تلك الاعواد دون كلل ولا مال زمان فتن. الفتن فيه متواترة متوالية ما يكاد تركوا المرء يفيق من واحدة حتى تضربه الاخرى. فاذا بالبصير ينظر فيقول هذه مهلكتي هذه مهلكتي حتى تنكشف وتنجلي. نسأل الله عز وجل ان يسبق بنا واياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن. فانظر جيدا فالتاريخ خيوعات وهذه رحمة من الله عز وجل. ان التاريخ يعاد. فمن ابصر سيرة رسول الله صلى الله عليه ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. اشهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه واله وسلم يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة. وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله رسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تعالى. واحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه واله وسلم. وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. ثم اما بعد فبين الفينة والاخرى ايها الاخوة يحاول المرء ان يلتقط بعض لآلئ تراجم صحب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فانما هم ترجمة الاسلام على الطريق الى الله عز وجل ومع زلك في الفينة الاخرى يحاول المرء ان يستدرك شيئا مما كان قد فات حينما شرعت في بيجي سلسلة في المعارج الكبرى. فاغفلت لحداثة السن وقلة العلم والخبرة. ما كان بين يدي التي ذكرت من الغزوات الكبار غزوات اخر الا انني ظننت انها لقلة مبانيها وكتابتها في كتب التاريخ والسيرة انها غزوة صغيرة ما يستطيع المرء ان يعرج عليها. فعود على بدء بادراجي التقط هذا او بعض هذا الذي فاتني. فان سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم معين لا ينضب وما يستطيع انسان ان يلج فيها الا وعلم بهاء الاسلام. وعلم قوته ورسوخه وعلم مع كما يتوجب عليه ان يفعله وعلم كيف المسير الى الله عز وجل. وان الله عز وجل قد رزق بفضله وعفوه على التقصير والذنب والنكوص على العقب وانا لنسأل الله عز وجل ان يسبق بنا الفتن وان يغفر لنا اجمعين فان المرء لا يجد زخرا عند الله عز وجل اذا لاقاه مثل ما يجد من دعائه بالتوبة الصالحة النصوح والولوج على الله عز وجل بكرة وعشيا. ضارعا ان يغفر الله عز وجل له ذنبه خير ما يجد المرء عند الله عز وجل. فنسأل الله عز وجل الا يفض هذا المجلس الا وقد غفر لنا اجمعين. ما دق من ذنوب بنا وما جل. ووقفة اليوم انما هي مع اول نقض عهد في اول من نقض العهد مع النبي صلى الله عليه واله وسلم وكانت في في زمان وتوقيت عجيبين. الا وهي غزوة بني قينقاع. بنو قينقاع جماعة يهود ممن دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فوجدهم ضمن جماعات من اليهود وان النبي صلى الله عليه وسلم قد عاهدهم عهدا فنقص الجميع على اعقابهم ونكلوه. ونقضوه ومع وذلك حبكوا نقض العهد بالتطاول. فكان لهم النبي صلى الله عليه وسلم صاعهم بمثله. وقام ازا صلى الله عليه وسلم ليعلم الامة من بعده كنه شخصياتهم. وكيف يستطيع المرء ان يتعامل معهم انها غزات بني قينقاع واليهود في لمحة وفائدة اولى من هذه الغزاة. وقبل الشروع فيها فائدة تلوح ومن سؤال لماذا وبعد كل غزات كبيرة وانتصار للمسلمين بارز تجد اليهود يخرجون على المسلمين بنقض عهد او بالوقوف مع اعدائهم او بتأجيج نار حرب لا يسكتون ولا يرجعون. فاسكت الله عز وجل فاسكت الله عز وجل اصواتهم. وشل الله عز وجل اركان ولعنهم تترا الى يوم يلقونا. فترى غزوة بني قينقاع تأتيك بعد انتصار بدر المبهر. ثم تجد مع ذلك واقعة بني النضير تأتيك بعد غزات احد وهي التي انتصر المسلمون في صدرها انتصارا باهرا وانتصروا في اخرها انتصارا غامضا لا يعرفه العسكريون وانما يعرفه فقط المحمديون. حينما علموا ان المرء اذا ثبت على قيدته ونهض وبذل لله عز وجل لا تكون الاخطاء الا منه على ساق شهواته. وعلى ساق ولا تكون الاخطاء في الشريعة. لذا خرج هؤلاء بعد ان مدحهم الله عز وجل يوم احد خرجوا هم هم جراحهم التي يلعقونها في حمراء الاسد فرجع مع ذلك المشركون. وقد خالت وفاداتهم ولم يجدوا وعليهم سبيلا. حتى قال قائلهم موبخا لا محمدا قتلتم ولا غنيمة غنمتم. فماذا رجعتم يريد ان فباي شيء رجعتم وقد اشتهر في الناس انكم للقاء محمد خرجتم صلى الله عليه واله وسلم. فيأتي بعد هذه الوقعة الكبيرة يخرج بنو النضير. ثم ياتي بعد غزات الاحزاب فيخرج بني بنو قريزة انها لفائدة نود الان ان تضعها نصب عينيك. في زمان لا انفك ان اقول لك فيه اذا قمت كلما جيدا واحسن سحبها على واقعه فانه سيبصر في الواقع ما لم يبصره غيره. ممن نكل عن هذه في السيرة او اهملها او قرأها مع ذلك بعقل منعزل. ما يستطيع ان يسقطها على واقعه. تأمل رجع النبي صلى الله عليه وسلم من غزاة بدر سم غزى بني سليم ثم علم ان اليهود ان يهود بني قينقاع نقضوا معه العهد. والسؤال القائم لماذا يفعل القوم هذا بعد كل انتصار وغزاة مشركين كبيرة وهم مع ذلك ربما ائتلفوا معهم والبوهم فضلا عن نقد العهد. بل ويتطاولون على رسول الله معه من اصحابه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم اذا فقط وجدوا في انفسهم بعد قوة. لماذا ماذا نستفيد منها هذه ايها الاخوة. لتعلم يقينا انك باعين القوم وانهم يراقبوك وانهم يتابعوك انهم مع ذلك عليك يتجسسون وينظرون ويتباحثون. لا تظنن القوم بمعزل كما يظهرون وانما هم ينظرون اليك بدقة متناهية. ينفقون النفقات الكبار جدا ليغيروا عندك ولو كلمة واحدة من الشريعة. وسلوا اصحاب كتب غزو الفكري. الذين الفوها في القرن في عشر والرابع عشر الميلادي كيف صنع القوم وانفقوا حتى يغيروا كلمة الرعية فلا تكاد تستمع الى هذه الكلمة الا في كتب القديمة. تأمل جيدا يراقبوك وينبغي ان تعلم هذا فتقابلهم مراقبة بمراقبة. اما مراقبتنا فلك مثلهم. وانما هي قراءة سيرتهم في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وكما جاءت السيرة في احوالهم ندري يومها فسنتعامل مع القوم جميعا لا سيما هذا الفصيل. تأمل. فرجع النبي صلى الله عليه واله وسلم واخبر بخبر هؤلاء وكان من اخبارهم انهم لا اقول فقط نقضوا العهد فان العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فيما ابرمه لما دخل المدينة انكم تقاتلون الزين من جهتكم لجميع يهود وان نقاتل الزين من جهتنا فاذا جاء عدو يريد ان يستلمنا كنا سويا عليه تنصرونا بالمال وبالانفس فلا اقول ان القوم فقط لم ينصروا رسول الله يوم بدر وانما كان للقوم مع هؤلاء المشركين تواصلات. وكانوا ينقلون لهم ما بالداخل. وكان الذي يمد وكان الذي يتوسط في ذلك المنافقون فانهم وهؤلاء كيد واحدة وهيئة واحدة وجنس واحد. فتأمل جيدا فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر جمعهم اذ نقضوا العهد معه بلسانهم وبفعلهم اما فعلهم فان امرأة دخلت الى سوقهم لتشتري منه ذهبا. وقد جاء بجلب اي بشيء تبيعه من البضائع ثم باعته فلما تمولت ارادت ان تشتري الذهب فجلس الى صائغ فبينما تشتري الزهب ازا راودها الصائغ على كشف وجهها وما هي مشكلة الوجه؟ بل اقول قبل ذلك ان مجرد خروج المرأة من بيتها يستشرفها الشيطان وجنده. وليس ذلك من كيسه. وانما هو قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال صلى الله عليه وسلم اذا خرجت المرأة من بيتها متبرجة استشرفها الشيطان. فترى تلك التي لا للجمال فيها مطلقا ربما ومع زلك ينظر اليها لان الذي يغوي بها شيطان. لا في حقيقتها وكونهها فاذا علمت ذلك علمت قدر قول الله عز وجل وقرن في بيوتكن. وعلمت ايضا وعلمت ايضا كيف ان هؤلاء انما يعملون على المرأة؟ يعملون عليها. علمت لماذا بحوثات طويلة مقالات ممتدة واموال منفقة. ومع زلك مجالس ينفق عليها. علمت لماذا كل هذا لاجل ان تكشف المرأة وجهها. فقط لان له ما بعده. لان له ما بعده رونقها. فاذا ما كشفت قيل لها بعد ذلك انه لا ينبغي عليك ان تستري بدنك ان المسلمين قوم يشك بعضهم في بعض. فيريدون من المرأة ان تستر جميعها. ومع زلك فازا تحضرت فانكشفي وهو ما حدس حتى لم يتخيله بعض شياطينهم. وهو قاسم امين. ما ظن ان المرأة تتبرج بمثل هذا الذي عاناوه في المرأة الجديدة. وانما كان يعني فقط ان المرأة تخرج وتبرز كاشفة عن وجهها للعلم فلما رأى مثل هذا تعجب وكأنه تعجب مما من نجاحها المبهر السريع. المرأة ايها الاخوة صدق فيها قول القائل انها نصف المجتمع وولدت النصف الاخر. صدق فيها هذا القول المرأة وتاريخها التليد الطويل التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأة من هؤلاء قال في خديجة رضي الله عنها لما قالت له عائشة ابدلك الله خيرا منها رضي الله عنها تعني نفسها قال لا والله ما ابدلني الله خيرا منها قط. انها كانت وكانت وكان لي منها الولد. وكان المرأة التي تلد لها في عنق الرجل الشريف الذي يعرف قدر هزه المرأة. انها كانت وكانت انها كانت له سندا وعونا وقفت بجواره وقد خالفه جل من حوله صلى الله عليه واله وسلم. وهي مع ذلك تصبر على ما لم تره قبل هذا حينما يتحنس في غار ولم تكن هذه عادة العرب. ثم ينزل بعد ذلك من الغار مسرعا متلهفا وهي لا تناقشه. وهي مع ذلك حتى اقول لا تجاملوا وانما تسكت عنه. فاذا ما لاح منه سؤال اجابته بحقيقة طمأنته صلى الله عليه واله وسلم ما بذل احد مثل بذلها. ولذا اقرأها الله عز وجل السلام من عليائه. سبحانه وبحمده واقرأها جبريل السلام. سلوا التاريخ عن النساء وسلوا اما كام الشافعي. رحمه الله الزي جدد الزي جدد شباب اصول الفقه حتى تعجب احمد بن حنبل رحمه الله من محمد بن مسلم بن وارة لما قال له هل اتيت بلد كذا وكذا؟ قال نعم. قال جلست في مجلس الشافعي؟ قال لا. قال ضيعت على نفسك علما جما جما مثل هذا الغلام كان الشافعي شيخا وهو صبي. قال مثل هذا الغلام لا يفوتك عقله. لا فوتك عقله عقله لا يدرك واسانيد الحديث ان لم تدرك بعلو ادركها المرء بنزول. اما الشافعي كن الشافعي في امه تلك التي علمت نسفاه الشريف الذي يلتقي فيه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهو هاشمي المطلبي فاذا بها تحمله من غزة وتقول له اني اخاف على نسبك. ثم مع ذلك يطلب الشعر والادب فتنهاه وتقدمه ليطلب الفقه فلما طلب الفقه علم اهل التراجم ان امه كانت فقيهة. وكانت تسأل ام الشافعية اي تسأل وتجيب فخرج ولدها الشافعي. ام الشافعي والامهات كثر. ان شئت عن البلاد التي فتحت بغرابة ولم يستطع احد الى الان ان يبتلع ويستسيث. هزا المقطع من التاريخ رغم انه مع ذلك شهد به اعداؤنا ولم يستطيعوا ان يخبئوه وهو مقطع فتح القسطنطينية. حين فتحها غلام صغير فوق العشرين فوق العشرين بعام واحد وهو محمد الفاتح محمد بن مراد. حينما فتح هذه البلدة وصنع مع زلك ما لم يصنعه الاوائل. فان انه قد اجرى السفن على البر على اليابسة ما لم يصنعه احد قط من قبله. وربما لم يفعله احد على منهاجه هذا من بعده كانت له من الهمة ان جلس يصف الجند ليلا طويلا ثم جلس على كرسيه يستريح. فقيل الا تنام بقي لك كذا وكذا اذا لم تنم فقال هذه نومتي ثم سكت هنيهة وارخى رأسه فغط في نومة يسيرة ثم افاق واستفاق فحمل بجنده ففتح الله عز وجل له. سر الرجل كان في امه ايها الاخوة يوم كانت المرأة تعرف مكانتها ولا ترضى من عام كامل بيوم واحد يتشدق فيه من قتلها في اصقاع المعمورة ولم يرحم مع ذلك يتامى هذه هي المرأة التي كانت تربي محمد الفاتح امه تقول له يا بني انظر الى تلك الاسوار خلف هذا البحر انظروا الى اشوار القسطنطينية فتقول يا بني انت من سيفتحها ان شاء الله عز وجل. فكبر وفي زهنه فتحها ففتح الله عز وجل له. ايها الاخوة انها المرأة وعلى النحو الاخر نساء سمعن ووسوس اليهن صرنا من جند الشيطان يدعون مع زلك غيرهن من النساء الى هذا التبرج وترك الواجب الذي عليهن حتى سينخرب هذا المجتمع. انها فكرة يهود. اكشفي وجهك. فلما لم تكشفه عقدوا ومع زلك شوكة دبوس في زيلها وهي جالسة لتشتري منهم. عقدوا شوكة في ذيلها وربطوا الزيل في قفاها. حتى يشلح ذيلها اذا ما قامت منتصبا. فلما قامت المرأة منتصبة بان بعضها فصرخت. وهكذا كن النساء قديما. كانت المرأة مع زلك تعلم قدر الحجاب وانه من غلاوتها كان لا ينبغي ان يظهر ان تظهر بضعة منها. فلما قامت وانتصبت وبدا بعضها صرخ المرأة والولد فاذا ببعض المسلمين قد قام فقتل هذا اليهودي. فنادى اليهودي اصحابه فقاموا اليه فقتلوه فصار المسلمون فكان ذلك هو التعدي بالفعل. لما انسوا فقط بعض قوة بعض قوة صنعوا هكذا. في من كنا معهم في بلدة واحدة تأملوا. وعهد بيننا وبينهم مبرم. ومع ذلك زهب النبي صلى الله عليه وسلم اليهم وجمعهم وقال يا معشر يهود اتقوا الله عز وجل واسلموا فانكم تعلمون اني رسول الله وهو في كتبكم معلوم ومعروف كما كما تعرفون ابنائكم فاتقوا الله عز وجل واسلموا قبل ان ينزل قبل ان ينزل الله عز وجل بكم مسل الزي حل بقريش. وكانت غزاة بدر قد اسمعت في ارجاء المعمورة حتى تحدثت بها الاكاسرة وحتى تحدس بها النجاشي في موضعه. حتى دخل عليه في الحبشة الذين كانوا هاجروا عنده فوجدوه جالسا على بعض الرماد النجاشي المسلم الاصحمة رضي الله عنه فوجدوه على بعض الرماد قد جلس وهو ملك معظم. فقالوا له كيف هذا؟ تجلس على رماد على فحم. ومع ذلك تلبس من السياب الرس فقال ان الله عز وجل قد نصر نبيه اليوم في شعب بدر وانا لنجد في كتبنا ان الله اذا احدث لنا نعمة احدثنا له ازاء هذه النعمة تواضعا. فلما رأى الصحابة منه ذلك وتعلموا ايها الامير شعب بدر فقال نعم كنت ارعى فيه الغنم. فحينما انتصر المسلمون في يوم بدر وقتل من الكفار صناديدهم ورجعت قريش بلا رؤوس حتى لم يعد معهم من الرؤوس الا النذر اليسير. وكان هذا الجرح الذي لم يندمل حتى بعد ان ظنوا انهم غلبوا يوم يوم احد. فتأمل جيدا خرج هؤلاء القوم وجمعهم النبي وانذرهم بما نزل بقريش فلم يجد منهم الا تلك العجرفة. لشيء من المال نزل بالقوم فكان قينقاع اغنى يهود ولشيء من انحلال الاخلاق الزائد على اخوانهم. فهم جميعا لا اخلاق لهم الا من تثني لكنهم لا اخلاق لهم ولا ديانة. ومع زلك فهؤلاء القوم كانوا اكثرهم اكثرهم سوءا للادب وخيانة. فزن القوم في انفسهم انهم ينتصرون. فخرجوا اليه وقالوا وهم يتلمزون. اتظن ان قوم يا محمد يعني تظن اننا مسل قومك قريش الذين قاتلتهم ان لنا في القتال لدربى. نحن لنا مهارة في قتال اكثر منهم. والقوم هؤلاء لا يدرون المعارك كذب واضح. وانتفاخ على غير شيء. واكمة ما ورائها شيء نفاخ انف من غير ورم فلما قالوا له ذلك صلى الله عليه وسلم ضرب عليهم حصارا خانقا. فلمدة خمسة عشر يوما لا تكاد تنظر الى ذبابة غريبة تدخل عليهم في حصنهم. منع عنهم كل شيء ومنع عنهم كل رافض. ووقف صلى الله عليه وسلم باصحابه الاشاوس وقفة اذا ما رآها المرء ارعدت فرائسه وسلم انه مهزوم. وحاله صلى الله عليه وسلم ادت رسالتها المنابر وانبرى حد السلاح بدوره ليقولا. فلما حاصرهم هذا الحصار الخانق استغاثوا وقالوا ننزل الى حكمك فنزلهم النبي صلى الله عليه وسلم وكتفهم اجمعين. فصار القوم في السلاسل فيه وجهز اعناقهم لتضرب صلى الله عليه واله وسلم. فان الخيانة موجبة للنبز الى القوم كما قال الله عز وجل واما تخافن من قوم خيانة فانبز اليهم على سواء لا تلتفت الى ورى ولا تنظر اليه ولا تنظر الى مقوماتهم بل ينزلون على حد سلاحك. فلما انزلهم وكتفهم صلى الله عليه واله وسلم خرج المنافقون افة كل مسير للمسلمين. سواء كان في افكارهم او كان ذلك في شريعتهم حفظها او كان ذلك في اعراضهم او كان في خلفهم. لمن برز من المسلمين يدفعون عن بيضة الاسلام قاتلهم في بحرهم وقاتلهم في عقر دورهم واجعلهم وابنائهم ونسائهم وارضهم غنيمة للمسلمين. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد والحمد لله رب العالمين واقم الصلاة قوم في كل مجال يخونون. ولزا فان الله عز وجل جعلهم اخوة لهؤلاء. الم ترى الى الذين اوتوا الكتاب يقولون لاخوانهم الم ترى الى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من اهل الكتاب. اخوانهم ملة واحدة وهيئة واحدة بل يدفعون عنهم اكثر ما يدفع القوم عن انفسهم. فتأمل على حد قول الاول اذا رأيت نيوب الضبع بارزة فلا تظنن ان الضبع يبتسم. انهم يظهرون دينا ويخفون في باطنهم حادا مجردا وزندقة. تأمل جيدا ووحرا على الاسلام. وهذا حكم هؤلاء حينما ترى ان رسول الله صنع بهم هذا فهو حكمهم. لذا قام الرجل المسلم فضرب هذا اليهودي فلم يعاتبه رسول الله فيه انه ينبغي ان يعلم ايها الاخوة ان الزمي اذا اذى مسلما فضربه او قتله. فقد انحل عقده فقد انحل عقد زمته فعاد حربيا وان الحربي المهادن اذا ما فعل ذلك او سب الله او سب رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك انحل عقده ورجع من امانه فصار مع ذلك محاربا. فتأمل جيدا. فخرج عبدالله بن ابي وكان عبدالله بن ابي بن سلول لعنه الله محالفا لبني حليفا لبني قينقاع. وكان مع زلك ابن الصامت رضي الله عنه حليفا لبني قينقاع. فكان من بني عمرو بن عوف. لكن شتان ما بين موقفيهما ايها الاخوة وهذه هي المواضع الحادة في الشريعة. ولاء وبراء. طريق واحد. طريق واحد. من سلكه كان على الجادة ومن سلك غيره او تأول فيه او نظر سقط فاندقت عنقه. منطقة في الاسلام حادة. تأمل جيدا جاء عبدالله جاء عبادة ابن الصامت رضي الله عنه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان بني قينقاع قد فعلوا كذا وكذا. فما تقول؟ قال يا رسول الله انبذ اليهم حلفهم. واوالي الله عز وجل ورسوله والذين امنوا. بل والله لاقاتلنهم معك يا رسول الله فتعجب يهود لشدة الحلف كان بين العرب. وان المرء لا يستطيع ان ينقض الحلف مع احد بهذه السهولة وعلموا قدر الدين في قلوب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. موقف وعلى النقيض موقف اخر. موقف اخر جاء فيه عبدالله بن ابي بن سلول ونظر الى القوم مكتفون. والمهند بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هي الا لحزات سم تراه على رقابهم. فقال له يا رسول الله اطلقهم لي قال رسول الله عنه فقال يا رسول الله اطلقهم لي فانما هم حلفائي. فاعرض رسول الله عنه كانه يقول اما تستحي يحاربون الله ورسوله ويؤلبون على المسلمين. ثم مع زلك لم تزل تزكر حلفهم. فقال له في وقد تطاول هزا الاسم المجرم ومد يده الى درع رسول الله في جيبه وكان على رسول الله ام الفضول درعه فمد يده في جيبها وقال اطلقهم لي يا رسول الله. اتريد ان تقتلهم الان بين سلاس مائة حاشر بين اربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع اقاتل بهم الاسود والاحمر اني اخشى ان تدور علينا الدائرة. موقف وموقف وصدق فيهم قول الاول بعض المواقف يا رجال حرائر والبعض يا ابن الاكرمين اماؤه موقف ايماء بل ازل من هزا. فنظر اليه النبي مغضبا جدا حتى قيل ظلل وجهه ظلل وجهه السواد وانتم تعلمون ان رسول الله وجهه ازهر متلألأ صلى الله عليه وسلم حتى قيل جابر بن رضي الله عنه اكان وجه رسول الله ابيض لامعا كالسيف؟ قال لا بل كان وجه رسول الله كالقمر. فانظر كيف اذا اسود وجهه صلى الله عليه وسلم وظلل بما ظن الناس فيه ان رسول الله قد اسمر من شدة ما جاءه من غضب سم قال هم لك لعنة الله عليهم وعليك. وكفى بذلك لابن سلول ان يرى خزيا في الدنيا مع الاخرة. وفي هذا يقول اهل العلم ان من اتى شيئا يستوجب اللعنة فربما لعن بعينه. تأمل فرجع عبدالله بن ابي بن سلول مع زلك والصحابة يتلمزون. ولولا ان النبي صلى الله عليه وسلم ما اشار اليهم ولا ازن اذا لاشتفوا من عبدالله حتى يجعلوه كامس الدابر لا عين ولا اسر. لكن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندهم مقدمة حتى ولو كان ما في نفوسهم فيه. فرجع الرجل الى بيته واطلق رسول الله هؤلاء على ان تغادروا مكانكم. لا تمكثوا وبيننا بل غادروا هذا المكان واتركوا كل شيء فيه من اموالكم ومتاعكم وسلاحكم تخرج انت وعيالك فقط فخرج هؤلاء ازلاء رجعوا حورهم الاول ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله. فخرجوا الى ازرع عاد فمكث هذا المنافق في بيته ثم مع ذلك اراد ان يرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم فيكثر من جداله فيهم تارة اخرى ليظفر بما يرى انه من حقه كاملا فكان عجبا لكن ذلك هو الذي ازيل عليه في الخطبة الثانية. اسأل الله عز وجل الا ان يجعلني واياكم ممن اذا دعي بادر واذا نهي انتهى وعقل مثواه فهدى لنفسه. واقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم الحمد لله الذي لم يزل عليما حكيما. وصلى الله وسلم وبارك على محمد الذي ارسله ربه الى الناس بشيرا ونذيرا وعلى ال محمد وصحبه وسلم تسليما كثيرا. المنافقون يجادلون عن الكافرين اكثر ما يجادل الكفار عن انفسهم. لذا كان ينبغي لك ان تحزر ايها القريب هذه الخصلة فانها على القلوب ضرابة فشتان بين موقف لمنافق يذوب في الكفار ذوبان الاخ لاخيه. وبين رجل حليف من المؤمنين يتركهم مع زلك على اول عتبات الامر والنهي. هذا هو المعروف في التوحيد ايها الاخوة في عقيدة التوحيد في عقيدة هذا هو المعلوم بالولاء والبراء. ولاؤك لمن؟ وبرائتك ممن؟ فان النبي صلى الله عليه وسلم كان قد قال صلى الله عليه واله وسلم اتدرون ما اوثق عور الاسلام؟ فقال بعض الصحابة الصلاة فقال رسول الله الصلاة خير اتدرون ما اوثق عرى الاسلام؟ فقيل الزكاة قال الزكاة غيش تدرون ما اوثق عرى الاسلام؟ فلما حار القوم حين ضربوا امثلة كثيرة ليس منها اوثق العرى. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهم اوثق عرى الاسلام الحب في الله والبغض في الله. فانما هي علاقة ووشيجة انما هي الاسلام والدين. فان مسلما في اقاصي الارض مسلما في اقاصي الارض له عليك الولاية. انما الله ورسوله والذين امنوا. فهذه اية محكمة وعلى النحو الاخر. يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا والنصارى اولياء. بعضهم اولياء بعض. ومن يتولهم منكم فانه منهم. هذه اية نزلت في موقف عبدالله بن ابي حينما اصر على الولاء مع القوم والعهد وقدمه على عهده مع الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه اله وسلم. لاول وهلة علم القوم من الزي يعادونه ومن الذي يوالونه؟ وكيف ينصر الدين على اعدائه وان للدين اعداء علموا زلك. اما الحلم الوردي ان الدنيا بسلام وان القوم لا يعادون واننا مع زلك لا نعادى وفي كل موقعة تعود على نفسك انت باللوم. فكم من موضع سب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الكلام المباشر هو لك انت انت المخطئ. لانك ما درست سيرته صلى الله عليه واله وسلم. وان كان هو وجه من الصواب لكن كان فيه موضع ايضا لتحقيق الولاء والبراء. تأمل تأمل جيدا ولاء يجعل ثمامة ابن اثال رضي الله عنه وكان قد اسلم الان الان اسلم الان فقط. ثم لما قال يا رسول الله اني كنت قد خرجت انما اخذتني خيلك وقد اخذوه من الطريق. فقال اني كنت قد خرجت اريد العمرة. يا رسول الله افتأذن لي في العمرة قال له نعم ولا تهل بشرك. يعني علموه الاهلال الصحيح. لا يهل بما كانت تهل به قريش. فدخل الرجل رضي الله عنه وهو سيد اليمامة. فلما دخل الى صحن البيت قال لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. ان الحمد والنعمة تلاك والملك لا شريك لك. ولم يزد قولتهم الا شريكا هو لك. ملكته وما ملك. فنظر القوم بعضهم الى بعض وقالوا والسمع حوله فقيل هل نراك اتبعت محمدا؟ قال نعم والله واعلموا يا معشر قريش. لاول وهلة. قال واعلموا انه والله لن تبلغكم حبة حنطة حبة قمح من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجاعت قريش يومها حتى صار الرجل ينظر بعينه الى الشيء فيراه متعددا داف. حتى ارسلوا الى الله صلى الله عليه وسلم وقالوا انك يا محمد تأمر بالعدل وصلة الرحم. وان ثمامة قد جوعنا فازن له فانما علق الامر على اذنك فارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى زمامة ليرسل اليهم الحنطة كما كان يفعل. كما كان يفعل من قبل تأليف لقلوبهم وليس ابطالا لما صنعه ثمامة. ولاء لله ورسوله مع المحن الشديدة. ايها الاخوة هل تدرون ما الذي ادرك ما الذي وقع ببني اسرائيل ليحسدوننا ويحقدون علينا؟ هل تعلمون ما الذي وقع فيهم؟ انهم خلدوا الى الدنيا. فلما خلدوا الى الدنيا وتنافسوها حسد بعضهم بعضا. ولما حسد بعضهم بعضا انتقلوا الى الحسد على الشريعة. ثم حرفوها من بعد ازا قال النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا الشح فانه اهلك الزين من قبلكم حملهم على ان كفروا بربهم وسفكوا دماءهم سفك بعضهم دماء بعض لاجل هزا الشح والدنيا. يعجب المرء حينما يرى فرق العملة الان وهو يشغل الناس اجمعين افلا تشغلون ببعض الدين ايضا معك؟ هل نظرت الى نفسك في هذا الامر؟ اشغلت اولا بجيبك ام شغلت اولا بدينك؟ قال بعضهم الفرق بين المشغول بربه والمشغول بغيره سؤال. قال قلت لصاحبي نمت ما يزيد على العشرين ساعة. فقال له صاحبه ولم تأكل ولم تشرب؟ قال ثم قلت لاخر نمت ما يزيد على العشرين ساعة فقال وكيف صليت؟ قال هذا هو الفرق بينهم. رجل يسأله عن الطعام والشراب والاخر مع زلك يسأله عن يسأله عن الصلاة. يقول ابن شداد في ترجمة صلاح الدين الايوبي. في ترجمة صلاح الدين رضي الله عنه قال كان في اخر وقته ومدته. وقبل ان يموت وبعد تحرير المسجد الاقصى انطلق الى البحر فدخل فيه شيئا دخل خطوات في البحر بفرسه. ثم نظر اليه وقال تعلم والله لوددت ان اوصي لعيالي لولا ان يختلفوا لانه ظن ان سيختلفون فاختلفوا فعلا. قال لولا ان يختلفوا لاوصيت لعيالي. الذين على الامارات التي تركتها سم انطلقت الى خلفها هؤلاء القوم ادعوهم الى الله عز وجل وادعوهم الى الاسلام واقاتلهم عليه. انها همة الرجل ونظرته. حينما دخل في المعمعة فقطع وريد قدمه فصار اعرجا بين العرج. ومع ذلك لاخر يوم كان رحمه الله يقاتل في سبيل الله عز وجل ولاءك لمن؟ وبرائتك ممن؟ انحيازك الى اي موضع ايها الاخوة؟ المنافقون دخل عبدالله بن ابي بهزا الموقف سم شفعه باخر انجس منه. فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم والقوم يريدون ان يخرجوا من المدينة. الى ازرعات تلك المدينة المجاورة او الموضع المجاور. فانطلق عبدالله بن ابي وقال يا رسول الله اقرهم. يعني كان ان القوم لم يفعلوا شيئا البتة اقرهم. اقرهم في اماكنهم وعلى اموالهم وعلى ما تركوه. فاعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم هنا لم يستطع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الا ان دفعوه دفعا شديدا حتى ارتطم بالحائط ومشى مع زلك مغضبا اغضبه الله عز وجل ولعنه حتى يلقاه بتلك اللعنات. ايها الاخوة انها غزاة في صفحات يسيرات. لكنها مع لذلك تضع لك امورا ينبغي ان تنظر اليها جيدا. اهم هزه الامور ما موضع ولاءك للمؤمنين؟ ما موضع زلك واني مع ذلك لاكسر منه. انما نحياه من ابئس ما نحياه في هذه الايام. الا يشعر المرء باخيه بل اقول بجاره المسلم الذي بجواره لا يشعر به لا يدري انطوى على شيء مع هذا الغلاء والوباء ام لقد دخل رجل على بعض السلف من جيرانه واخوانه وقال له اقرضني. اقرضني. فقال له مورق العجلي رحمه الله قال له الرجل اقرضني فاقرضه. ثم دخل الى بيته باكيا. فقالت له امه قالت له زوجه ما يبكيك؟ اتبكي للمال اخز مالا كسيرا واعطاه للرجل. فقال ويحاك اسكتي. والله انما ابكي لشيء اخر. قالت وما يبكيك؟ فاسمع الى عجب كان لابيك واجدادك ومن خالف ومن وافق اباه فما زلم امه. قال له قالت له فما يبكيك؟ قال والله انما اابكي لانني جهلت حال اخي حتى اعوزته ان يسألني. يريد ان يقول كنت اريد الا يسألني. كنت اريد ان اسأل على داخلته وحاله حتى اذا ما علمت ذلك منه اعطيته دون ان اريق ماء وجهي في السؤال. ايها الاخوة وهو موضوع طويل وتطاول ينبغي ان نلح عليه جدا ولا اكلمن وبراءتك ممن والا فليحزن الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. هذه هي الفتنة وهذا هو العذاب الاليم بحق وصدق لا بعض العوز ولا بعض الخواء. نسأل الله عز وجل ان يعلمنا واياكم ما جهلنا. وان يزيدنا علما وان ينفعنا بما علمنا اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم اغفر لحينا وميتنا صغيرنا وكبيرنا وذكرانا واناثنا. اللهم انجي المستضعفين من المؤمنين. اللهم اطعم الجوعى من المؤمنين. اللهم المستضعفين من المؤمنين. اللهم عليك بالكفرة اجمعين. اللهم عليك بالكفرة اجمعين. اللهم قاتلهم في جوهم