المظهر الثالث من مظاهر الايمان بالقدر في حياة المسلم ان العبد المؤمن يكون بين نظرين بين نظر الى السوابق وبين نظر الى الخواتيم لان النبي عليه الصلاة والسلام ثبت عنه انه قال ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بين حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وان الرجل ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب في عمل بعمل اهل الجنة فيدخلان. ولذلك قال طائفة من السلف قلوب الناس على قسمين اما قلوب الابرار فمعلقة بالخواتيم. يقولون ماذا يختم لنا؟ واما قلوب السابق والمقربين فقلوبهم معلقة بالثواب. يقولون ماذا سبق لنا قال بعض السلف ما ابكى القلوب والعيون ما ابكاها الكتاب السابق ولهذا المؤمن بين مخافتين. بين مخافة ان يكون كتب ان يكون شقيا وهو لا يعلم وبين مخافة ان يكون ختم له بالشقاوة وهو لا يعلم. وعلاج هذا وهذا في الايمان الحقيقي القدر وهو ان يسعى في الاسباب التي تجعله غير زائغ قلبه ولا عمله لهذا ذكرت له ان القدر لا يتم الا بنظامين نظام الشرع وهو العمل ونظام التوحيد وهو الايمان ما سلف