الخبر قد وصل تواريت في غار او قال في كهف قريب. فجاءوا ينظرون الي فهيجت العنكبوت. تأمل توفيق الله الصحابة يكلمون العنكبوت. هيج العنكبوت هيجه فمشى العنكبوت الى فوهة الكهف ونسج. وهكذا من استن برسول الله صلى الله عليه وسلم بسنته ورثة. قال اهل العلم في قوله صلى الله عليه وسلم نصرت بالرعب مسيرة شطر. قالوا هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وترثه منه امته ان كانت على نهجه وسنته. فانها ايضا تنصر بالرعب منها يخشاها القريب والبعيد. فنسج العنكبوت وضل الناس وخرج عبدالله بن انيس رضي الله عنه يقول امشي بالليل واكمل النهار حتى اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من صلاة الصبح. او قال ادركته عند صلاة الصبح او كلمة نحوها قال فلما رآني رسول الله ونظر الي قال افلحت الوجوه. هي دي الوجوه افلحت الوجوه فقال فجلست بين يديه وقلت وافلح وجهك يا رسول الله. ثم مد يده الى جعبته فاخرج رأس الرجل. قال القطب النبي رحمه الله وقد استدل به بعض الفقهاء على جواز نقل الرؤوس وان كان كرهه جماعة. فوضعه بين يديه صلى الله عليه وسلم وحكى له ما صنع من هزه البطولة المزهلة. فاخرج رسول الله خشبة كانت معه يقال لها مخصرة. خشبة يسيرة قال له خز هزه يا عبدالله ابن انيس دي هديتك مكافأتك على ما فعلت يا عبدالله بن انيس خز هزه يا عبدالله ابن انيس فتخصر بها فان المتقصرين يوم القيامة قليل. يعني فيه انسان يبعث يوم ومعه عكاز يمشي به يوم القيامة شرف الطائعين ايها الاخوة. يوم القيامة استقبال المؤمنين ايها الاخوة يوم القيامة معرفة الانساب. انساب الله عز وجل. يوم نحشر المتقين. الى الرحمن وفدا كالوفد الذي يستقبل كعلية القوم وكبار وكبار العشائر الذين يستقبلون وغيرهم يساقون نسأل الله عز وجل ان يسترنا واياكم في الدنيا والاخرة. فاخذها عبدالله بن انيس ولم تزل بين يديه. ونصب عينيه وفي كل يوم يؤمل ان يرى نفسه ويحلم بانه يمشي بها في الجنة. حتى اذا حضرته الوفاة وجاءت فرصته لوساته قال لاهله اذا انا مت فاجعلوا هذه المقصرة بين جلدي وبين كفني. فاني اود ان ابعث بها يوم القيامة وقد قال صلى الله عليه وسلم ان المتخصرين يوم القيامة قليل. هذا موقف نصر تليد وانكسر الزين كانوا من خلف خالد الزهلي حينما قتل كبيرهم ورجعوا. وهكذا القوم من غير اعتقاد لزا كان موت رسول الله صلى الله عليه وسلم اكبر الادلة على نجاح مدرسته. لانهم لم يتعلقوا بشخصه بل امضوا المسيرة بعده صلى الله عليه واله وسلم. لكن لما مات الرجل الخزل من خلفه ورجعوا وتفككوا وذهبت فتنته. لكن لم يزل في بقلبه وعشيرته وعياله وحر. لا يزال القوم في قلوبهم وحر. حتى جاء بعضهم الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبره ان قريشا تتحرك. في حركة غير معهودة في قريش. عيون المسلمين ساهرة لا تختلج سياجهم ولا تخترق ثغورهم عيون كالصقور تعلم اجر الله على الحراسة فانهم لا يحرسون لدنيا. وانما لاجر عند الله عز وجل. لذا جاءت العيون الساهرة وقالت ان قريشا تحرك فارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة من اصحابه لينظروا الى هؤلاء وكيف يتحركون وامر عليهم عاصم بن زيد الانصاري رضي الله عنه. وقيل ان قوما اتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا اسلمنا فارسل معنا من يفقهنا فارسل معهم هؤلاء العشرة. وان تغيرت الاسباب فالرد الى موضع واحد خرج هؤلاء العشرة ايها الاخوة وعليهم عاصم بن زيد الانصاري رضي الله عنهم وفيهم زيد بن الدسنة وفيهم خبيب بن عدي رضي الله عنه فلما كانوا عند موضع يقال له الرجيع تصارخ الناس عليه. الذين كانوا معهم خانوهم. وقيل انه سفيان بن خالد الزهلي. وهو يسعى يريد ان يصيب ثأر ابيه. فانطلق الرجل اليهم فلقيهم فاخذهم فانطلق القوم الى سيوفهم وقاموا بين ايديهم. فقالوا انا والله لا نريد ان نقتلكم وانما نريد ان نفتدي من قريش شيئا. فنزل بعضهم وانطلق عاصم بن زيد رضي الله عنه. وقال اما انا فلا انزل على قمة كافر. انا لا امن عهده ولا امن ميثاقه. ولا اثق به. اما خبيب ابن عدي رضي الله عنهما فنزلا الى هؤلاء القوم ما ظنوا ان عربي يخيس بوعده. لان ذلك كان بمثابة ميثاق اممي بين العرب قاطبة. وهو ذل الدهج ان يكذب الكبير منهم او ان يخيس بعهده او الا يضيف ضيفه لكن القوم لا عهد لهم ولا قانون ولا قانون ولا مرجعية ولا الية ولا هوادة ولا هوادة. تأمل جيدا. صفات ينبغي ان يتعلمها المرء عن اعدائه ليدري كيف يصورهم فانطلق عاصم رضي الله عنه ووقف في قمة جبل وقال اما انا فلا انزل على ذمة كافر. وكان رضي الله عنه قد دعا ربه عز وجل من قبل وقال اللهم لا يمسني مشرك ولا امس مشرك ولا امس مشركا فاجاب الله عز وجل دعاءه فانطلق القوم نحوه يريدون انزاله قهرا فقاتلهم. فلم يزل يرميهم بالنبال حتى فنيت. ثم نزل فطاعنهم بالرمح حتى صار رمحه ثم اخذ سيفه فاخذ يصاولهم رضي الله عنه. اخذ يصورهم رضي الله عنه ويقاتلهم حتى سقط منه سيفه ولاحت له ولاحت لهم رقبته. فاراد القوم ان يقتلوه فدعا ربه عز وجل الا يمس مشرك فاذا بهذا الرجل فاذا به تأتي حشرات طائرة ذكور النحل فتجعل بينه وبين المشركين ساترا والقوم كلما اقتربوا لدغوا كلما اقتربوا منه لدجوا حتى رجعوا وقالوا ان دخل الليل هزه الطيور وهزه الحشرات فدخلنا عليه فاخذناه. فلما دخل الليل سمع رضي الله عنه وهو لربه عز وجل ويقول اللهم اني قد نافحت عن حرمة دينك نهارا اللهم فحرم عليهم جسدي ليلا حسنة تذهب سيئة وتجمع شرا حسنة لو كانت المقادير تعالج لعالجتها تلك الحسنة. دعا الله الله عز وجل بثبات ويقين رضي الله عنه على تلكم العقيدة فلما جاء الليل وارادوا ان يأخذوه جاء سيل فحمله ولم يدري احد اين ذهب عاصم ابن زيد رضي الله عنه. ثم اقتادوا خبيب ابن عدي وزيد ابن الدسنة الى موضعهم حتى يتشفى منه هؤلاء بين يدي اولئك الذين يسعون في قريش الى ادراك ثأرهم والى والى استنقاز رؤوسهم الزين قتلوا يوم بدر ولم تزل جراحات المسلمين بهم واثار نكايتهم في اجسادهم حتى كان هزا التوقيت لكن زلك هو الزي ازيل عليه في الخطبة الثانية. اسأل الله عز وجل ان يجعلني واياكم ممن اذا دعي بادر واذا نوي انتهى وعقل مثواه فهدى لنفسه. واقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم. الحمد لله الذي لم يزل تعليما حكيما. وصلى الله وسلم وبارك على محمد الذي ارسله ربه الى الناس بشيرا ونذيرا. وعلى ال محمد وسلم تسليما كثيرا. رجع خبيب ابن عدي رضي الله عنه اسيرا في يد القوم فحبسوه وكانوا لم يزل القوم في في شهر ذي القعدة او في اواخره وهي اشهر حرم ما يستطيع احد منهم ان يقترب الى دم. فلما حبسوه وجعلوه في بيت امرأة ريثما ينتهي شهر الله المحرم فيقتادوه ويقتلوه. وكان في هذه المدة امتها مقيدا رضي الله عنه. فقالت المرأة التي حبس في بيتها رضي الله عنه. لتعلم ان المرء اذا ظهر عليه كان هداية. المرأة التي حبس في بيتها رضي الله رضي الله عنه كانت تقول عنه قالت ان خبيبا قال لي اذا علمت انهم سيقتلونني فاتني بالموسى. بالموس. فتعجبت المرأة. اتك بموسى يعني تنتحر تقتل نفسك مسلا قبل ان يقتلوك. فتعجبت المرأة فلما رأى ذلك منها قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان قد اقت لنا في اخز العانة اربعين يوما. يعني لا اريد ان اخالف سنته وانا اتجهز واتحضر لان اموت. وميثة لها ادري كيف سيميتوني هؤلاء؟ لا زال وحر قلوبهم على سادتهم الذين قتلوا. يعني من الممكن ان يعذبونني الى ان اموت. الى ان يقتلوني قد بشعة لكن الزي اعلمه ان القوم لا ميساق لهم. ولا عهد ولا ذمة. لكن قلوب بالشريعة مطمئنة. ويقين على بابها لا يرتد ولا يدخله شك. تأملوا ايها الاخوة انه هذا المحراب. انه كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعدها تفتح الدنيا. تأمل جيدا. فتعجبت المرأة وكان هذا الموقف من اول عجبها. سم لما علمت انهم كادوا ان يقتلوه ارسلت اليه الموسى. ففي رواية ان قبيبا رضي الله عنه اخذ الصبي وقد ارسلت الشفرة مع الصبي. فاخذ الصبي من يده وقال يا غلام هل كان الله منكم يعني الان انت في يدي من الممكن ان اقتلك يعني هل امكن الله منكم فارتعبت المرأة ودخلت عليه وقالت ما ظننت انك تفعل هذا. تقتل الغلام تقتل ولدي فالقى اليها بالموسى وقال والله ما كنت الا امزح. ما انا بمن يغدر ما انا بمن يغدر! فكان ذلك اثر ايضا في قلبها. ثم لما كانت في نهاية مدته في محبسه قالت لقد كان خبيب والله رجل صالحا. قيل كيف؟ قالت رأيته في محبسه وهو لم يكن اوان العلم ما خرج لم يكن عندنا فاكهة. فعلمت ان الله عز وجل انسه واطعمه وسقاه. وعلمت ان هؤلاء هم اهل الله وجند الله وطائفة الحق. هذا بسمت هوايته. ثم اقتادوه رضي الله عنه. فاخذوه الى التنعيم اقرب واخزوا يلبسوه ويدفعوه ويجمعون عليه الصبيان والنساء والاطفال وجميع الاعمار والاسنان لينظروا كيف يشتفون؟ كيف يشتفون؟ من صاحب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فانطلق رضي الله عنه في هدوء ازهلهم كيف يستقبل الموت بهذه الطريقة؟ وبهذه الهيئة وبهذا الصدر المنشرح وبهذا الاطمئنان. شريعة كما اقول لك ترفع الموحد الى السماء بحيث يندهش كل من رآه. فانطلق رضي الله عنه حتى اوقفوه في ساحة عظيمة ثم قال له ابو سفيان رضي الله عنه قبل ان يسلم يا خبيب لتكفر ونتركك. فقال ما انا بتارك دين محمد طرفة عين فقال يا خبيب اتحب ان يكون محمد في مقامك وانت وادع في اهلك؟ يعني تحب الان ان يؤذى رسول صلى الله عليه وسلم ويقتل مكانك كانه يبكته على ان اطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فغت حلقومه وكتم وكأنما كأنما قتله من قبل ان يقتل. فقال له رضي الله عنه والله ما احب ان يشاك رسول الله بشوكة. ما احب وان يشاك رسول الله بشوكة وانا وادع في اهلي. لا اقول يقتل بل لا احب ان يشاك بشوكة. ان قلتم يشاق رسول الله او تقتل قلت اقتلوني. لكن لا تأخذوا رسول الله بغمزة شوكة ابرا حتى. فكان ابا سفيان رضي الله وعلم ان الرجل لا حيلة معه وكذا الموحد. فرفعه الى خشبة واراد ان يقتله فقال اتأذنون ان اصلي ركعتين؟ فسنهما بين يدي قتل الصبر رضي الله عنه. فقال ان الصلاة خير الاعمال. واحب ان يختم عملي بصلاة. فلما صلى رضي الله عنه رفعوه على تلك الخشبة. قال بعض اهل التاريخ فاخذوا يرموه حتى قطعوا قرابة نصفه. وهو لا زال يذكر الله عز وجل وعلى حاله صامد رضي الله عنه. حتى اذا كان في اخر رمق نظر اليهم. وادار عينه عليهم. وقال اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم احدا. حتى قيل ان رجلا كان ولده كان ولده بين يديه فحاشه وجعله مخالفة حتى لا تصيبه عين عين خبيب وخشي هؤلاء ان الدعوة ها هنا مجابة وهذه دعوة من فم قبيب رضي الله عنه سم لما كان في موضعه هذا قال اللهم ابلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عني السلام فاني لا اجد الان من يبلغه. رجل يموت ولا زال رسول الله في خلده. قل للمتبهرجين الا يتبهرجوا وللمدعين الا يدعوا هذا هو الحب وتلك الحيض الحقيقية ايها الاخوة. يريد ان يسلم على امل ان يسلم عليه قبل ان يموت. ثم نادى رضي الله عنه ولست ابالي. حين اقتل مسلما على اي شق ان كان في الله مصرعي وذلك في جنب الاله وان يشاء يبارك على اوصالي شلو ممزع. ما يهاب الموت وما اخافه ولا اتردد عنه ان كان في جنب الاله وما يرضيه فانا نسعى لاخرة ولا نسعى لدنيا. قال كلماته رضي الله عنه ومات وكان اخر ما تلفظ به ان نادى ومحمداه ومحمداه ومحمداه. ثم لفظ انفاسه رضي الله عنه لكن كما قلت لك في صدر هذا المبحث المخلص يبلغ الله عنه ويسدد الله عنه ويدفع الله عنه ويقبل الله منه. نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم الصدق. تأمل قال قولته هذه وانطلق في نفس التزامن حين قال يا رب اللهم بلغ عنا رسول الله بلغ رسول الله مني السلام فانا لا اجد من يبلغه السلام. قال الحلبي رحمه الله في سيرته قال اسامة بن زيد رضي الله عنه بينما نحن مع رسول الله جلوس. اذ غشيهم ما يغشاه عند الوحي. وكان رسول الله اذا نزل به الوحي احمر وجهه وارتض عرقا ولو في اليوم البارد الشاتي فغشيهما يغشى الوحي ما يغشاه عند الوحي. قال وسمعنا رسول الله يقول وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. سم لما فارقه الوحي قال اتدرون لقد اتاني جبريل الان ابلغني سلام قبيب ابن عدي. ان خبيبا قد قتلته قريش. ونعى خبيبا رضي الله عنه الى الناس وبلغ الله عز وجل عن قبيل سم كان فيما بعد حتى دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قلت في الحادثتين في موضع واحد كانت وقعة بئر معونة. وقعة بئر معونة وهي تشبه هزه وفي نفس لحظتها وفي نفس ساعتها وملخصها ايضا ايها الاخوة انه اتى قوما اتى اتى عبدالله ابن عامر قال اتى ابو عامر ابن مالك. الذي يقال له ملاعب الاسنة. او ملاعب الرماح اتى النبي صلى الله عليه وسلم وجلس يستمع اليه عن الاسلام. فقال انك يا محمد لتقول قولا حقا. وانه لكلام عزيم. فدعاه الى الاسلام فابى واهدى الى رسول الله هدية فقال انا لا نقبل من مشرك. قولا واحدا وهيئة واحدة مع انه صلى الله عليه وسلم قال امرت ان ازبد المشركين. يعني ان الين في معاملتهم ازا جاءوا يستنصحون. هزا من اللين حكم امرت الا اقبل هدية مشرك. لتعلم ما بيني وبينك من بول. فقام الرجل واراد ان يستنصح حتى قيل اسلم لهزه النصيحة انه قال ان في بني سليم قوم ربما سمعوا اليك فارسل اليهم. ارسل اليهم من يقرأ عليهم دينك. فقال اني اخشى عليهم نجد. اخشى نجد على الاسلام. تأمل اني اخشى عليهم نجد فقال له بل ارسل اليهم فارسل رسول الله سبعين قارئا. حالهم ايها الاخوة حالهم انهم يخرجون من بيوتهم ليلا. فتظن نساؤهم في البيوت انهم في المسجد. ويظن اهل المسجد انهم في وليس القوم لا في المسجد ولا في البيوت. امال فين؟ يزهبون الى موضع الماء يقرأون القرآن ويتدارسونه فيما بينهم. دي طبيعة هؤلاء قنت عليهم رسول الله شهرا. قنت شهرا يدعو على قبائل العرب الغادرة بهم بشأن هؤلاء. لشأن هؤلاء ولهيئة هؤلاء. تأمل جيدا. وكانوا اذا اصبحوا احتطبوا فكانوا يأخذون ما خرج من مال في الحطب فيجعلونه في حجر رسول الله صدقة قيل كانوا يأخذونه فيتصدقون على اهل الصفة. اهل الصفة قوموا فقراء جدا كانوا يجلسون في اخر المسجد النبوي كما اسكنهم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان من اراد ان يأتي لهم بشيء اتاهم بشيء وعلقه في اخر هذا المسجد. عطف المؤمنين بعضهم على بعض والاخوة التالدة ولاء للمؤمنين وبراءة من المشركين. اوثق عورة الايمان. تأمل جيدا دينك دينك التالت فارسلهم النبي صلى الله عليه وسلم ليقرؤوا الناس ويعلموهم فبينما كان القوم في طريقهم اذ غجر بهم ونادوا على بعض هذه القبائل من سليم وغيرها فخرجوا وارادوا قتلهم. فخرج حرام بن ملحان رضي الله عنه. ونادى في الناس ان دعوة رسول الله كزا وكزا. واخذ يبلغ الدين اقرأوا القرآن واخذ يدعوهم حتى كاد الناس ان يسلموا. فلما رأى كبيرهم هذا الفاجر غمز الى رجل من خلفه فجاء الى حرام فضربه بحربة في جنبه خرجت من جنبه الاخر. فلما رأى الدم يسيل على خصمه رضي الله عنه اخز الدم ورفعه من كسرته اخذه ورفعه الى السماء. وقيل ضرب به وجهه ورأسه ونادى قائله فزت ورب الكعبة فزت ورب الكعبة. فاسلم الزي قتله. من موقفه هذا رضي الله عنه. ثم قتل القوم جميع القراء رضي الله عنهم. فلما مات هؤلاء نزل قرآن نسخ لفظه. نسخ لفظه هو حرفه وبقي معناه. نزل على رسول الله وقتها ان هؤلاء يقولون الا بلغوا عنا قومنا انا لقينا ربنا فرضي عنا وارضانا. فرضي عنا وارضانا. فكان قرآنا يتلى حتى رفع الله عز وجل نصه ولفظه. وبقي مع ذلك وبقي مع ذلك حكمه يتلى في كتب السير. كيف تعامل رسول الله؟ قام ما يقنط شهرا. جاله الخبرين خبر الرضيع وغبر بئر معونة بئر معونة في ان واحد. وزلك ما جعل بعض اهل السير يجعلونها وقعة واحدة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت عليهم شهرا. يدعو عليهم يدعو عليهم شهرا كاملا بل لم يكن هناك عبادة يقال لها القنوت قبل هذا كانت في هذه الواقعة. انزلها الله وشرعها لاجل هؤلاء القوم ان العاجز ايها الاخوة لمن يعجز عن دعاء الله عز وجل واستنصاره. تدرون ما تقول الروم؟ كانوا يقولون ان الدين زنكي. لا ينتصر علينا بعدد ولا عدة. قيل فكيف ينتصر عليكم؟ قالوا شاهدناه يقوم من الليل يصلي وفي اخر الليل يجلس يبكي يدعو علينا. ده ما استنتجناه. اما الرجل فلا ينتصر بصيغة اخرى. حقبة من السيرة والتاريخ ايها الاخوة. تحتاج الى استقراء والى قراءة. لتعلم الامة درسا مفيدا. ان الحرب خدعة. وانه ربما كان في الطريق وهداة. وانه ربما جاءت مصائب. ان لم لم نتلقها فانها تكسرنا. ودون ذلك فانها تقوينا. ومع زلك الحروب سجال. دواليك يوم لك ويوم عليك ومن لم يتمرس هذا قطع به في بنيات الطريق فسقط فاندقت عنقه. نسأل الله عز وجل ان يمتعنا بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان يفقهنا بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا. وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم اغفر لحينا وميتنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرانا واناثنا. اللهم انجي المستضعفين من المؤمنين في كل كل مكان. اللهم انجي المستضعفين من المؤمنين في كل مكان. اللهم كف عنهم اعدائهم. اللهم امنحهم اكتاف اعدائهم. اللهم ثبت اقدامهم اللهم سدد رميتهم. اللهم انصرهم على من بغى عليهم. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. والحمد لله رب العالمين واخلص