وقال جل وعلا والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما وثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين الف سنة الا خمسين عاما. لقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما فاخذهم الطوفان وهم ظالمون. اهوذا الصبر الطويل؟ صبر تسع مئة وخمسين سنة مع ويلحق بهم الجافي رواه ابن المبارك عن محمد ابن طلحة عن علي رضي الله عنه قال بعض السلف دين الله بين الغالي فيه والجافي عنه وهذه قاعدة عند ائمة السلف وفي من وعند من صنف في العقائد القدرات والامكانات فليس صاحب الوسطية معجزا للناس في طلباته او ذاهبا الى خيالات في ارائه وتنظيراته كثير من الناس صاحب تنظيرات وصاحب خيالات وهؤلاء يبتعدون عن الوسطية المرادة لان الوسطية والاعتدال يؤثر في حياة الناس واقعا ملموسا. وهذا يعني ان تراعى في ذلك القدرات والامكانات سواء كانت قدرات الافراد او قدرات المجتمع او قدرات الدولة الخاصة بالبلد ام القدرات المتعلقة بالاوضاع العالمية كذلك من سمات الوسطية والاعتدال ان فيها مراعاة للزمن والناس الزمن يتغير والناس ايضا يحتاجون الى تجدد باعتبار الزمن وباعتبار التغير فمحافظتهم على المنهج الوسط هذا يقتضي ان يكون هناك مراعاة باختلاف الازمنة والاختلاف الامكنة والاختلاف الناس ولهذا نص اهل العلم على ان الفتوى تختلف باختلاف الزمان والمكان والوقائع والاحوال والناس لماذا نذهب الى الوسطية هل هو لعلاج مشكلة قامت ام هو لاجل ايجاد حلول لمشكلات ام لغير ذلك نختار الوسطية والاعتدال لان الله جل وعلا امر بها وامر بها رسوله صلى الله عليه وسلم فهي مأمور بها ويجب على الناس ان يمتثلوا المأمور وان يجتنبوا ما لم يؤمر به في المناهج والافكار ثم لان الوسطية حق ولان غيرها باطل ولان الوسطية وهذا هو العامل الثالث بريئة من الاهواء فغالبا يكون طرفا الجهتين اما الغلو واما الجفا اما التفريط واما الافراط يكون ثم هوى يحركه اما الوسط والاعتدال المبني على العدل والحق فانه يبرأ من الهوى والهوى مأمور ان نبرأ منه وان نسعى في تجنب اثره على النفس في الفكر والحكم والتحاكم قال الله جل وعلا ارأيت من اتخذ الهه هواه والرابع كون الوسطية والاعتدال موصلة كون الوسطية موصلة الى تحقيق مقاصد الشريعة في الدين والدنيا. معلوم اننا نحتاج لتحقيق الشريعة ان نرعى مقاصد الشريعة وان نحقق مقاصد الشريعة في الناس فالشريعة جاءت لتحكم في الناس ولتكون حياة الناس على ضوئها ولم تأتي الشريعة لتكون نظريات يباهى بها او تكون خيالات الناس يفتخرون بها دون ان تكون تطبيقا لواقع تطبيقا في الواقع باحكامها ومثلها وعقائدها. لذلك فالوسطية والاعتدال على نحو ما ذكرنا موصلة الى مقاصد الشريعة في الدين وفي الدنيا ايضا الخامس والاخير نختار الوسطية لان الوسطية ابعد عن الفتن. ما ظهر منها وما بطن. فالفتن في تاريخ الاسلام منذ ان نبع وظهر المعترظ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله اعدل يا محمد ورد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ويحك من يعدل اذا لم اعدل هذه الوسطية منذ ذلك الحين مرورا بخروج الخوارج والفرق الضالة الى ان وصلنا الى هذا الوقت بما فيه الى ان حصلت التفجيرات الاخيرة وما فيها من افكار وما فيها من غلو وتكفير هو جفاء هذا كله نختار الوسطية لانها مبعدة عن الفتن ما ظهر منها وما بطن الوسطية في الثبات عليها رواه النسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححوه جاء عن علي ابن ابي طالب الخليفة الراشد رضي الله عنه وارضاه انه قال خير الناس النمط الاوسط خير الناس النمط الاوسط الذين يرجع اليهم الغالي لها اسباب فمن اسباب الثبات على الوسطية اولا معرفة المنهج الصحيح بالكتاب والسنة وكلام اهل العلم الراسخين فيه المنهج الصحيح يحتاج الى معرفة بنصوصه وادلته وكلام اهل العلم فيه. ولم يؤتى الناس في بعدهم عن الثبات عن المنهج الحق. والاعتدال والوسطية الا لقصورهم في العلم وغلبة الجهل او غلبة بعض الجهل عليهم لذلك كلما كنا حريصين على نشر العلم الصحيح النافع من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وفهم السلف للنصوص او اجتهادات السلف فيما فهموا من النصوص فان ذلك مدعاة للثبات على الاعتدال والوسطية. فالجهل وترك العلم والذهاب الى عقليات وافكار ربما لا تكون موافقة للعلم الصحيح فان ذلك يبعد عن المنهج الوسطي. الثاني من اسباب الثبات على الوسطية قوة العلم فان العلم يزداد بالاعتدال ويضمحل بالغلو او الجفاء الثالث من اسباب الثبات على الوسطية قوة العقل والنظر في تجارب الناس والتاريخ قوة العقل نحتاجها لان العقل السليم مأمور به. ولان صحة العقل اثنى الله جل وعلا عليها. فالله جل وعلا خاطب في كتابه العزيز خاطب اولي الالباب خاطب الذين يعقلون خاطب الذين يفهمون خاطب من يتذكر من اهل اللب الصحيح السليم ومن اهل العقل الصريح القوي. وهذا فيه اشارة الى اهمية العقل والادراك في فهم النص وفي فهم المصالح الرابع اه قبلها قلنا في النظر في تجارب الناس والتاريخ. النظر في التاريخ وتجارب الناس وما حصل في التاريخ من محن ومحن وفتن وما حصل من اصلاح فان هذا ينتج عنه الاهتمام بلزوم الوسطية التاريخ فيه تجارب كثيرة دامية فيه تجارب كثيرة قاتلة وفيه تجارب كثيرة صالحة مصلحة من نظر فيها بعين الانصاف وجد بقوة عقله وادراكه ان من نجح كان معتمدا على الوسطية في قوله وعلمه وعقله وادراكه الرابع والاخير من اسباب الثبات على الوصية والصبر الصبر مهم جدا لانه سمة اهل العلم بل هو سمة الانبياء والمرسلين. قال الله جل وعلا فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل. ولا تستعجل لهم وقال ايضا جل وعلا فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون فمن استخف فليس بذي عقل ومن لم يكن جازما بوعد الله حقا صابرا فايضا هو مستخف وليس بذي ادراك سليم. فالصبر وعدم جعل في الامر كله من سباق الثبات على على الوسطية والاعتدال وبعدها يكون من من اسباب النجاح في المهارب المقاصد بمقابل ذلك من اسباب الانحراف عن الوسطية والاعتدال اولا الجهل والثاني الهوى الثالث غلبة العاطفة على العقل والرابع استعجال النتائج فيما هو مشروع وطرح نتائج مرفوضة فيما ليس بمشروع. الخامس الابتداع في الدين. والسادس اتهام العلماء والعقلاء بالمداهنة وترك الحق هذا الموضوع الوسطية والاعتدال واثر الوسطية والاعتدال في حياة المسلمين مهم جدا وذلك لاننا نسمع كثيرا منهج الوسطية نسمع كثيرا اهمية الوسطية واستعمال لفظ الوسطية كثيرا ما يستعمل دون ظوابط شرعية او عقلية ثانيا ان مرجع الوسط دائما الى بين طرفين فمن يحدد الطرفين من يصف المنهج الوسط من يقول ان هذا وسط وخلافه من يقول ان هذا وسط وان خلافه ليس بوسط لابد من قواعد تحكم ذلك حتى لا يجرنا حتى لا يجرنا هذا المنهج الى نبذ مسلمات من الدين او العقيدة الصحيحة طلبا لوسطية متوهمة فالوسطية والاعتدال مطلوبة شرعا وفق ضوابطها الشرعية التي يقرها اهل العلم الراسخون فيه الاسلام عقيدة وشريعة فعقيدته مبنية على الوسطية كما نص اهل العقائد وشريعته مبنية على الوسطية ايضا والاعتدال كما نص اهل الفقه والقواعد والمقاصد والاصول يقول الله جل وعلا وكذلك جعلناكم امة وسطا معنى قوله امة وسطا كما فسرها الصحابة ومن تبعهم يعني جعلناكم امة عدلا خيارا بما تتوسطون فيه بين الغالي والجافي فهناك غلو وجفاف الملل والنحل هناك غلو وجفاء في انواع الشرائع التي سبقتنا هناك غلو وجفاء في الفراء المختلفة في هذه الامة هناك غلو وجفاء في الجماعات والتحزبات المختلفة مما يدل ايضا على هذا المبدأ قول الله جل وعلا ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط يقولون دين الله الحق دين الله المرضي عنه دين الله الذي يؤمر الناس باتباعه وسط بين الغالي فيه والجافي عنه وفي الحديث الذي في الصحيح ان هذا الدين متين ولن يشاد الدين احد الا غلبه والنبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما وفي الحديث الذي في السنن وفي غيرها وهو مرسل وله شواهد من حديث محمد بن المنكدر عن جابر قال ان هذا الدين متين فاوغل فيه برفق فان المنبث لا ارضا انقطع ولا ظهرا ابقى وصح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال احب الدين الى الله الحنيفية السمحة وقال ايضا هلك المتنطعون ثلاثا ولما ارسل صاحبيه الى اليمن قال لهما تطاوعا ولا تختلفا ويسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وهذه هي قاعدة الدعوة كما اجمع على ذلك اهل العلم في قوله عليه الصلاة والسلام للداعيين الذين ارسلهما الى اليمن علي ابن ابي طالب ومعه ابو موسى الاشعري قال تطاوعا ولا تختلفا ويسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا. وايضا جاء عنه عليه الصلاة والسلام انه قال احب الامور الى الله اواسطها اذا تبين ذلك وان هذه الوسطية وهذا الاعتدال مطلوب وان دلائل الشرع تدل عليه وانه منحة لهذه الامة كي تبقى وتستمر وانه لا بقاء للغلاة كما انه لا بقاء للجفات وانما الذي يبقى ويبقى ناصحا لهذه الامة ويبقى مخلصا لها ويبقى داعيا معلما عالما ناصحا مؤثرا من يكون على هذا المنهج القويم الذي دل عليه النص ودل عليه سلوك الخلفاء وكلمات الخلفاء ودلت عليه اعمال ائمة الاسلام. ودلت عليه مصنفاته الوسطية لها انحاء من حيث التطبيق اما من جهة الوصف السابق او من جهة التنظير الواقع اولا الاسلام وسط بين الديانات. فمن تأمل عقيدة الاسلام وجدها الوسط بين الديانات المختلفة والديانات هو هي كل دين دان الناس به والتزموه سواء اكان دينا اصله حق ام كان دينا باطلا من اصله؟ فالاسلام وسط بين اليهودية والنصرانية. والاسلام وصل بين المجوسي والبوذيين والاسلام وسط بين اهل القوانين بين الرومان وبين الذين يجعلون الحكم لانفسهم الاسلام وسط الاخلاق ووسط في المعاملات الاسلام دعا الى الاخلاق الحميدة وحض عليها بل وصف الله جل وعلا نبيه بذلك في قوله وانك لعلى خلق عظيم لكنه لم يجعل من الخلق المحمود ترك العزة ولم يجعل من الخلق المحمود ترك الحق. بل جعل الخلق المحمود وسطا بين اللين وبين القوة فالقوة في مكانها مطلوبة واللين مع المسلمين وغير المسلمين في مكانه مطلوب. فالحق بين وذاك والاخلاص ايضا في الديانات في انواع المعاملات. وانواع التشريعات التي فيها تعامل الناس. ما بين من يحل الربا بانواعه وما فيه ظلم للناس وما بين من يمنع كل انواع التعامل ويحرق المال الذي يكتسبه الانسان الا من عمل يده. فالاسلام يدعو الى التجارة ويدعو الى العمل ويدعو الى الاقتصاد ويدعو الى تنمية المال ولكنه يمنع في ذلك كله الظلم ويمنع اخذ اموال الناس بغير حق ويمنع ان يكون المال دولة بين الاغنياء فقط كما كان ذلك في شرائع الجاهلية او في شرائع من سبقنا من الملل والشرائع الاسلام وسط فيما فيما امر به في المعتقدات. وما اخبر الله جل وعلا واخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم. ففي التوحيد وسط بين الغالي فيه ممن يشرك بالله جل وعلا كالنصارى واليهود وما بين الجافي والمبتعد عن ذلك ممن يظن ان الناس جميعا على التوحيد مهما عملوا. فالاسلام يدعو الى توحيد الله جل وعلا بما امر الله به في قوله فاعبد الله مخلصا له الدين. وقال وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. فتوحيد الله جل وعلا والاخلاص له اساس الملة والدين في باب الصفات وانتم اهل الاختصاص الاسلام بل اهل السنة والجماعة وسط في باب الصفات ما بين الممثلة المشبهة وما بين النفاة المعطلة وفي ابواب الايمان اهل السنة والجماعة والاسلام الحق وسط ما بين التكفيريين الغلاة وما بين المرجئة الجفاة وفي في اثبات الايمان من انه قول وعمل واعتقاد ووسط بين هؤلاء وهؤلاء. كذلك الاسلام وسط في الصحابة بين الغلاة فيهم ممن الهوهم وبين النواصب الذين ذموا بعض الصحابة فاهل السنة والجماعة يثنون على جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون فيهم ما قال الله جل وعلا لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة. وفي ابواب الامامة والولاية اهل السنة والجماعة بل دين الاسلام وسط بين من اختلفوا في هذه المسألة العظيمة من الخوارج في القول والعمل الذين يرون الخروج على الولاة فيما يرون منهم من اخطاء او منكرات ووسط بين هؤلاء الغلاة الذين يرون الخروج والذين والطرف الاخر الذي لا يرى نصيحة الامام اصلا ويرى ان ما قاله ولي الامر فهو صواب مطلقة انهم نواب الله جل وعلا في ارضه واهل السنة والجماعة يرون الطاعة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بل امر به في انهم يجب على المسلم السمع والطاعة فيما احب وكره يجب على المرء المسلم السمع والطاعة فيما احب وكره والا ينازع الامر اهله كما ثبت ذلك في صحيح مسلم. فامر والولاية عظيم وشأنه عظيم لكن معه في منهج الوسطية النصح والبيان والتعاون مع ولاة الامر على البر تقوى كذلك منهج الوسطية والاعتدال عدل ووسط في الفقه والاحكام اولا مراعاة الاجتهاد فالاجتهاد ماض لم يغلق. وباب الاجتهاد منهم من فتحه على مصراعيه حتى دخله من ليس باهل له. ومن من لم يعي النصوص ولا القواعد والاصول ففتحوا على مصراعيه ونسمع اليوم من يجتهد في المسائل الشرعية والنوازل العظيمة مما لو كانت في عهد عمر رضي الله عنه لجمع لها اهل بدر واليوم تنزل المسائل العظيمة بالامة فيفتي بها الواحد ويفتي بها الاثنان من عامة طلبة العلم ممن ليسوا مؤهلين لذلك في رسوخ العلم مما يجتنبه الجمهرة من من العلماء الا ان يجتمعوا جميعا لينظروا في هذه النازلة. فالاجتهاد مفتوح بابه لكنه لكن هذا الفتح وسط بين فئتين بين من يرى غلق باب الاجتهاد اصلا والبقاء على نصوص السابقين من اهل العلم وبين من يرى باب الاجتهاد مفتوحا لكل احد حتى ولم يكن اهلا لذلك الاعتدال في الفقه والاحكام والوسطية في ذلك تدعونا للوسطية بين جهتين بين لزوم المذهبية ونزع فهناك من يطلب نزع المذاهب الفقهية وان المذاهب ليست بحق على اطلاقها وانما كانت لفترة مضت وعالواجب الرجوع الى كتب الحديث والسنة ونبذ كتب المذاهب مهما كانت. وبين فرقة اخرى وفئة اخرى ترى البقاء على نصوص المذاهب وانهم ادرى بذلك وان نصوصهم وكلام علماء المذاهب يصلح لما بقي من الزمان. والحق وسط بين الفئتين لان كلام علماء المذاهب مطلوب فهمه لانهم الذين فهموا الشريعة وصوروها لكن لكل زمن احكام ولكل في زمن فهم والشريعة منوطة بالمقاصد ومنوطة بتحقيق المصالح ودرء المفاسد. فالبقاء على نصوصك سابقين ليسوا معنا في ذلك الوقت في هذا الوقت وليسوا متطرقين الى ما نعيشه وما عندنا من علل ومقاصد يجب مراعاتها ومصالح يجب مراعاتها ومفاسد يجب درغها هذا ليس من باب الاعتدال. الاعتدال الاخذ باقواله وفهم مراداتهم واخذ احكامهم ومعرفة مآخذهم ولكن يجب النظر في النصوص لان النصوص واسعة تسع الازمنة والاخذ بكلام العلماء مطلوب في فهم تلك النصوص. فالاسلام وسط في المذهبية ما بين معطلة المذاهب وما بين الغلاة في المذهبية. كذلك الوسطية والاعتدال سمة لهذا الدين. وسمة لاهل السنة والجماعة فيما بين تشديد المفرط والتيسير غير المنضبط. النبي صلى الله عليه وسلم امر بالتيسير. وحض عليه وقال في وكان اذا خير بين امرين اختار ايسرهما ما لم يكن اثما وهذا فيه نفي للتشديد الذي هو ايقاع في الحرج. فالذين يأخذون بالتشديد وان الحق في الشدة وان الحق في التغليظ ليس هذا بحق بل هو نوع من الغلو في الاحكام يجب نبذه وانما الحق في ان نأخذ بالتشديد في الذي دل عليه النص وحينئذ لا يسمى تشديدا ونأخذ بالتيسير حيث دل النص على ذلك او حيث خيرنا بين امرين لم يرد دليل في احدهما نصا فاننا نختار ايسرهما ما لم يكن اثما. وهذا يهم جدا في وفي المقالات وفي المحاضرات وفيما نوجه فيه الشباب نجتهد في ان نبتعد عن التشديد الذي يضر وعن الاخذ بالغلظة والاخذ بالشدة التي تجعل الناس الذين يوجهون ويحاضر عليهم ويرشدون يأخذون بالمأخذ الاشد الذي يجعل في النفوس حرجا حتى من التعايش مع الناس. والواجب ان يكون هناك اخذ بالوسط والاعتدال في ذلك كله لان الشريعة جاءت بنفي الحرج. وان المنبث لا ارضا انقطع ولا ظهرا ابقى. كذلك الشريعة في احكامها وفقهها ومقاصدها وسط في المصالح والمفاسد. غلا اناس في صالح حتى قدموا المصلحة المتوهمة على النص وحتى قال بعضهم حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله. وغلا اخرون حيث رأوا الغاء مطلقا والنظر في في النصوص وان النصوص فقط هي المصلحة والاخذ بظاهر النصوص والشريعة شريعة معللة شريعة مبنية على مصالح وعلى درء المفاسد. شريعة مبنية على تحقيق المقاصد. ومن فاته العلم بقواعد المصالح ودرء المفاسد وفاته العلم بقواعد الشريعة ومقاصد الشريعة فانه يفوته تحقيق هذه الشريعة المباركة فهذه الشريعة المباركة شريعة الاسلام شريعة مبنية على علل مبنية على مقاصد مبنية على رعاية المصالح مبنية في الفقه على معرفة الفرق والجمع بين الاحكام. فمن فاته معرفة المقاصد والمصالح والمفاسد. وفاته معرفة العلل المتوخاة من احكام وفاته معرفة الجمع والفرظ في في الاحكام المنصوص عليها او التي اجتهد فيها العلماء فانه لا مجال له في الاجتهاد. ولا مجال له في الحكم ولا مجال له في رؤية احوال الناس لهذا يجب علينا ان نرعى الوسط ما بين الذين ينفون المصالح مطلقا وما بين الذين يغلون فيها فشريعتنا معللة نأخذ بالمصالح ومقاصد الشريعة. ولهذا نرى كلام اهل العلم الراسخين فيه من مثل الامام احمد وقبله الشافعي والامام ما لك وآآ ابو حنيفة كلام شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم في مسائل كثيرة يرون فيها المصالح المنوطة بالنص حتى تكلموا في مسائل ربما خالفت ما عليه الفتوى اليوم لرعايتهم صالح المتوخاة من الشريعة. رعاية المقاصد والمصالح مطلب شرعي ضروري لتأصيل منهج الوسطية والاعتدال في امور من انواع التطبيقات هذا الامر وهو الوسطية والاعتدال وهذا المنهج القويم الوسطية والاعتدال في الحكم على الاشياء الاشياء تتجدد والقضايا تتنوع وكل يوم لنا جديد ولا شك فالزمن له حركة والمدنية ولادة والحضارة متوقدة ولن تقف عند حكم فقيه اولن تقف عند حكم داعية او عند تنظير منظر. الزمن يتحرك والزمن ولاد. والمدنية تتولد وتنمو كما هو مشاهد ومنظور في الزمن الحاضر والحضارة والازمنة الماضية. ولابد حينئذ من ان يكون هناك منهج واضح معتدل في الحكم على الاشياء في الحكم على الاوضاع في الحكم على الاشخاص في الحكم على الافكار وما يطرح في الحكم على النوايا والمقاصد في الحكم على المجتمعات في الحكم على الدول في الحكم على العلماء في الحكم على الدعاة في الحكم على الناس وهذا المنهج الوسط يجب ان يؤصل في اطروحات وفي رسائل حتى لا يكون الناس الذين يرومون الاصلاح ويرومون الدعوة ويرومون الارشاد حتى لا يكون طلبة العلم في غيبة عن المنهج المعتدل في ذلك من قواعد اهل العلم الحكم على الشرع فرع عن تصوره والله جل وعلا يقول لنا ولا تقفوا ما ليس لك به علم فمن اراد ان يحكم على شيء دون علم كامل بهذا الشيء او يحكم على وظع او يحكم على شخص او يحكم على افكار واطروحات او يحكم على نوايا ومقاصد دون معرفة شرعية بذلك فانه حينئذ ما ليس له به علم والواجب علينا ان نضع هذه الاية نصب اعيننا وان نضع قول الله جل وعلا في النهي عن القول بلا علم وجعل وحيث جعله قرينا للشرك بقوله وان تقولوا على الله ما لا تعلمون والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القول بلا علم وان من يفتي بغير علم فانما يتقحم النار حينئذ فكيف نحكم على الاوضاع؟ الناس كما ترون يحكمون على كل شيء فهل يليق يليق باهل الفكر والعلم واهل المنهج الفكري والمنهج المستقيم في النظر والتأمل ان يكونوا مستعجلين وان يكونوا من غير ذوي الاناث في الحكم على الاشياء انتم نخبة سواء سواء من الطلاب من ذوي المستويات العالية او من غيرهم. انتم النخبة فكيف يسوع ان يكون لكل شيء منهج الا التفكير والحكم على الاشياء بلا منهج. هل يسوغ ان يترك الناس لكل احد طريقه في الحكم على الاشياء؟ حينئذ اشياء واشياء واشياء من مثل ما رأينا وسينتج هناك افكار واراء واحكام على الاوضاع والاشخاص والمجتمعات والدول وحتى حكم على النوايا واهل العلم بما ترون وبما لا ترون في المستقبل هل يصوغ ان يكون هناك غياب لمنهج التفكير في الحكم على الاشياء اننا نطالب بمنهج نفكر فيه ونفكر به بمنهج يكون قاعدة للتفكير. كيف يفكر؟ كيف تبني النتائج على مقدماتها؟ هل يسوغ ان يكون هناك حكم على النتائج حكم على الاشياء وحصول نتائج في الحكم او في العمل بدون مقدمات للتفكير سليمة كيف نصحح الافكار كيف نصحح منهج الحكم على الاشياء هذا هذا من اهم المهمات الحكم على الشيء فرع عن تصوره من القواعد انه ليس لكل احد ان يقتحم الحكم على كل مطلب هناك اشياء عظيمة يجب ان تترك للناس الكبار. للناس الذين ينظرون للامور بمنظار شامل انت لا تعرف كل شيء في الامور فكيف تحكم على كل شيء؟ هل يسوء لطالب علم او منتسب او حتى من المثقفين وعامة الناس ان ينصب نفسه حكما على اوضاع حكما على دولة حكما على علماء حكما على افكار دون حصر ودون نظر ودون تطبيق للقواعد الشرعية. من الناس من يروهم ان يكون ديدنه في الحكم الاخذ ببعض اشياء فيرى نصا واحدا لديه كافيا في الحكم الكلي على ذلك. ولو كان الامر كذلك لما كان الفقهاء قليلين كيف تميز فقهاء الاسلام لانهم نظروا في النصوص جميعا ثم نظروا في النصوص ونظروا في عللها ونظروا في المقاصد ونظروا في المصالح والمفاسد. فالحكم الشرعي لا يناط بشيء واحد ينظر فيه المرء. فلابد من الاعتدال في الحكم على الاشياء ما بين طرف يغلو فيحكم بمجرد خاطر وقع له وما بين اخر يترك الامر وكأنه لا يعنيه. نحتاج الى وسط ما بين الغلاة الذين يحكمون دائما بالاسوأ من الاحكام على اشياء وعلى الاشخاص ويحكمون بالظن ويسيئون ويسيئون النظر ويسيئون الظن ويحكمون على كلمة قالها شخص او امر تبنته جهة على الحكم على تلك الجهة بكلها. واجب ان يكون المرء متوسطا وازنا بين الايجابيات والسلبيات. موازنا بين المصالح والمفاسد. موازنا في الحكم على الاشياء ما بين فيها والجافي عنها. فالذي يروم الحكم بدون توسط فانه يذهب الى الخروج عن اعتدال الشريعة وعلى وعن الاعتدال في الامور. الاشخاص المسلم الاصل فيه السلامة الاصل في المسلم السلامة ليس الاصل في المسلم الشك. ليس الاصل في المسلم ظن السوء. الاصل في المسلم ولو كان عنده ما لا ينبغي من اعمالي والاقوال لكن الاصل فيه السلامة ليس الاصل فيه الشك والاصل فيه انه يقول سوءا او يذهب الى سوء الاصل في الافكار التي يطرحها مسلم ان يكون ديدنه فيها حب الخير. وليس ديدنه فيها حب الشر او حب المخالفة او الوقيعة او الافساد لكن ديدنه في ذلك الخير من حيث الافكار الا ان ثبت خلاف ذلك من قول صريح او عمل صريح فانه حينئذ يكون خلاف ذلك. النوايا والمقاصد يجب اعتبار الظاهر فيها. والا نحكم على نوايا ومقاصد الناس باعتبار ظاهر سلوكي او ظاهر قولي لان النوايا والمقاصد علمها عند الله جل وعلا. ويجب علينا الحذر من ان نظن سوءا بالناس والله جل وعلا يقول يا ايها الذين امنوا يقول الله جل وعلا واجتنبوا اه اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم. وقال ايضا عليه الصلاة والسلام فيما جاء في الحديث لما جاءت الشهادة قال هل رأيت الشمس؟ قال نعم قال على مثلها فاشهد او فدع الوسطية في التفكير مطلوبة. تفكير الشباب اليوم بل تفكير الناس بل حتى تفكير بعض الخاصة نراه متفرقا متشعبا بين عقل جامد او عاطفة جامحة العقل والادراك والعقل والاتزان مطلوب. لكن مع عدم الغاء العاطفة والعاطفة مطلوبة العاطفة الجياشة مطلوبة التعاطف مطلوب الحماس للدين مطلوب لكن مع عدم غياب العقل السليم اية النص فمن جعل عاطفته حكما عليه في كل تصرفاته دون رجوع الى علمه ودون رجوع الى اهل العلم الراسخين فيه ودون رجوع الى توجيهات من ولي الامر او على قواعد شرعية مبنية فانه حينئذ يروم عاطفة كما رام الخوارج او كما رامها المعتزلة او كما رامها اهل الاهواء. فاهل الاهواء ما الذي اوقعهم في اهوائهم؟ الا العاطفة التي لم تنضبط بنص اولم تنضبط بمنهج خالف الخوارج الصحابة فقتلوا خير الناس في زمنهم وهو علي رضي الله عنه. من قتل علي قتله اعداء الاسلام انما قتله رجل يقوم الليل ويصوم النهار وهو عبدالرحمن ابن ملجم الخارجي عبدالرحمن ابن ملجم ارسله عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الى مصر. لما طلب عمرو بن العاص قارئا للقرآن يقرئ القرآن قال مصر اهل مصر يحتاجون الى قارئ يقرئ الناس القرآن. فقال عمر رضي الله عنه في رسالة ارسلها الى عمرو ابن العاص قال ارسلت لك رجلا صالحا هو عبدالرحمن ابن ملجم اثرتك به على نفسي. اذا اتاك فاكرمه اجعل واجعل له دارا يقرئ الناس فيها القرآن. جلس عبدالرحمن بن ملجم في مصر حتى ظهرت حركة الخوارج واول ما ظهرت في اليمن ثم في مصر واخذت في مصر فاثروا عليه. لانه كان كثير الصلاح كثير العاطفة لكنه كان قليل العلم. والفقه وكان منعزلا فلذلك اتاه الامر من حيث اتاه وقتل خير الناس علي ابن ابي طالب ولما قيد للقصار وقيد منه اريد للقتل قال لهم لا تقتلوني مرة واحدة ان اقتلوني شيئا فشيئا قطعوا اطرافي امامي لانظر كيف تقطع اطرافي في سبيل الله جل وعلا. وامتدحه واحد من اصحابه هل كونه خارجيا؟ معنى ذلك ان الناس نفوه لا بقيت دعوة الخوارج سرية متسلسلة في الناس حتى مدح مدح قاتل علي عمران بن حطان في ابيات يقول فيها والعياذ بالله يقول يا ضربة من تقي ما اراد بها فقي منه هل هو علي بن ابي طالب عند هذا الشاعر الفاجر؟ الخارجي المجرم لا انما هو العلي يقول يا ضربة من تقي ما اراد بها الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا اني لاذكره اني اذكره حينا فاحسبه اوفى البرية عند الله ميزانا. وهذا والعياذ بالله يصل التدين او التدين غالي بالانسان حتى يجعله يرى حسنا ما ليس بالحسن. فالعاطفة الجياشة والحماس للدين والجهاد الذي يؤول الى مثل هذه الافكار وهذا الغلو هذا مرفوض من صاحبه. والوسط والاعتدال يرفضه بل يحارب واصحابه لانهم ان بقوا فانهم سيضلون الناس فقد حاربهم علي ابن ابي طالب وحاربهم ابن عباس رضي الله عنهما وحاربهم معاوية وحاربتهم الدولة الاموية وحاربتهم الدولة العباسية الى وقتنا الى الحاضر فكل اهل الحق يحاربون من يغلو في الدين الى هذا الامر ولو كان يتدين بعاطفة جياشة او يقول من قول خير البرية فالنبي صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك. الوسطية مطلوبة في التفكير وفي الحكم على الاشياء وفي منهج التفكير بين البدايات والمآلات. كثير من الناس ينظر الى الامور باعتبار الحاضر. ينظر الى الامور باعتبار الواقع. لكن لا ينظر الى المآلات والعقلاء الذين يتبعون الشرف ويدركون احكامه ونصوصه ومقاصده فانهم ينظرون الى البدايات كما ينظرون الى المآلات. وقد قال بعض اهل العلم من كانت بداياته محرقة كانت نهايته مشرقة. من كان ينظر الى البداية نظرا سليما في النظر في اسباب حدوث الاشياء وفي بواعثها لينظر كيف يحكم عليها فانه يكون في نظره الى المآلات سليما. اما ان كان لا ينظر الى البدايات ولا ينظر الى الاسباب والبواعظ ولا ينظر الى بعث الشيء او كيف حصل وانما ينظر الى المقصد منه فاذا كان ما سيتحقق منه سليما فان بدايته عنده ستكون سليمة ولا شك فهذا غلط في التفكير لان التفكير الصحيح ان تنظر الى البداية وتنظر الى فمن فاته النظر في المآلات فانه يفوته النظر السليم. وكثير من ذوي العاطفة الجياشة وذوي النظر القاصر ينظرون الى الامور نظرا سطحيا بدون اعتبار للمهالي والنهاية. كذلك نطلب نظرا وسطيا في التفريق ما بين الواقع والتنظير. كثير من الناس ينظف وخيالات. هي في نفس الامر قد تكون سليمة. لكنها من حيث التطبيق شبه مستحيلة مستحيلة فهل يسوق ان يكون المتفقه ان يكون حملة الشرع بل ان ان يكون الناس المحب ان يكون الناس المحبون للخير ان يكونوا اسيرين لخيالات غير قابلة للتطبيق ان يكونوا اسيرين لتنظيرات لا توافق الواقع الذي يريد الاصلاح الصحيح فيجب ان يعمل من لا للممكن من خلال الواقع لا ان يجانب الواقع فيعمل تنظيرات يكره بسببها الواقع او يجانب الواقع من اجل ذلك. كيف تعمل؟ النبي صلى الله عليه وسلم اتى الى قوم اهل جاهلية. فهل ابطل جميع ما كان عليه الجاهلية ليس الامر كذلك. اخذ باحكام الجاهلية في اشياء كثيرة. وجعل من اعمال اهل الجاهلية في في كثير من الامور ميدانا لانطلاقه هذا وهم اهل جاهلية. فكيف الامر اذا كان المسألة في بلد الاسلام او بين اهل الاسلام او بين اهل العلم في امور مختلف فيها ما بين اجتهاد واخر. فكيف يكون الامر كذلك؟ انكم يا حملة الشريعة ويا دعاة الاسلام ويا خطباء المساجد وائمة المساجد بل ويا علماء الاسلام ويا فقهاء الاسلام ان تكونوا واقعيين في الطرح فليس الامر مقبولا اذا كانت اطروحاتنا خيالية او كانت اطروحاتنا بعيدة اعانت عن قبول التطبيق لا يمكنك ان تطبق على الناس ما لم يكن مقبولا لدى الناس ما لم يكن مقبولا في مصالحهم ويجب ان نرعى احوال الناس وما يختلفون فيه. فالخيالات والتنظيرات ليست بمقبولة. كذا كذلك في الدعوة اذا كنا نريد من الناس في ميدان الدعوة ان يكونوا خياليين في ميدان الدعوة يأتون الى الناس بكلماتهم وتنظيراتهم وتحميس الناس الى ما ليس بميدان في التحمير ويكونون خياليين كمن يدعو الى الجهاد ولا ميدان صحيح للجهاد كمن الى الانكار باليد ولا ميدان لانكار باليد الا من جهة الاختصاص. فيحمل ذلك الناس على الحماس وحينئذ حماسهم في طرق غير شرعية قد يكون من نتائجها ما حصل في الاسبوع الماضي وما قد يحصل مستقبلا فيجب عليك ان ترعى كلمتك في الا تكون خياليا فيما تطرح والا تتكلم بكلام ينزله الناس على واقع ليس في ذهنه. بعض المعلمين او بعض الدعاة بعض الاساتذة بعض الخطباء يقول كلاما هو في نفسه صحيح ويكون عند الخطيب او عند الداعية او عند المعلم او عند استاذ الجامعة يكون عنده ضوابط تحجزه عن ان يزيد في تطبيق ما ذكر عن الحد المأذون به شرعا. لكن هو لا يأمن من يخاطب ومن يحدث عن ان يزيد في تطبيق ما ذكر الحد المأذون به شرعا والحظ قول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا نهى الله جل وعلا اهل الايمان عن ان يقولوا راعنا. لماذا؟ لان كلمة راعنا تحتمل ان تفهم كما يقوله اليهود راعنا يعني من الرعونة والغلظة والشدة يريد بها النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه لما كان الفهم يمكن ان يفهم سيئا نهى الله جل وعلا عن استعمال اللفظة وامر باستعمال كلمة واضحة بينة لا لبس فيها ولا غموض. كذلك الذين يتحدثون للناس عبر الخطبة عبر المسجد عبر حلقات الجامعة عبر المحاضرات التي تكون في الجامعات او عبر الدروس التي تكون في المدارس. ويقول كلمة ليست صحيحة في نفسها. او يمكن ان تفهم على غير فهمها او توقع المستمع في اللبس ثم هو لا يوضح فانه حينئذ يكون شريكا في البعد عن الاعتدال ويكون شريكا في عدم الفهم الحسن. كذلك يجب علينا ان ننظر الى قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يحب الرفق في الامر كله. يحب الرفق في الامر كله. ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف. وهذا الحديث في الصحيح كما هو معروف. يحب الرفق في الامر كله. في الامر كله يعني في الكلمة. تكون رفيقا في التفكير تكون رفيقا في الارشاد تكون رفيقا في الطرح تكون رفيقا. فالرفق مطلوب الله جل وعلا رفيق يحب الرفق في الامر كله. فهل نريد غير محبة الله جل وعلا؟ هل نريد غير ما يرضى الله جل وعلا عنه؟ فاذا كنت غير رفيق في امرك في تفكيرك في مقاصدك في اطروحاتك في ارشادك فيما تقول وما تأثر في اعمالك في الحكم على الاشياء والحكم على التصورات والحكم على الاشخاص فحينئذ تكون قد فوت اعظم شيء وهو محبة الله جل وعلا لك الوسطية في الدعوة مطلوبة. الدعوة تحتاج من منا الى تعاون على البر والتقوى. لكن هذه الدعوة حيث انه لا يصلح فيها الفوضوية بل يجب ان يتعاون فيها اهل الحق واهل الخير. يتعاونون فيها فانه لا يجوز ان نكون فيها مغالين فنذهب في الدعوة الى تنظيمات بدعية او تنظيمات سرية او الى حزبية فالدعوة الحق بين التنظيم السري والحزبيات المقيتة وبين الموالاة والمعاداة على رموز دعوة متوهمة وما بين الفوضوية التي لا تنتج دعوة. نحتاج الى تعاون على البر والتقوى وفق منهج اهل السنة والجماعة. ووفق فالطاعة لا تجوز في بلد الاسلام الا لولي الامر. الطاعة المتوهمة لجماعة او لدعوة او لحزب او نحو ذلك هذه ليست شرعية. النبي صلى الله عليه وسلم حين ارسل عليا وصاحبه الى اليمن مع ان احدهما كان اميرا للسفر فحينما اتى امر الدعوة قال لهما تطاوعا ولا تختلفا ويسرا ولا تعسر وبشر ولا تنفرا فليس ثم مجال لطاعة مطلقة وفق تنظيم سري او وفق حزبية مغلقة بل التنظيم يكون وفق تنظيم ولي الامر والطاعة تكون وفق طاعة الله جل وعلا وطاعة ثم طاعتي ولي الامر فيما ليس فيه معصية. اذا كان الامر كذلك فنحتاج الى تعاون في الدعوة على البر والتقوى والى تكاتف والى ان نكون في الاطار الذي اذن به ولي الامر. والاطار الذي لا ينتج مفاسد. اما الاطارات الاخرى التي يتكلم فيها الناس او قد تكون موجودة في بعض البلدان ونخشى ان تكون موجودة عندنا او تنتقل الينا من تنظيمات سرية او حزبيات مبتدعة فان هذا مخالف للمنهج الوسطي ولطريقة اهل السنة والجماعة. فما كون امام من الائمة ائمة الاسلام مع ما حصل في زمنهم ما كونوا جماعة خلاف ما اقره ولي الامر. فهل كانت غيرة نوح عليه السلام لم يكن ثمة اعلى منها في زمانه. هل كانت كافية في ان يزول الشرك او ان تزول الوثنية التي كانت في زمنه لم يكن الامر كذلك. هل كانت كافية لتنزل نصر الله جل وعلا عليه؟ اذ ذاك لم يكن الامر كذلك. بل مكث في قومه عن وجود الغيرة العظيمة والعاطفة الجياشة منهج يجب ان نكون عليه من ينظر اليوم الى مشاكل الامة وما هي فيه في كثير من الاصقاع من جهل بدين الله من بعد عن توحيد الله جل وعلا الخالص من وجود لشركيات مختلفة من وجود لبدع مختلفة من وجود لمنكرات مختلفة هل حلها يكون بغيرة متوهمة؟ هل حلها يكون بالانكار باليد؟ هل حلها يكون بالسعي وفيما لا يرضي الله جل وعلا من وجود مثل هذه الجرائم والتفجيرات التي حصلت كيف تحل مشاكل الامة بجهد ابناء الامة لابد ان نكون في ذلك وسطا بين الذين كأن الامر لا يعنيهم ولا يسعون في حل مشكلات الامة وبين الذين فيذهبون الى طريق الخوارج او طرق بدعية ظالمة بما فيها من سلوكيات وسبل منحرفة. الامر وسط في ان نعمل جهدنا وفق المنهج الشرعي في ان نعمل متكاتفين متعاونين وان نحصر مشاكل الامة وان نسعى فيها وان نبذل بالدعوة والخير والاصلاح والمناصحة وفق المتاح ووفق الشرع المطهر ووفق المأذون به. فمن حل مشاكل الامة خيالات وتنظيرات فانه سيكون اسير هذه الخيالات والمشكلات دون حل لها. كذلك نكون وسط امر وسط في ان نعمل جهدنا وفق المنهج الشرعي في ان نعمل متكاتفين متعاونين وان نحصر مشاكل الامة وان نسعى فيها وان نبذل بالدعوة والخير والاصلاح والمناصحة وفق المتاح ووفق الشرع المطهر ووفق المأذون به. فمن مشاكل الامة بخيالات وتنظيرات فانه سيكون اسير هذه الخيالات والمشكلات دون حل لها كذلك نكون وسطا في النوازل التي تقع في الامة. بين تأزيم النوازل وبين الاسهام في حلها الامة مستهدفة ولا شك امة الاسلام بعامة وبلدكم هذا بخاصة مستهدف بلا شك فكيف تكونون تجاه ذلك. يجب اولا على مستوى هذا البلد المبارك الذي هو معقل الاسلام ومأرز الايمان والمكان الذي انطلقت منه الرسالة الخالدة وانطلقت منه دعوة التصحيح والتجديد والذي تنطلق منه اليوم بشائر الخير بما ترعاه الدولة وترعاه مؤسسات هذا البلد من وزارات وهيئات وجامعات ومؤسسات خيرية وما يرعاه علما ودعاة ويرعاه الناصحون الجميع يجب ان يتكاتف في رد الازمات. وعلاج الازمات. لا ان نكون اثرين في الناس في ان نزيد من الازمة. جاءت ازمات وكثير من الناس زاد من الازمة بفعله او بهيجانه او بتحميسه او بكونه كان الازمة لا تعنيه والا يؤثر فيها. الواجب علينا ان نكون مؤثرين المنهج الوسطي وان نعمل في التأثير وفق المتاح والا نكون متفاعلين مع امور بطريق غلط ان نكون محمسين بطريق خاطئة ان نكون مغالين في الامور فالمطلوب منا ان نحافظ اولا على توحيد الله جل وعلا. وان نكون محافظين على وحدة الكلمة. على طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم ثالثا على وحدة الكلمة واجتماع الصف. مسائل الجاهلية التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل الجاهلية والف فيها الامام المصلح لها بثلاث مسائل هي اعظم المسائل التي خالف فيها اهل الاسلام اهل الجاهلية خالف فيها الرسول صلى الله عليه وسلم اهل الجاهلية الامر الاول التوحيد. فكان اهل الجاهلية اهل شرك فدعاهم الى التوحيد. الثاني طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم اهل الجاهلية ما يقيمون طاعة لمقدم فيهم فخالفهم بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. الثالث طاعة ولي الامر كان اهل الجاهلية يرون الفوضى لم يكن في مكة اميرا لم يكن في مكة امير عليها ولم يكن لم يكن هناك في البلد عليها فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الى طاعة ولي الامر. قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب بعد سرد هذه المسائل. فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فعظم هذه المسائل الثلاث وابدى فيها واعاد. وهذا هو الذي يجب علينا ان نبدي فيها ونعيد. فالذين النوازل باعطاء الشكوك والاوهام وطرح الشك وطرح سوء الظن والا ويذهبون بعيدا عن الى وحدة الكلمة واجتماع الصف فان هؤلاء يسعون الى ما فيه خلاف الصالح شرعا والى الغلو فيما يطرحون فالواجب حينئذ في المسائل والنوازل ان نسعى في عدم تأزيم النوازل وان نسعى في حلها فالنوازل اذا وقعت تحل بالشرع تحل بالعقل والحكمة والاناة. الوقت يضايقنا عن المظي في هذه المسائل نحتاج الى تنبيهكم الى نقاط ربما انتم تبحثون فيها وحبذا ان تكون هناك بحوث في هذه الامور التي سأذكرها آآ باختصار لانها مهمة في توجيه وتوجيه الشباب بل توجيه الامة. الاعتدال في السياسة. بين المبالغة في النظر الى السياسة وما بين الترك. كثير من الناس ينظر انه بسماعه لقناة فضائية او بقراءته لتقرير صحفي انه مؤهل للنظر في السياسة. السياسة صعبة حتى عند الذين عندهم مؤسسات كبيرة تدعمهم معلومات ولديهم اجهزة تحري فليست السياسة بالامر السهل التي يحكم فيها افراد الناس بان هذا امر حكمه كذا ان هذه قضية يجب ان ننظر فيها كذا والواجب حينئذ ان نكون متوسطين في السياسة فهم الامور السياسية مطلوب لكن يجب ان تثق في حل الامور السياسية ان تثق بولي الامر. ان تثق بمن اعطي في ذلك لانه عنده من الاجهزة والنظر والادراك في مصالح الامة ما ليس عند الافراد. فمن كان عنده نظر في تقرير صحفي او في رؤية قناة فضائية. وحينئذ يجعل نفسه قائما بامر الامور السياسية وكانه الذي عنده الغيرة على الامة وغيره ليس عنده غيرة على الامة فانه قد بالغ وترك الاعتدال. الاعتدال في السياسة بين الفهم والقناعة. ليس كل الامور يمكن ان تفهم لكن يجب ان تحاول لكن قد لا تدرك القناعة التامة. الاعتدال في السياسة بين الاتهام المطلق وما بين التبرير المطلق. هناك من يبالغ هنا في الاتهام يتهمون باول خاطر وهناك اخرون ايضا في الطرف الاخر يبالغ في التبرير لكل شيء والعاقل المدرك العالم طالب العلم صاحب الحق فانه يكون وسطا بين الاتهام وما بين التبرير يكون متفهما مدركا يعرف الامور ومآخذها. الوسط بين الوطن والامة الوسطية بين الاهم والمهم. نحتاج الى بحث في الوطن والامة منا من قد يفرط في وطنه الذي هو مخاطب اساسا لوجود الولاية عليه ولوجود مصالحه ومصالح من يكونون حوله فيه يفرط في وطنه رعاية لمصالح الامة كلها وهذا ليس بسليم. مصالح الامة مطلوبة ان ترعى وان يحافظ عليها. لكن اولا ان يحافظ على الوطن لان هذا انت مخاطب فيه اولا. ابدأ بنفسك ثم بمن تعول. ابدأ بنفسك اولا بنفسك وبمن حولك في النفقة بنفسك ومن حولك في المحافظة. فمن اضاع المحافظة على الوطن من جهة النظر الى المحافظة على الامة فانه لن يدرك المحافظة على الامة ولن يدرك المحافظة على الوطن. فلابد ان تكون الامور مقدماتها تحافظ على وطنك لانه الاهم وان تجتمع كلمتنا على ذلك ونسعى في هذا في ان نكون مؤثرين في الامة ساعين في مصالحها. كذلك الاهم والمهم. هناك من لا يرعى الاعتدال في ذلك. يقدم كل شيء عنده مهم لا العقلاء من اهل العلم والدعوة واهل التوجيه يرون ان تقديم الاهم مطلوب يرون ان تقديم الاهم مطلوب حتى ولو فوت مهما او مهمات كثيرة. لا بد ان الاولويات ان تبدأ بالاهم وان تؤخر المهم لابد من ان نكون اهل ادراك لان شريعتنا امرتنا امرتنا بذلك ان نكون اهل فهم اهل نظر والا نكون متعجلين متوانين في امورنا وان نكون وسطا بين طرفي الافراط والتفريط بين طرفي الغلو والجفاء. نسأل الله جل وعلا ان يوفقني لما فيه رضاه وان يجعلنا من النمط الذين وصفهم علي بن ابي طالب الخليفة الراشد ورابع مبشرين بالجنة رضي الله عنه وارضاه وصفهم بقوله خير الناس النمط الاوسط الذين يرجع اليهم الغالي والجافي وهذا هو المطلوب منكم. اسأل الله لنا ولكم التوفيق. اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق والرشد والسداد. اللهم وفق ولاة امورنا الى الخير. واجعلنا واياهم من المتعاونين على البر والتقوى. واجزهم خيرا عن كل ما يقدمونه للاسلام والمسلمين. اللهم نسألك التوفيق في امورنا كلها. وان تجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى شاكرا مجددا لمعالي مدير الجامعة هذه آآ الفرصة وهذا الاكرام بهذه الزيارة ومقابلة اخوتي جميعا سائل المولى جل وعلا لي ولكم الرشد والسداد في القول والعمل وان يعيذنا من الذلل والزغل في الطريق والقول والمسار. انه جواد كريم واخر دعوايا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد