السلام عليكم ورحمة الله الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد حياكم الله في هذا الدرس وهو الدرس الثامن والخمسون من شرح النظم الجليل في الفقه الحنبلي ونتكلم فيه باذن الله عز وجل عن اعذار ترك الجمعة والجماعة. قال الناظم وفقه الله في اكمال الكلام عن شروط القدوة بعد قوله والا يختلف قال عليه سبقا وتخلفا ولا يلفان بنهر او طريق مفصلا وهذا شرحناه في الدرس السابق. ثم قال اعذار ترك الجمعة والجماعة واعذر بترك جمعة جماعة صاحب امر خائفا ضياعه وبأذى من ريح ليل او مطر او كان تائقا الى اكل حضر. طيب قال الناظم وفقه الله في ذكر اعذار ترك الجمعة والجماعة طبعا هو البيت الاول شرحناه في الدرس السابق قال واعذر بترك جمعة جماعة يعني واعذر بترك جمعة او جماعة تمام؟ صاحب امر خائف ضياعه وهذا هو الاول وهو الذي يخاف من ضياع ما له. فمن كان له مال يخاف من ضياعه اذا حضر الجماعة او اذا ما صلى جماعة سقط عنه وجوب الجماعة يعني مثلا لو كان للانسان محل دكان يبيع فيه الذهب ولما حضرت الصلاة اراد ان يخرج ليصلي في الجماعة ولم يجد مفتاح الدكان ضاع المفتاح فلو ذهب وترك الدكان دون اغلاق لك لخاف على ضياع ماله نقول يسقط عنه وجوب الجماعة ويصلي في الدكان ولو صلى منفردا هذا هو الامر الاول صاحب امر خائف ضياعه. الثاني قال وباذى من ريح ليل وهو الامر الثاني. الريح الباردة في الليلة المظلمة وكما ترون فان الناظم قيد التأذي بالريح في الليل وهذا هو المذهب. ان الريح انما تكون عذرا في ترك الجماعة اذا كانت ريحا باردة ان في ليلة مظلمة اذا كانت ريحا باردة في ليلة مظلمة واما الريح اذا كانت في النهار فانها ليست بعذر في ذلك لان المشقة فيها اقل اذا هذا هو الثاني فلو كانت هناك ريح باردة في ليلة مظلمة سقط وجوب الجماعة عن الانسان الذي يتأذى بها. كذلك من اعذار ترك الجماعة المطر لانه جاء في الاحاديث انه يأمر المنادي ان ينادي الاصلوا في رحالكم فالمطر عذر في سقوط الجماعة كذلك من الاعذار التي اه تكون عذرا في ترك الجماعة من كان بحضرة طعام يشتهيه من كان بحبرة طعام يشتهيه. انسان مثلا رجع من الدوام في الظهر متعبا مرهقا جائعا فلما وصل الى البيت اذا بالغداء على اه الطاولة اراد ان يأكل يقول بسم الله فاذا بالاقامة تقام اقيمت الصلاة فاذا ذهب ليدرك الصلاة ذهب اليها من غير حضور عقله يكون عقله متعلق بهذا الطعام فنقول يسقط عنه حينئذ وجوب الجماعة. وهذا معنى قول الناظم او كان تائقا الى اكل حضر. تائقا يعني مشتهيا لهذا الطعام الذي حضر فانه يأكل ثم يصلي بعد ذلك كما جاء في الحديث لا صلاة بحضرة طعام هذا ما يتعلق باعذار ترك الجماعة وان شاء الله عز وجل في الدرس القادم نواصل الكلام في هذه المسألة والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين