فالف شيخ الاسلام رحمه الله رفع الملام عن الائمة الاعلام ومنهم ابو حنيفة مع ان قوله في الايمان وقوله في كذا معروف لكن كما قيل في حقه انه لا ينظر فيه الى هذه الامور المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. كتب التفسير بالاثر متدرجة عند صحيفة علي بن ابي طلحة التي ذكرنا مهمة ان تقرأ تفسيرها اول ما تقرأ ثم تفسير عبد الرزاق وهو مطبوع في اجزاء الى تفسير ابن جرير تفسير ابن البغوي تفسير ابن كثير الى اخره. هذه مدرسة التفسير بالاثر. ثم مدرسة التفسير بالرأي يعني والاستنباط واكثرهم يستخدموا علوم الالة يعني اللغة المفردات في التفسير. هذه وهذه فاذا ظبطت اقوال المفسرين ومشيت معها خطوة فخطوة ترجع الى تفسير بالرأي لا بأس يكون عندك منهجية صحيحة تدرك بها الصواب من غيره في التفسير. العقيدة كيف تقرأ كتب الاعتقاد؟ العقيدة في الاصل واظحة. هي بيان اركان الايمان. امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن وملائكته وكتبه ورسله. الايمان باركان الايمان الستة سهل. واضح؟ تقبله الفطرة. لكن لما شاع الخلل في ذلك الف اهل العلم كتبا في الاعتقاد. وهذه الكتب عند السلف على قسمين. منها كتب اوردت الاعتقاد ايرادا اجماليا. ومنها كتب فصلت كل مسألة من مسائل اعتقاد فالف في الايمان وحده عدة مؤلفات الف في القدر وحده عدة مؤلفات الف في في تاب اللي في القرآن عدة مؤلفات وهكذا. فاذا كتب الاعتقاد منها ما عرضت فيه عقيدة بعامة ومنها ما عرظ فيه موظوع من موظوعات العقيدة. طبعا يمشي معك ما ذكرناه اولا من التدرج بقراءة مختصر ثم المتوسط ثم المطول من الكتب. وهذا ذكرناه في محاضرة بعنوان المنهجية في طلب العلم يمكن ان رجع اليها بتفصيل. اذا سرت في فهم مختصرات العقيدة فهل هذه هي النهاية؟ من طلبة العلم او بعض طلبة العلم يرى ان الاكثر فائدة ان يقرأ في الكتب المطولة في العقيدة يقع مباشرة في تفاوى شيخ الاسلام اقرأ مباشرة في الايمان لابن منده يرى يقرأ مباشرة في كتاب التوحيد لابن منده مثلا او الكتب المتقدمة او في الشريعة للهجر او في كتاب الله لكاعي. وهكذا. وهذه الكتب لا شك انها افصلت مذاهب السلف. لكن مذاهب السلف واقوالهم تفرقت بحيث ان المؤلفين الاقدمين لم يجعلوها في انضباط تأليفي واضح في مؤلفاتهم القديمة. فاتى المتأخرون من اهل العلم والسنة كشيخ الاسلام ابن تيمية وابن قدامة غيرهما اتوا فلخصوا هذه العقائد. في كتب مختصرة ومتوسطة لابد من فهم كلام السلف بفهم هذه الكتب. فاذا الطريق الى فهم المطولات ان تفهم مختصرات الاعتقاد مثل الواسطية لشيخ الاسلام الحموية لمعة الاعتقاد لابن قدامة وهكذا في كتب كثيرة مختلفة. اذا الكتب هذه يمكن ان ترجع الى الكتب المتقدمة على ثلاث مراتب. المرتبة الاولى ان يكون الاطلاع على المطول عند تقرير المسألة المختصرة. يعني مثلا يأتي الايمان في العقيدة هل الايمان قول وعمل واعتقاد؟ ام انه قول واعتقاد دون عمل المسألة المعروفة في الخلاف ما بين اهل الحديث والسنة ومرجعة الفقهاء. الفرق بين هذا وهذا يكون في الكتب المختصرة لمحا عنه لكن تفصيله يكون في المطولة. اذا احتجت الى تفصيله فتذهب الى الكتب المطولة بخصوصها. هذه المرتبة الاولى ويتبع هذه ان تنتقل من مرتبة المختصر بعد احكامه الى المطول عامة يعني اذا قرأت مثلا العقيدة وظبطتها على المنهجية فيها بقرائتها المختصر ثم المتوسط الى اخره على نحو ما سبق ايضاحه فانك تنتقل الى كتب المتقدمين بقرائتها من اولها. اذا ظبطت شروح كتب المتأخرة فان كتب المتقدمين ستنزل كل مسألة منها منزلها. اما اذا اخذت كتب المتقدمين دون النظر في قواعد متأخرين التي ظبطوا بها الاعتقاد فانها سيكون ثم خلل كبير في فهم منهج اهل السنة وعقيدة اهل السنة مثال ذلك ما ورد في بعض كتب اهل السنة من الكلام على ابي حنيفة الامام رحمه الله تعالى ورفع درجته في الجنة هذا لو اقبل مقبل على كتب العقيدة الاولى مثل بعض كتب السنة ونحو ذلك لوجد فيها كلاما على هذا نعم لم يقله ائمة اهل السنة المتأخرون. وانما هجروا هذا الكلام وتركوه. فلا ترى مثلا في كتب شيخ الاسلام ابن تيمية مقالة سيئة في الامام ابي حنيفة رحمه الله. مع ان كتب السنة المتقدمة فيها من هذا الكلام وفيها الكلام عما فعله وعما فعله الى اخره واما الكتب المتأخرة فلا تجد فيها ذما للامام ابي حنيفة رحمه الله تعالى بما في كتب الاولين بل هجر ما في كتب الاولين قرر ما يجب ان يقرر تباعا لمنهج اهل السنة بعامة لان المسألة تلك كانت لها فتوى بظروفها وزمانها الى اخره لو قرأ قارئ في الكتب المتقدمة قبل المتأخرة فانه سيحصل عنده خلل في الفهم من اين يأتي الخلل؟ يأتي من جهة ان كلام السلف له بساط حال قام عليه. اذا لم يرعى المتأخر بساط الحال الذي قام عليه كلام السلف فانه لن يفهم كلام السلف. يعني ان تعرف حال ذلك الزمان وما كان من اقوال ومن مذاهب ومن فتن الى اخر ذلك ينبني كلامهم على ما كان في ذلك الزمن لكن المتأخر لما ترك علمنا انه تركه لعله. ولهذا مثلا لما طبع بعض المشايخ هو الشيخ عبدالله بن حسن رحمه الله ومعه بعض المشايخ في مكة لما طبعوا كتاب السنة لعبدالله ابن الامام احمد رحمه الله لم يروا بأسا من ان ينتزعوا منه بابا كاملا وهذا لاجل المصلحة الشرعية التي توافق من اهل السنة والجماعة فانتزعوا فصلا كاملا متعلق بابي حنيفة رحمه الله وباصحابه وبالاقوال التي فيه وذمهم او تكفيرهم الى اخر ذلك انتزعوا لم؟ هل انتزاعه كما قال بعضهم انه ليس من اداء الامانة؟ لا بل هي امانة لان الامانة التي انيطت بنا ليست هي امانة قبول المؤلفات على ما هي عليه. وانما هي امانة بقاء الامة على وحدتها في العقيدة. وعلى وحدتها في المحبة فاذا ذهب ذاك الكلام مع زمانه فان تكراره مع عدم المصلحة الشرعية منه لا حاجة اليه وهذا لا شك انه من الفقه المهم. بعض كلمات السلف المبتدعة بعض كلمات السلف في اهل الاهوى. لها بساط حال في الزمن الاول وليس ذلك منطبقا على بساط الحال في الزمني هذا. ولذلك ترى ان بعضهم اخذ من تلك الكلمات عامة فطبقها على غير الزمان الذي كان ذلك القول فيه. ولو رأى كلام الائمة والمحققين لوجد من اهل السنة لوجد انه يخالف ذلك الكلام في التطبيق اما في التأصيل فهو واقع هذا استطراد لبيان اهمية قراءة كتب المتأخرين من اهل السنة في الاعتقاد واحكامها قبل ادمان النظر في كتب السلف. بان ادمان النظر في كتب السلف دون معرفة بقواعد اهل السنة التي قعدها اهل السنة والجماعة المتأخرون فان هذا يعطي خللا في فهم منهج السلف بعامه. وهذا له وامثلة كثيرة ربما تحتاج الى وقت طويل. ننتقل الى كل المرتبة الثانية معرفة الاقوال وهذا للمنتهين هذا الان منهجية للمنتهين. ليس للمبتدئين في طلب العلم. يعني بعد ان يحكم الاصول والمختصرات كلام السلف ينتقل بعدها الى معرفة اقوال المردود عليهم من كتبهم. لانه لا يصوغ ان تقبل ردا على مردود عليه بعامة دون ان تسمع او تقرأ كلام المردود عليه الا اذا كان الناقل له ثقة. وهذا لا شك انه يكفي لكن قراءة الكتب التي منها الاقوال توضح لك المراد. فتجد مثلا انه يقال قال قال فلان كذا. ومذهب مثلا الاشاعرة في المسألة كذا واذا نظرت كتب القوم وجدت ان لهم تفصيلا لم يحتاج المؤلف الى ذكره في هذا موطن لكن القارئ فهمه على الاطلاق. فيحصل هناك لبس في فهم مذهب القول. نعم نحن لا ندافع عنه اهل البدع لكن الله جل وعلا اوجب علينا الا يجرمن شنآن قوم على ان نادك كما قال سبحانه ولا يدري من شنآن قوم على الا تعدلوا. والمتخلص من هواه يكون متخلصا منه في العلم اولى منه في الحكم وفي الرأي لان العلم يحتاج الى تجرد. ومن تجرد في العلم اقبل على الله جل وعلا بقلب سليم. فينظر مثلا في اقوالهم في القول من حيث هو حتى اذا اتى من رد عليهم فيقول لا هذا ليس في كتبنا فتكون انت عنده بالحجة الدامغة يعني من كان منتهيا في طلب علم العقيدة يقول لا مذكور في الكتاب الفلاني كذا وكذا. مثل مثل كثيرا ما نمثل بها مثلا نقول المتكلمون والاشاعرة والماتوريدية الى اخره يرون ان التوحيد الذي هو الغاية هو توحيد الربوبية توحيد الالهية يعني من امن بوجود الله جل وعلا وانه هو القادر على الاختراع وانه هو الخالق هذا يكفي في تحقيق لا اله الا فيأتي قائل فيقول هذا ليس بصحيح. ليس عند علمائنا من الاشائر او او ما تريديه الى اخره. ليس عندنا هذا الكلام وانما انتم يرددون كلاما تبعا لعلمائكم لا تدرون معناه. فتقول له ان كتبكم المختصرة قالت ما نصه مثل ما في السنوسية للمعروفة في اصول مذهب الاشاعرة او عقيدة الاشاعرة قال فيها ما نصه فالاله هو المستغني عما سواه المفتقر اليه كل ما عداه. فمعنى لا اله الا الله لا مستغنيا عما ولا مفتقرا اليه كل ما عداه الا الله. فهنا تقوم انت بالحجة الواضحة البينة. ثم الحظ ايضا انك قد تنقل كلاما عن متقدم رد به على من تقدم. ولكن يكون في المذهب عند المتأخرين غير ما ذكره الامام الاول عن من تقدمه فتكون انت تقول كلاما يأتي صاحب المذهب المنحرف يقول ليس عندنا كذا وقد يشكك الناس ويرد مثل ما حصل فعلا في عدد من المؤلفات الموجودة فاذا طلاب العلم المحققون الذين يزاولون التأليف بخاصة هذا لابد لهم ان يرجعوا الى ارادوا ان يؤلفوا وخاصة في الردود ان يرجعوا الى فصول كتب الناس حتى يروا الكلام فيها نصا حيث يكون ومع ذلك القيام بالامانة ونقل الاقوال كما هي. لكن اعود فانبه ان هذا ليس الا بعد الاحكام في الاعتقاد. لا يصلح الرجوع الى كتبهم للمبتدئين. ولا اوصيكم جميعا بالرجوع الى كتبهم. لكن من اراد ان يقرأ ان يرد ردا صحيحا او ان يكون ذا من هدية كاملة في ذلك فلا بد ان يسير على هذا النحو. المرتبة الثالثة والاخيرة الاطلاع على فتاوى العلماء في العقيدة. كثير من المسائل تنظيرية في كتب الاعتقاد سواء اكانت كتب الاعتقاد المتأخرة او كتب الاعتقاد المتقدمة تنظيرية. من الذي يطبقها على الواقع؟ المحققون من اهل العلم والراسخون من اهل العلم. فالاطلاع فتاوى العلماء ينقل تلك المسائل من كونها نظرية الى كونها على بساط الحال وبساط الواقع. فاذا المرتبة الثالثة في منهجية قراءة كتب العقيدة ان ترجع الى الفتاوى في المسائل لتربط ما بين ما هو موجود في كتب التوحيد وما هو وموجود على الواقع. العلم الثالث علم الحديث. وعلم الحديث التدرج فيه معلومة بان تحفظ الكتب المختصرة كالاربعين النووية ثم العمدة عمدة الحديث ثم البلوغ بلوغ المرام او ان ينتقم من اربعين نووية الى البلوغ مباشرة. ينتقل بعدها الى المنتقى الى اخر ذلك وهذا واضح في التدرج العام في طلب علم الحديث. لكن كتب الحديث تحتاج منك الى من منهج واضح في قراءتها. واعني بكتب الحديث هنا شروح الاحاديث. اما كتب الحديث التي هي المتون فهذه موجودة في الشروح. شروح الاحاديث مختلفة حسب اختلاف المؤلفين. وبحسب اختلاف الكتب. فشروح البخاري كما هو معلوم متنوعة. شروح مسلم متنوعة شروح ابي داوود متنوعة ولكن هناك صبغة عامة على هذه الشروح يمكن ان تنظبط اذا سرت عليها ضابط ومنهجية مقبولة في قراءة كتب الحديث. الاول من هذه الضوابط في قراءة كتب الحديث. بخاصة ان المسألة الفقهية التي ذكرت في كتب الحديث يكون تفسيرها في شرح الحديث بحسب مذهب الشارع. فاذا اراد الشارع مثلا ان المرابحة فسيعرفها بما عند اهل مذهبه. اذا اراد ان يعرف مثلا في زكاة العروض فسيعرفها بما عنده في مذهب. اذا اراد ان يبين معنى الفقير والمسكين سيبينها بما عنده في مذهبه الا ان يكون محققا يتوسع في كل مسألة وهذا نادر ان تجد من يتوسع في كل مسألة من جهة التفسير فاذا تفسير الكلمات تفسير المسألة صورة المسألة هذه ينبغي ان تؤخذ من كتب الفقه لا من كتب الحبيب وهذا ضابط منهجي مهم. لانك ترد على هذه المسألة في شروح الاحاديث وظبط المسألة بتصويرها وبيان ما يتعلق بها ليس من واجبات الشارع وانما هي راجعة الى الفقه. ففي كتب الفقه ترى تفصيل الكلام على صورة المسألة وبيان ما عليها من الضوابط او الشروط الى اخره تجدها هنا فاذا قبل قراءة مسألة ما في كتب الحديث تنظر هل فسرها هذا الشارع بتفسير يستوعب الاستدلال او يستوعب المذاهب جميعا ويرجح فيها ام هو ذكر تعريفا ومر عليه؟ بل ينبغي لك ان لا تقبل على كتاب حديث من الشرح في مسألة من المسائل الا وقد تصورتها فقهيا تصورت المسألة من حيث هي ليس المقصود الحكم المسألة من حيث هي في كتب الفقه. يعني مثلا اوقات النهي عن الصلاة هذه ايظاحها يكون في كتب الفقه من حيث التعريف والظابط وتفصيل الكلام عليها يكون في كتب الفقه وكتب الحديث. هذي الاولى ان تأخذ صورة المسألة من كتب الفقه قبل قراءة شرح الحديث. اذا كان شارح الحديث لم يستوعب الكلام على صورة هذه المسألة. وفي الغالب كما جربت وربما جرب الكثيرون منكم ان شارح الحديث يعتمد على ان المسألة واضحة. الصورة واضحة فيبدأ يتكلم عن حكمها اختلف العلماء فيها استدل هذا بكذا وهذا بكذا. ان نصوم المسألة فلا يأتي عليها ببيان. المرتبة الثانية ان تلحظ ان كتب الحديث بعامة تعني شروح الاحاديث منها ما هو تأصيل ومنها ما هو للمجتمع فمثلا كتاب فتح الباري هذا للمجتهدين. وان كان يرجح فيه لكن ايراده الخلاف وللترجيح وللمسائل بعبارة عالية جدا من حيث صياغتها الادبية وصياغتها الفقهية ايضا وغلق من قال ان الحافظ ابن حجر ليس من بابة الفقه بل هو محدث فقيه في في ذكرى الخلاف من ارفع عبارات اهل العلم. لكنه يصلح للمجتهد الذي تصور الخلاف في المسائل قبل فتح ولهذا ترى ان كتاب مثلا جامع العلوم والحكم هذا ينفع في تصوير المسائل وفي تأصيلاتها فيما ذكر في الاربعين النووية للنووي رحمه الله. بعده يأتي شرح بلوغ المرام لمحمد اسماعيل الامير الصنعاني المعروف وشرحه في المسمى سبل السلام. لكن في مسألة ربما خفيت على كثيرين وهو ان سبل السلام لم يؤلفه الصنعاني قصدا. وانما اختصر به كتابا اخر لاحد علماء الزيدية وذلك الكتاب اسمه البدر التمام وهو موجود بكامله. فاختصر البدر التمام في سبل السلام فاضاف عليه بعض الاقوال ولذلك تجد ان هذا الكتاب فيه عدم تحقيقه في المسائل المنسوبة الى الامام مالك والامام احمد رحمهم الله اما الحنفية والشافعية ففي الغالب عليه الصواب اما ما ينسب للامام احمد او ينسب للامام مالك يعني بهم فهذا تجد فيه هفوات كثيرة بسبب ان الاصل على هذا الفساد الاصل هو الذي نقل النقول الكثيرة فاذا في قراءة الكتب هنا من جهة العزو لا تأخذ العزو عن كتاب حديث يعني قال لك الحافظ ابن حجر ومذهب الامام احمد كذا او مذهب الحنابلة كذا لا تأخذه منه. لا تأخذه من الصنعاني لا تأخذه من نيل الاوطار. لا تأخذ قوله مذهب الشافعية كذا او مذهب الحنفية من هذه الكتب بل لابد من الرجوع الى الكتب كتب المذاهب نفسها لما؟ لاننا وجدنا ان عزوهم للمذاهب يختل كثيرا وخاصة في سبل السلام ونيل الاوطان. المرتبة الثالثة ان تنتبه في قراءتك لكتب اهل العلم في الحديث شروح الاحاديث الى ان مؤلف لا يشترط فيهم ان يكونوا محققين في كل فن من الفنون. فلا تظنن ان شارح بلوغ المرام او شارح من الاوطار او شارح البخاري او شارح مسلم او شارح ابي داوود او الترمذي انه لانه شرح كتاب حديث فهو محقق في كل المسائل التي شرحها. والواقع يخالف ذلك. فمثلا لو نظرت هذا التمثيل لاجل كثرة الورود عليه لو نظرت الى كتاب نيل الاوطار الشوكاني رحمه الله لوجدت انه في الاصول اذا اورد مسائل الاصول فهو يحققها لانه قوي في الوصول. اما اذا اتى لمسائل بتخريج الحديث والرجال والحكم على الاسناد فتجد فرقا كبيرا بين مستواك فيه ومستواك في علم اصول الفقه. فاذا تعرف الميدان الذي يحقق فيه المؤلف. الشارع فمثلا عندك الصنعة يميل الى الظاهرية ويتابع ابن حزم كثيرا في ترجيحاته وفي استدلالاته. نيل الاوطار من جهة استنباطه ايراد الادلة واستعمال اصول الفقه تجد انه يحقق في ذلك ولاجل تحقيقه وقع في مشكلات لاجل قوة تحقيقه في مشكلات في بعظ المسائل لكن في التخريب في الرجال في الاسانيد اذا حكم وليس محققا في علم الحديث وانما هو ناقل ينقل في الغالب عن غيره او يذكر ما بدا له. فاذا في منهجيتك في قراءة كتب الحديث يعني شروح كتب الاحاديث ينبغي بل يجب ان تعرف فن المؤلف. فن المؤلف ما هو هل هذا المؤلف شرح وفنه الرجال والاسانيد؟ شرح وفنه الفقه شرح وفنه الاصول شرح وفنه الاعتقاد فاذا عرفت منهجه وعرفت فنه الذي يحققه شرح وفنه اللغة عرفت ميزة هذا الكتاب وكيف تجعله في مرحليات القراءة؟ اما ان يظن ان كل شرح للاحاديث ففيه كل الصواب فهذا ليس كذلك كما هو معلوم. لهذا تجد ان بعض الخلاف يكون في كتب الفقه اقوى منه في بعض شروط الاحاديث لم؟ لانه يكون المؤلف في شرح الحديث لم يحقق المسألة ويعتني بها كما اعتنى بها شارح الفقه كالنووي المجموع او الحائض ابن قدامة في المغني او ابن حزم الى اخره. ايضا من المنهجية المتكررة في كتب الحديث ولا نطيل عليكم بهذا ان كتب الاحاديث يعني شروح الاحاديث الكبيرة قل ان تسلم من غلط في العقيدة. وسبب ذلك ليس راجعا الى قصور او الى بدعة في فيها بل كلهم حريصون على السنة. لكنه راجع الى عدم الاطلاع. على ما في الباب من الاثار والسنن تارة وراجع تارة اخرى الى عدم الاطلاع على كلام المحققين في هذه بل ربما وقع من بعضهم كلمات قبيحة في حق بعض الصحابة. وهذا لا شك انه لا يثوق ان يقبله طالب العلم على اطلاقه. بل تعرف ان شروح الاحاديث فيها كثير وصواب كثير وفيها ايظا بعظ الغلط. يعني مثلا هل يجوز ان يقرر في شرح من شروح لعنة معاوية لا يجوز هل يجوز ان يقر في شرح من شروح الاحاديث وصف عمر رظي الله عنه بالمسكين اين يقع هذا المسكين من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما قاله بعض الشراك هل يتهم عمر عمر رضي الله عنه باحداث بدعة التراويح كما في بعض الشروح هل نجعل بعظ الشروح مقبولة لانها شرح حديث لاجد مؤلفها وجلالته امامته الى اخر ذلك. ونقبل كل ما فيها الصواب له. الصواب الكامل ليس الا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن كان صوابه اكثر من اهل العلم فهو الحري بالثناء هو الحري بالاجلال لانه اجتهد في ان يكون صوابه اكثر. وهذه مسائل راجعة عند كثيرين الى مسألة الاستنباط والاجتهاد ومن القواعد المقررة عند الفقهاء ان العالم لا يتبع بزلته. وكذلك لا يتبع على ذلته قال بعض العلماء جعل الله جل وعلا لكل عالم غلق اما في قول او في وفعلا ويعلم الناس انه غلط في هذا. حتى لا يرتفع عالم الى مرتبة النبوة. لا لا يمكن ان يعتقد في احد انه على الصواب التام. لا يخطئ البتة هذا ليس الا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. لهذا شروح الاحاديث ينبغي من جهة التوحيد والعقيدة ان تنظر على احترام مؤلفيها والترحم عليهم وعذرهم فيما اخطأوا فيه لكن لا يتابعون على ذلك. نقول اخطأ او يقول العالم الراسخ اخطأ عالم او لا يذكر اصلا ان فلان اخطأ لانه ما من عالم الا وله سهو. قد يكون غلب عليه ما حقق المسألة. تبع ما كان شائعا عنده الى اخر ذلك كما هو موجود عند كثيرين فلابد ان تلاحظ مثل هذه المسائل في قراءة كتب شروح الاحاديث يعني ان تجعل معك فلا تتساهل في من يتكلم عن الصحابة ولو كان مشروع الحديث او من يحسن البدعة راحت ولو كان من شراح الحديث او من يحسن البدع العملية ولو كان من شراح الحديث فان هذا لا يقبل منه وهو وعلى نيته ونترحم على الجميع لكن طالب العلم لا يقبل كل ما في الكتب المختلفة لان مؤلفها فلان وفلان بل ينظر الى دليلها والى موافقتها لقواعد السلف الصالح رحمهم الله تعالى لو اردنا ان نطيل لاخذنا الفقه واخذنا الاصول والنحو والصرف الى اخره ولكن من العلوم الثلاثة هذه التفسير والعقيدة والحديث لتكون دليلا على غيرها والقواعد العامة والضوابط العامة في اول الكلام ربما تمشي معك في قراءتك اكثر الفنون. في الختام اسأل الله جل وعلا ان يلهمني واياكم الرشد والسداد وان يقينا الزلل والعثار وان يجعل صوابنا اكثر من خطأنا اللهم انا نستغفرك من سيئاتنا وخطرنا وغلطنا ونسألك اللهم ان تعفو عنا جميعا. اللهم ارحمنا وارحم اباءنا وارحم امهاتنا اللهم واغفر لنا جميعا ونسألك اللهم ان تصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا ان تصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان تصلح لنا اخرتنا التي هي اليها معادنا. اللهم واصلح ولاة امرنا ووفقهم اللهم لما فيه الرشد والسداد وباعد بينهم وبين سبل اهل البغي والفساد يا ارحم الراحمين. وفي الختام ايضا اشكر الاخوة القائمين على فرع الوزارة في منطقة مكة المكرمة وعلى اخي المدير الفرع الاخ الدكتور حسن الحجاجي على اعتنائهم بهذه الدروس والمحاضرات والدعوة ولا شك ان هذا من الواجبات الشرعية المهمة التي انيطت بالمسئول اولا ويؤديها واجبا شرعيا من جهة اخرى فيؤديها على انها واجب ويؤديها على انها مطلوبة شرعا اثراء البلاد بالدروس العلمية وبالدعوة والمحاضرات النافعة هذا لا شك انه امر مطلوب شرعا وايضا مما تيسر له السبل ولله الحمد في هذه البلاد المباركة فلهم منا الشكر الجزيل ودعاؤنا لهم ولنا جميعا بالتوفيق والسداد. وفي الختام ايضا انبه على ما ابتدأ به امام هذا المسجد وفقه الله لكل خير وزاده من الصلاح والتوفيق والهدى نبه الى انه في مثل هذه المقدمات التي يقدم بها لاهل العلم وطلبة العلم ليس من السنة ان يبالغ في وصف المتحدث ولا في وصف واذا كان ثم ثناء فيكون في ظهر الغيب. اما في حضرته وهو يسمع فان الحي لا يؤمن عليه الشيطان عليه الفتنة واذا كان نبينا عليه الصلاة والسلام قال لمن قال له يا سيدنا وابن سيدنا قال ويا خيرنا خيرنا قال قولوا بقولكم او بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان فاين حالنا نحن فينبغي علينا الا نجاوز بالامر واذا كان من ثناء او حسن ظن ففي عدم حضرة صاحب الشأن لان هذا ادعى بثبات وعدم مدخل الشيطان عليه وهو اتباع للسنة التي نتبعها جميعا جزى الله الجميع خير الجزاء ووفقنا جميعا لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. جزاكم الله خيرا وجعل ذلك في موازين حسناته ايها الاخوة باسمكم جميعا نتقدم بالشكر والتقدير لفضيلة الشيخ صالح جزاه الله خيرا على هذه المحاضرة الطيبة القيمة. وفي الحقيقة هناك اسئلة كثيرة صدرت باعلان الشيخ بالمحبة في الله احبهم الله وايضا هناك عدة طلبات تقول بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نرجو من فضيلتكم ان تخصصوا درسا منهجيا لاهل مكة كل شهر او كل شهرين او ثلاثة اشهر او بحسب استطاعتكم جزاكم الله خيرا. اهل مكة ولله الحمد طلاب العلم فيها والعلما كثير. وكما قيل اهل مكة ادرى بشعابها وبما يصلح لاهلها. لكن لا يمنع هذا ان نزور ان شاء الله في مثل هذه المحاضرة بين واخرى ونواصل ومكة لا يختار بها بدلا لانها افضل ارض الله كما هو معلوم والعمل الصالح فيها مضاعفة ولكن الواجبات كثيرة كما هو معلوم ونسأل الله جل وعلا للجميع الاعانة. فضيلة الشيخ سؤال ما هي ضوابط قراءة الائمة في مساجدهم للعامة؟ هل يبدأ بتصحيح العقيدة اولا ثم بعد ذلك بغيرها؟ او يجمع بين العقيدة الفقه والزهد. الجواب ان هذه المسألة مهمة. لان دعوة العامة الى التوحيد والعقيدة والاستقامة لا شك انه قيام واجب عظيم وهذه مهمة والمرسلين قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين وقال جل وعلا ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. قال بعض اهل العلم هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره. والعقيدة مرتبتان عقيدة اجمالية وعقيدة تفصيلية والعقيدة الاجمالية هذه هي التي لا يصح ايمان احد حتى يؤمن بها وهي المتعلقة بمعنى الاركان الايمان الايمان بالله ربا بالله توحيد الربوبية والالوهية والاسماء والصفات والايمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الاخر والقدر خيره وشره من الله تعالى الشرح الاجمالي لاركان الايمان يصح بها اسلام المسلم فلابد من تعليم هذا للناس حتى يكونوا مؤمنين ايمانا صحيحا القسم الثاني من العقيدة التفصيل وهذا التفصيلي راجع الى ما يحتاج اليه. فثم مسائل تفصلها للناس لا بأس. مثل اصول التي جاءت في الكتاب والسنة لامام الملائكة الايمان العام بالصفات صفات الله جل وعلا باليوم الاخر بالكتاب الرسل وما اشبه ذلك بالقدر. هذا الايمان اذا فصلت ما جاء في النصوص فهذا محمود الهيظا. ولكن هناك مرتبة ايضا من التفصيل وهي ان يكون تفصيلا لائقا باهل العلم. مثل الخلاف في مسألة عقدية بين اهل السنة وبين غيرها المعلوم ان عامة المسلمين على الفطرة لا يعرفون مثلا في الصفات التأويل ولا يعرفون في الايمان الجبر كما هو مذهب العشائرة. ومذهب غيره ولا يعرفون في الامام يعني الارجة ولا يعرفون في قدر الجبر وهذا اذا كان المخاطب خاليا ذهنه عن هذه الاشياء فالاصل الا تلقي عليه الخلاف بل تعلمه ما دلت النصوص عليه. تعليما عاما فلا تدخل العامة في مسائل من الصفات مثلا او من القدر او من مسائل الايمان لا تسعها عقولهم. وقد قال عليه الصلاة والسلام او هو من كلام علي رضي الله عنه ما انت محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم الا كان لبعضهم فتنة. لهذا نهى الامام ما لك الله عن قراءة احاديث الغرائب. احاديث اللي فيها اشياء غريبة لا تسعها عقول الناس. بيانها او اقرائها على الناس لابد ان يكون معه شرحها لانه لا يسوء ان تلقي شيئا من العلم الذي هو للخاصة على العامة دون بيان له وشرح واذا كان عقل العامي لا يسع هذا الشيء فانه لا يسوء ان توقعه في بلبلة. وقد تحدثه بشيء يكون له به فتنة والعلم من وصوله ان منه ما يخص به قوما دون اخرين ما تخص به قوما دون اخرين وقد بوب على هذا البخاري رحمه الله فقال باب من خص بالعلم قوما دون اخرين وساق فيه حديث النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لعائشة بل هذا في باب اخر وهو باب من ترك بعض الاختيار مخافة ان يقع الناس في اشد منه وساق في حديث عائشة لولا حدثان قومك بكفر لهدمت الكعبة بيتها على قواعد ابراهيم مع ان عمل صالح. وان تبنى على قواعد ابراهيم لكن المصلحة الشرعية تقتضي ان تتركه. فتركها النبي عليه الصلاة والسلام لاجل ذلك. فاذا السلف نهوا عن ان يحدث العامة باحاديث الصفات الغريبة. وان يفصل ذلك في الخطب ان يفصل ذلك في المحاضرات التي يحضرها العام. وانما هذا علم لطلبة العلم. فاذا وجد من عنده اشتباه في ذلك او وقعت بدعة عامة في الناس فلا بد من البيان العام. فالاصل ان دعوة الناس الى التوحيد والعقيدة مبنية على شرح اركان الايمان شرح الاجمالي والتفصيل بما جاء في النصوص. اما الخوض في الخلافات