عذرا وهذا هو معنى تحسين العيوب واما العيوب الظاهرة فهذه لا يجوز لا يجوز تحسينها بل يجب على الانسان ان ينصح اخاه المؤمن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله وانما كما قال المصنف رحمه الله المؤمن يطلب معاذير اخوانه فاذا رأيت من اخيك زلة او هفوة فانت تطلب له عذرا رأيته غضوبا فتقول لعله كان في ضيق رأيته قد نام عن وعد فتقول لعله كان متعبا فانت توجد لاخيك العذر ولا تشهر العيب بل تجد للعيب حق المسلم على المسلم ست وذكر منه واذا استنصحك فانصح له وروي المؤمن مرآة اخيه فكما انك تزيل القشة من لحية اخيك وتزيل العيب من وجه اخيك فكذلك ينبغي ان تكون عونا له فتزيل عنه العيوب الدينية والدنيوية ولهذا يقول الله عز وجل والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. ومعنى اولياء اي احباب بعضهم اولياء بعض اي احباب بعض يحب بعضهم بعضا فيتعاونون ويتناصحون ولهذا قال عز وجل يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واما اذا رأيت من اخيك عيبا او زلة فانت تشهرها فهذه علامة النفاق. نسأل الله السلامة والعافية كما قال الله سبحانه في وصف المنافقين انهم يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا المؤمن يتأدب باداب الله عز وجل يحب الستر والله جل في علاه ستير يحب الستر فانت ايها المسلم ايها الموفق كن ستيرا للعيوب وناشرا للخير هذا هو معنى ان الانسان اذا رأى من اخيه عيبا يحسنه واطلب له معاذير فاطلب له المعاذير ولهذا روي عن عمر رضي الله عنه انه قال اذا وجدت لاخيك كلمة وانت تجد لها مخرجا حسنا فلا تحمله على المخرج السيء والامر كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة النور ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا فكما انت تتكلم بالكلمة وتعلم انك لا تريد من وراء الكلمة الا احسن المحامل فكذلك احمل كلام اخيك على احسن المحام واذا عملت واذا عملت عملا تود لو ان الناس يجدون لك عذرا فكذلك كن انت واوجد الاعذار لاخوانك المسلمين. نعم فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل