المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حق واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وخليله بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وكشف الغمة فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداهم الى يوم الدين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا لي ولكم الاخلاص والصدق في القول والعمل. واسأله ان يجعلنا من اهل البصيرة في اقوالهم واعمالهم وفيما قام بقلوبهم. واسأل الله جل وعلا لي ولكم حسن الختام والموتى على التوحيد وعلى تحقيق شهادة لا اله الا الله محمد رسول الله. ثم اما بعد فان هذا الموضوع والذي بعنوان المهم والاهم مما تنافس في ادراكه العلماء والعقلاء لانه قد قيل في الامثال السائرة بين العلماء ان كل انسان يعرف خيرا من الشر لان الله جل وعلا هدى الانسان الى النجدين وهما طريق الخير والشر. قالوا والعاقل هو الذي يعلم خير الخيرين لتحصيل ذلك وشر الشرين ليجتنب الاشر عند تزاحم الخيرين او عند توارد الشرين الاهم والمهم مما ينبغي لطالب العلم في نفسه ان يعلمه بل ولكل مسلم ان يعلم ما يحتاج اليه منه وينبغي للداعية ان يعلم ذلك وان يكون بين عينيه. وكذلك ينبغي للامر والناهي ان يكون رعاية الاهم والمهم ان تكون رعاية ذلك نصب عينيه في قلبه الاهم والمهم مأخوذ من وصية النبي عليه الصلاة والسلام. فهو اصل شرعي عليه دليله من الكتاب ومن السنة ومن النظر. واصله الواضح من السنة قوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي عليه الصلاة والسلام لما بعث معاذا الى اليمن قال له انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فان هم اجابوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فانهم اطاعوك في ذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم زكاة في اموالهم تؤخذ من اغنيائهم بهم فترد في فقرائهم. قال امام هذه الدعوة شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في مسائل كتاب التوحيد على هذا الحديث قال وفيه البداءة بالاهم فالاهم رعاية الاهم وتقديمه على المهم اصل شرعي دل عليه هذا الحديث. فان الصلاة اعظم الاركان العملية في الاسلام. ولا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة. ولكن التوحيد اهم منها ولهذا بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام في دعوته بالتوحيد امره ربه بان يبدأ بذلك. فقال فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك. امر معاذا ان يبدأ وهو التوحيد ومعاذ داعية. وهذا ولا شك تقرير لاصل هذه المسألة. وهو ان الاهم مقدم على المهم الصلاة مهمة للغاية فقدم عليها في الدعوة التوحيد لانه الاصل ولانه زبدة الرسالات الالهية كما سيأتي ان شاء الله تعالى تفصيل هذه الجملة. رعاية الاهم ومعرفة المهم مصدرها الشرف وليست العقول والاقيسة والاجتهادات بغير بدليل مصدر ذلك. فقد يكون في الاجتهاد المماثلة. ولكن يظهر في الشرع المفارقة. تنظر مثلا الى ركعتي الفجر مع انها ركعتان. كيف كانت مفظلة على الرباعية وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا وكيف كانت هذه الصلاة فارقة بين المنافق والمؤمن صلاة الفجر مثلا من حيث كونها ركعتين مساوية في الصورة مساوية في الصورة لصلاة النفل ركعتين. ولكن مع تساوي السورة وتساوي القصد وهو الامتثال وتساوي الخشوع والخضوع في الاصل فيهما لكن الله جل وعلا جعل ركعتي الفجر يعني الفريظة مفظلة على ركعتي الفجر النافلة وعلى اي نافلة هي ركعتان. وهذا يدل على ان التفظيل وبيان الاهم من المهم انما مصدره الشرعي. مصدره النصوص. فان العقل المجرد قد يظن تساوي هذا وهذا. كذلك ريال يتصدق به وريال مثله يؤديه زكاة. الذي يؤديه في الزكاة افضل من الريال الذي يؤديه صدقة. مع تساويهما في الاحسان الى المحتاج ومع تساويهما في القيمة ولكن الله جل وعلا جعل هذا افضل من ذاك وجعل الزكاة اهم من الصدقة كذلك الحج حج الفرض يتساوى مع حج النفل في الصورة في الاعمال في واجبات في الاركان ولكن حج الفرض اهم واهم من حج النافلة. كذلك العمرة كذلك كثير من اعمال الشرع فانها تتساوى في الصورة تتساوى في الاعمال في الاركان والواجبات وربما مستحبات لكن تختلف مقاماتها عند الله جل وعلا وما يجب ان يقدم عند التزاحم يختلف ذلك ومصدر الاختلاف ومصدر التقديم عند المؤمن انما هو النصوص. لهذا جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش وبها ورجله التي يمشي بها ولئن استعاذني لاعيذنه ولئن سألني لاعطين وما ترددت في شيء انا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموتى واكره مساءته ولابد له من ذلك. دل الحديث على ان التفضيل وبيان الاهم عند المسلم مصدره الشرف. مصدره النصوص وهذا تبع لاصل عام وهو ان الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ما يقول العلماء وجاءت بتقليل المفاسد او درءها. جاءت الشريعة بتكميل المصالح وتحصيلها وجاءت بتقليل المفاسد او درءها ودرءها ايضا. وهذا هذه القاعدة العظيمة معناها ان المصالح تحقيقها جزء من الشرع بل غرض الشارع تحقيق المصالح او ايمان وصالح واذا تقرر هذا فان المصالح الشرعية انما تكون من احد طريقين الطريق الاول ان ينص في الشرع على المصلحة او ان يكون الامر الشرعي ظاهرا بينا في امر ما فاذا كان كذلك فحيث جاء النصر حيث جاء النص فالمصلحة ثم وليس العكس حيث جاء النص فالمصلحة ثم. فاذا جاءنا النص الشرعي فنعلم ان ما جاء به النص فهو الاهم وهو سبيل المصلحة. القسم الثاني او الطريق الثاني الا يعلم ان تكون المسألة حادثة ان تكون المسألة مجتهدا فيها فهذا يجتهد فيه العلماء بحسب مصلحة فما كانت المصلحة فيه اتم واكثر فاننا نعلم بذلك ان الشرع اراد تحقيق المصالح او تكميل المصالح. اذا كان ثم مفسدة فان الشرع يريد بتشريعه من مقاصد الشارع في احكامه ان يدرأ المفاسد او ان يقللها. فاذا اشتبه الامر ولا نص فان رعاية المصالح اصل من اصول الشرع وان درء المفاسد اصل من اصول الشرع. اذا تبين لك ذلك فان رعاية هذه المسألة تمييز المسلم فظلا عنه الداعية فضلا عن طالب العلم ان تمييز بين المهم والاهم هذا من اعظم المقاصد التي لا بد ان يحرص عليها المسلم والداعية وطالب العلم والعالي. ايضا. لان معرفة الترجيح بين هذا وهذا المرء من كثير من الاشكالات. ولهذا نقول ان الصور التي يكون فيها مهم واهم ان الحالات التي يكون فيها مهم واهم يجب فيها ان يقدم الاهم على المهم ومعرفة الاهم والمهم مصدرها الشرع فيما جاءت النصوص به او مصدرها اجتهاد العلماء فيما جاء به اجتهاد العلماء. يعني في النوازل فمن المسائل التي فيها اهم ومهم وهي كثيرة لا تفي بها هذه العجالة منها ان العقيدة منها ان شرائع من الصلاة والزكاة والصوم والحج وسائر الفرائض هذه تحصيلها مهم. ولكن تحصيل التوحيد اهم. وهذه القاعدة تنفع المسلم في اقباله في الحياة حيث انه يعلم ان الاهم التوحيد. وان الشرائع بعد ذلك. وذلك من الحديث الذي سبق سبق ذكره وان النبي عليه الصلاة والسلام قدم التوحيد على غيره في الدعوة. وكذلك قد التوحيد على غيره في بناء اركان الاسلام. وقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر ان النبي عليه الصلاة والسلام قال بني الاسلام على شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام فالتوحيد اهم يترتب على ذلك ان يحرص المسلم على تصحيح عقيدته وتوحيده اعظم من حرصه على التفقه في طلوع صلاته واموره. نعم ان اتيانه بالصلاة والزكاة والصوم والحج واجب عليه يجب عليه ان يأتي به مع التوحيد. ولكن تنقية التوحيد وتعلم التوحيد وما التوحيد اهم من تعلم غيره. لان بالتوحيد يثبت المرء في السؤال عند القبر فان المؤمن في قبره بل ان المقبور في قبره يسأل عن ثلاث مسائل كلها في التوحيد عن ثلاثة اصول كلها في التوحيد. وهي من ربك؟ يعني من معبودك؟ من نبيك؟ ما دينك واذا صلح توحيد المسلم كان ما بعده على رجاء العفو والغفران. في حق كل مسلم يجب عليه ان يرعى ان التوحيد اهم المهمات. وان ما بعده من شرائع الاسلام مهم قد يكون واجب وقد يكون مستحبا ولكنه ليس في منزلة التوحيد. يتفرغ عن ذلك الاحكام التي يصدرها المسلم على ما يرى من المجتمعات او من الدول او من الاوضاع او من الدعوات او غير ذلك فان العمدة في ذلك رعاية الاهم وهو القيام بحق الله على العباد. الا وهو التوحيد والقيام بنفي ضد ذلك الا وهو الشرك. فان ترك المعاصي ترك المحرمات ترك الكبائر مهم واهم منه ترك الشرك والبعد عن الشرك. لان الشرك لا يغفر والمعاصي اذا كانت واقعة من مسلم موحد فانها على رجاء الغفران. هذا ينفع المسلم فيما يأتيه ويبغه ينفعه في تقييمه للامور ينفعه في تقييمه للاحوال والاوضاع فهذه المسألة عظيمة الاهمية. المسألة الثانية ان الدعوة الى الله جل وعلا مهمة. ورعاية فقه الاولويات فيها اهم. الله جل وعلا امر بالدعوة. اليه فقال لنبيه وادعوا الى ربك وقال لنبيه قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وقال سبحانه ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا. وقال انني من المسلمين وقال سبحانه ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن. والنبي عليه الصلاة والسلام حث على الدعوة في احاديث كثيرة. ومنها قوله عليه الصلاة والسلام لعلي في الحديث المتفق عليه الذي رواه سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه قال لعلي لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من نعم خير لك من حمر النعم. يعني من الابل الحمراء التي كان يتنافس فيها العرب باقتنائها لعظم قيمتها. امر الدعوة معلوم اهميته. معلوم قدره. معلوم فضل من عاناه وزاوله في اخص خاصته ام في امر العامة؟ معلوم اهمية امر الدعوة على سبيل الافراد او على سبيل ولكن من المهم في الدعوة ان يرعى فقه الاولويات فيها. معنى فقه الاولويات ان يبدأ في الدعوة بالاولى فالاولى. نبه على ذلك بل اوضح ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام في ارساله لداعية من دعاة الاسلام وهو معاذ بن جبل رضي الله عنه حيث قال له ليكن اول ما تدعوهم اليه. هذا فيه بيان فيه بيان لفقه الاولويات في الدعوة. الدعوة الى شرائع الاسلام مطلوبة. كلها مهمة. الدعوة الى نفل مهم الدعوة الى مستحب مهم ولكن الدعوة الى الفرائض اهم الدعوة الى ترك المكروهات مهمة ولكن الدعوة الى ترك المعاصي والموبقات والكبائر اهم الدعوة الى ترك الصغائر مهمة ولكن دعوة الى ترك الكبائر اهم. الدعوة الى الاتيان بالفرائض العملية مهمة. ولكن الدعوة الى التوحيد في اهم يعني ان الدعوة مترتبة بترتيب اولوياتها. هناك شيء مهم هناك شيء اولى ولكن ثم شيء اولى منه وهكذا فمراتب الدعوة متنوعة مراتب الدعوة درجات وهذا انما يظهر بالفقه في حال المدعوين. وهذا يختلف باختلاف البلاد. فهناك اختلاف البلاد بل واختلاف الاحوال والاشخاص. فالبلد التي يظهر فيها الشرك لا يعلم اهلها حق الله جل وعلا عليهم. فان اول ما يدعى اهلها اليه ان يدعوا الى حق الله جل قال الاعظم عليهم وهو ان يعبدوه وحده ولا يشركوا به شيئا. وهذه هي زبدة رسالات المرسلين جميعا. ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وهذا من اعظم ما يرعى. يكون الداعية في يجهل اهلها العقيدة الصحيحة. يجهل اهلها التوحيد. فهذا يبدأ بهم في هذا الامر الاعظم ويدرجهم فيه الاهم فالاهم. كما قال الشيخ رحمه الله في مسائله وفيه البداءة بالاهم فالاهم والدعوة اذا تركت رعاية فقه الاولويات فانها لا تصل الى مبتغاها لانها قد فاتها الاتباع للنبي عليه الصلاة والسلام. والنبي عليه الصلاة والسلام في دعوته رأى الاولويات رعى الاولويات رعاية تامة. فدعوته في مكة معلوم تفاصيلها. ثم دعوته في المدينة معلومة تفاصيلها ايضا دعوة الافراد ايضا يبدأ فيها بالاهم فالاهم ما يأتيه المرء من الواجبات الشرعية يبدأ فيه بالاهم فالاهم مثلا يأتي المرء ويبذل جهده وحسن خلقه بل ويبذل من ماله لمن يدعوه خارج بيته وربما هو في داخل بيته لا يبذل حسن خلق لا يبذل مالا للدعوة. وهؤلاء اعني من بداخل البيوت بشر ومن خارج ومن هم خارج البيوت بشر والجميع الدخول الى يكون بطريقة واحدة. يعني في اصولها. فرعاية البيوت اهم من رعاية من هم خارج البيوت ولهذا تجد ان طائفة يدعون الناس خارج البيوت على احسن ما تكون الدعوة في رعاية وحسن خلق وبذل مال وبذل عطاء ونحو ذلك. ولكن هم في بيوتهم لا يبذلون ذلك مع ان نصيحة من في البيوت وتربية من في البيوت واجبة. ونصيحة من هم خارج بيت المسلم ليست موجبة انما هي مستحبة على العين وقد تجب على الكفاية. الله جل وعلا قال لنبيه وعمر عشيرتك الاقربين. وقال سبحانه يا ايها الذين امنوا قو انفسكم واهليكم نارا فاذا البداءة في الدعوة مهمة من حيث الاشخاص. من تبدأ بمن تبدأ في دعوتك؟ والفشل كل الفشل ان يفشل المرء مع قرابته واهله ولا ولكنه تجده مع من هم من اصدقائي او من الزملاء او مع من يعاشرهم ناجح كيف صار ذلك؟ هذا من جراء عدم رعاية الاولويات والواجبات الاهم فالاهم. والا لو رأى ذلك لكان بذله وحسن خلقه وعطاءه في بيته اعظم من ما يفعل من ذلك خارج بيته. نسأل الله جل وعلا لنا ولأهلينا ولذرارينا التوفيق والهداية. الأمر بالمعروف والنهي عن عن المنكر مهم. لان الله جل وعلا امر به في كتابه. فقال ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. واولئك هم المفلحون. ولكن ما توجبه الشريعة في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اهم من الاتيان بي مطلق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولهذا يذكر العلماء السنة في عقائدهم فصلا متعلق بالامر والنهي وهو ما يسمى بمنهج معاملة الخلق. قال شيخ الاسلام مثلا في العقيدة الواسطية في بيان اعتقاد اهل السنة والجماعة قال وهم مع ذلك يأمرون يعني مع العقائد التي سبقها ذكرها في عقيدته قال وهم مع ذلك يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه لان الامر والنهي قد ادعاه كثيرون ادعته الخوارج فان الخوارج فيما فعلوا انما فعلوا منيبين لتحقيق فرض الامر والنهي. ادعته المعتزلة فيما فعلوا ادعته الرافضة فيما فعلت وهم في ذلك مجانبون لحسن الامر والنهي ولا يكون الامر والنهي حسنا حتى يكون موافقا لما توجبه الشريعة. ولهذا قيده شيخ الاسلام في الواسطية بقوله وهم مع ذلك يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر هواه وتكون غيرته ناتجة عن سوء فهم ويكون قصده صحيحا ولكن يكون فعله وقد كان في الامة من هؤلاء كثير في كل زمن فاهل السنة بين الغالي والجاهل منهم من غلا ومنهم من جفا المحققون المتابعون للسنة والجماعة بينهم على ما توجبه الشريعة. فاذا رعاية الامر والنهي مهم. ولكن رعاية ما توجبه الشريعة في الامر والنهي اهم ولهذا قال العلماء ليكن امرك بالمعروف من المعروف وليكن نهيك عن المنكر ليس بمنكر. وقال شيخ الاسلام في رسالته في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من لم يتبين له وجه والترجيح بين المصالح والمفاسد فليس له الحق ان يدخل في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ميدانه واسع يدخل فيه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على مستوى الافراد. يدخل فيه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على مستوى البلد يدخل فيه الامر والنهي على مستوى المجتمعات. يدخل فيه الامر والنهي على ما هو اعظم من ذلك الامر والنهي يحمد ومطلوب وواجب في الشرع ولكن اهم منه ان يكون الامر بالمعروف بالمعروف وان يكون النهي عن المنكر ليس بمنكر. ولهذا قال على ما توجبه الشريعة فهذا القيد اهم من الاتيان بالامر والنهي. ولهذا اشترط العلماء في الامر الناهي الا ان يكون عالما بما يأمر به وينهى عنه عالما بتحقيق المصالح ودرء المفاسد وغير ذلك من الشرور. ولهذا نستفيد من هذه ان الامر والنهي اذا كان مهما فاهم منه فقه الامر والنهي. معرفة ما توجبه الشريعة في ذلك لان هذا به تصلح الاحوال. ارأيت لو ان رجلا لم يرعى ذلك كيف سيخرجه رعايته لما يوجبه الشرف من الامن والنهي الى امور مخالفة لما اراده الله جل وعلا واراده رسوله صلى الله عليه وسلم من معاملة الناس يأتي الى رجل لا يصلي اصلا فيأمره بالوتر يأتي الى رجل لا يصلي اصلا فيأمره باحد المستحبات او يأمره بامر من الاخرى من الذكر في الصباح والمساء. يأتي الى رجل لا يحضر الصلاة. فينهاه عن عن مشاهدة النساء نعم نهيت وامرت ولكن ما رأيت فقه الامر والنهي لان القلوب جعلها الله جل وعلا تقبل الحق شيئا فشيئا. لا تقبله جملة وتترك الشر جملة وان في الغالب ان تقبله شيئا فشيئا. فاذا الاتيان بشروط الامر والنهي هذا به يحصل المقصود. يتفرع عن هذا الاصل فرع اخر. ذكره شيخ الاسلام وابن القيم وجماعة. وهو ان الغيرة على دين الله مهمة ولكن الاهم ان تكون الغيرة مضبوطة بضوابط وبادلة الشرع يقول ابن القيم رحمه الله في المدارج يقول اذا انغلق على المرء باب الغيرة على دين الله ان غلق عن قلبه محبة الله. واذا انغلقت اذا انغلقت عن قلبه ابواب محبة الله انغلق عن قلبه باعث العمل الصالح واذا فقد العمل الصالح قرب من كل شر وسوء. فالغيرة على دين الله على محارم الله على حدود الله على الاسلام واهله هذا امر واجب ومطلوب. وبه تفتح ابواب الخيرات. على قلب العبد المؤمن ولكن اهم منه ان تكون هذه الغيرة الواجبة قامت في القلب على وفق ما ارشد اليه الشرع. الفرق التي ظلت في باب معاملة الصحابة. وفي باب حملت الولاة وفي باب معاملة المسلمين من حيث تكفيرهم تكفير العصاة ومن حيث تظليل الامة ونحو ذلك اتى لهم ما قالوه او اعتقدوه او فعلوه من جهة الغيرة. كانوا اصحاب غيرة على دين الله غاروا على القرآن غاروا على الاسلام ولكن غيرتهم لم تكن على وسط الشرع فصارت باطلة قادتهم الى السوء. ولهذا قال العلماء ان الغيرة تكون محمودة وتكون فاذا كانت على وقت الشرع كانت محمودة واذا كانت على وقت الهوى كانت مذمومة مثلا وهذا الباب باب واسع. نعم الغيرة امرها مطلوب. بل بها ينفتح القلب المؤمن الاعمال الصالحة ومحبة الله جل وعلا. النبي عليه الصلاة والسلام يغار على حرمات الله. يرى في وجهه الغضب على حرمات الله. والله جل وعلا اغير على حرماته من خلقه. ان الله جل وعلا يغار ان يزني عبده او ان تزني امته. والنبي عليه الصلاة والسلام يغار على حرمات الله. وكل مؤمن متبع للنبي عليه الصلاة والسلام يغار الغيرة الشرعية ولكن افترق الناس في هذه الغيرة فمنهم من غار غيرة محمودة ومنهم من غار غيرة مذمومة. منهم من غار الغيرة المذمومة فقادته الى مخالفة امر الله في المنهج والسلوك والمواقف مع الناس ومع الجماعات ونحو ذلك فيجب ان تكون الغيرة على وفق الشرع. الغيرة لمنهج اهل السنة والجماعة. مطلوبة وواجبة. لكن الاهم منها ان تكون الغيرة على عقيدة اهل السنة والجماعة على ما اصله اهل اهل السنة والجماعة فان الغيرة عليها قد تنحرف بالمرء الى مهاوي الردى بان يغار على هذا وهذا فالغيرة على الدين الغيرة على التوحيد الغيرة على اهل السنة على عقيدة اهل السنة والجماعة الغيرة على علماء الاسلام هذه يجب ان تكون على اصولها وهذا اهم لانها ان لم تكن على اصولها الشرعية قادت اصحابها الى مهاوي الردى والعياذ بالله. ضلوا فاضلوا او زلوا فاذلوا. ولهذا كان دعاء العلماء واخص دعاء بالعلماء انهم يقولون في دعائهم عند خروجهم من بيوتهم بل وفي كل حال اللهم اننا نعوذ بك ان نذل او نذل او نضل او نضل او ان نجهل او يجهل علينا هذا من الدعاء العظيم. لانه بالزلل يحصل الخلل. والمرء يجب عليه ان يتابع الشرع. لذلك كله اصلاح الظاهر بالمتابعة لسنة النبي عليه الصلاة والسلام مهم. ولكن اصلاح الباطن الاخلاص اهم لان المتابعة منها ما هو واجب ومستحب. واما الاخلاص فهو واجب اخلاص هو تصفية القلب عن ارادة سوى الله جل وعلا. بالقول او بالعمل او في الاعتقادات. يخلص القلب عن ارادة ما سوى الله جل وعلا. ان الاتباع الظاهر للنبي عليه الصلاة والسلام وان اصلاح الظاهر مهم ولكن اصلاح الباطن بحسن المعاملة والتعامل وصدق التعامل مع الله جل وعلا هذا اهم لان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فكم من انسان لم يصلح قلبه وكان ظاهره صالحا ثم ضل بعد ذلك لاجل عدم رعايته بصلاح قلبه. وقد قال العلماء في الحديث الذي جاء فيه ان الرجل يعمل بعمل اهل الجنة. حتى ما يكون بين وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها ورجل اخر يعمل بعمل اهل النار ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. قال العلماء من عمل بعمل اهل الجنة في الظاهر ثم ختم له بسوء الخاتمة الغالب في هؤلاء انهم لم يصلحوا باطنهم وانما كانت ظواهرهم صالحة واما بواطنهم ففيها من الشكوك والشبهات والشهوات ما الله به عليم. فالواجب على العبد ان يرعى ظاهره لانه مهم ويرعى ما هو اهم من ذلك برعاية باطنه وهو قلبه باصلاحه اخلاص القصد والعمل والوجه لله جل وعلا. ولهذا قال تعالى فيمن ادعوا الجنة قال سبحانه وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين. بين ان البرهان صلاح الباطن وصلاح الظاهر وقدم صلاح الباطن على صلاح على صلاح الظاهر لاهميته فقال سبحانه بعد هذه الاية بلى يعني سيدخل الجنة من اسلم وجهه لله وهو محسن. من اسلم وجهه لا بالاخلاص وهو محسن وهو متابع للنبي عليه الصلاة والسلام وهو محسن في قوله وفي عمله طلب العلم وتعليم العلم مهم. ورعاية التدرج فيه اهم. ان طلب العلم مهم العلماء رفع الله قدرهم في الدنيا وفي الاخرة. قال سبحانه يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. وقال سبحانه وقل رب زدني علما. وقال قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب. طلب العلم مهم. عالما او متعلما. تعليم العلم مهم واهم منه ان يكون ذلك التعلم والتعليم على وجه التدرج. ممتثلا فاعل ذلك قول الله جل وعلا ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون قال ابو عبد الله البخاري في صحيحه الربانيون هم الذين يربون الناس بصغار العلم قبل كباره. من المهم ان تطلب العلم. لكن اهم من ذلك ان تطلب العلم على تدرج تأخذ المسألة فالمسألة. تأخذ الاولى فالاولى. تأخذ المرتبة الاولى ثم تصعد درجة الى ما هو اصعب وهكذا. قال ابو شهاب الزهري فيما رواه ابن عبد البر في الجامع ورواه غيره قال من رام العلم جملة ذهب عنه جملة ولكن يطلب العلم على مر لابد ان كنت من محبي العلم ان تسير في طلب العلم على التدرج بالعناية بالمتون العناية باوائل العلوم ثم تتدرج لم تحسن الاوائل فتذهب الى الكتب المطولة لم تحسن الحكم حكما بدليله معرفة المسألة بدليلها ذهبوا الى اختلافات العلماء والاقوال في ذلك هذا الاخلال بالتدرج يحجب عنك الوصول الى مبتغاك في العلم تعليم العلم مهم. واهم منه ان يجعل طالب العلم الذي يعلم العلم او العالم الذي يعلم العلم يجعل درسه على قاعدة التدرج. يربي الناس بصغار العلم قبل كباره. اذا علمتهم الالف والباء والتاء والثاء فانهم بعد ذلك سيتعلمون تركيب الجمل يعني اذا علمتهم الى الاولى في التوحيد المختصرات فيه المختصرات في العقيدة المختصرات في الفقه بعد ذلك سينتقلون الى مرحلة اكبر يكون التدرج كبناء البناء. انما يكون شيئا فشيئا. واذا جمعت للبناء عدته من جميع اصناف ما يحتاج اليه وركمت هذه على هذه دون تدرج فانك لا تصل الى بغيتك. والله جل وعلا خلق السماوات والارض في ستة ايام. قال بعض اهل التفسير ربنا جل وعلا قادر على ان يخلق ذلك واعظم منه بكلمة على ان يخلق ذلك في لحظة ولكن خلق ذلك في ستة ايام لحكم كثيرة منها ان يعلم خلقه الذين يشهدون هذا الملكوت ان الامور العظام انما تكون بالتدرج وبرعاية الغمود وبرعاية الشيء فالشيء. كثير منا من يعلم العلم كثير منا من يتعلم العلم لكن ان فاتت المنهجية فاتت فات التدرج فاتك خير كثير لان العلم بالاهم فالاهم. يطلب الناس العلوم وهي كثيرة. هذا تجده يطلب السيرة. وذاك يطلب خرجوا الاحاديث ويعرفوا الصحيح من السقيم والرواة والتجريح والتعديل. وذاك يعلم تفاصيل الاقوال في مسألة الف رسالة بل رسائل في مسائل ولكنه لا يعلم مسائل التوحيد بادلتها. لا يعلم مسائل عباداته التي يزاولها بادلتها. هذا فاته ان يرعى الاهم. نعم ان طلب العلم مهم. وجميع العلم جميع العلوم المستحب منها والواجب كلها مهمة لانها من الشرع ولكن العلم درجات. والاهم يقدم على ولهذا تجد ان كثيرين من طلاب العلم في هذا الوقت تجد انهم يقرأون كثيرا ولا يحصلون كثيرا يحصنون ما داموا قريبين من القراءة. لكن ما اسسوا العلم على اصوله لانه فاتهم الاهم وهو التدرج فاذا هذه قاعدة وهي ان طلب العلم مهم ولكن التدرج في طلبه اهم. ان تعليم تعليم العلم مهم ولكن التدرج في ذلك التعليم. اهم نقول ايضا ان طلاب العلم ينبغي لهم ان يحرصوا على من يعلم من يعلمهم صغار العلم قبل كباره. يحرصون على من بهم بالاصول بالمتون. يأتي ات ويقول فلان الشيخ او العالم او طالب العلم ليس عنده تفصيل في المسائل. نعم ان عدم تفصيله الطويل في المسائل هذا هو الذي زينه وهذا هو الذي ينفعك لان طالب العلم معلم لا يأتي للمتعلمين بكل ما عنده. وانما ينشأهم في العلم خطوة فخطوة لو اتى بما عنده فانه يمكنه ان ينظر في الكتب ويأتي لهم في المسألة الواحدة بما يدوم معه الى عشرين جلسة مثلا يؤلف فيها كتابا يعرض الاقوال فيها كثيرة يوصل في المسألة الواحدة الى خمسة اقوال تسعة اقوال يا اخوان بل الى اربعين مسألة في بعض المسائل هذا ليس هو العلم العلم احكام الاصول واحكام معاقد العلم العلم بالقواعد العلم الاولويات حتى اذا علمت الاول بعد ذلك يأتي اليك الثاني وقد تمرن ذهنك الاول فيترقى ذهنك في ادراك العلوم. نعم ان طلب العلم مهم ولكن التدرج فيه اهم. ان مهم ولكن التدرج في التعليم اهم. ثم ان الاخلاص في ذلك جميعا مهم ومهم ومهم وايضا اهم من كثرة الالقاء اهم ان يكون العبد مجاهدا نفسه في الاخلاص. قال العلماء ضابط الاخلاص في العلم ان ينوي رفع الجهالة عن نفسه. سئل الامام احمد كيف يكون طالب العلم زانية في العلم؟ فقال يكون طالب العلم زانية في العلم اذا ورفع الجهالة عن نفسه. يطلب العلم ليرفع الجهل عن نفسه. اتى بالاخلاص فيه. بالنية الصالحة فيه. يرفع الجهل عن نفسه ليعلم امر الله ونهيه ليعلم ما اخبر الله في كتابه وما اخبر به النبي عليه الصلاة والسلام في السنة من العقائد واخبار الغيب ليعتقد ذلك هذه نية صالحة. المعلم نيته الصالحة بان ينوي رفع الجهل عنه غيره وعن نفسه لانه اذا علم سيستفيد هو وسيفيد غيره. اذا فهذا الاخلاص في علم الاخلاص في التعلم الاخلاص في التعليم هذا مهم للغايتين. ان ارشاد الناس مهم ولكن ضبط الكلمات في ارشادهم اهم. نعم ان الداعية يلقي الكلمات. ويحاضر ان لما يبين الحق ويوضح المقال وذلك كله مهم لانه واجب في الشرع على الكفاية في حق الاكثر ولكن الاهم ان يتنبه الملقي لكلماته. لان المتلقي للكلمات قد قد يحمل المجمل على فهمه هو فيحمل فيها على غير مراد المتكلم. وقلة الكلام الكلام اولى من كثرة المسائل والفروع دون رعاية لما يأتي وما يذر حسب الاستطاعة. هذه القاعدة مهمة. انت في لقاء مع اخوتك فيما تتكلم فيما تنقل تنقل فيه العلماء بما تنقل فيه عن الدعاة ليكن تعبيرك سليما. لا تعبر بما تفهم دون تدقيق. كذلك المتكلم اذا تكلم ينتبه الى ان يكون كلامه دقيقا حتى لا يحمل على غير ما يريد. ان طلب الحق وان الاعتراف بالخطأ اهم. ان ارشاد الناس الى الحق امر مهم وقد يخطئ المرشد يخطئ الداعية فيما يرشد الناس اليه. فرجوعه عن خطئه اهم. ولهذا لما افتى احد علماء السلف في مسألة في الحج بفتوى اخطأ فيها. كان يظن ان انه مصيب ثم بعد ذلك ارشد الى دليل في المسألة فرجع عن قوله فيها فاستأجر منادي ينادي في فجاج منى من افتاه فلان فليقبل. من افتاه فلان في مسألة فليقبل حتى اذا اخبرهم برجوعه عن كلامه. نعم. ان المراجعات مهمة. ان الاعتراف بالخطأ مهم. لانه يجعل المرء في نفسه يعلم ان نفسه تخطئ وانه ليس بمعصوم عن الخطأ. وكذلك يزيد في قدره عند الاخرين لان كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون. هذه اصول مجملة مختصرة لكن فيها ارشاد وبيان لمسائل احسبها مهمة انها ضوابط والضوابط تعصم العقل من الخطأ وكذلك تعصم العمل من الضلال وكذلك تعصم اللسان من الاجتراط. فان معرفة العبد الحقوق الشرعية والضوابط الشرعية بادلتها هذا مهم واهم للغاية لانه وعند الاشتباه يحصل كثير من الزلل. بقي ان نقرر قاعدة. وهي ان هذه التقسيمات من مهم واهم هذه انما تستفاد من اهل العلم. لانني ذكرت ان موردها ودليلها النصوص وليس العقل والاستحسان. فتقسيم الاشياء تقسيم مراتب الامور الشرعية ومراتب ما يزاوله المرء. هذا اذا كان في فيه نص فان العلماء يبينون الاهم فالمهم من ذلك. فاذا اشتبه على المرء المسلم ذلك فان عليه ان يرعى الرجوع الى العلماء حتى يبينوا له مراتب ذلك فيسير على بينة من امره هذا واسأل الله جل وعلا لي ولكم التوفيق والسداد والهداية والرشاد. واسأله جل وعلا ان ينفعني واياكم بما وصلى الله وسلم على نبينا محمد. هذه بعض الاسئلة وستكون ان شاء الله تعالى الاجابة عليها مختصرة لاجل اخذ كثير منها. قال هل من الاهمية في طلب العلم ان يقرأ الانسان في كتب باهل السنة والجماعة ويترك الكتب التي كتبها من عليه ملاحظة في عقيدته. وتطرح ولا يرجع ولا يرجع اليها الجواب ان العلم لابد ان يؤخذ عن مأمون في عقيدته وكتب اهل السنة والجماعة كفيلة بهذا. واما الكتب العصرية. فان لا يحتاج اليها في العلم وانما هي من جهة الثقافة والاطلاع على ما في العصر او على الافكار او على التحليلات ونحو ذلك. اما العلم من حيث هو فانما يؤخذ عن كتبه التي بها تعلم العلماء وتخرج العلماء. هذه الكتب لا بأس من مطالعتها كتب العصرية لكن بشروط منها ان يكون المطالع عنده تمييز في عقيدته بين الحق والباطل. لانه ربما قرأ كتبا فيها تعبير من الباطل. ولم يلحو هذا فكم رأينا من ممن قرأوا كثيرا من هذه الكتب العصرية شاع على السنتهم بعض العبارات التي تخالف العقيدة الصحيحة من مثل شاءت الاقدار ونحو ذلك من العبارات التي فيها مخالفة او من مثل ما هو اعظم من ذلك من سؤال صفات الله او مناداتها يا رحمة الله او يا عفو الله او ما شاكل ذلك. انا ذكرت هذا الشرط بقية الشروط نذكرها على وجه الاختصار. الثاني ان يكون الكتاب ليس متمحضا للفساد ليس متمحضا للظلال اما اذا كان متمحضا للظلال فهذا لا تجوز قراءته اصلا. اما اذا خلط فيه حق وفيه باطل فهذا يقرأه من يميز بين هذا وهذا. الثالث انه اذا قرأ ذلك قصره على نفسه واذا كان في هذه الكتب بعض حق فانه يأخذها اذا دل عليها الدليل يأخذ الحق ولا يدل على الكتاب الذي قرأ فيه تلك الامور من لا يحسن التفرقة بين الحق والباطل. لانه اذا دله عليه ربما بره وذلك في دينه. يقول انتشر في الاونة الاخيرة بين شباب الصحوة ما قد علمتم من الخلاف. وانقسم الشباب الى طوائف شتى وقد والله احترت مع من اكون؟ واين الحق؟ ومع من هو؟ ثم هل يبرر هذا الخلاف؟ انقسام الشباب اسألكم ان تقولوا في هذه المسألة لي قولا شافيا الى اخره. الجواب ان الفتن اذا وقعت والمشتبهات اذا حلت فانما يعلم الفصل فيها اهل العلم الراسخون وهذا الذي حصل هو من جراء مخالفة اوامر الله. لان الله جل وعلا يعاقب من خالف امره بالفرقة قال سبحانه ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم يعني بان يتبعوا وان يلتزم بالحق فنسوا حظا مما ذكروا به. النسيان بمعنى الترك. يعني تركوا حظا مما ذكروا به عندهم الادلة واضحة عندهم البينات التي ذكروا بها فتركوا ذلك مع العلم به. عاقبهم الله جل وعلا بالفرقة فقال سبحانه ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء. واذا كان العلم سهل الحصول كان العلم قريبا كانت الحجج واضحة بينة ثم خالف فيها من هي عنده وتركوها مع قربها تعاقب يعاقب الناس بالفرقة فيما بينهم بقدر ما تركوا وهذه ذكر بها شيخ الاسلام رحمه الله في موضع وهو تنبيه مهم. فانه بالاجتماع فانه بنتيجة الالتزام بالدليل وبامر الله يحصل الاتفاق والاجتماع والاجتماع رحمة. وبمخالفة الحق بعد العلم به يحصل تحصل العقوبة وذلك ومن العقوبة الفرقة والاختلاف. هذا هذه الفرقة وهذا الاختلاف يجب ان يعامل المرء فيه نفسه ومن حوله بالعدل. والعدل كان في طريقة العلماء الراسخين الذين لهم في ذلك الكلمات الشافية منهم بل امامهم سماحة الشيخ عبد العزيز ابن عبد الله ابن باز حفظه الله تعالى. وكذلك سماحة الشيخ محمد ابن عثيمين حفظه الله تعالى. وكذلك بقية مشايخنا فطريقتهم هي الطريقة التي من اعتصم بها ان شاء الله انه ناج لانها على وقف العلم على وقف الاصول الشرعية وما قالها من قالها الا عن علم وبصيرة. اسأل الله ان يطفي الفتن وان يجمع قلوب الدعاة على دينه وان يجعلنا جميعا من المحبين لاهل الحق وللعلماء وللدعاة ومن لهم في اقوالهم واعمالهم. يقول تقول ان التوحيد اهم شيء فهناك من يقول ان عقيدة التوحيد تشرح في عشر فماذا تقولون؟ الجواب ان عقيدة التوحيد تشرح في اقل من عشر دقائق لان عقيدة توحيد هي معنى الشهادتين. اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. فاذا شرحت اتان الكلمتان فهم التوحيد. لكن كما قال الامام علي رضي الله عنه. قال العلم نقطة كثرها الجاهلون. العلم اصله قليل. لمن فقهه. ولهذا كلام السلف قليل كثير الفائدة وكلام الخلف كثير قليل الفائدة كما قال ابن رجب في كتابه فضل علم السلف على علم نعم ان بيان التوحيد قليل. النبي عليه الصلاة والسلام قال لمن يفهم معنى كلمة التوحيد قولوا لا اله الا الله تفلحوا لانهم يعلمون معنى هذه الكلمة. لكن لما شاع الجهل وكثر الجهال اصبحوا لا يفهمون التوحيد في هذا الزمن اليسير لما كثر المخالفون للتوحيد كثر المخالفون لعقيدة السلف الصالح في الصفات وفي الايمان وفي القدر وفي الموقف من الصحابة وفي الموقف الحق من الامر والنهي وفي الموقف من ولاة الامور والائمة ونحو ذلك من مباحث الاعتقاد تاج العلماء الى ان يبينوا العقيدة الصحيحة في ايام بل شهور بل في سنين لان المخالفين كثروا ولان ان التشويه كثر فاحتاج العلماء الى ان يبينوا العقيدة في اوقات كثيرة. نعم انها في الاصل في زمن النبي عليه الصلاة والسلام تبينها قليل بكلمة يعلم المرء ما تشمل وما تضاد ولكن في مثل هذا الزمن بل بعد الازمنة فشى فيها الشرك واشفشت فيها الفرق الضالة وفشى فيها الضلال بانواعه لا يمكن ان يبصر الناس في التوحيد الا بعد بيان اصول واصول وشرح كتب وكتب حتى يتبين له الحق من الضلال وحتى يتبين له الموقف صواب من غيره والله اعلم. قل هل من المهم للمسلم البحث عن مثالب الناس وعيوبهم واظهارها وانه مقدم على رجوع الانسان الى نفسه الواجب على المسلم ان يعتني بنفسه اصلاحا عليك نفسك فتش عن معايبها وخلي عن عثرات الناس للناس يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم. اظهار عيوب الناس لا يجوز. بل ستر عيوب المسلمين واجب. من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة. ثبت ذلك في الحديث الصحيح. اما الامر النهي فهذا واجب او مستحب بحسب الدرجات التي اخبر بها النبي عليه الصلاة والسلام. يقول لي بعض في العمل بلغت بهم الجراءة ان يدعوا ان يدعون يقول المتمسكين بالسنة بالفجرة. وايذاء الصالحين بالكلام واللمز فماذا ترى شيخ مع هؤلاء؟ مع اننا بذلنا ما في وسعنا ولكنهم لم ينتصحوا فنرفع بهم الى الجهات المسئولة عن ماذا نفعل قد اذونا مع العلم اننا لا نستطيع مفارقتهم. وعلى هذا فانهم ومع هذا فانهم يا شيخ لا ايحرصون على الصلاة نسأل الله جل وعلا لنا ولهم الهداية. الصبر لا تملوا لا تملوا النصيحة. لا تملوا الارشاد. تذكروا قول الله جل وعلا كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم. ليس بعزيز على الله ان يصلح اشد الناس كفرا فان احتسب وادع لهم في اوقات الخلوة واصبر عليهم لعلهم ان يهتدوا الى امكن الا يظهروا ذلك الكلام برفع او بتأديب فان هذا متعين لكن فيما بينك وبينهم عليك الدعوة والصبر والدعاء لهم في ظهر الغيب لعل الله جل وعلا ان يهديهم. يقول نحن جماعة مسجد اختلفنا حول عمال يحضرون الصلاة وهم العمل فمنا من قال الى اخره هذا سؤال يعني من قبيل الفتوى وما كان من قبيل الفتوى فاني لا اجيب وعليه لانه لا يفتى ومحمد في عنيزة. حيث انكم احد احفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله امام الدعوة الى الكتاب والسنة في هذه البلاد. ارجو ارشاد الشخص الذي جاء الى هذه البلاد من بلد مجاور مسلم ولكن الناس في بلده متعلقون بالقبور والاضرحة التمسح بها والذبح عندها فما هو الطريق لاصلاحهم؟ الطريق لاصلاحهم من جهتين الجهة الاولى التعليم والجهة والثانية الترغيب والترهيب. وبيان مآل هؤلاء ومآل هؤلاء. اما من جهة التعليم فهذا وهو ان التوحيد يحتاج الى تعلم. والناس في تلك البلاد كما قد خالطت بعضهم يجهلون معنى التوحيد. يعني مثلا اذا سألته عن معنى قول عن معنى لا اله الا الله ظن ان معناها لا ربه موجود الا الله والربوبية غير الالوهية. لان الله جل وعلا قال الحمد لله رب العالمين. وبين ان مشركين يقرون بان الله هو ربهم وانه خالقهم. من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم؟ سيقولون لله فهم يوقنون بان الله هو الرب وحده. ولكن الابتلاء وقع في تعلق القلب. هل للمرء ان يتوجه للموتى للاوثان للاصنام للصالحين. فالله جل جلاله بين ان عيسى عليه السلام اذ دعي اله وان اللات وهو رجل صالح كان يلت السويق يحسن الى الناس فلما مات عكفوا على قبره كان قاله الناس وثنا واتخذوا قبره وثنا واتخذوا له صورة وجعلوها صنما وهكذا. كان الناس يشركون لا في الربوبية ولكن في الالوهية باعتقادهم ان هذه الاوثان والاصنام وان اصحابها يرفعون الى الله قال سبحانه وتعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. يعني يقولون كما قاله اهل التفسير. والذين اتخذوا من دونه اولياء يقولون ما نعبدهم يعني ما نعبد تلك الاولياء ما نعبد الاولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. ما نعبدهم استقلالا نعلم انهم بشر ولكن نريد ان بحاجاتنا الى الله لان لهم المقام العالي عند الله. ذكرهم بالايات اتلوا عليهم القرآن وفسر لهم القرآن. فسر لهم قوله تعالى والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوه ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير. قال الله جل وعلا والذين وهذا اسم لمن يعقل اسم موصول لمن؟ يعقل والذين تدعون من دونه ما يملكون من تطمير يعني ما يملكون في قبورهم ولو اللفافة التي تكون على نواة التمر. ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم لما؟ لانهم اموات كما قال اموات غير احياء وما يشعرون ايان يبعثون. فاذا هناك ايات كثيرة في القرآن في من يبعث بميت ليس بحي وهذه ظاهرة لو تليت على اولئك لتنبهوا ان كان الله جل وعلا مريد ان كان الله جل وعلا اذا بهم خيرا. فاتنوا عليهم الايات وعلمهم وبين لهم ذلك. ثم بعد ذلك اسلك معهم طريقة الترغيب والترهيب قوي والترغيب تخويف من عاقبة الشرك وبيان فضل التوحيد على اهله بعد تعليمه بمعنى الشهادتين معنى التوحيد العبادة لا يجوز صرفها الا لله معنى التوحيد وانه حق الله بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن ونحو ذلك. من الايات واسأل الله جل وعلا لك ولهم الهداية فان الله جل وعلا قلوب العباد بين اصبعين من اصابعه. فلا تبخل الهداية. يقول لا شك ولله الحمد ان هذه البلاد تأثرت بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. ورزقه من ذريته من على طريقته جزاك الله خير. والملاحظة ان الناس اذا كلمتهم عن امور العقيدة قالوا عقيدتنا سليمة لكن اذا نظرنا الى الواقع تحيرنا الولاء هل هو من امور التوحيد؟ كيف يكون التوحيد سليما؟ ونحن نجد ان معظم المؤسسات والناس يقربون الكفار والبوذيين والنصارى ويبعدون اهل الاسلام. الولاء والبراء هو معنى كلمة التوحيد. حقيقة كلمة التوحيد هو الولاء والبراء سأل رجل من طلاب العلم الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله سأله قال هل الولاء والبراء من لوازم كلمة التوحيد ام هو امر خارج عنها؟ يعني واجب مستقل؟ فقال واسفا على العلم الذي عندك انك لم تعرف مكانة الولا والبراء من دين الله. الولاء والبراء هو هو لا اله الا الله محمد رسول الله. كلمة التوحيد ولاء وبراء. قال جل وعلا في سورة الزخرف واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه. والكلمة التي ابقيت في عقب ابراهيم هي كلمة التوحيد. لا اله الا الله. وتفسيرها قوله انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني. براءة من المعبودات ومن الشرك والكفر وموالاة وولاء لله ولدينه ولتوحيده. الولاء والبراء معناه الحب والبغض. الواجب منه الذي من فقده فقد الاسلام ان يبرأ من الشرك بمعنى ان يبغض الشرك وان يوالي التوحيد بمعنى يحب التوحيد. ان يبرأ مما يعبد المشركون بمعنى يبغض المعبودات. كما قال هنا انني براء مما تعبدون. يعني مبغظ لما للذي تعبدون. الا الذي فطرني فانني غير متبرئ منه. ولكن محب. فاذا محبة لله وبغض للالهة. طبعا اذا كانت عبدت وهي راضية. او كانت من الاصنام والطواغيت ونحو ذلك. محبة الاسلام وبغض للشرك هذا قدر واجب. من لم يحب الاسلام فانه ليس على التوحيد. من احب الاسلام واحب الشرك فانه قد صرم ولاءه وبراءه. بعد ذلك هناك امور تكون واجبة لكن تركها معصية ليس تركها قادحا في التوحيد وهو محبة اهل الاسلام وبغض اهل الشرك يعني اعيان المشركين اذا فلم يبغض اعيان المشركين باعيانهم فهذا فيه التفصيل. وهذا قد يطول الحديث عنه لان البراءة والولاء والبراء يحتاج الى تفصيل طويل. المقصود من السؤال ان تضبط الولع والبراء الذي تركه كفر. الولاء الواجب الذي هو من الاسلام والتوحيد بل هو الاسلام والتوحيد هو المحبة. محبة الاسلام ومحبة الله. والبراء الذي هو قرينه بغض الشرك وبغض معبودات المشركين هذا قدر من لم يأت به فليس بمسلم لانه ناقض اصل الولاء والبراء وما بعد ذلك مما ذكره هذا فيه تفصيل فالذي يأتي بالمشركين يأتي بالكفار هذا صاحب معصية محرم لان الواجب عليه ان يوالي في الله وان يعادي في الله وهؤلاء اذا كان المستقدم لهم لا يحب الشرك ومعبودات المشركين وانما اتى بهم لنفع او نحو ذلك معصية من المعاصي اذا تبع ذلك مودة لهم ونحو ذلك وكانوا وكان ذلك لغير مصلحة شرعية فان ذلك معصية والمسألة فيها تفصيل. يقول ان اهم المهمات والتوحيد فما هي الكتب والشروح والاشرطة التي تفيد في تعلم هذا الاصل العظيم. التوحيد قسمان. توحيد علم خبري. وتوحيد عملي ارادي توحيد العلم الخبري هذا هو الذي يسمى العقيدة. عقيدة اهل السنة والجماعة. هذا له كتب خاصة. والتوحيد العمل الارادي هو التوحيد ضده الشرك العملي هذا هو توحيد العبادة. هذا وهذا تحتاج الى تعلم. تعلم تعلم التوحيد الذي ضده الشرك وتعلم الصحيحة التي ضدها العقيدة الباطلة. اما العقيدة الصحيحة فهي عقيدة اهل السنة والجماعة واهم الكتب فيها لمعة الاعتقاد وخذ شرحا لها باحد علماء هذه البلاد. وكذلك كتاب الواسطية وخذ شرحا له تسلسل في كتب العقيدة عقيدة اهل السنة والجماعة وكتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فيها بيان ذلك على وجه التفصيل. كتب التوحيد توحيد في العبادة اقربها واولها كتاب ثلاثة الاصول للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وكتاب التوحيد ايضا له وكتاب الصراط المستقيم مخالفة اصحاب الجحيم شيخ الاسلام ابن تيمية وما شبه هذه الكتب مع شروحها كشرح يسير العزيز الحميد لكتاب التوحيد وشرح فتح المجيد ونحو ذلك من الشرور. قل هل هناك فرق بين التوحيد والعقيدة؟ التوحيد قسمان كما ذكرت وبه يظهر التفرقة بين التوحيد والعقيدة وهما متلازمان. التوحيد والعقيدة بمعنى واحد لكن عند التصنيف يختلف ذلك يكون الناس ولله الحمد في مجتمعنا عقيدتهم سليمة وعلى الفطرة ولكن اكثر الناس يحتاجون الى تعليم الفقه فهل يبدأ في تعليمهم بالتوحيد او بالتفقه في الدين؟ العلم بالتوحيد وتعليم التوحيد اولا والعقيدة اولا والتوحيد اولا بان انه يراد منه صلاح القلب وايضا يحدث الخوف من الشرك. وبقاء ذلك في الناس هذا بقاء لدين الله في الناس ولا يقدم عليه الفقه. ونحن نرى ان كثيرا من الشركيات بدأت تنتشر في الناس. في مجتمعنا فلا يقال ان لا نحتاج الى التوحيد. الا ترون ان السحرة والكهنة كثر تسامح الناس باحوالهم؟ الا ترون ان ان التطير وان التمائم كثر تعليقها تجد في السيارات صور حيوانات حذوة فرس جلدة فيها عين يأتي في باب بعض البيوت حيوان محنط او نحو ذلك او عليه حذوة فرس او رسمة عين ونحو ذلك هذه كلها من التمائم التي هي من الشرك الاصغر الا ترون وجود التمائم على مربوطة او ربط الخيط او نحو ذلك؟ الا ترون موالاة اعداء الله ومودتهم وتكريمهم ونحو ذلك هذه كلها امور مخالفة للعقيدة والتوحيد فلابد تعليم التوحيد فيه بقاء للتوحيد ولا ان نخاف من الشرك فمن خاف سلم ونبي نبي الله ورسوله ابراهيم عليه السلام دعا ربه بقوله واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. قال ابراهيم التيمي من علماء السلف الصالحين الائمة. قال لما تلا هذه الاية ومن البلاء بعد ابراهيم. فيلقاء التوحيد وتدريسه وتعليمه هذا فيه التخويف من الشرك. والشرك اسرع ما يكون في الناس وتذكروا قول النبي عليه الصلاة والسلام حديث الصحيح الصحيحين وغيرهما لا تقوم الساعة حتى تعبد الله والعزى. لا تقوم الساحة حتى تعبد الله والعزى. لا تقوم الساعة حتى لا يذكر الدجال. يغفل الناس عن ذكر هذا الامر. هذه مسألة من مسائل العقيدة الذكر الدجال والاعتقاد فيه يغفلون عن ذلك فلا يعلمون فيخرج في غفلة من ذكر الناس له ومن تحذيرهم منه لا تقوم لا يخرج الدجال حتى لا يحذر منه. لا يخرج الا في غفلة. كذلك الشيطان يأتي الى الناس اذا غفلوا عن الامر التوحيد والفقه قرينان. وابن القيم رحمه الله تعالى قال في العلم والعلم اقسام ثلاث ما لها من رابع والحق خذوا تبيان علم باوصاف الاله ونعته وكذلك الاسماء للديان. والامر والنهي الذي هو دينه وجزاؤه يوم المعادي الثاني والكل في القرآن والسنن التي جاءت عن المبعوث بالفرقان. والله ما قال امرئ متحذلق بسواهما الا من الهذيان الى اخر كلامه فالعلم العلم في حق الله بالتوحيد والعلم بالشرائع بالامر والنهي والعلم بالجزاء فالتوحيد والمقارنة يعلم هذا وهذا لان في التوحيد اصلاح الباطن وفي الفقه اصلاح الظاهر وكل منهما مهم والتوحيد اهم اختم بهذا واسأل الله جل وعلا لي ولكم التسديد في القول والعمل واسأله ان يعفو عنا برحمته وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. اللهم انا نسألك ان تصلح ولاة امر المسلمين اللهم واصلح ولاة امورنا واهدهم الى الرشاد وباعد بينهم وبين سبل اهل البغي والفساد