ميلاد الارواح تجدت. وعبادك يا ربي تسعد. عشر من ذي الحجة كتفيها رضوان الرحمن الاوحد. جمعتنا طاعات عليها تشتاق تقل ارواح اليها. في الحج تنادي ماريها امة خير الخلق محمد يا من ترجو المولى بادر لتحيا في الدنيا ظافر ميلاد بالخير الوافر في عشر ليال لك تشهد الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبيه الامين وعلى اله واصحابه واتباعه اجمعين اما بعد فان حاج بيت الله الحرام لابد ان يعود نفسه على الصبر فان الحج لا يخلو من مشقة النبي صلى الله عليه وسلم احرم في اليوم الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة وبقي محرما حتى يوم العيد خمسة عشر يوما في الاحرام لا شك ان في هذا شيء من انواع المشقة فلا تسأم يا ايها المؤمن من ايام قليلة تلبس فيها احرامك ولو كان في ذلك مشقة لكن هذه المشقة والمشقة التي تكون في بقية الاعمال من طواف او رمي او وقوف ليست مقصودة لذاتها فان الشارع لم يقصد المشقة لذاتها. وانما وقعت المشقة تبعا الله تعالى يقول ما جعل عليكم في الدين من حرج. ما جعل عليكم في الدين من حرج ويقول جل وعلا واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم اي للحكتكم المشقة بسبب عملكم برغباتكم واهوائكم المشقة ليست مقصودة للشارع اذا وصل الحال الى ان العبد لا يستطيع الفعل سقط عنه التكليف كما قال تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها اما اذا كانت هناك مشقة لكنها في قدرة العبد ووقعت تبعا فقد يقع التكليف بمثل ذلك وحينئذ نقرر بان العبد ينبغي به ان يتعود على الصبر وان يصبر على ما يصيبه من امور الدنيا. والصبر من افضل الاعمال الصالحة اجرا وثوابا. يقول الله جل وعلا انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب والنبي صلى الله عليه وسلم قد ناله من اعداءه ما ناله من صنوف الاذى ومع ذلك صبر امتثالا لقول الله عز وجل واصبر وما صبرك الا بالله ان العبد المؤمن عندما يصبر تنقلب له العاقبة الحميدة في الدنيا والاخرة نعود الى ما تكلمنا عنه ابتداء وهو ما يتعلق بالمشقة هناك بعض الناس يظن ان المشقة مقصودة ولذلك تجده يشق على نفسه في صنوف العبادات. فنقول هذا ليس مقصودا للشارع وانما ما وقع من المشقة تبعا عظم به اجر الانسان. اما ان يقصد المشقة لذات المشقة فهذا مخالف لمقصود الشارع واظرب لذلك امثلة المثال الاول في المشي تجد ان بعض الناس يتعب نفسه بالمشي على اقدامه. ويظن ان ذلك افظل. مع ان النبي صلى الله عليه وسلم ما مشى وانما ركب فدل هذا على ان المشيم ليس مقصودا للشارع. فعندما يأتينا مرء ويشق على نفسه بالمشي نقول اخطأت ليس فهذا من محبوبات الله عز وجل اما اذا جاءنا اخر وقال انا لا اجد وسيلة مواصلات وتوقف الامر عندي لا استطيع الحج الا بالمشي على اقدامي. ونمشي على اقدامك ويعظم اجرك بمقدار التي تحصل لك لحديث اجرك على قدر نصبك مثال اخر نجد ان بعض الناس لا يستظل تجده في عرفة يقف في الشمس يظن ان ذلك من محبوبات الله عز وجل او عند تناقله من المشاعر وهذا ظن خاطئ هذا ظن خاطئ فالنبي صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة في نمرة قبل ان يدخل عرفة اقاموا له ظلا ووظعوا وثوبا على شجرة من الاشجار من اجل ان يكون ذلك من اسباب الاستظلال له صلى الله عليه وسلم لما وقف في عرفة وقف على دابته صلى الله عليه وسلم وذلك لان الشمس قد خفت وطأتها وحينئذ فعدم الاستظلال ليس مقصودا للشارع رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقال له ابو اسرائيل كان واقفا في الشمس فقال ما له قالوا نذر ان يقف ولا يجلس وان يكون تحت الشمس ولا يستظل ان يصوم ولا يفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم مروه كذلك نذر الا يتكلم. فقال صلى الله عليه وسلم مروه فليتكلم وليجلس وليستظل ولي يتم صومه لان الصوم مقصود مراد للشارع. اما بقية الاعمال فليست مقصودة ولا مراد للشارع اما المثال الاخر لما يقصده الناس مما يلحق بهم المشقة انهم يريدون ان يرموا من المكان الذي رمى منه المصطفى صلى الله عليه وسلم وبالتالي يحدثون لانفسهم من انواع المشاق ما الله به عليم. سواء كان في المكان او في الوقت وبالتالي يقع عليهم مشقة فنقول هذه المشقة ليست مقصودة للشارع احب الى الله ان ان تختار مكانا لا تزاحم فيه من اجل ان تكبر ومن اجل ان تتمكن من بالدعاء بعد ذلك ومن اجل الا تزاحم الاخرين وتلحق الاذى بهم وهكذا في الوقت اختر الوقت الذي يخف الزحام فيه على الجمرات حتى تتمكن بذلك من انواع هذه الطاعات. اما ان تشق على نفسك بالاقدام في وقت يشتد فيه الزحام فهذا ايضا ليس مقصودا للشارع ومثل ذلك ايضا فيما يتعلق بالطواف بوقته او في زمانه. الوقت الذي يزدحم فيه الناس لا تذهب الى الحرام فيه. لان المشقة الحاصلة حينئذ ليست مقصودة للشارع وهكذا في المكان اذا كان هناك من يطوف في الارض ومن يطوف في الدور الاول ومن يطوف في السطح اخطر المكان الذي تعبد الله عز وجل فيه بحضور قلب ودعاء صادق ولا تذهب الى ذلك المكان الذي يوجد فيه الزحام مرة تكون دافعا ومرة تكون مدفوعة ومرة تؤذي ومرة تؤذى. اترك ذلك وابحث عن مكان لا مشقة فيه تتمكن فيه من عبادة الله عز وجل ومن امثلة ذلك ما يتعلق بصوم يوم عرفة الحاج مطلوب منه ان يتفرغ لطاعة الله عز وجل فعندما يصوم في يوم عرفة يلحق المشقة بنفسه وكذلك لا يتمكن من التضرع بين يدي الله وعبادته جل وعلى وبالتالي يلحق بنفسه شيئا من الاسباب التي تؤدي به الى ان لا يستفيد من هذا اليوم. ولهذا افطر النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة اما اهل الامصار فانه يستحب لهم ان يصوموا يوم عرفة. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال احتسب على الله ان يكفر وبه سنتين ومع ذلك لم يصم النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة بعرفة لئلا يشق على نفسه وليتمكن من ربه وذكره. اسأل الله جل وعلا ان يسهل علينا وعليكم اموركم. وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين كما مأسله سبحانه ان يصلح قلوبنا وان يعيدنا الى دينه عودا حميدا. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا وعلى اله وصحبه اجمعين. ميلاد الارواح تجدد. وعبادك يا ربي عشر من ذي الحجة فيها. رضوان الرحمن الاوحد. جمعتنا عليها تشتاق الارواح اليها. في الحج تنادي ماريها يا امة خير الخلق محمد. يا من ترجو المولى بادر. لتحيا في الدنيا يا ظافر ميلاد بالخير الوافر في عشر ليال لك تشهد عشر ليالي انك تشهد ميلاد الارواح تجدد