يذكر هنا اه انموذج من نماذج الحفظ آآ البارع التفوق في الذاكرة آآ فيحكي عن ابي القاسم علي بن محمد التنوخي المتوفى سنة واربعين وثلاثمائة. قال سمعت ابي ولي اذ ذاك خمس عشرة سنة ينشد بعض قصيدة دعبل الطويلة التي يفخر فيها باليمن ويعدد مناقبهم ويرد على الكوميت فخره بنزار واولها افيقي من ملامك ياضعينا كفاك اللوم مر الاربعين آآ قصيدة دعبل هذه نحو ستمائة بيت ستمائة بيت يقول فاشتهيت حفظها لما فيها من تفاخر اليمن اهلي فقلت يا سيدي ادفعها الي حتى احفظها فدافعني امتنع فالححت علي فقال كاني بك تأخذها فتحفض منها خمسين بيتا او مائة بيت وترمي بالكتاب مش هتكمل يعني فقلت ادفعها الي فاخرجها وسلمها الي فدخلت حجرة وخلوت فيها ولم اتشاغل بيومي وليلتي بشيء عن حفظها فلما كان في السحر كنت قد فرغت من جميعها واتقنتها فخرجت اليه غدوة في الفجر فجلست بين يديه فقال هيه كم حفظت من قصيدة دعبل فقلت قد حفظتها باسرها فغضب وقدري باني قد كذبته فقال هاتها فاخرجت الدفتر من كمي. كمي الذي نسميه خطأ ايه الجيب الجيب دي فتحة الصدر لكن الكم هذا هو الايه؟ في الجمع فاخرجت الدفتر من كمي ففتحت ففتحته ونظر فيه وانا انشد بيسمع بقى الى ان مضيت في اكثر من مائة بيت فصفح منها عدة اوراق وقال انشد منها هنا. فانشدته الى اخرها. فلما رآه من حسن حفظي ضمني اليه وقبل رأسي وعيني وقال بالله يا بني لا تخبر بهذا احدا فاني اخاف عليك العين الحقيقة آآ العبرة التي نأخذها هنا ان الانسان اذا عزم وجزم واجمع نيته على ان يعمل عملا فان الله سبحانه وتعالى يوفقه لهذا العمل على قدر آآ نيته فان المعونة تأتي على قدر المؤونة فاذا كل ما نويت آآ وارتفعت همتك كلما اتتك المعونة على قدر نيتك فبالتالي ممكن مثلا لو واحد آآ يريد ان يحفظ سورة البقرة. يختار كده يوم او يومين ويحبس نفسه في المسجد ما يخرج منه او في حجرة يخرج فقط لصلاة الجماعة. ويحفظ فقط يركز في شيء واحد وفي وقت واحد وينقطع عن العالم اه يمكن ان ينجز بهذه الطريقة آآ فهذه ايضا من الفوائد التي تؤخذ من هذه يعني القصة