ميلاد الارواح تجدت. وعبادك يا ربي تسعد. عشر من ذي الحجة فيها رضوان الرحمن الاوحد. جمعتنا طاعات عليها تشتاق تقل ارواح اليها. في الحج تنادي باريها امة خير الخلق محمد يا من ترجو المولى بادر لتحيا في الدنيا ظافر ميلاد بالخير الوافر في عشر ليال لك تشهد الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد فان اهل الجاهلية كانوا عند حجهم يشركون بالله عز وجل فيقولون لبيك اللهم لا شريك لك الا شريكا تملكه وما ملك فلما جاء الله بدين الاسلام بدل الله الاحوال فاصبحوا يلبون على التوحيد فيقولون لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك وهكذا جميع مظاهر الحج تظهر فيها بجلاء سورة التوحيد ولذا لما ذكر الله عز وجل ايات الحج في سورة الحج قال حنفاء لله غير مشركين به. ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء. فتخطفه الطير او تهوي به الريح فيما مكان سحيق الشرك محبط للعمل. الشرك قصور في التصور الشرك ابتعاد عن المنهج الصحيح ما هو الشرك الشرك منه صرف العبادات لغير الله عز وجل فمن صرف شيئا من العبادات لغير الله اصبح من المشركين ومن ذلك عبادة التلبية هي عبادة يتقرب بها لله عز وجل وبالتالي لابد ان تكون لله وحده هكذا عبادة الدعاء. لابد ان تكون لله وحده عندما تدعو في تلك المواطن بين الركن اليماني والحجر الاسود. ربنا اتنا في الدنيا حسنة ربنا تدعو الله وحده عندما تأتي الى الصفا والمروة تقول لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فهذا مظهر من مظاهر التوحيد بمناسك الحج والعمرة عندما تأتي الى الصلوات التي تؤديها في هذه المواطن تؤديها لله وحده. لا تؤديها رياء ولا سمعة ولا من من اجل نظر الخلق وانما من اجر من اجل مراقبة الخالق جل وعلا كذلك في مبيتك بمنى ومزدلفة تتقرب بذلك لله عز وجل وحده سبحانه. لا تقصد بهذا احدا سوى الله بهذه المواطن ايضا يظهر جانب اخر من جوانب التوحيد الا وهو تعليق القلب برب العزة والجلال بحيث لا تخاف الا من الله. ولا ترجو الا الله. تتوكل على الله وحده سبحانه وتعالى وتكون ممن امتلأ قلبه من مراقبة رب العزة والجلال. يستشعر ان الله جل وعلا يراقبه في كل لحظة وفي كل وقت وفي نفس الوقت ايضا يؤدي عبادة اخرى. بجعل جميع اوقاته عبادة لله سبحانه وتعالى بحيث ينوي التقرب لله في كل العبادات. حتى بنومه ومباته ينوي به التقرب لله عز وجل يشرب ماء زمزم ينوي بذلك التقرب لله عز وجل عندما يطعم الطعام ينوي بذلك التقوي على طاعة الا فيكون مأجورا مثابا. في تعامله مع الاخرين ينوي بذلك التقرب لرب العزة والجلال. فيكون مأجورا مثابا هكذا المؤمن موحد لله عز وجل في كل اقواله وفي كل افعاله وفي كل تصرفاته بل ايضا في تصوراته وافكاره يوحد الله جل وعلا ان من الفوارق بين المؤمن وغير المؤمن ان المؤمن موحد لله عز وجل. وبالتالي فهو يجعل كل اداته لرب العزة والجلال. ان الله جل وعلا يقول ان الله لا يغفر ان يشرك به. ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن ثم فان من اشرك قلل من فرصة من فرصة سلوك المنهج الحق على نفسه وكان بذلك من اهل نار جهنم. قال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة. ومأواه النار وما للظالمين من انصار ان من مظاهر الشرك ايضا ان يكون الانسان قد صرف شيئا من صفات الله عز وجل لاحد من الخلق. فيظن ان احدا من الخلق يتصف بصفة يختص الله بها من امثلة ذلك الله يختص بانه يعلم الغيب ويطلع على خفايا الامور. فمن زعم ان هذا موجود ان هذا وجود عند احد من الخلق فحينئذ قد دخل في باب من ابواب اه الشرك كذلك عندما يذهب الناس الى العرافين والسحرة ويظنون انهم يتصرفون في الكون وان التصرف في بيد هؤلاء حينئذ يقدح الانسان في توحيده ويدخل بابا من ابواب الشرك ان العبد المؤمن يستشعر ان الله وحده هو المتصرف في الكون كيف يشاء. وان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوه بشيء لم ينفعوه الا بشيء قد كتبه الله له ويستشعر ان جميع الخلق كائنين من كانوا لا يمكن ان احدا بشيء الا بامر رب العزة والجلال. كيف اخاف من الساحر وهو لا يتصرف في شيء من الكون وانما يتصرف فيه الله كما قال تعالى وما هم بضارين به من احد الا باذنه لله كذلك لا يمكن ان نخاف من اصحاب النفوذ والسلطة لانهم وسلطتهم بيد رب العزة والجلال يتصرف فيهم سبحانه وتعالى كيف يشاء كذلك من مظاهر التوحيد بهذه المواطن اننا لا نأخذ احكام حجنا الا من الله عز وجل سواء في كتابه او ما بلغه الى رسوله صلى الله عليه وسلم. فالتشريع حق خالص لرب العزة والجلال لا يحق لاحد ان يدخل هذا الباب. لانه مما يختص الله عز وجل به. ولذا في خطبة عرفة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الاحكام والتشريعات المتعلقة بتنظيم حياة المسلمين ان من الصفات التي يتصف بها اهل الايمان والتوحيد ان قلوبهم معلقة برب العزة والجلال في كل تصرفاتهم حتى اذا فعلوا المعصية تذكروا وانابوا واستشعروا انهم قد عصوا الله عز وجل فسلكوا بابه توحيد وبابا اه الاستغفار والتوبة. صحيح الذنوب ليست كفرا. ليست كفرا اكبر يخرج من دين الاسلام ولكنها بريد له وسبيل من سبله ان العبد المؤمن يتقرب الى الله عز وجل باظهار مظاهر التوحيد في كل حياته. ليكون بذلك من المؤمنين الموحدين الذين ينجون في الدنيا والاخرة. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. اسأل الله جل وعلا ان يوفقني واياكم لخيري الدنيا والاخرة ان يجعلني واياكم الهداة المهتدين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الارواح تجدد وعبادك يا ربي تسعد. عشر من ذي الحجة فيها رضوان الرحمن الاوحد. جمعتنا الطاعات عليها تشتاق الارواح اليها في الحج تنادي ماريها امة خير الخلق محمد يا من ترجو المولى بادر. لتحيا في الدنيا ظافر ميلاد خير الوافر في عشر ليال لك تشهد. بعشر ليالي لك تشهد بلاد الارواح تجدد