من كتاب فتح الباري. جاءت مصنفات في التوحيد في العقيدة لما ظهر اهل الفرق. لما ظهرت الفرق المختلفة من خوارج ومرجئة جاءت الرسائل ومختصرات التصنيف اما في كتب اهل الحديث واما مفردة شيئا المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما مزيدا. اما بعد فاسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والقلب الخاشع والدعاء المسموح اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا ارحم الراحمين. ثم اني مسرور بهذا اللقاء بالاخوة طلبة العلم في هذا البلد المبارك. وبالشباب بعامة لما بيننا من صلة فشيئا ثم توالى الزمان حتى صار لكل فن كتب كثيرة. واذا اردنا ان نضبط المنهجية في قراءة كتب اهل العلم فاننا نقسم ذلك الى قسمين الاول منهجية عامة تصلح للظبط في قراءة اي نوع من كتب اهل العلم ومحبة في الله وان لم نلتقي قبل. ولا شك ان العلم من اقوى الروابط بين اهله فطالب العلم لطالب العلم اخ وناصر وولي ومحب. فهم خاصة اهل الايمان وقد قال جل وعلا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض ومن مقتضى الولاية ان يحبه وان ينصره وان يكون معه كما يحب وان يكون مع نفسه طلب العلم طريق طويل لا يكون الا بترك للهو والشهوات واقبال جاد عليه. لان الله جل وعلا وهو اصدق الواصفين واصدق القائلين وصف ما انزل على محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام بانه قول ثقيل. فقال جل وعلا انا سنلقي عليك قولا ثقيلا. والقول الثقيل هو الكتاب والسنة. ولهذا لما قيل امام ما لك ابن انس امام دار الهجرة رحمه الله في مسألة توقف عنه الاجابة فيها قال القائل له هذه مسألة سهلة او مسألة يسيرة فقال لا تقل هذا فما في العلم صغر او كبر شيء يسير او شيء سهل. لان الله جل وعلا وصفه بانه ثقيل انا سنلقي عليك قولا ثقيلا. وهذا الفهم العظيم واول درجات الصعود في طلب العلم ان تفهم ان العلم كله ثقيل. فكل مسألة من مسائل العلم تحتاج منك الى اقبال عالم بقلب وفهم مستقل. فمن قال هذه مسألة سهلة فمر عليها وعنها مرور الكرام فانه لن يحصل العلم حتى يكون العلم عنده سواء بكلياته وجزئياته بقواعده وفروعه بوصوله وتفريعاته. سواء من جهة العناية به سواء من جهة تحصيله وترديده وحفظه وتثبيته. فالعلم اذا تركك واذا اقبلت عليه اعطاك بعضه. كما هو معلوم في المقالة المشهورة العلم ان اعطيته كلك اعطاك بعضه. وان اعطيته بعضك لم تدرك منه شيئا. وهذا واقع مجرب هذه المحاضرة عنونت بالمنهجية في قراءة كتب اهل العلم. وموضوعها مهم لان كثيرين قرأوا كتبا متنوعة لكن تجيء الشكوى منهم متواترة باننا لم نحصل علما راسخا مقعدا لم نضبط العلم بحيث نطمئن الى هذا العمر الذي بذلناه في العلم. وهذا تجده عند كثيرين لانهم قربوا مدة طويلة وربما حضروا بعض الدروس عند اهل العلم وربما كتبوا الكتابات او او الفوا ولكن في قرارة نفسه يدرك انه لم يحصل من العلم ما به تتميز وسائله وما به يتضح المشكل منه فلهذا جاءت هذه المحاضرة وكانت مهمة بانه لابد من منهج مضبوط للقراءة في كتب اهل العلم ومن لم يثق في حياته كلها على منهج منضبط يرجع اليه فانه سيترك الطريق الواضح وسيأخذ بالطرق المختلفة. كتب اهل العلم اذا نظرت اليها في هذا الزمن وجدتها تصل الى عشرات الالاف في الفنون المختلفة فهل العلم كثير بكثرة هذه الكتب؟ الجواب ما وصفه واجاب به الخليفة الراشد علي ابن ابي طالب رضي الله عنه اذ قال العلم نقطة كثرها الجاهلون يعني ان اصل العلم الذي فقهه الصحابة رضوان الله عليهم قليل هو فقه الكتاب وفقه احاديث النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا قليل بالنسبة الى ما كثر في زمن علي رضي الله عنه من كثرة المسائل والتفريعات التي لا يحتاج اليها الناس. وكلما ازداد الناس بعدا عن الزمن الاول يحتاج الى ازدياد العلمي او ازدياد الكتب لاجل ان يفقهوا كما قال العلم نقطة كثرها الجاهلون فلاجل وجود الجهل واهله كثر التأليف وكثر التصنيف لاجل ان بسط العلم لاهله وبه اهله يهدون الجاهل ويرشدون الضال كذلك اذا تقدمت في الزمن وجدت ان الكتب في اول زمان الاسلام قليلة ثم شيئا فشيئا وهذه الكتب تنوعت بتنوع العلوم والفنون فاول ما دون من الكتب الحديث واول ما دون بعد القرآن العظيم دونت السنة على اختلاف انواع التدوين ما بين صحائف محدودة الى اشياء كثيرة. ثم تلاها تدوين التفسير. عن ابن عباس رضي الله عنه كما هو معلوم في الصحيفة الصادقة التي رواها علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما والتي قال فيها الامام احمد رحمه الله ان بمصر صحيفة في التفسير يرويها علي ابن ابي طلحة لو رحل رجل لها ما كان كثيرا. وهذه الصحيفة صادقة صحيحة عن ابن عباس. وان لم يلقى علي بن ابي طلحة بن كما هو معلوم فهي مروية بالوجادة عن مجاهد عن ابن عباس كما حرره الحافظ ابن حجر في اول التفسير جاء الخلل فيها من جهة العقيدة من جهة عدم احسان تطبيق اصول الفقه او من جهة عدم معرفة هدي السلف او من جهة ان المؤلف لم يكمل الاثار في هذا الباب. وهذا متنوع سواء اكانت العقيدة ام كانت تفسير ام الحديث ام الفقه الى اخر الفنون الاصلية المساعدة العلوم الاساسية والعلوم الصناعية. كلها ثم ضوابط عامة يمكن ان تسير عليها في منهج واضح تضبط به العلم المنتثر في تلك الكتب. وثم ضوابط خاصة بكل علم التفسير له قواعد تحصيل علمه وله قواعد ضبط التفسير من حيث هو. الحديث كذلك العقيدة كذلك الى اخر القنوت القسم الاول الظوابط التي تصلح لجميع كتب اهل العلم نقدم لها بمقدمة ويا ان العلم الشرعي ينقسم الى قسمين. علم مقصود بذاته وعلم مقصود لغيره. اما العلم المقصود لذاته فهو علم الكتاب والسنة. ففقه كلام الله جل وعلا وفقه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هذان العلمان هما المقصودان الاصالة وبهما يمدح اهل العلم يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات يعني الذين فقهوا عن الله جل وعلا مراده وعن رسوله صلى الله عليه وسلم مراده علم الكتاب وعلم السنة فيه التوحيد وفيه الحلال والحرام فرجع الامر اذا الى علمين الا وهما علم العقيدة والتوحيد وعلم الحلال والحرام الذي هو الفقه هذان العلمان التوحيد والفقه مقصودان لذاتهما لانه بالتوحيد يتحقق الاخلاص عبادة الله جل وعلا وحده دون ما سواه. والايمان باركان الايمان. حق الايمان و بالفقه يكون الامتثال في الامر والنهي. لان الله جل وعلا جعل دينه اخبارا ونواه التصديق بالاخبار هو الاعتقاد وامتثال الاوامر والنواهي هو امتثال العمليات. كما قال جل وعلا وثمة كلمة سيد القوم وعدلا صدقا في الاخبار وعدلا في الامر والنهي. فاذا العلمان المقصود ان لذاتهما ما في طلب العلم هما التوحيد والفقه. والمقصود لغيره من الفنون ما كان من العلوم المختلفة علوم العربية بعامة ليست مقصودة لذاتها. علم النحو وعلم الصرف وعلم المعاني والبيان والبديع علوم البلاغة المختلفة وعلوم الاشتقاق وهي ظمن الصرف. ومفردات اللغة واشباه ذلك وكذلك اصول الفقه اصول الحديث السيرة هذه كلها مقصودة لغيرها ليس طلبها مقصودا لذاته يعني ان طالب العلم اذا قرأ هذه الفنون فانما يقرأها للتوصل الى العلمين المقصودين الا وهما علم التوحيد وعلم الفقه. فقه الكتاب والسنة فاذا رام ان يجعل الوسيلة غاية فانه لا يكون فاقها الكتاب والسنة وانما يكون قام ربما كفائيا في تعليم وسيلة مساعدة لفقه الكتاب والسنة. هذا النوع بعامة العلم المقصود لذاته والمقصود لغيره كتبه كثيرة متنوعة كما قلنا هذه منهجية تشمل الجميع. فاول الضوابط في ذلك ان تعلم ان كتب اي علم من من العلوم تنقسم الى كتب مختصرة متون والى متوسطة والى منتهية الى شروح كبار. فاي علم من العلوم التفسير شروح الحديث بل الحديث. نفسه الفقه والعقيدة الى اخر ذلك كتب ما بين مختصر ومطول. من رام المطول قبل المختصر فقده. منهجية مهمة في استقرار الاصول والمختصرات لها فائدة. وفائدتها تثبيت اصول العلم. والبنا كما هو معلوم يحتاج الى اساسا قبل تشييد ارتفاعه. فالمختصرات طريق للكتب المتوسطة طريق للكتب المطولة. فاذا من لم يحكم المختصرات فلا يديمن النظر في المطولات. وانما المطولات في اي فن من الفنون يحتاج اليها في معرفة ما اشكل من المختصرات فالمطولات بالنسبة للمختصرات كالعلوم الصناعية بالنسبة للعلوم الاساسية يعني ان ابتداء طالب العلم والمتوسط ايضا لا يكون بالكتب المطولة. فاذا لا يحسن ان نسمع من بعض طلبة العلم ان يقول قرأت كتاب فتح الباري قرأت المغني قرأت المجموع شرح المهذر قرأت المحلى قرأت نيل الاوطار الى اخر ذلك هذا لا يحسن لانه وان قرأ فسيؤول به الامر الى عدم التحصين. سيكون ثمة معلومات متناثرة في قلبه لا يجمعها زمام ولا يربط بينها رابط. هنا لابد اذا كمنهجية في القراءة ان تبدأ بالمختصر ثم المتوسط ثم المطول في تأسيسك لكن ان اردت مراجعة مسألة فتراجعها في اي كتاب شئت في المطول او المتوسط لكن كتأسيس في طلب العلم لا بد من رعاية الاختصار قبل المتوسط قبل المطوع. وما احسن صنيع الموفق ابن قدامة رحمه الله اذ الف في الفقه ما يمثل هذا المنهج فالف مثل كتاب العمدة في الفقه المعروف وهو كتاب مختصر اطول منه قليلا المقنع وله اطول منه الكافي وله منهج والمنتهي يقرأ المغني. وسمعت الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي رحمه الله تعال مرة يقول ان الموفق بن قدامة رحمه الله سبق المدارس الحديثة. فجعل العمدة في الفقه والامتداد والمقنع للمستوى المتوسط والكافي للمستوى الثانوي والمغني للمستوى الجامعي. طبعا الى اهل العلم الذين يدركون هذه الكتب والا فربما قرأ بعض من في المستوى الجامعي الان العمدة ولم يدرك اكثرها فاذا من المهم في المنهجية في القراءة ان يكون ثم تفريق ما بين التأسيس والاطلاع. وهذه المرة كلمة قلتها وسجلت وهي مهمة لو رجع اليها وهي الفرق ما بين العقد والملح في العلم العلم منه عقد يصار اليها ومنه ملح مساندة. فمن رام الملح وترك عقد العلم فانه لن يدركه بل سيكون عنده اخبار كثيرة ومعلومات او ثقافة. لكن لا يستطيع ان يتكلم في مسألة عقدية او في مسألة فقهية. فاذا اول المنهج العام في قراءة كتب اهل العلم بعامة ان ثم انتقال من المختصر الى المطول. وهذا يتفرع بتفرع الفنون المختلفة. الثاني ان هنا القارئ منتبها الى مذهب الامام او المؤلف فالعلماء الفوا كتبا ولكن الفوها بحسب نزعة كل منهم من جهة مذهبية. فمنهم من هو من الحنابلة؟ ومنهم من هو من الشافعية منهم من هو من الحنفية المالكية وكذلك منهم من صفى مشربه في السنة ومنهم من صار عنده صواب كثير وغلط قليل في السنة ومنهم من خلط سنة وبدعة الى اخر ذلك فمعرفة هذا المؤلف والمؤلف مهم قبل الاقبال عليه. وهذا لا بد منه لانه وقد يتأثر القارئ بمؤلف وهو لا يدري الى اي شيء نزع فمثلا بعض طلبة العلم يرجح دائما ما في كتب الحديث شروح كتب الحديث على ما في الشروح المطولة في كتب الفقه لان الحديث عندهم شارح الحديث اكثر استقلالا واميل للاجتهاد من الذي الف في الفقه فينظر الى ان ترجيح صاحب كتاب الحديث اوثق من ترجيح صاحب كتاب الفقه. وهذا ليس صوابا على اطلاقه. بل نجد ان شراح الحديث نزعوا في ترجيحاتهم الى مذاهبهم. فمثلا تجد ان الحافظ النووي رحمه الله في شرح مسلم رجح ما يرجحه الشافعي واذا قال ايضا في استدلاله وتطبيق لاصول الفقه فهو يطبق اصول الفقه الشافعية. فينظر الناظر الى انه اذا قال في مسألة ما هذا الحديث صحيح وهذه المسألة الراجح فيها كذا لمجيء الحديث الصحيح بها رجحوا من جهة ترجيح النووي المبني على صحة الاسناد. وهذا صحيح في كثير من المسائل وغير صحيح في بعض لهذا نجد انه رجح اشياء في مسائل الصواب خلافها لم؟ لان صحة الاسناد او صحة الحديث ليست كافية في الفقه بل الاهم منها ان ننظر في وجه الاستدلال من الحديث على المسألة وجه الاستدلال يعني الاستنباط. كيف استنبط الحكم من المسألة؟ استنباط الحكم من الدليل هذا يرجع فيه الى اي علم الى اصول الفقه. الحكم بصحة الاسناد يرجع فيه الى مصطلح الحديث والى علم الرجال. في كلا الامرين مصطلح والرجال هو علم اصول الفقه هذه كلها لها تبعات ولها خلفيات سابقة. فتجد انه رجح صحة لمذهب له في الاسناد مثلا تجد انه يرجح صحة الترجمة المعروفة عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده او يرجح صحة تبهج ابن حكيم عن ابيه عن جده او ما اشبه ذلك. وغيره قد ينازعه في ذلك. كذلك من جهة رجل هل هو ثقة ام ليس بثقة هل هو صدوق ام ويهب؟ هل هو مقبول الرواية في هذا الباب ام ليس بمقبول الرواية؟ هل هو مقبول الرواية عن هذا الشيخ ام ليس بمقبول الرواية وهذا مما يدخل في علم علل الحديث. المسألة الثانية اصول الفقه اذا صح الاسناد وصح الحديث فكيف فنستنبط الحكم من من الدليل لابد من استخدام اصول الفقه. فيأتي استخدام اصول الفقه في بعض الاحيان لمذهب المؤلف. فينظر الناظر ويقول هذه المسألة رجحها. الحافظ بن حجر. رجحها ابن حجر بناء على مذهبه في اصول الفقه. فيأتي الناظر ويقول ها الدليل كذا وصحح اسناده الحافظ او صححه يحافظ في الفتح او في البلوغ رجح كذا لكن المسألة لا تقف عند هذا الحد بل لابد من النظر في اصول الفقه التي بها استنبط الشارح الحكم في المسألة. ولهذا نقول ان بعض المسائل فتجد مثلا عند الحافظ النووي عنده اشياء حتى في كتاب رياض الصالحين في كتاب رياض الصالحين عقد بابا في كراهة الحلف بالامانة. وبتربة فلان وبقبر فلان الحديث الذي استند اليه قوله عليه الصلاة والسلام من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك واستند ايضا الى ما صح في السنن عنه عليه الصلاة والسلام انه قال من حلف بالامانة فليس منا فيأتي الناظر ويقول النووي قال يكره. ما دليل النووي؟ اتى بالدليل الذي فيه قوله عليه الصلاة والسلام من حلف غير الله فقد كفر او اشرك ويدخل في عموم قوله من حلف بغير الله الحلف بالقبر او بالتربة او بالامانة الى اخر ذلك. فاذا هناك بون شاسع ما بين قوله مكروه وما بين قول النبي صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد كفر او اثره وقوله من حلف بالامانة فليس منا ومن المتقرر عند المحققين من اهل العلم ان قول النبي عليه الصلاة والسلام ليس منا من فعل كذا انه يدل على التحريم كما هو مقرر عند الجمهور في تحقيق اصول الفقه. اذا الترجمة شيء والاستدلال شيء اخر لو ناقشنا النووي لما ذهبت الى الكراهة؟ ما ندري بما يجيب لكن اظن انه نزع الى شيء عنده في اصول الفقه. به فهم من قوله من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك ان المقصود به كفر النعمة او الشرك الاصغر وهذا يدخل في كراهة التحريم ولم يطلق كراهة التحريم وانما اطلق الكراهة دون التحريم. المقصود من هذا ان تنتبه الى الفرض ما بين وجه الاستدلال وما بين حكم صاحب الكتاب. وهذه مسألة تدخلك في انواع من البحث في قراءة كتب اهل العلم. فاذا ضابط عام فيما تقرأ من كتب اهل العلم ان تتبين منهج المعلم فليس كل عالم رجح مسألة تكون راجحة في نفس الامر. بل لا بد لرجحان مسألة من صحة الدليل ورجحان الاستدلال. من الفروق المهمة في قراءة كتب اهل العلم وفي طلب العلم ان لا يظن الظان ان الراجح في المسائل العلمية يكون راجحا لمجيء الدليل لقول وعدم مجيء الدليل القول الاخر هذا قليل وهذه هي المسائل التي تسمى مسائل الخلاف وهي ليس الكلام فيها. وانما اكثر الخلاف مجيء دليل ينزع المجتهد الاول منه بوجه استدلال وينزع المجتهد الثاني منه بوجه استدلال اخر. متى يكون الاستدلال راجحا؟ ويكون القول في المسألة راجحا. اذا كان اعتراض على الاستدلال الاول اقل من الاعتراظ على الاستدلال الثاني. تجد مثلا اذا نظرت في مثلا نيل الاوتار او فتح او المجموع او المغني او غير ذلك ترى ان هذا الامام ينزع من نفس الدليل الى حكم والاخر ينزع الى حكم اخر من نفس الدليل. وهذا راجع الى اختلاف المجتهدين. متى يكون القول راجحا؟ نرجح الاول او الثاني ليست المسألة مسألة اهوى ولا شهوات. يرجح ما كان الاعتراض عليه من القولين اقل فلا تتصور ان ثمة مسائل كثيرة في العلم الراجح فيها راجح مطلق بمعنى ان يكون صوابا تاما والاخر غلطا تاما. هذا قليل في مسائل العلم والاكثر ان يكون هذا عنده وجه استدلال وهذا وجه استدلال لكن الاعتراظ على احد الاستدلالين اكثر من الاعتراظ على استدلال الامام الاخر فيكون ما قل عليه الاعتراف راجحا وما كثر عليه الاعتراض مرجوحا. الضابط الثالث من الضوابط العامة في المنهجية ان ينتبه طالب العلم الى المسألة التي يقرأها في فهم بلغة اهل العلم وهذا يحتاج الى شيء من التفصيل. ذلك ان لغة اهل العلم بها الف العلو. فمن نظر مثلا في فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بما يفهمه من لغته الدارجة او من لغة الجرايد او من لغة الثقافة العصرية فانه سيخطئ في كثير من المسائل. في فهم مراد شيخ الاسلام من كلامه لان اهل العلم على اختلاف العصور دونوا العلم بلغة العلم. لم يدونوا العلم بلغتهم في زمانهم حتى يتواصل العلم ويلحق الاخر بالاول في فهم العلم. فاذا العلم له لغة العلم له مصطلح. العلم له الفاظ يجب ان يفهم العلم بالوعاء الذي احتوته تلك الالفاظ. فالالفاظ وعاء للمعاني. فكل لفظ في كتب اهل العلم لا يسوغ ان يفهم بما عند القارئ من المقررات السابقة. لانه اذا فهمه على الاساس فانه سيفهم العلم على غير مراد اهله. وهذه مهمة جدا وانما تدرك بطلب العلم عند اهل العلم كيف او ما مراد العلماء في الفقه في هذه الكلمة؟ وهذه الكلمة وهذه الكلمة. ما مرادهم في العقيدة بهذه الكلمة وهذه الكلمة وهذي الكلمة ما مرادهم في النحو الى اخره؟ فالفاظ العلم الفاظ رعاها العلماء وهكذا ينبغي على كل طالب علم درس او تلقى العلم ان يجتهد في التعبير عن العلم بلغة اهله. فان عبر عن العلم بغير لغة اهله فانه ان يكون متصلا مع من سبقه بسبب وثيق وكذلك من فهم كلام اهل العلم على غير ما لغة اهل العلم فانه لن يدرك. الضابط الرابع من الظوابط العامة ان كتب اهل العلم المطولة والمتوسطة والمختصرة تحتاج من القارئ ومن طالب العلم الى للمهم منها فالقراءة وحدها غير مجبية. فلابد مع القراءة من تدوين وكتابة. وكم سمعنا في كتب اهل العلم وفيما خلفوه مختصرات للكتب. تجد مثلا العالم الفلاني اختصر الكتاب الفلاني واختصر الكتاب الفلاني واختصر الكتاب الفلاني لما؟ هل هو رغبة في الاختصار من حيث هو؟ لا. الاختصار نوع فهم للمختصر. ولذلك انتخاب طالب العلم من كتب اهل العلم ما ينفعه في فهم العلم هذا مهم. فتأخذ مثلا في قراءتك في المختصرات او في المطولات تأخذ الفوائد وتجعلها في كناشة مستقلة في دفتر مستقل. وهذه الفوائد تترقى معك بترقي في طلب العلم فستجد يوما ما بعد سنين عددا ان ما كتبته في اول الطلب مع انه كان عندك اعز من بيض الانوف في الفائدة ستجد انه لا شيء. لانه صار عندك واضحا جدا بحيث انك تقول كيف كتبت اول عمري هذه الفائدة فمثلا واحد يكتب الفرق بين السنة والمستحب. فرق بين السنة والمستحب بعد سنين يرجع يقول كيف؟ انا افرق ما بين السنة والمستحب يعني هذي مسألة واضحة ما تحتاج الى ان تكتب فائدة من كتب اهل العلم. مثلا يكتب هل المباح من الاحكام التكليفية او خارج عن الاحكام التكليفية فائدة ينقلها من كتاب من كتاب اصول او كتاب قواعد وهذا يجد في يوم ما ان هذه المسألة لا تستحق ان تدون القواعد انقسامها الى قواعد كلية والى قواعد جزئية وجزئية انقسامها الى كذا وكذا في قواعد الفقه هذا سيكتبها يوما ما ثم بعد ذلك يقول هذه لم احتاج ان اكتبها لظنه انها صارت واظحة عنده من سهولتها قال لا احتاج الى كتابتها وهذا غير صحيح فانما تتضح بالانتخاب يعني انك فاذا قرأت كتابا فاجعل دائما بجنبك الدفتر والقلم واكتب الفوائد التي تمر بك. اكتبها تارة بالعنوان اليها في وقت فراغك وتملي وتارة تكتبها بالتفصيل حتى تراجعها مرة وثانية وثالثة فاذا اتضحت صار ما بعد من العلم ايسر كما تعلم الصغير الف باتا تاء فان العلم كذلك يحتاج الى تعود. هذه بعض الضوابط العامة في قراءة كتب اهل العلم بعام. وسبق ان القيت كلمة بعنوان كيف تقرأ كتب شيخ الاسلام ابن تيمية؟ مؤلفات شيخ الاسلام العقدية ومؤلفات شيخ الاسلام الفقهية سواء من الرسائل والقواعد والفصول في هذا العلم او هذا العلم او من الكتب الكبار. كيف تقرأ كتب شيخ الاسلام ابن تيمية هذه امل ان يرجع اليها الاخ لانها تفصيل وهي طويلة بعض الشيء تفصيل ضوابط عامة في قراءة كتب شيخ الاسلام رحمه الله وهي تنطبق ايضا في جمل منها على غير كتب شيخ اذا تبين ذلك فالقسم الثاني من ما يحتاج فيه الى تبيين المنهجية التفصيلات بالنسبة للفنون يعني كيف نقرأ كتب التفسير كيف نقرأ كتب العقيدة؟ كيف نقرأ كتب الفقه؟ كيف نقرأ كتب الحديث الى اخره؟ تلك ضوابط عامة ونأتي الان الى ضوابط خاصة بكل فن من الفنون. نبتدأ بالتفسير لانه شرح كلام الله جل وعلا وفسره وبيان تأويله. التفسير لا شك انه من العلوم المهمة. جدا بل هو اصل العلوم انه فقه القرآن. والله جل وعلا قال لعباده افلا يتدبرون القرآن على قلوب اقفالها افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب والايات في الامر بالتدبر متنوعة. التفسير كتبه منها المختصر ومنها المطول. لكن كيف يترقى طالب العلم في فهم التفسير كيف يقرأ كتبه؟ منهم من يقرأ المطولات من كتب التفسير دائما وهذا ينطبق عليه ما ذكرناه قبل ذلك. المنهجية العامة لتحقيق هذا العلم ان ترتب القراءة فيه على هذه المراتب. اما المرتبة الاولى فهي معرفة الوجوه والنظائر في التفسير فالتفسير بيان لمعاني القرآن. القرآن ثم في كلمات كثيرة. تكررت في السور فيستكون الكلمة لها معنى في سورة البقرة والمعنى نفسه في سورة ال عمران وتمشي الى اخر المصحف. وهذه ما هي بتسمى الكلمات ذات المعنى الواحد وهناك كلمات لا الكلمة واحدة ولها عدة معاني في القرآن وهي التي تسمى الوجوه والنظائر او الاسماء المتواطئة والمشتركة. معرفة المفردات هذه مهمة ومعرفة المفردات تكون بقراءة الكتب كتب الوجوه والنظائر وكتاب كتب مفردات القرآن. اما الوجوه والنظائر فمن امثلها كتاب ابن الجوزي رحمه الله الوجوه والنظائر وهو من الكتب المفيدة في هذا الباب يقول لك مثلا كلمة السماع جاءت في القرآن على معنيين الارض جاءت بالقرآن على ثلاثة الدابة جاءت في القرآن على كذا معنى ويقدم قبل هذا بمقدمة يبين لك فيها الاصل العام لمعنى هذه الكلمة. الخطوة الاولى اذا في قراءة التفسير ان تطلب معنى الكلمة. التي يكثر ورودها في لانك اذا ظبطت هذه الكلمات فانها تتكرر في التفسير فتريح قلبك وعقلك من دقة النظر والحفظ حين قراءة كتب التفسير تروح تهتم بشيء اخر. وكذلك مفردات القرآن ومن امثلها على غلط عنده في الاعتقاد انتحاءه مذهب المتكلمين كتاب مفردات القرآن للراغب الاصفهاني. وهو من امثل الكتب في معرفة معاني المفردات. المرتبة الثانية في قراءة كتب التفسير ان ترجع في التفسير الى اشتقاق الكلمات. يعني ان تضبط كلمة هذه من اين اشتقت؟ في اللغة وتبحثها بحثا لغويا. لان بحث الكلمات بحثا لغويا يقوي الملكة وما يحفظ والمحفوظ في علم التفسير. المرتبة الثالثة ان انظر الى كتب التفسير وكتب التفسير كما هو معلوم منقسمة الى مدرستين مدرسة التفسير بالاثر ومدرسة التفسير بالرأي. ومدرسة التفسير بالرأي ايضا لها عدة اقسام. منها ما هو بالرأي المحمود يعني الاجتهاد والاستنباط المقبول الذي له اسسه المقبولة شرعا ومنها ما فسر القرآن برأي مجرد يعني بغير حجة. اما في الاعتقاد او في غيره. فكتب التفسير اذا على قسمين. كتب التفسير بالاثر وكتب التفسير بالرعي. كتب التفسير بالاثر نعني بها الكتب التي تمحضت في نقل الاثار. فيأتي تفسير هذه فسرها ابن عباس كذا وهو قول ابن عباس ومجاهد وسعيد ابن جبير مثلا وابن مسعود هلقمه الى اخر ذلك وبه قال فلان وفلان وفلان يعني نقل اقوال السلف في التفسير تسمى التفسير بالمأثور. من المهم لطالب العلم قبل ان يقرأ في كتب التفسير الرأي المحمود مثل تفسير القرطبي او تفسير الالوسي او تفسير كذا وكذا من الكتب سواء كانت من مدرسة الفقهية او الموسوعية قبل ان يقرأها لابد ان يطالع قول السلف في التفسير لم؟ لانه من المتقرر عند اهل العلم بعامة انه لا يجوز ان يعتقد ان صوابا في مسألة من مسائل التفسير يحجب عن الصحابة والتابعين. ويدرك هذا الصواب من بعدهم لانهم هم الذين نزل عليهم التنزيل عن الصحابة فنقلوه الى من بعدهم. فكل مسألة من مسائل التفسير كل تفسير يضاد والحظ انني اقول يضاد ولا اقول يخالف يضاد تفسير السلف فانه قطعا غلط. لانه لا يجوز ان يعتقد او يظن ان ثمة صوابا في التفسير يحجب عن سلف هذه الامة لانه لا يجوز ان نقول او نظن ان كلمة من القرآن جهلها الصحابة وادركها من بعده فسرها الصحابة بتفسير ويأتي المتأخر فيفسرها بتفسير مضاد له ويكون الصواب مع المتأخر هذا قطعا ممتنع لانه لا يجوز ان نقول او نظن ان كلمة من القرآن جهلها الصحابة وادركها من بعده. فسرها التفسير ويأتي المتأخر فيفجرها بتفسير مضاد له ويكون الصواب مع المتأخر هذا قطعا ممتنع. ولهذا نقول في قراءة كتب التفسير ان تبدأ بقراءة التفسير بالمأثور قبل التفسير بالرأي ان تطالع اثار