الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليك كثرة العبادات وانواعها واريد ان اكون مميزا بعبادة ومحبوبا عند الله واريد اعلى منزلة في الجنة فبماذا تنصحني الحمد لله رب العالمين. اسأل الله عز وجل ان يبارك فيك وان يوفقك لخيري الدنيا والاخرة اقول اعلم رحمك الله تعالى ان المتقرر عند العلماء ان الافضلية بين العبادات لا ينظر فيها الى ذات العبادة وانما ينظر فيها الى فاعلها. فقد يفتح الله عز وجل على بعض الناس من التعبدات ما يكون مغلقا على البعض الاخر. فمن الناس من شرح الله عز وجل صدره لكثرة ذكره عز وجل. فتكون العبادة الفضلى في حق هذا الشخص كثرة الذكر وهناك من شرح الله صدره لصيام النافلة. فتكون العبادة الفضلى في حق هذا الشخص بعينه صلاة صيام النافلة ومن الناس من شرح الله عز وجل صدره لصلاة النافلة. وقيام الليل وركعتي الضحى. وغيرها من نوافل الصلاة فهذا يدل على ما شرح الله عز وجل صدره له. ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتيه السائل يسأله عن افضل العبادات فيقول تارة ايمان بالله ورسوله. ويقول تارة الصلاة على وقتها. ويقول تارة بر الوالدين قولوا تارة الجهاد في سبيل الله. ويقول تارة ذكر الله او قال لا يزال لسانك رطبا بذكر الله. فاختلاف اجوبة النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذا المقام اي في مقام سؤاله عن افضل العبادات ليس من باب التناقض او الاضطراب والعياذ بالله وانما اعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل واحد من السائلين ما يعلم انه انفع له. ما يعلم انه انفع له. فلما جاءه الرجل الذي سينفع في الجهاد قال افضل الاعمال في حقك الجهاد. ولما جاءه الرجل الذي له والدان يحتاجان الى بره واحسانه قال بر الوالدين وهكذا. فاذا لا ينظر في مثل هذه الفضائل الى فظل العبادة باعتبار ذاتها. لان الفضل الذاتي قد لا يكون متناسبا مع السائل. لان الله لم يشرح صدره لعين هذه عبادة وانما يقال في الفضل الذي يتفق مع هذه الاحاديث انه يختلف باختلاف السائلين. فانظر العبادة التي شرحت الله عز وجل صدرك لها واكثر منها وتشبث بها فان كنت من اهل الصلاة وتجد قلبك مجتمعا في الصلاة فعليك بالاكثار من الصلاة. وان كنت تجد قلبك مجتمعا عند قراءة القرآن وتجلس عليه في الساعات الطويلة ولا تمل ولا تجد في صدرك حرج من الطول من طول القراءة فعليك بقراءة القرآن. وهكذا نقول في الذكر وهكذا نقول في الصيام ولذلك كان ابن مسعود يخبر عن نفسه بانه قليل الصيام لاشتغاله بالقرآن. وهذا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم لما علم ان الله عز وجل قد شرح صدره للصيام قال لاصومن النهار ولاقومن الليل ما عشت. فبين له النبي صلى الله عليه وسلم الوجهة الصحيحة في هذا وهي انه لا بأس ان يستكثر من عبادة الصيام ولكن ليس على الوجه الذي يثقل به على نفسه ويخرج به عن حد الوسطية والاعتدال وكل انسان منا يعلم هذه العبادة من نفسه على حسب تجاربه