سؤال سيدة تقول انا اعيش في بلد مشرقي وتعب من مخالفات والقهر السياسي والقهر الاقتصادي والاجتماعي فكرنا نروح يعني ايه المدينة؟ وعلمنا ما للاقامة في المدينة من فضل لكن قيل لنا كيف تتركون بلادكم وهي تحتاج اليكم انتم كمن يولي دبره او كمن يفر من الزحف فاصبحنا في حالة اضطراب اين الصواب واين الرشد فيما هو المسلم يا بنيتي يقيم حيث يكون ارضى لله واعبد له وحيث يكون انفع لدينه ولعباده البلاد بلاد الله والعباد عباد الله حيثما اصاب المسلم خيرا اقام بعض بلادنا يا بنيتي مأزوم ومنكوب لا يتمكن فيه صاحب الدعوة من ممارسة دعوته ولا حتى صاحب الرغبة في الاستقامة الفرضية على المنهج الوسطي ان يمارس استقامته اتقاء الحافظ يوما ما ازا شئت ان تلقى السعادة بينهم فلا تك مصريا ولا تك مسلما يعني لا تكن وطنيا ولا تكن مسلما والشر والقهر نسبي وبعض الشر اهون من بعض والميسور لا يسقط بالمعسور وماذا يدرك كله؟ لا يترك جله للاقامة في المدينة يا بنيتي ان تيسر اسبابها. فضائل خاصة قطعت فقد روى مسلم عن سفيان ابن ابي زهير الازدي قول النبي صلى الله عليه وسلم تفتح الشام فيخرج من المدينة قوم باهليهم يبثون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثم تفتح اليمن فيخرج من المنية قوم باهليهم يبثون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثم تفتح العراق فيخرج من المدينة قوم باهليهم يبثون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ومن فضائل الاقامة بها انه يرجى لمن مات بها ان ينال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لا سيما اذا كان صاب على شدتها ولاوائها. ففي حديث ابي هريرة النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها احد من امتي الا كنت له شفيعا يوم القيامة او شهيدا وحديس اخر وهو حديث ابن عمر من استطاع ان يموت بالمدينة فليمت بها. فاني اشفع لمن يموت بها وقد صححه الالباني رحمه الله من فضائلها الامان من الدجال في صحيح الايه البخاري ليس من بلد الا سيطأه الدجال الا مكة والمدينة ليس من نقم من انقاضها نقب الا عليه الملائكة صافين يحرسونها ثم ترجف المدينة باهلها ثلاث رجفات فيخرج اليه كل كافر ومنافق ومنها ان الايمان يأرز اليها. حديس البخاري عن ابي هريرة ان الايمان ليأرز الى المدينة كما تئد الحية الى جحرها ومنها الصلاة في المسجد النبوي افضل من الف صلاة فيما سواهم للمساجد الا المسجد الحرام هذا يا سيدتي لمن كان هدفه النجاة الفردية اما حملة الرسامات واصحاب الدعوات فلهم شأن اخر انهم يقيمون حيث يكونون انفع للدين واقدر على تبليغ رسالات الله عز وجل الصحابة تركوا الاقامة في المدينة على علمهم بفضلها وانتشروا في ارض الله الواسعة مبلغين عن الله ورسوله ولولا جهادهم وسعيهم ما بلغنا الاسلام نحن اليوم حسنة من حسناتهم واثر من من اثارهم. ولولا سعيهم وكدحهم في حمل الرسالة ونشرها لكنا لا نزال سابرين في ظلمات الجاهلية وفي ضلالات الشرك والله تعالى اعلى واعلم