ومراعاة ظروف الوقت وصار يجمع طيلة شهر رمضان في مسجده اجتهادا منه فليفعل ذلك تقبل الله عز وجل منه. فان هذا قول لبعض اهل العلم رحمهم الله تعالى ولم يأتي فعله هذا ببدع من الافعال والاقوال. ومن رأى انه يصلي العشاء في وقتها حتى وان تاخر وقتها عن وقت المغرب ما دام وقت العشاء متسعا لفعلها فانه يؤخره حتى وان تأخر اجتهاده من غير تعصب لرأيه ولا فرض ولا الزام لاجتهاده على الاطراف الاخرى فاذا رأى احدكم ان الاجتهاد يقتضي تقديم العشاء الى المغرب من باب رفع المشقة ومراعاة احوال الناس الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول السائل هل يجوز الجمع بين المغرب والعشاء في بعض البلاد التي يتأخر فيها العشاء جدا؟ الحمد لله رب العالمين وبعد قبل ان ابدأ على اجابة قبل ان ابدأ اجابتي على سؤالك ايها الاخ المكرم اود ان انبه على ان المسائل الاجتهادية لا تفسد للود قضية فلا ينبغي لنا معاشر الشباب ان نختلف في مسائل اجتهادية وان تختلف قلوبنا وان نتدابر او او نتراشق بالتهم وبالسباب والشتائم من اجل خلافنا في مسألة اجتهادية. فان بقاء اخوتنا والفتنا الدينية ومحبتنا القلبية اعظم عند الله عز وجل من هذا من هذه المسألة برمتها. فان ان من مقاصد الدين العظيمة التي يجب الاهتمام بها وجعلها مقصدا من مقاصد الانسان العظمى هي ان الدين جاء الى وحدة القلوب والتآلف والى نبذ اسباب الفرقة والتخالف. فالدين يدعو الى التآلف والى التواد والى ترابطي والى التحابب وينهى عما فيه اختلاف للقلوب. وقد امرنا الله عز وجل بالاعتصام كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وان نكون عباد الله اخوانا. والا نتفرق فنكون شيعا يضرب بعضنا رؤوس بعض قال الله عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فال بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا. وقال الله عز وجل ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون. وقال الله عز وجل قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض. وفي الاية في الاخرى يقول الله عز وجل فتقطعوا امرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون فاتقوا الله يا اهل السنة في ايطاليا اتقوا الله وتآلفوا وتواددوا وتقاربوا وتشاوروا وتحاوروا بالمعروف والتي هي احسن وقولوا حسنا وقولوا للناس حسنا. وامنعوا السنتكم من السباب او الشتائم او التقريع والتوبيخ في مثل هذه المسائل الاجتهادية. وكل واحد منكم يعبد ربه بما اداه اليه فان له ان يعبد ربه عز وجل بما اداه اليه اجتهاده في هذا التأخير. فمن رأى ان الاجتهاد هو التأخير ان والحق هو التأخير فليفعل فليعمل به. ولا حق لمن لا لمن رأى ان الحق هو التقديم ان يخالف اخاه او ان المسلمين منه او ان يشوه صورته او ان يصفه بالجهل او ان يصفه بالتقصير في البحث او ان يصفه فهو بتظليل بتظليل المسلمين. ولا حق لمن لمن رأى التأخير. ان ينكر على من رأى التقديم كل يعبد الله عز وجل بما اداه اليه اجتهاده مع قلوب متفقة وبواطن صافية والسنة نزيهة بعيدة عن الشتائم والسباب والتراشق بالتهم وبعيدة عن قول السوء والفحش. فان المؤمن كما في الحديث ليس بالطعان. ولا ولا بالفاحش البذيء. فليكن مقصودنا دائما تحقيق قول الله عز وجل انما المؤمنون اخوة. فاصلحوا بين واتقوا الله لعلكم ترحمون. وليكن مقصودنا دائما قول النبي صلى الله عليه وسلم وكونوا عباد الله انا ويقول النبي صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر فلتتآلف قلوبكم ولا تختلف ولتتقاربوا ولا تتباعدوا. ولتتناصحوا ولا تتفاضحوا. وقولوا لبعضكم قولا لينا حسنا يقول الله عز وجل ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفوا عنهم واستغفر لهم وشاورهم في امر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين. ويقول الله تبارك وتعالى وقولوا للناس حسنا وقول الله عز وجل ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا. اعدلو هو اقرب للتقوى. فاعدلوا فيما بينكم في القول وتناصحوا وتقاربوا وانظروا اقرب الاقوال الى الحق. فان اتفقتم عليه فالحمد لله وان اختلف اجتهادكم فليعبد كل واحد منكم ربه بما اداه اليه اجتهاده بعيدا عن سوء الالفاظ وقلة الادب وبعيدا عن التراشق بالتهم وبعيدا عن الفضائح. فلان نبقى اخوة متحابين متوادين احب عند الله عز وجل من ان نثير هذه المسألة كل سنة وتختلف قلوب هنا بسبب بسبب اختلافنا في هذه المسألة فلا يعتدي بعضنا على بعض. ولا يبغي بعضنا على بعض. فعلينا ان نكون امة واحدة غير متفرقة في الله عز وجل بسبب اهوائها وارائها وتعصبها وتصلبها لاجتهادها جهادك ليس نصا ملزما يا من رأيت التقديم حتى تلزم من رأى التأخير به واجتهادك غير ملزم من يا من رأيت التأخير حتى تلزم من رأى التقديم به. فمن رأى التأخير فهذا له وجهه وادلته ومن رأى التأخير فهذا له وجهه وادلته وكلها اقوال سائغة. ولا يجب علينا ان نتفق على قول في مسألة يصوغ فيها الخلاف لكن الذي يجب علينا الا نتعصب لارائنا والا نتهم الطرف الاخر الذي خالفنا في قوله واجتهاده هذا هو الواجب علينا. فكل واحد منا يعبد ربه بما اداه اليه اجتهاده بلا نزاعات. ولا خصومات فان المسألة اجتهادية. والمسائل الاجتهادية لا تفسد للود قضية. ولا تختلف بسببها القلوب. الا ترى ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال للصحابة لا يصلين احدكم العصر الا في بني قريظة اختلفوا الصحابة في تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم على قولين فمنهم من صلى في الطريق لما دخل وقت العصر ومنهم من اخر صلاة العصر قصري حتى وصل بني قريظة في اخر وقتها او قد خرج وقتها. فلم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم على احدى الطائفتين. بل على اجتهادهما ورضي من كل طائفة فعلها. هذا هو الفقه الحقيقي. مع انه صلى الله عليه وسلم قادر على ان يرجح احد القولين على الاخر. ولكن ترك كل طائفة منهم على اجتهاده. ومع اختلاف الصحابة في هذا الاجتهاد فلا تزال وقلوبهم متحابة متوادة متقاربة وبواطنهم صافية والسنتهم نزيهة. لم يقدح بعضهم في بعض ولم يصدر بعضهم بعضا ولم يثرب بعضهم على بعض بل كل واحد منهم تعبد لله عز وجل بما يراه صحيحا مع صفاء قلبه على اخيه ومودته لاخيه باقية على حالها لم تختلف ولم ينقص مقدارها في قلبه. اما ان نلزم الناس باجتهاداتنا او نبدعهم او نضللهم او الى هم اذا لم يتفقوا معنا فان هذا امر محرم ايها الناس اتقوا الله في انفسكم. واتقوا الله في امتكم واتقوا الله في قلوبكم واتقوا الله في السنتكم واتقوا الله في وحدة بواطنكم. فان الامة الان مبعثرة ومتمزقة تحتاج منكم الى ان ان تلموا شعثها وان تتقوا الله عز وجل فيها فلا تكونوا ثغرة من ثغرات زيادة الاختلاف والخلاف فيها فمن رأى ان الاجتهاد يفضي به الى تقديم العشاء الى المغرب فلا بأس عليه. وصلاته صحيحة وجمعته صحيح وله وجهه الشرعي ولا حق لمن لا لمن يرى التأخير ان ينكر عليه. ومن رأى ان التأخير هو الحق. فله ان يعبد الله عز وجل بذلك ولا حق له ان ينكر على من رأى التقديم وكل يعبد الله بما اداه اليه اجتهاده بلا تنافر ولا توسيع خلاف على تشقيق كلام اسأل الله عز وجل ان يهدي قلوبكم وان يشرح صدوركم وان يوفقكم وان يؤدم بينكم الالفة والمحبة وارجو من السائل ان ينشر جوابي هذا على اوسع نطاق. حتى يسمعه الشباب في هذه البلاد وغيرها حتى يتعرفوا على ان مسائل الاجتهاد اقل من ان نختلف من اجلها. واقل من ان تتناثر قلوبنا من اجلها. واقل من ان تتبعثر كلمتنا وتمتلئ قلوبنا حقدا على الطرف الاخر الذي لم يتفق في اجتهاده من اجل مسائل يصوغ فيها الخلاف والنظر. فلا يجوز لمن يرى التقديم ان يتعصب لرأيه حتى يضلل من رأى التأخير. ولا يجوز لمن رأى تأخير ان يتعصب لرأيه وان يجعل رأيه هو الدين وهو الاسلام الذي يجب اتباعه حتى يظلل من رأى التقديم بل المسألة سائغة والخلاف فيها جائز وكل يتقي الله في البحث صبر فيتعبد لله بما رآه حقا وصوابا مع بقاء قلبه سليما على اخيه ومع بقاء موفرة لاخيه ومع بقاء صفاء القلوب ونقاء السرائر ونزاهة الالسنة على بعض على بعضنا البعض. نسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم لكل خير والله اعلم