كل البسط وقال جل وعلا والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما وثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين رواه النسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححوه و جاء عن علي ابن ابي طالب الخليفة الراشد رضي الله عنه وارضاه انه قال خير الناس النمط الاوسط خير ورد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ويحك من يعدل اذا لم اعدل هذه الوسطية منذ ذلك الحين مرورا بخروج الخوارج والفرق الضالة الى ان وصلنا الى هذا الوقت بما فيه المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. بسم الله الرحمن الرحيم. احمد ربي خير حمد واوفاه واشكره شكرا متواترا على الائه العظيمة ومنحه المتتابعة. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فاني في فاتحتي هذا اللقاء لاشكر ليه جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية ممثلة في معالي مديرها الاخ الدكتور محمد السالم وجميع الوكلاء واعضاء هيئة التدريس وجميع منسوبيها من الطلاب والموظفين حسن رعايتهم للمطلب الشرعي وحفاظهم على الديانة وقيامهم بواجب الامانة تجاه ملة الاسلام وشريعة محمد بن عبدالله عليه الصلاة هو السلام ولا شك ان الواجب اليوم عظيم جدا ولا شك ايضا ان حماية الاسلام ورعايته تتطلب منا دائما النصح والمراجعة ونقد النفس بين حين واخر حتى يكون العمل طالحا خالصا صوابا وهذه المحاضرة جاءت اهذا الوقت الذي يتطلب منا شعور بالمسئولية ويتطلب منا الوقوف بحزم مع متطلبات منهج السلف الصالح ويتطلب منا ان نكون حاملين للامانة حاملين للمنهج الصحيح وعقيدة ائمة السنة والجماعة بحق وان نكون خير مؤتمن على ذلك. لهذا اخترت في خضم هذه الاحداث التي فوجع بها كل مخلص لله ولرسوله وكل ناصح لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم من وجود الاجرام والانحراف في بلد السنة والاسلام التي هي محط الانظار وهي منبع نشر عقيدة السلف الصالح ترك موضوعا بعنوان الوسطية والاعتدال واثرهما على حياة المسلمين هذا الموضوع موضوع شرعي لان الله جل وعلا وصف هذه الامة بانها الامة الوسط قال سبحانه وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ولان لفظ الوسط وكون هذه الامة وسطا جاء في كتب العقائد فما من كتاب من كتب اهل السنة والجماعة اهل الحديث والاثر الا ينصون فيه على ان هذه الامة وسط وعلى ان اتباع المنهج الصحيح وسط ايضا بين الغالي والجاه. اعرضوا لهذا الموضوع بمقدمة تبين اهمية الموضوع وتبين معنى الوسطية وسمات الوسطية. ثم ابين بعض عناصر متعلقة بالتطبيقات للوسطية في الحياة وفي السلوك وفي الفكر وفي غير ذلك الوسطية المطلوبة قبل ان ندخل في اهمية طرح هذا الموضوع عنه في رسالة ارسلها الى عمرو ابن العاص قال ارسلت لك رجلا صالحا هو عبدالرحمن بن ملجم اثرتك به على نفسي اذا اتاك فاكرمه واجعل له دارا يقرئ الناس فيها القرآن لها سمات وهذه السمات موجودة النصوص وموجودة في سلوك الصحابة وفي سلوك ائمة الاسلام اما سماتها الوسطية والاعتدال هي السمة الشريعة بنص القرآن فهذه الشريعة متسمة بانها شريعة السماحة ورفع الحرج قال الله جل وعلا وما جعل عليكم في الدين من حرج وقال ايضا ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج من سماتها انها شريعة العدل في الاحكام والتصرفات. ولذلك كانت وسط العدل في الاحكام والتصرفات يوجب الوسطية لان غير ذي الوسط لابد ان يكون بين لابد ان يكون في سلوكه اما الى تفريط واما الى افراط. من سمات المنهج الوسطي الذي هو منهج الشريعة ان هذا المنهج موافق للشرع ثم هو موافق للعقل السليم. فالشرع الصحيح بنصوصه وقواعده واجتهادات العلماء فيه يدعو الى الوسطية والاعتدال وينهى عن الغلو والمبالغة وكذلك مقتضيات العقل السليم فان حياة الناس لا تستقيموا الا بهذه الوسطية فان الانحراف عن الجادة بغلو او جفاء لا يكون معه العيش مستمرا على وفق مصالح الناس ومصالح الناس تقتضي عقلا ان يكون هناك منهج متوسط يجتمعون عليه ويدافعون عنه لان الى طرفي الامور ذميم كما قال الشاعر من سماتها ايضا ان الوسطية والاعتدال يبرآن من الهوى ويعتمدان على العلم الراسخ والعلم اما ان يكون نصا من كتاب او سنة او ان يكون قولا لصحابي فيما لم يرد فيه النص او يكون من اجتهادات اهل العلم الراسخين في ذلك فاعتماد الوسطية على العلم الراسخ الصحيح مظهر من مظاهرها وسمة من سماتها من سمات الوسطية ان الوسطية تراعي القدرات والامكانات فليس صاحب الوسطية معجزا للناس في طلباته او ذاهبا الى خيالات في ارائه وتنظيراته كثير من الناس صاحب تنظيرات وصاحب خيالات وهؤلاء يبتعدون عن الوسطية المرادة. لان الوسطية والاعتدال يؤثر في حياة الناس واقعا ملموس موسى وهذا يعني ان تراعى في ذلك القدرات والامكانات سواء كانت قدرات الافراد او قدرات المجتمع او قدرات الدولة الخاصة بالبلد ام القدرات المتعلقة بالاوضاع العالمية كذلك من سمات الوسطية والاعتدال ان فيها مراعاة للزمن والناس فالزمن يتغير والناس ايضا يحتاجون الى تجدد باعتبار الزمن وباعتبار التغير فمحافظتهم على المنهج الوسط هذا يقتضي ان يكون هناك مراعاة لاختلاف الازمنة ولاختلاف الامكنة ولاختلاف الناس ولهذا نص اهل العلم على ان الفتوى تختلف باختلاف الزمان والمكان والوقائع والاحوال والناس. لماذا نذهب الى الوسطية هل هو لعلاج مشكلة قامت ام هو لاجل ايجاد حلول لمشكلات ام لغير ذلك نختار الوسطية والاعتدال لان الله جل وعلا امر بها وامر بها رسوله صلى الله عليه وسلم فهي مأمور بها ويجب على الناس ان يمتثلوا المأمور وان يجتنبوا ما لم يؤمر به في المناهج والافكار ثم لان الوسطية حق ولان غيرها باطل ولان الوسطية وهذا هو العامل الثالث بريئة من الاهواء وغالبا يكون طرفا الجهتين اما الغلو واما الجفا اما التفريط واما الافراط يكون ثم هوى يحركه اما الوسط والاعتدال المبني على العدل والحق فانه يبرأ من الهوى والهوى مأمور ان نبرأ منه وان نسعى في تجنب اثره على النفس الفكر والحكم والتحاكم قال الله جل وعلا ارأيت من اتخذ الهه هواه والرابع كون الوسطية والاعتدال موصلة كون الوسطية موصلة الى تحقيق مقاصد الشريعة في الدين والدنيا. معلوم اننا نحتاج لتحقيق الشريعة ان نرعى مقاصد الشريعة وان نحقق مقاصد الشريعة في الناس فالشريعة جاءت لتحكم في الناس ولتكون حياة الناس على ضوئها ولم تأتي الشريعة لتكون نظريات يباهى بها او تكون خيالات الناس يفتخرون بها دون ان تكون تطبيقا لواقع تطبيقا في الواقع باحكامها ومثلها وعقائدها. لذلك فالوسطية والاعتدال على نحو ما ذكرنا موصلة الى مقاصد الشريعة في الدين وفي الدنيا ايضا الخامس والاخير نختار الوسطية لان الوسطية ابعد عن الفتن ما ظهر منها وما بطن. فالفتن تاريخ الاسلام منذ ان نبع وظهر المعترض على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله اعدل يا محمد ونحو ذلك. فمن اراد الوقيعة فيهم فانما اثمه على نفسه. وحسبه ان يكون مع الواقعين في العلماء من الفرق الضالة السابقة جزاكم الله خيرا اه هذا سؤال من من الطالبات الى ان حصلت التفجيرات الاخيرة وما فيها من افكار وما فيها من غلو وتكفير وجفاء هذا كله نختار الوسطية لانها مبعدة عن الفتن ما ظهر منها وما بطن الوسطية في الثبات عليها لها اسباب فمن اسباب الثبات على الوسطية اولا معرفة المنهج الصحيح بالكتاب والسنة وكلام اهل العلم الراسخين فيه المنهج الصحيح يحتاج الى معرفة بنصوصه وادلته وكلام اهل العلم فيه. ولم يؤتى الناس في بعدهم عن الثبات عن المنهج الحق والاعتدال والوسطية الا لقصورهم في العلم وغلبة الجهل او غلبة بعض الجهل عليهم لذلك كلما كنا حريصين على نشر العلم الصحيح النافع من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفهم السلف للنصوص او اجتهادات السلف فيما فهموا من النصوص فان ذلك مدعاة للثبات على الاعتدال والوسطية. فالجهل وترك العلم والذهاب الى عقليات وافكار ربما لا تكون موافقة للعلم الصحيح فان ذلك يبعد عن المنهج الوسطي. الثاني من اسباب الثبات على الوسطية قوة العلم فان العلم يزداد بالاعتدال ويضمحل بالغلو او الجفاء الثالث من اسباب الثبات على الوسطية قوة العقل والنظر في تجارب الناس والتاريخ قوة العقل نحتاجها لان العقل السليم مأمور به ولان صحة العقل اثنى الله جل وعلا عليها. فالله جل وعلا خاطب في كتابه العزيز قاطبا اولي الالباب خاطب الذين يعقلون خاطب الذين يفهمون قاطب من يتذكر من اهل اللب الصحيح السليم ومن اهل العقل الصريح القوي. وهذا فيه اشارة الى اهمية العقل والادراك في فهم النص وفي فهم المصالح. الرابع قبلها قلنا في النظر في تجارب الناس والتاريخ. النظر في التاريخ وتجارب الناس وما حصل في التاريخ من محن ومحن وفتن وما حصل من اصلاح فان هذا ينتج عنه الاهتمام بلزوم الوسطية التاريخ فيه تجارب كثيرة دامية فيه تجارب كثيرة قاتلة وفيه تجارب كثيرة صالحة مصلحة. من نظر فيها بعين الانصاف وجد بقوة عقله وادراكه ان من نجح كان معتمدا على الوسطية في قوله وعلمه وعقله وادراكه الرابع والاخير من اسباب الثبات على الوصية الصبر الصبر مهم جدا لانه سمة اهل العلم بل هو سمة الانبياء والمرسلين. قال الله جل وعلا فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل. ولا تستعجل لهم وقال ايضا جل وعلا فاصبر ان وعد الله حق. ولا يستخفنك الذين لا يوقنون فمن استخف فليس بذي عقل ومن لم يكن جازما بوعد الله حقا صابرا فايضا هو مستخف وليس بذي ادراك سليم. فالصبر وعدم في الامر كله من سبات الثبات على على الوسطية والاعتدال وبعدها يكون من من اسباب النجاح في المهارب المقاصد بمقابل ذلك من اسباب الانحراف عن الوسطية والاعتدال اولا الجهل والثاني الهوى الثالث غلبة العاطفة على العقل والرابع استعجال النتائج فيما هو مشروع وطرح نتائج مرفوضة فيما ليس بمشروع. الخامس الابتداع في الدين. والسادس اتهام العلماء والعقلاء بالمداهنة وترك الحق هذا الموضوع الوسطية والاعتدال واثر الوسطية والاعتدال في حياة المسلمين مهم جدا وذلك لاننا نسمع كثيرا منهج الوسطية نسمع كثيرا اهمية الوسطية واستعمال لفظ الوسطية كثيرا ما يستعمل دون ظوابط شرعية او عقلية الثانية ان مرجع الوسط دائما الى بين طرفين فمن يحدد الطرفين من يصف المنهج الوسط من يقول ان هذا وسط وان خلافه ليس بوسط لابد من قواعد تحكم ذلك حتى لا يجرنا حتى لا يجرنا هذا المنهج الى نبذ مسلمات من الدين او العقيدة الصحيحة طلبا لوسطية متوهمة فالوسطية والاعتدال مطلوبة شرعا وفق ضوابطها الشرعية التي يقرها اهل العلم الراسخون فيه. الاسلام عقيدة وشريعة فعقيدته مبنية على الوسطية كما نص اهل العقائد وشريعته مبنية على الوسطية ايضا والاعتدال كما نص اهل الفقه والقواعد والمقاصد والاصول يقول الله جل وعلا وكذلك جعلناكم امة وسطا معنى قوله امة وسطا كما فسرها الصحابة ومن تبعهم يعني جعلناكم امة عدلا خيارا بما تتوسطون فيه بين الغالي والجافي فهناك غلو وجفاف الملل والنحل هناك غلو وجفاء في انواع الشرائع التي سبقتنا. هناك غلو وجفاء في الفرار المختلفة في هذه الامة. هناك غلو وجفاء في الجماعات والتحزبات المختلفة. مما يدل ايضا على هذا المبدأ قول الله جل وعلا ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا النمط الاوسط الذين يرجع اليهم الغالي ويلحق بهم الجافي. رواه ابن المبارك عن محمد ابن طلحة عن علي رضي الله عنه قال بعض السلف دين الله بين الغالي فيه والجافي عنه وهذه قاعدة عند ائمة السلف وفي من وعند من صنف في العقائد. يقولون دين الله الحق دين الله المرضي عنه دين الله الذي يؤمر الناس باتباعه وسط بين الغالي فيه والجافي عنه وفي الحديث الذي في الصحيح ان هذا الدين متين ولن يشاد الدين احد الا غلبه والنبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما وفي الحديث الذي في السنن وفي غيرها وهو مرسل وله شواهد من حديث محمد ابن المنكدر عن جابر قال ان هذا الدين متين فاوغل فيه برفق فان المنبث لا ارضا انقطع ولا ظهرا ابقى. وصح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال احب الدين الى الله الله الحنيفية السمحة وقال ايضا هلك المتنطعون ثلاثا ولما ارسل صاحبيه الى اليمن قال لهما تطاوعا ولا تختلفا ويسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفره وهذه هي قاعدة الدعوة كما اجمع على ذلك اهل العلم في قوله عليه الصلاة والسلام للداعيين الذين ارسلهما الى اليمن علي ابن ابي طالب ومعه ابو موسى الاشعري قال تطاوعا ولا تختلفا ويسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا. وايضا جاء عنه الصلاة والسلام انه قال احب الامور الى الله اواسطها اذا تبين ذلك وان هذه الوسطية وهذا الاعتدال مطلوب وان دلائل الشرع تدل عليه وانه منحة بهذه الامة لكي تبقى وتستمر وانه لا بقاء للغلاة كما انه لا بقاء للجفاف وانما الذي يبقى يبقى ناصحا لهذه الامة ويبقى مخلصا لها ويبقى داعيا معلما عالما ناصحا مؤثرا من يكون على هذا المنهج القويم الذي دل عليه النص ودل عليه سلوك الخلفاء وكلمات الخلفاء ودلت عليه اعمال ائمة الاسلام ودلت عليه مصنفاتهم الوسطية لها انحاء من حيث التطبيق اما من جهة الوصف السابق او من جهة التنظير الواقع اولا الاسلام وسط بين الديانات. فمن تأمل عقيدة الاسلام وجدها الوسط بين الديانات المختلفة والديانات هو هي كل دين دان الناس به والتزموه تواء اكان دينا اصله حق ام كان دينا باطلا من اصله؟ فالاسلام وسط بين اليهودية والنصرانية والاسلام وسط بين المجوس والبوذيين والاسلام وسط بين اهل القوانين بين الرومان وبين الذين يجعلون الحكم لانفسهم الاسلام وسط في الاخلاق ووسط في المعاملات. الاسلام دعا الى الاخلاق الحميدة وحض عليها بل وصف الله جل وعلا نبيه لذلك في قوله وانك لعلى خلق عظيم. لكنه لم يجعل من الخلق المحمود ترك العزة ولم يجعل من الخلق المحمود ترك الحق بل جعل الخلق المحمود وسطا بين اللين وبين القوة فالقوة في مكانها مطلوبة واللين مع المسلمين وغير المسلمين في مكانه مطلوب. فالحق بين ذاك وذاك والاسلام وسط ايضا في الديانات في انواع المعاملات وانواع التشريعات التي فيها تعامل الناس ما بين من يحل الربا بانواعه وما فيه ظلم للناس وما بين من يمنع كل انواع التعامل ويحرق المال الذي يكتسبه الانسان الا من عمل يده. فالاسلام يدعو الى التجارة ويدعو الى العمل ويدعو الى الاقتصاد ويدعو الى تنمية المال ولكنه يمنع في ذلك كله الظلم. ويمنع اخذ اموال الناس بغير حق ويمنع ان يكون المال دولة بين الاغنياء فقط كما كان ذلك في شرائع الجاهلية او في شرائع من سبقنا من الملل والشرائع الاسلام وسط فيما امر به في المعتقدات. وما اخبر الله جل وعلا واخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم. ففي التوحيد بين الغالي فيه ممن يشرك بالله جل وعلا كالنصارى واليهود وما بين الجافي والمبتعد عن ذلك ممن يظن ان الناس جميعا على التوحيد مهما عملوا. فالاسلام يدعو الى توحيد الله جل وعلا بما امر الله به في قوله به فاعبد الله مخلصا له الدين وقال وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. فتوحيد الله جل وعلا والاخلاص له اساس الملة والدين في باب الصفات وانتم اهل الاختصاص الاسلام بل اهل السنة والجماعة وسط في باب الصفات ما بين الممثلة المشبهة وما بين النفاة المعطلة وفي ابواب الايمان اهل السنة والجماعة والاسلام الحق وسط ما بين التكفيريين الغلاة وما بين المرجعة الجفاة وفي اثبات الايمان من انه قول وعمل واعتقاد ووسط بين هؤلاء وهؤلاء. كذلك الاسلام وسط الصحابة بين الغلاة فيهم ممن الهوهم وبين النواصب الذين ذموا بعض الصحابة فاهل السنة والجماعة يثنون على جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون فيهم ما قال الله جل وعلا لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة وفي ابواب الامامة والولاية اهل السنة والجماعة بل دين الاسلام وسط بين من اختلفوا في هذه المسألة العظيمة من الخوارج في القول والعمل الذين يرون الخروج على الولاة فيما يرون منهم من اخطاء او منكرات ووسط بين هؤلاء الغلاة الذين يرون الخروج والذين والطرف الاخر الذي لا يرى نصيحة الامام اصلا ويرى ان ما قاله ولي الامر فهو صواب مطلقا لانهم نواب الله جل وعلا في ارضه. واهل السنة والجماعة يرون الطاعة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بل امر بي في انهم يجب على المسلم السمع والطاعة فيما احب وكره. يجب على المرء المسلم السمع والطاعة فيما احب كره والا ينازع الامر اهله كما ثبت ذلك في صحيح مسلم. فامر الامامة والولاية عظيم وشأنه عظيم لكن معه في منهج الوسطية النصح والبيان والتعاون مع ولاة الامر على البر والتقوى. كذلك منهج الوسطية والاعتدال عدل ووسط في الفقه والاحكام اولا مراعاة الاجتهاد فالاجتهاد ماض لم يغلق وباب الاجتهاد منهم من فتحه على مصراعيه حتى دخله من ليس باهل له ومن من لم يعي النصوص ولا القواعد والاصول. ففتحوا على مصراعيه ونسمع اليوم من يجتهد في المسائل الشرعية والنوازل عظيمة مما لو كانت في عهد عمر رضي الله عنه لجمع لها اهل بدر. واليوم تنزل المسائل العظيمة بالامة فيفتي بها الواحد ويفتي بها الاثنان من عامة طلبة العلم ممن ليسوا مؤهلين لذلك في رسوخ العلم مما يجتنبه جمهرة من العلماء الا ان يجتمعوا جميعا لينظروا في هذه النازلة. فالاجتهاد مفتوح بابه لكنه لكن هذا الفتح بين فئتين بين من يرى غلق باب الاجتهاد اصلا والبقاء على نصوص السابقين من اهل العلم وبين من يرى باب الاجتهاد مفتوحا لكل احد حتى ولم يكن اهلا لذلك الاعتدال في الفقه والاحكام والوسطية في ذلك تدعونا للوسطية بين جهتين بين لزوم المذهبية ونزع فهناك من يطلب نزع المذاهب الفقهية وان المذاهب ليست بحق على اطلاقها وانما كانت لفترة مضت والواجب الرجوع الى كتب الحديث والسنة ونبذ كتب المذاهب مهما كانت. وبين فرقة اخرى وفئة اخرى ترى البقاء على نصوص في المذاهب وانهم ادرى بذلك وان نصوصهم وكلام علماء المذاهب يصلح لما بقي من الزمان. والحق وسط بين الفئتين لان كلام علماء المذاهب مطلوب فهمه لانهم الذين فهموا الشريعة وصوروها لكن لكل زمن احكام ولكل في زمن فهم والشريعة منوطة بالمقاصد ومنوطة بتحقيق المصالح ودرء المفاسد. فالبقاء على نصوصك سابقين ليسوا معنى في ذلك الوقت في هذا الوقت وليسوا متطرقين الى ما نعيشه وما عندنا من علل ومقاصد يجب مراعاتها ومصالح يجب مراعاتها ومفاسد يجب درغها هذا ليس من باب الاعتدال الاعتدال الاخذ باقوال وفهم مراداتهم واخذ احكامهم ومعرفة مآخذهم ولكن يجب النظر في النصوص لان النصوص واسعة تسع الازمنة والاخذ بكلام العلماء مطلوب في فهم تلك النصوص. فالاسلام وسط في المذهبية ما بين معطلة المذاهب وما بين الغلاة في المذهبية. كذلك الوسطية والاعتدال سمة لهذا الدين. وسمة لاهل السنة معه فيما بين التشديد المفرط والتيسير غير المنضبط. النبي صلى الله عليه وسلم امر بالتيسير وحض عليه وقال اذا وكان اذا خير بين امرين اختار ايسرهما ما لم يكن اثما وهذا فيه نفي للتشديد الذي هو ايقاع في الحرج. فالذين يأخذون بالتشديد وان الحق في الشدة وان الحق في التغليظ ليس هذا بحق بل هو نوع من الغلو في الاحكام يجب نبذه وانما الحق في ان نأخذ بالتشديد في الذي دل عليه النص وحينئذ لا يسمى تشديدا ونأخذ بالتيسير حيث دل النص على ذلك او حيث خيرنا بين امرين لم يرد دليل في احدهما نصا فاننا نختار ايسرهما ما لم يكن اثما. وهذا يهم جدا حوت وفي المقالات وفي المحاضرات وفيما نوجه فيه الشباب نجتهد في ان نبتعد عن التشديد الذي يضر وعن ملجم ارسله عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى مصر. لما طلب عمرو بن العاص قارئا للقرآن يقرئ الناس القرآن. قال مصر اهل مصر يحتاجون الى قارئ يقرئ الناس القرآن. فقال عمر رضي للاخذ بالغلظة والاخذ بالشدة التي تجعل الناس الذين يوجهون ويحاضر عليهم ويرشدون يأخذون بالمأخذ الاشد الذي يجعل في النفوس حرجا حتى من التعايش مع الناس. والواجب ان يكون هناك اخذ بالوسط والاعتدال في ذلك ككله لان الشريعة جاءت بنفي الحرج. وان المنبث لا ارض انقطع ولا ظهرا ابقى كذلك الشريعة في احكامها وفقهها ومقاصدها وسط في المصالح والمفاسد. غلا اناس في حتى قدموا المصلحة المتوهمة على النص وحتى قال بعضهم حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله. وغلا اخرون حيث رأوا الغاء مطلقا والنظر في في النصوص وان النصوص فقط هي المصلحة والاخذ بظاهر النصوص والشريعة شريعة معللة شريعة مبنية على مصالح وعلى درء المفاسد. شريعة مبنية على تحقيق المقاصد. ومن فاته العلم بقواعد المصالح هو درء المفاسد وفاته العلم بقواعد الشريعة ومقاصد الشريعة فانه يفوته تحقيق هذه الشريعة المباركة فهذه الشريعة المباركة شريعة الاسلام شريعة مبنية على علل مبنية على مقاصد مبنية على رعاية المصالح مبنية في الفقه على معرفة الفرق والجمع بين الاحكام. فمن فاته معرفة المقاصد والمصالح والمفاسد. وفاته معرفة العلل المتوخاة من احكام وفاته معرفة الجمع والفرق في الاحكام المنصوص عليها او التي اجتهد فيها العلماء فانه لا مجال له في الاجتهاد ولا مجال له في الحكم ولا مجال له في رؤية احوال الناس بهذا يجب علينا ان نرعى الوسط ما بين الذين ينفون المصالح مطلقا وما بين الذين يغلون فيها فشريعتنا معللة نأخذ بالمصالح ومقاصد الشريعة. ولهذا نرى كلام اهل العلم الراسخين فيه من مثل الامام احمد وقبله الشافعي والامام مالك ابو حنيفة كلام شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم في مسائل كثيرة يرون هنا فيها المصالح المنوطة بالنص حتى تكلموا في مسائل ربما خالفت ما عليه الفتوى اليوم لرعايتهم صالح المتوخاة من الشريعة فرعاية المقاصد والمصالح مطلب شرعي ضروري لتأصيل منهج الوسطية والاعتدال في امور من انواع التطبيقات هذا الامر وهو الوسطية والاعتدال وهذا المنهج القويم الوسطية والاعتدال في الحكم على الاشياء الاشياء تتجدد والقضايا تتنوع وكل يوم لنا جديد ولا شك فالزمن له حركة والمدنية ولادة والحضارة متوقدة ولن تقف عند حكم فقيه اولن تقف عند حكم داعية؟ او عند تنظير منظر؟ الزمن يتحرك والزمن ولاد. والمدنية تتولد وتنمو كما هو مشاهد ومنظور في الزمن الحاضر والحضارة والازمنة الماضية. ولابد حين من ان يكون هناك منهج واضح معتدل في الحكم على الاشياء. في الحكم على الاوضاع بالحكم على الاشخاص بالحكم على الافكار وما يطرح في الحكم على النوايا والمقاصد للحكم على المجتمعات بالحكم على الدول بالحكم على العلماء بالحكم على الدعاة بالحكم على الناس وهذا المنهج الوسطي يجب ان يؤصل في اطروحات وفي رسائل حتى لا يكون الناس الذين يرومون الاصلاح ويرومون الدعوة ويرومون الارشاد حتى لا يكون طلبة العلم في غيبة عن المنهج المعتدل في ذلك من قواعد اهل العلم الحكم على الشرع فرع عن تصوره والله جل وعلا يقول لنا ولا تقفوا ما ليس لك به علم. فمن اراد ان يحكم على شيء دون علم كامل بهذا الشيء او ويحكم على وظع او يحكم على شخص او يحكم على افكار وطروحات او يحكم على نوايا ومقاصد دون معرفة شرعية بذلك فانه حين اذا يخطو ما ليس له به علم. والواجب علينا ان نضع هذه الاية نصب اعيننا. وان نضع قول الله جل وعلا في النهي عن القول بلا علم وجعل وحيث جعله قرينا للشرك بقوله وان تقولوا على الله ما لا تعلمون والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القول بلا علم وان من يفتي بغير علم فانما يتقحم النار حينئذ فكيف نحكم على الاوضاع؟ الناس كما ترون يحكمون على كل شيء فهل يليق يليق باهل الفكر والعلم واهل المنهج الفكري والمنهج المستقيم في النظر والتأمل ان يكونوا مستعجلين وان يكونوا من غير ذوي الاناة في الحكم على الاشياء انتم نخبة سواء من الطلاب من ذوي المستويات العالية او من غيرهم. انتم النخبة فكيف يسوء ان يكون لكل شيء منهج الا التفكير والحكم على الاشياء بلا منهج. هل يسوء ان يترك الناس لكل احد طريقة في الحكم على الاشياء؟ حينئذ ستنتج اشياء اشياء واشياء من مثل ما رأينا وسينتج هناك افكار واراء واحكام على الاوضاع والاشخاص والمجتمعات والدول وحتى حكم على النوايا واهل العلم بما ترون وبما لا ترون في المستقبل هل يسوق ان يكون هناك غياب لمنهج التفكير في الحكم على الاشياء اننا نطالب بمنهج نفكر فيه ونفكر به بمنهج يكون قاعدة بالتفكير. كيف يفكر؟ كيف تبني النتائج على مقدماتها؟ هل يسوغ ان يكون هناك حكم على النتائج حكم على الاشياء وحصول نتائج في الحكم او في العمل بدون مقدمات للتفكير سليمة. كيف نصحح الافكار؟ كيف نصحح منهج الحكم على الاشياء هذا هذا من اهم المهمات الحكم على الشيء فرع عن تصوره من القواعد انه ليس لكل احد ان يقتحم الحكم على كل مطلب هناك اشياء عظيمة يجب ان تترك للناس الكبار للناس الذين ينظرون للامور بمنظار شامل انت لا تعرف كل شيء في الامور فكيف تحكم على كل شيء؟ هل يسوء لطالب علم او منتسب؟ او حتى من المثقفين وعامة الناس ان ينصب نفسه حكما على اوضاع حكما على دولة حكما على علماء حكما على افكار دون حصر ودون نظر ودون تطبيق للقواعد الشرعية من الناس من يروم ان يكون ديدنه في الحكم الاخذ ببعض الاشياء فيرى نصا واحدا لديه كافيا في الحكم الكلي على ذلك. ولو كان الامر كذلك لما كان الفقهاء قليلين كيف تميز فقهاء الاسلام لانهم نظروا في النصوص جميعا ثم نظروا في النصوص ونظروا في عللها ونظروا في المقاصد ونظروا للمصالح والمفاسد فالحكم الشرعي لا يناط بشيء واحد ينظر فيه المرء فلا بد من الاعتدال في الحكم على الاشياء ما بين طرف ان يغلو فيحكم بمجرد خاطر وقع له وما بين اخر يترك الامر وكأنه لا يعنيه نحتاج الى وسط ما بين الغلاة الذين يحكمون دائما بالاسوأ من الاحكام على الاشياء وعلى الاشخاص ويحكمون بالظن ويسيئون ويسيئون النظر ويسيئون الظن ويحكمون على كلمة قالها شخص او امر تبنته جهة على الحكم على تلك الجهة بكلها ان يكون المرء متوسطا موازنا بين الايجابيات والسلبيات موازنا بين المصالح والمفاسد موازنا في الحكم على الاشياء ما بين الغالي فيها والجافي عنها. فالذي يروم الحكم بدون توسط فانه يذهب الى الخروج عن اعتدال الشريعة وعلى وعلى الاعتدال في الامور. الاشخاص المسلم الاصل فيه السلامة الاصل في المسلم السلامة ليس الاصل في المسلم الشك. ليس الاصل في المسلم ظن السوء. الاصل في المسلم ولو كان عنده ما لا ينبغي من الاعمال طوال لكن الاصل فيه السلامة ليس الاصل فيه الشك والاصل فيه انه يقول سوءا او يذهب الى سوء. الاصل في الافكار التي يطرحها ان يكون ديدنه فيها حب الخير وليس ديدنه فيها حب الشر او حب المخالفة او الوقيعة او الافساد ولكن ديدنه في ذلك الخير من حيث الافكار الا ان ثبت خلاف ذلك من قول صريح او عمل صريح فانه حينئذ يكون خلاف ذلك. النوايا والمقاصد يجب الظاهر فيها والا نحكم على نوايا ومقاصد الناس باعتبار ظاهر سلوكي او ظاهر قولي لان النوايا والمقاصد علمها عند الله جل على ويجب علينا الحذر من ان نظن سوءا والله جل وعلا يقول يا ايها الذين امنوا يقول الله جل وعلا واجتنبوا اه اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم. وقال ايضا عليه الصلاة والسلام فيما جاء في الحديث لما جاءت الشهادة قال هل رأيت قال نعم قال قال على مثلها فاشهد او فدع الوسطية في التفكير مطلوبة. تفكير الشباب اليوم بل تفكير الناس بل حتى تفكير بعض الخاصة نراه متفرقا متشعبا بين عقل جامد او عاطفة جامحة العقل والادراك والعقل والاتزان مطلوب. لكن مع عدم الغاء العاطفة. والعاطفة مطلوبة العاطفة الجياشة مطلوبة التعاطف مطلوب الحماس للدين مطلوب لكن مع عدم غياب العقل السليم ورعاية النص فمن جعل عاطفته حكما عليه في كل تصرفاته دون رجوع الى علمه ودون رجوع الى اهل العلم الراسخين فيه ودون رجوع الى توجيهات من ولي الامر او على قواعد شرعية مبنية انه حينئذ يروم عاطفة كما رامها الخوارج او كما رامها المعتزلة او كما رامها اهل الاهواء فاهل الاهواء ما الذي اوقعهم في اهوائهم الا العاطفة التي لم تنضبط بنص ولم تنضبط بمنهج خالف الخوارج الصحابة فقتلوا خير الناس في زمنهم وهو علي رضي الله عنه من قتل علي هل قتله اعداء الاسلام؟ انما قتله رجل يقوم الليل ويصوم النهار وهو عبدالرحمن ابن ملجم الخارجي عبدالرحمن ابن جلس عبدالرحمن بن ملجم في مصر حتى ظهرت حركة الخوارج واول ما ظهرت في اليمن ثم في مصر واخذت في مصر فاثروا عليه انه كان كثير الصلاح كثير العاطفة لكنه كان قليل العلم والفقه وكان منعزلا فلذلك اتاه الامر من حيث اتاه وقتل خير الناس علي بن ابي طالب ولما قيد للقصاص وقيد منه اريد للقتل؟ قال لهم لا تقتلوني مرة واحدة. انما اقتلوني شيئا فشيئا قطعوا اطرافي امامي. لانظر كيف تقطع اطرافي في سبيل الله جل وعلا؟ وامتدحه واحد من اصحابه هل كونه خارجيا؟ معنى ذلك ان ما سنفوه لا بقيت دعوة الخوارج سرية متسلسلة في الناس حتى مدح قاتل علي عمران ابن حطان في ابيات يقول فيها والعياذ بالله يقول يا ضربة من تقي ما اراد بها تقي منه هل هو علي بن ابي طالب عند هذا الشاعر الفاجر الخارجي المجرم لا انما هو قاتل علي يقول يا ضربة من تقي ما اراد بها الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا اني لاذكره حينا فاحسبه اوفى البرية عند الله ميزانا. وهذا والعياذ بالله يصل التدين او التدين الغالي بالانسان حتى يجعله يرى حسنا ما ليس بالحسن. فالعاطفة الجياشة والحماس للدين والجهاد المظنون الذي الى مثل هذه الافكار وهذا الغلو هذا مرفوض من صاحبه والوسط والاعتدال يرفضه بل يحارب اصحابه انهم ان بقوا فانهم سيضلون الناس فقد حاربهم علي ابن ابي طالب وحاربهم ابن عباس رضي الله عنهما وحاربهم معاوية الدولة الاموية وحاربتهم الدولة العباسية الى وقت الحاضر فكل اهل الحق يحاربون من يغلو في الدين الى هذا الامر ولو كان يتدين بعاطفة جياشة او يقول من قول خير البرية النبي صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك. الوسط مطلوبة في التفكير وفي الحكم على الاشياء وفي منهج التفكير بين نظر البدايات والمآلات. كثير من الناس ينظر الامور باعتبار الحاضر. ينظر الى الامور باعتبار الواقع. لكن لا ينظر الى المآلات والعقلاء الذين يتبعون الشرع ويذيقون احكامه ونصوصه ومقاصده فانهم ينظرون الى البدايات كما ينظرون الى المآلات. وقد قال بعض اهل اهل العلم من كانت بداياته محرقة كانت نهاياته مشرقة. من كان ينظر الى البداية نظرا سليما في النظر في اسباب لحدوث الاشياء وفي بواعدها لينظر كيف يحكم عليها فانه سيكون في نظره الى المآلات سليما. اما ان كان لا انظروا الى البدايات ولا ينظروا الى الاسباب والبواعد ولا ينظر الى بعث الشيء او كيف حصل وانما ينظر الى المقصد منه فاذا كان ماي سيتحقق منه سليما فان بدايته عنده ستكون سليمة ولا شك فهذا غلط في التفكير لان التفكير الصحيح ان تنظر الى البداية وتنظر الى المآل. فمن فاته النظر في المآلات فانه يفوته النظر السليم. وكثير من ذوي العاطفة الجياشة. وذوي النظر القاصر ينظرون الى الامور نظرا سطحيا بدون اعتبار للمهالي والنهاية. كذلك نطلب نظرا وسطيا في التفريق ما بين الواقع والتنظير. كثير من الناس ينظر نظريات وخيالات هي في نفس الامر قد تكون سليمة لكنها من حيث التطبيق شبه مستحيلة او مستحيلة فهل يسوء ان يكون المتفقه وان يكون حملة الشرع بل ان يكون الناس المحبون للخير ان يكونوا لخيالات غير قابلة للتطبيب ان ان يكونوا اسيرين لتنظيرات لا توافق الواقع الذي يريد الاصلاح الصحيح فيجب ان يعمل من خلال الممكن من خلال الواقع لا ان يجانب الواقع فيعمل تنظيرات يكره بسببها الواقع او يجانب الواقع من اجل ذلك. كيف تعمل؟ النبي صلى الله عليه وسلم اتى الى قوم اهل جاهلية فهل ابطل جميع ما كان عليه الجاهلية؟ ليس الامر كذلك. اخذ باحكام الجاهلية في اشياء كثيرة. وجعل من اعمال اهل الجاهلية في كثير من الامور ميدان لانطلاقه هذا وهم اهل جاهلية فكيف الامر اذا كان المسألة في بلد الاسلام او بين اهل الاسلام او بين اهل العلم في امور مختلف فيها ما بين اجتهاد واخر. فكيف يكون الامر كذلك انكم مطالبون يا حملة الشريعة ويا دعاة الاسلام ويا خطباء المساجد وائمة المساجد بل ويا علماء الاسلام ويا فقهاء الاسلام ان تكونوا واقعيين في الطرح فليس الامر مقبولا اذا كانت اطروحاتنا خيالية او كانت اطروحاتنا بعيدة عن قبول التطبيق. لا يمكنك ان تطبق على الناس ما لم يكن مقبولا لدى الناس ما لم يكن مقبولا في مصالحهم ويجب ان نرعى احوال الناس وما يختلفون فيه. فالخيالات والتنظيرات ليست بمقبولة كذلك في ميدان الدعوة اذا كنا نريد من الناس في ميدان الدعوة ان يكونوا خياليين في ميدان الدعوة يأتون الى الناس بكلماتهم وتنظيراتهم وتحميس الى ما ليس بميدان في التحميد ويكونون خياليين كمن يدعو الى الجهاد ولا ميدان صحيح للجهاد كمن يدعو الى الانكار باليد ولا ميدان لانكار باليد الا من جهة الاختصاص. فيحمل ذلك الناس على الحماس وحينئذ يفرغون حماسهم في طرق غير شرعية قد يكون من نتائجها ما حصل في الاسبوع الماضي وما قد يحصل مستقبلا. فيجب عليك ان ترعى كلمتك في الا تكون خياليا فيما تطرح. والا تكلم بكلام ينزله الناس على واقع ليس في ذهنه. بعض المعلمين او بعض الدعاة بعض الاساتذة بعض الخطباء يقول هو في نفسه صحيح ويكون عند الخطيب او عند الداعية او عند المعلم او عند استاذ الجامعة يكون عنده ضوابط تحجزه عنان يزيد في تطبيق ما ذكر عن الحد المأذون به شرعا. لكن هو لا يأمن من يخاطب ومن يحدث عن ان يزيد في تطبيق ما ذكر الحد المأذون به شرعا والحظ قول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا جل وعلا اهل الايمان عن ان يقولوا راعنا. لماذا؟ لان كلمة راعنا تحتمل ان تفهم كما يقوله اليهود يعني من الرعونة والغلظة والشدة يريد بها النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. لما كان الفهم يمكن ان يفهم سيئا نهى الله جل وعلا عن استعمال اللفظة وامر باستعمال كلمة واضحة بينة لا لبس فيها ولا غموض. كذلك الذين يتحدثون للناس عبر الخطبة عبر المسجد عبر حلقات الجامعة عبر والمحاضرات التي تكون في الجامعات او عبر الدروس التي تكون في المدارس. ويقول كلمة ليست صحيحة في نفسها او يمكن ان تكون تفهم على غير فهمها او توقع المستمع في اللبس ثم هو لا يوضح فانه حينئذ يكون شريكا في البعد عن الاعتدال ويكون شريكا في عدم الفهم الحسن. كذلك يجب علينا ان ننظر الى قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله احب الرفق في الامر كله يحب الرفق في الامر كله. ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف. وهذا الحديث في الصحيح كما هو معروف يحب الرفق في الامر كله في الامر كله يعني في الكلمة تكون رفيقا في التفكير تكون رفيقا في الارشاد تكون رفيقا في الطرح تكون رفيقا فالرفق مطلوب الله جل وعلا يحب الرفق في الامر كله. فهل نريد غير محبة الله جل وعلا هل نريد غير ما يرضى الله جل وعلا عنه؟ فاذا كنت غير رفيق في امرك في تفكيرك في مقاصدك في اطروحاتك في فيما تقول وما تأثر في اعمالك في الحكم على الاشياء والحكم على التصورات والحكم على الاشخاص فحينئذ تكون قد فوت اعظم شيء وهو محبة الله جل وعلا لك. الوسطية في الدعوة مطلوبة. الدعوة تحتاج منا الى تنظيم تحتاج منا الى ترتيب تحتاج منا الى تعاونه على البر والتقوى. لكن هذه الدعوة حيث انه لا يصلح فيها الفوضوية بل يجب ان يتعاون فيها اهل الحق واهل الخير. يتعاونون فيها فانه لا يجوز ان نكون فيها مغالين فنذهب في الدعوة الى تنظيمات بدعية او تنظيمات سرية او الى حزبية فالدعوة الحق بين التنظيم السري والحزبيات المقيتة وبين الموالاة والمعاداة على رموز دعوة متوهمة وما بين الفوضوية التي لا تنتج دعوة نحتاج الى تعاون على البر والتقوى وفق منهج اهل السنة والجماعة ووفق التطاوى الطاعة لا تجوز في بلد الاسلام الا لولي الامر. الطاعة المتوهمة لجماعة او لدعوة او لحزب او نحو ذلك هذه ليست شرعية. النبي صلى الله عليه وسلم حين ارسل عليا وصاحبه الى اليمن مع ان احدهما كان اميرا للسفر فحينما اتى امر الدعوة قال لهما تطاوعا ولا تختلفا ويسر ولا تعسر وبشر ولا تنفرا. فليس ثم مجال لطاعة مطلقة وفق تنظيم سري او وفق حزبية مغلقة بل التنظيم يكون وفق تنظيم ولي الامر والطاعة تكون وفق طاعة الله جل وعلا على وطاعة رسوله ثم طاعة ولي الامر فيما ليس فيه معصية. اذا كان الامر كذلك فنحتاج الى تعاون في الدعوة على البر التقوى والى تكاتف والى ان نكون في الاطار الذي اذن به ولي الامر والاطار الذي لا ينتج مفاسد. اما الاطارات الاخرى التي يتكلم فيها الناس او قد تكون موجودة في بعض البلدان ونخشى ان تكون موجودة عندنا او تنتقل الينا من تنظيمات سرية او حزبيات مبتدعة فان هذا مخالف للمنهج الوسطي ولطريقة اهل السنة والجماعة. فما كون امام من الائمة ائمة الاسلام مع ما حصل في زمنهم ما كونوا جماعة خلاف ما اقره ولي الامر ولم يكونوا تنظيما وانما كانوا وفق المنهج الوسط الذي يرعى الممكن ويرعى الدعوة وفق التعاون على البر والتقوى. نحتاج ايضا الى وسطية في الدعوة في مسألة حل مشاكل الامة. الدعاة او طلبة العلم او المنتسبين او اهل الغيرة يظنون ان مشاكل الامة ستحل بغيرتهم. لو كانت كذلك لم يكن ثم اغير من نوح عليه السلام على توحيد الله وعلى الاخلاص الديني لله جل وعلا فهل كانت غيرة نوح عليه السلام التي لم يكن ثم اعلى منها في زمانه. هل كانت كافية في ان يزول الشرك او ان تزول الوثنية التي كانت في زمنه لم يكن الامر كذلك. هل كانت كافية لتنزل نصر الله جل وعلا عليه؟ اذ ذاك لم يكن الامر كذلك بل مكث في قومه الف سنة الا خمسين عاما. لقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما. فاخذهم كانوا وهم ظالمون. اهوذا الصبر الطويل؟ صبر تسع مئة وخمسين سنة مع وجود الغيرة العظيمة والعاطفة الجياشة منهج. يجب يجب ان نكون عليه من ينظر اليوم الى مشاكل الامة وما هي فيه في كثير من الاصقاع من جهل بدين الله من بعد عن توحيد الله جل وعلا الخالص من وجود مختلفة من وجود لبدع مختلفة من وجود لمنكرات مختلفة. هل حلها يكون بغيرة متوهمة؟ هل حلها يكون باليد هل حلها يكون بالسعي فيما لا يرضي الله جل وعلا من وجود مثل هذه الجرائم والتفجيرات التي حصلت؟ كيف تحل مشاكل الامة جهد ابناء الامة لابد ان نكون في ذلك وسطا بين الذين كأن الامر لا يعنيهم ولا يسعون في حل مشكلات الامة وبين الذين يغالون فيذهبون الى طريق الخوارج او طرق بدعية ظالمة بما فيها من سلوكيات وسبل منحرفة الامر وسط في ان نعمل جهدنا وفق المنهج الشرعي في ان نعمل متكاتفين متعاونين وان نحصر مشاكل الامة وان نسعى فيها وان نبذل بالدعوة والخير والاصلاح والمناصحة وفق المتاح ووفق الشرع المطهر ووفق المأذون به. فمن حل لكن الامة بخيالات وتنظيرات فانه سيكون اسير هذه الخيالات والمشكلات دون حل لها. كذلك نكون وسطا في النوازل التي تقع في الامة بين تأزيم النوازل وبين الاسهام في حلها الامة مستهدفة ولا شك امة الاسلام بعامة وبلدكم هذا بخاصة مستهدف بلا شك فكيف تكونون تجاه ذلك؟ يجب اولا على مستوى هذا البلد المبارك الذي هو معقل الاسلام ومأرز الايمان والمكان الذي انطلقت منه الرسالة الخالدة وانطلقت منه دعوة التصحيح والتجديد. والذي تنطلق منه اليوم بشائر الخير بما ترعاه الدولة ترعاه مؤسسات هذا البلد من وزارات وهيئات وجامعات ومؤسسات خيرية وما يرعاه علما ودعاة ويرعاه الناصحون الجميع يجب ان يتكاثف برد الازمات وعلاج الازمات لا ان نكون مؤثرين في الناس في ان نزيد من الازمة. جاءت ازمات وكثير من الناس زاد من الازمة بفعله او بهيجانه او بتحميصه او كونه كان الازمة لا تعنيه والا يؤثر فيها. الواجب علينا ان نكون مؤثرين بالمنهج الوسطي. وان نعمل في التأثير وفق المتاح. والا نكون متفاعلين مع الامور بطريق غلط. ان نكون محمسين بطريق خاطئة. ان نكون مغالين في الامور. فالمطلوب منا ان نحافظ اولا على توحيد الله جل وعلا. وان نكون محافظين على وحدة الكلمة. على طاعة الرسول صلى الله عليه سلم ثم ثالثا على وحدة الكلمة واجتماع الصف مسائل الجاهلية التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل الجاهلية والف فيها الامام المصلح المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب كتاب كتابه مسائل الجاهلية قدم لها بثلاث مسائل. هي اعظم المسائل التي خالف فيها اهل الاسلام اهل الجاهلية. خالف فيها الرسول صلى الله عليه وسلم اهل الجاهلية. الامر الاول التوحيد فكان اهل الجاهلية اهل شرك فدعاهم الى التوحيد. الثاني طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. الجاهلية ما يقيمون طاعة. لي مقدم فيهم فخالفهم الرسول صلى الله عليه وسلم الثالث طاعة ولي الامر كان اهل الجاهلية يرون الفوضى لم يكن في مكة لم يكن في مكة امير عليها ولم يكن لم يكن هناك في البلد امير عليها فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الى طاعة ولي الامر قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب بعد سرد هذه المسائل فعثى النبي صلى الله عليه وسلم فعظم هذه المسائل الثلاث وابدى فيها واعاد هذا هو الذي يجب علينا ان نبدي فيها ونعيد. فالذين يؤزمون النوازل باعطاء الشكوك والاوهام وطرح الشك وطرح الظن والا يذهبون بعيدا عن الدعوة الى وحدة الكلمة واجتماع الصف فان هؤلاء يسعون الى ما فيه خلاف الصالح شرعا والى الغلو فيما يطرحون فالواجب حينئذ في المسائل والنوازل ان نسعى في عدم تأزيم النوازل وان نسعى في حلها النوازل اذا وقعت تحل بالشرع تحل بالعقل والحكمة والاناة. الوقت يضايقنا عن المضي في هذه المسائل نحتاج الى تنبيهكم الى قال ربما انتم تبحثون فيها وحبذا ان تكون هناك بحور في هذه الامور التي ساذكرها آآ باختصار لانها مهمة في توجيه الناس وتوجيه الشباب بل توجيه الامة الاعتدال في السياسة بين المبالغة في النظر الى السياسة وما بين الترك كثير من الناس ينظر انه بسماعه لقناة فضائية او بقراءته لتقرير صحفي انه مؤهل للنظر في السياسة السياسة صعبة حتى عند الذين عندهم مؤسسات كبيرة تدعمهم بالمعلومات ولديهم اجهزة تحري فليست السياسة بالامر السهل التي يحكم فيها افراد الناس لان هذا امر حكمه كذا وان هذه قضية يجب ان ننظر فيها كذا والواجب حينئذ ان نكون متوسطين في السياسة الفهم الامور السياسية مطلوب لكن يجب ان تثق في حل الامور السياسية ان تثق بولي الامر ان تثق بمن اعطي في ذلك لانه من الاجهزة والنظر والادراك في مصالح الامة ما ليس عند الافراد. فمن كان عنده نظر في تقرير صحفي او في رؤية قناة فضائية وحينئذ يجعل نفسه قائما بامر الامور السياسية وكانه الذي عنده الغيرة على الامة وغيره ليس عنده غيرة على الامة فانه قد بالغ وترك الاعتدال الاعتدال في السياسة بين الفهم والقناعة ليس كل الامور يمكن ان تفهم لكن يجب ان تحاول الفهم لكن قد لا تدرك القناعة التامة الاعتدال في السياسة بين الاتهام المطلق وما بين التبرير المطلق. هناك من يبالغون في الاتهام. يتهمون باول خاطب. وهناك اخرون ايضا الاخر يبالغ في التبرير لكل شيء والعاقل المدرك العالم طالب العلم صاحب الحق فانه يكون وسطا بين الاتهام وما بين التبرير يكون متفهما مدركا يعرف الامور ومآخذها الوسطية بين الوطن والامة الوسطية بين الاهم والمهم. نحتاج الى بحث في الوطن والامة منا من قد يفرط في وطنه الذي هو مخاطب اساسا بوجود الولاية عليه ولوجود مصالحه ومصالحه من يكونون حوله فيه يفرط في وطنه رعاية لمصالح الامة كلها وهذا ليس بسليم مصالح الامة مطلوبة ان ترعى وان يحافظ عليها. لكن اولا ان يحافظ على مصالح الوطن. لان هذا انت مخاطب ثم لما اتى وقت علي وجاء التحكيم جاءت مسألة التكفير. وهنا هاجمهم الصحابة وناقشهم ابن عباس رضي الله عنهما حتى رجع ثلثه. ثم بعد ذلك جاءت المسائل الاخرى. مسألة خلق القرآن وبعض فيه اولا ابدأ بنفسك ثم بمن تعود ابدأ بنفسك اولا بنفسك وبمن حولك بالنفقة بنفسك ومن حولك في المحافظة فمن اضاع المحافظة على الوطن من جهة النظر الى المحافظة على الامة فانه لن يدرك المحافظة على الامة ولن يدرك المحافظة على الوطن. فلا بد ان تكون الامور بمقدماتها تحافظ على وطنك لانه الاهم وان تجتمع كلمتنا على ذلك ونسعى في هذا في ان نكون مؤثرين في الامة ساعنا في مصالحها. كذلك الاهم والمهم. هناك من لا يرعى الاعتدال في ذلك. يقدم كل كل شيء عنده مهم لا العقلاء من اهل العلم والدعوة واهل التوجيه يرون ان تقديم الاهم مطلوب يرون ان تقديم الاهم مطلوب حتى ولو فوت مهما او مهمات كثيرة لابد ان ترعى الاولويات ان تبدأ بالاهم وان تؤخر المهم لا بد من ان نكون اهل ادراك لان شريعتنا امرتنا بذلك ان نكون اهل فهم اهل نظر والا نكون متعجلين متوانين في امورنا وان نكون وسطا بين طرفي الافراط والتفريط بين طرفي الغلو والجفاء. نسأل الله جل وعلا ان يوفقني واياكم لما فيه رضاه. وان يجعلنا من نمط الذين وصفهم علي بن ابي طالب الخليفة الراشد رابع المبشرين بالجنة رضي الله عنه وارضاه وصفهم بقوله خير الناس النمط الاوسط الذين يرجعون اليهم الغالي والجاه وهذا هو المطلوب منكم. اسأل الله لنا ولكم التوفيق. اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق والرشد والسداد. اللهم وفق ولاة امورنا الى الخير. واجعلنا واياهم من المتعاونين على البر والتقوى. واجزهم خير وعن كل ما يقدمونه للاسلام والمسلمين. اللهم نسألك التوفيق في امورنا كلها. وان تجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى وشاكرا مجددا لمعالي مدير الجامعة هذه اه الفرصة وهذا الاكرام بهذه الزيارة ومقابلة اخوتي جميعا سائلا المولى جل وعلا لي ولكم الرشد والسداد بالقول والعمل وان يعيذنا من الذلل والزغل في الطريق والقول والمسار انه جواد كريم واخر دعواي ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد. جزاكم الله خيرا على هذه المحاضرة القيمة الرائعة التي كنا نود ان تستمر وتستمر حتى توضح لنا اساتذة وطلاب هذه المعالم القيمة التي تنطلق من شريعتنا الغراء ومن منهج الوسط الذي جاء به الكتاب والسنة وامامي اه اعداد كبيرة من الاسئلة الواقعة لن نستطيع ان نأتي عليها جميعا ولهذا اعتذر للسائلين وسنطرح بعضا منها على ان اه الاسئلة ان شاء الله جميعها تسلم لمعالي الشيخ صالح آآ لعله ان شاء الله آآ يعني يتحفنا مرة اخرى بزيارة كريمة لكي آآ يتحدث في كثير من الامور التي حقيقة نحتاج الى ان نسمع منه ونستمع اليه جزاه الله خيرا. معالي الشيخ نشهد الله على حبك ونشكرك على هذا الطرح والقول المتوازن سؤالي هو ما نصيحتكم لنا نحن اعضاء هيئة التدريس في تربيتنا لابنائنا الطلاب وتوجيههم خصوصا واننا نرى بعض زملائنا يتأرجحون بين الافراط والتفريط وفي نظري ان المسألة لا تحتمل الا الوضوح والصراحة في علاج مسائل جدت كالتكفير والتبديع والتفسيق اضافة الى عدم الادراك الحقيقي للولاء والبراء. فما توجيه معاليكم في ذلك؟ وجزاكم الله خيرا. الحمد لله. وبعد لا شك ان المسائل العلمية التي يطرحها اليوم كثيرون تحتاج الى فهم ودقة مسائل التكفير مسائل الولاء والبراء ومسائل الموالاة والمعاداة ومسائل الاحكام الفقهية كثير مما يجري الجهاد ومفاهيم الجهاد وشروط الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذه تحتاج الى بسط شرعي فيها اولا اطلب من ذوي العلم والفقه من اساتذة الجامعة ان يحصروا هذه المسائل التي يكثر الكلام فيها اليوم اليوم يتكلم بعض بعض الفئات في الانترنت وفي غيرها عن التكفير بما هو موافق او شبه موافق لمنهج الغلاة ويجب ان يبين الحق في هذه المسائل وان يرد على ذوي الشبهات من الذي وقف للتكفيريين لهم الصحابة خوارج الاولون او اعظم مسألة وصفوا بها اول مسألة هي مسألة التكفير اول الامر خرجوا خروجا لم يكونوا لم يكونوا مكفرين في عهد عثمان رضي الله عنه لما قتلوا عثمان رضي الله عنه قتلوه بالخروج عليه لذلك سموا خوارج وسموا حرورية لانهم خرجوا على ولي الامر بغير تأويل سائق. يسمون خوارج بذلك التي اتسموا بها فيما بعد مسألة التكفير يجب ان يكون القول فيها واضحا صريحا لا يجوز تكفير مسلم المسلم الذي دخل في الاسلام بدخول بعد البلوغ او ولد فيها على الفطرة. لا يجوز اخراجه من هذا الدين الا بامر بين في قوة بينة الشهادة التي ادخلته في هذا الدين لا شك ان المسلم قد يرتد بقول او فعل او اعتقاد او شك كما نص على ذلك اهل العلم في باب حكم المرتد. والله جل وعلا يقول من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ويقول بعد اسلامهم وكفروا بعد ايمانهم لكن هل الحكم بالتكفير لاحاد الناس؟ لا اولا له شروط وله موانع. ثانيا لا يكفر الا من اتى بامر بين في مثل بينة الشهادة اما اذا اتى بامر فيه شبهة او فيه احتمال فالتكفير امر عظيم الاخراج من الدين لا يكون الا بامر واضح ولذلك ليس باحاد الناس ان يفعلوه وانما هو للقضاة خاصة لابد ان يكون الحكم من قاض يقيم الشروط وينفي الموانع فاذا قامت الشروط وانتفت الموانع واقيمت الحجة حين ذلك يكون الحكم اما احاد الناس فليس الامر كذلك فالواجب على على الاساتذة على اعضاء هيئة التدريس في هذه الجامعة وفي غيرها ان يكونوا فاعلين في رد الشبهات وان يكونوا موظحين بكلمة واضحة. جاء الحدث الذي قبل اه اسبوع حداثة تفجير المجرمة الاثمة بعض الناس يعالجها معالجة ضعيفة كيف؟ حدث عظيم بالغ فيه مخالفة لاحكام الله جل وعلا من اوجه كثيرة تزيد عن عشرين وجها كما حصرت وترجع وصولها الى خمسة اصول. كيف هذه سيكون معالجتها بامور خفيفة؟ يجب ان تكون هناك حملة كاملة منكم وليس مدة اسبوع او اسبوعين او شهر لابد ان تكون كاملة في الجامعة وفي خارجها لتوضيح شناعة الفعل هذا وما ادى اليه واهمية ايضاح الامور الشرعية في مثل ذلك قتل النفس قتل المسلم قتل النفس حرام بالنصوص قتل المسلمين حرام بالنصوص وكبيرة وظلم واعتداء واجرام قتل المستامنين والمعاهدين وذوي المواثيق الاعتداء على اموال المسلمين الاعتداء على اموال المعاهدين والمعصومين الاعتداء على الاخرين ترويع الامنين انتهاك حرمة الامن التي اعدتها الشريعة. ترويع قتل بدون بينة مسائل كثيرة في ذلك كيف؟ اعظم جرم بعد الشرك بالله قتل النفس التي حرم الله جل وعلا فهل نترك هذا الامر او نعالجه او نذكر بعض العبارات التي لا تكون في قوة هذه الشناعة والاجرام الكبير ليس بمطلوب لابد من شحن النفوس في مضادة الاجرام ومضادة غير المنهج الحق جزاكم الله خيرا آآ هذا سؤال يقول اه انه للاسف وجدنا بعض الطلاب من طلاب الجامعة وغيرهم ممن لهم اطلاع على القنوات الفضائية يؤيدون لما يبث فيها من الاعتداء على العلماء ووصفهم بالمداهنة كما هو ظاهر بعدد من الكتاب الذين يصرحون بذكر اسمائهم مما يؤدي الى تزعزع الثقة بالعلماء فما رأي معاليكم في ذلك الاعتداء على العلماء ليس جديدا العلماء ورثة الانبياء اول من اعتدي عليه بعد الانبياء الصحابة رضوان الله عليهم وهم سادة اهل العلم اعتدي عليهم من الضالين والمارقين كذلك ائمة الاسلام اعتدي عليهم واتهموا المجاملة اتهموا بالمداهنة. اتهموا بالفساد. اتهموا باخذ الاموال. ليس هذا الامر من الان. من قديم فمن نحى نحو الفرق الضالة التي تتهم العلماء بذلك فهو ينحو منحى المتقدمين فيجب الانكار عليه انكارا واضحا الامام احمد في خطبته المشهورة التي يحفظها اهل السنة والعلم يقول الحمد لله في في اول خطبته كتابه الرد على الزنادقة والجهمية يقول الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من اهل العلم يدعون من ضل الى الهدى ويبصرون من العمى ويحيون بكتاب الله الموتى. فكم من قتيل لابليس قد احيوه؟ وكم من ضال تائه قد هدوه ينفون عن الله تحريف المبطلين وانتحال الضالين الذين عقدوا الوية البدعة فما احسن الى ان قال فما احسن اثرهم على الناس وما اسوأ اثر الناس عليهم ما احسن اثر العلماء على الناس لكن ما اسوأ اثر الناس عليهم العلماء هم حراس الدين على الحقيقة لكن ليس من شرط العالم ان يكون كاملا هل من شرط العالم ان يكون كاملا؟ ليس كذلك لو كان العلماء كاملين لا يؤخذ عليهم في قول او في عمل فانهم صاروا انبياء والانبياء هم المعصومون اما العالم فليس بمعصوم. لكن العلماء لا يجوز الوقيعة فيه وقد قال ابن عساكر في اول كتابه في الدفاع عن عودة الاشعري الى السنة تبيين كذب المفتري فيما افتراه على الامام الاشعري قال لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في منتقصهم معلومة وهذه لاحظنا فيمن انتقص العلماء السابقين لاحظنا من انتقص في وقت الشيخ محمد بن ابراهيم من كان يرمي الشيخ محمد بن ابراهيم من الشباب في ذاك المتحمس موجود اليوم الان منهم من هو موجود لكن الله جل وعلا لم يجعل لهم ذكرا كما جعل لغيرهم ممن كانوا حول العلماء. كذلك من علمائنا القريبين من سماحة الشيخ ابن حميد سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز الشيخ محمد ابن صالح العثيمين رحمهم الله تعالى جميعا ورفع درجتهم في جنته وجدنا من انتقصهم اليوم ليس في عير ولا في نفير الا في كلام فارغ. العلماء يجب ان نكون معهم بانهم مؤتمنون على حمل الشريعة هؤلاء الذين يتأثرون بالوقيعة في اهل العلم لا يمثلون جهدا ولا علما. العلماء يسهرون ليلهم ونهارهم اما في فتوى واما في تعليم علم او في نصيحة مذمورة وغير منظورة او في صلات او المشاركة في اشياء تدفع عن الامة الشرور او تصلح او في التعاون مع ولي الامر فيما فيه بر وتقوى عد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب مظاهرة المشركين ومعاونتهم من نواقص الاسلام. من نواقض الاسلام ما ضابط هذه هذه هذا هو الناقض الثامن من نواقض الاسلام العشرة والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى لم يذكرها من عنده فهذه النواقض موجودة في كتاب كشاف القناع عن متن الاقناع بنصها. الشيخ رحمه الله اختصرها فقوله مظاهرة المشركين يعني ان يكون لهم ظهرا وردءا يدفع عنهم عند القتال فاذا قام قتال بين الكفار والمسلمين فجاء طائفة من المسلمين يكونون عونا للكافر على المسلم بمظاهرة يعني ان يكون ظهرا للكفار يدفع عنهم ويكون ظهرا لهم لاجل انتصار دينهم فهذا ناقض من نواقض الاسلام فاولا تفهم معنى المظاهرة وهو ان يكون مظاهرا لهم قول الشيخ مظاهرة المشركين ومعاونتهم ليست المعاونة وحدها مكفرة على كل حال وانما المظاهرة والمعاونة حال الحرب بان يكون ظهرا وربءا لهم قاصدا ظهور الكفر على الاسلام وهذا يبينه فعل حاطب رضي الله عنه لما عاون المشركين ببث سر النبي صلى الله عليه وسلم لهم النبي صلى الله عليه وسلم سار للمشركين فارسل لهم رسالة يقول فيها ان رسول محمد قادم عليكم فخذوا حذركم وهذا نوع معاونة هل هو نوع من افشاء السر العين للكافر على المسلم. لكنه لم يكن مراده بذلك ان ينتصر الكفر على الاسلام لم يكن مراده بذلك وقصده من ذلك ان ان يظهر الكفار على المسلمين. وانما كان يريد حماية نفسه وماله الذي كان بمكة بهذا قال لما اكتشفه النبي صلى الله عليه وسلم قال عمر يا رسول الله دعني اضرب عنق هذا فانه قد نافى. قال دعه يا عمر يا حافظ كما في الصحيحين استفصل منه قال يا حاطب ما حملك على هذا دل اولا على ان هذا المقام مقام استفصال يا حافظ ما حملك على هذا؟ قال يا رسول الله انظر فقه حاطب. قال يا رسول الله والله ما حملني عليه رغبة في الكفر بعد الاسلام ولكن ما من احد من اصحابك الا وله في مكة يد يدفع بها عن ما له وليس لي في مكة يفي فاردت ان يكون لي بذلك عند اهل مكة يكفي فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقكم يا عمر ان الله اطلع الى اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فمن كان ردءا للمكفار يدفع عنهم حال الهجوم عليهم ويكون بذلك قاصدا ظهور الكفر على الاسلام فانه حينئذ هذا من نواقض الاسلام فكلمة الشيخ رحمه الله تفهم بما ذكره فقهاء الحنابلة. ارجعوا الى شروح الحنابلة فيما ذكروه والى شروح غيرهم والى النصوص الكثيرة في ذلك فان هذا والعلماء يقولون ان الله جل وعلا لما ذكر موالاة حاطب للمشركين قال يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة. وقد كفروا بما جاءكم من الحق. يخرجون الرسول اياكم ان تؤمنوا بالله ربكم يعني يخرجون الرسول ويخرجونكم لعلة انكم تؤمنون بالله ربكم لاحظ في الاية ان الله جل وعلا صدرها بقوله يا ايها الذين امنوا ثم قال تلقون اليهم بالمودة فجعل الالقاء بالمودة ليس مانعا من مناداتهم باسم الايمان. قال تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول واياكم ومع ذلك لم يمنعه ان يصدره لفظ الايمان قال اه الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن الحسن ال الشيخ في رسائله لما ظهرت موجة التكفير في ذلك ونقل بعض كلام اهل العلم في ذلك ناداهم باسم الايمان لان هذا النوع من المودة ليس مخرجا من الايمان مع انه مناف بكمال الايمان وهذا ظاهر بين لانه لا بد من الخروج عن الايمان ان يكون قصد الكفر بعد الاسلام. اما اذا كان قصد الدنيا فليس قصد الدنيا بمكفي شكر الله لكم الغريب ان هذا مثل هذا السؤال يكون بين الطالبات لان الاسئلة هذه بين الشباب اكثر وبهذه المناسبة انا نود ان لا يكون كل ما يبحث بين طلبة العلم من الرجال والشباب او بين الاساتذة يبحث عند الطالبات لان المرأة مطلوب منها اشياء في علمها وتعلمها وليكن طالبات العلم آآ الاستاذات ولمن يشارك في هذا قدوة في عمل فقيهات الصحابة. عائشة رضي الله عنها وفي